الفصل2
في هذه اللحظة كان وجه آدم مرتبكًا ومُتحيرًا، يبدو أن الوضع سيُصبح مرِحًا.

فلم يكن يتوقع أن تلك الفتاة الجميلة ذات السيقان الطويلة التي أقرضته المال للتو في الشارع هى ذاتها حفيدة السيد فاروق.

إنها بالفعل كما وصفها جدها، حيث كان مظهرها جيدًا ووجهها وجسدها لا تشوبه شائبة، مع حجم صدرها ذاك فإنها فاتنة مثالية.

تجمدت عيناي مريم في اللحظة التي رأت فيها آدم، حيث تذكرت خوفها حينما أوقفها ذاك الكاذب.

"يا مريم! احفظي أدبكِ تجاه آدم! إنه زوجكِ المُستقبلي!"

تعتم وجه فاروق، فلم يحتمل تصرُّف حفيدته تجاة آدم.

تحولت نظرات مريم الباردة إلى صدمة، فصرّت على أسنانها قائلةً : "أتمزح معي يا جدى؟ هو؟ زوجي المُستقبلي؟

نخر فاروق قائلًا : "جدكِ اختار الشخص الأفضل لكِ، لاحقًا سوف تفهمين نوايا جدكِ الحسنة"

لن ينس أبدًا هذا المشهد كأنه رأى إمبراطورًا، فلولا مُعلم آدم فلا يُمكنه التخيُل بهذا المشهد أبدًا. حيث أن الارتباط بهذا النوع من العائلات، سيجلب فوائد لا حصر لها لعائلاتهم!

قالت مريم بغضب : "يا جدي، مُستحيل أن أتزوجه! إنه مُخادع رقيع..."

"كيف تجرؤين!" كان فاروق يستشيطُ غضبًا قائلًا : "إذا تجرأت على إهانة آدم مُجددًا، حتى وإن كُنتِ حفيدتي فلن..." انقطع نفس فاروق فجأةَ وبدأ يسعُل بقوة!

أسرع إليه آدم قائلًا : "أيُها الجد فاروق هناك سوء تفاهم! ما خطبك؟

"أنا..." التفت عيناي فاروق فجأة ثم سقط على الأريكة.

"جدي!"

صُدمت مريم وركضت مُسرعة.

نظر آدم إليه بنظرةٍ موجزة، حيث أوشك على قياس نبضه مُباشرًا، فدفعته مريم وعيناها مليئة بالغضب وقالت ببرود : "ابعتد! إن جدي ليس بصحةٍ جيدة! كُل هذا خطأك! فأنت مَن أغضبه!

عبس وجه آدم، فعندما كان فاروق ينتظره في الخارج، يُمكنه القول من النظرة الأولي أن هناك خطبٌ ما بجسد فاروق.

وفي هذا الوقت، دخل زوجان في منتصف العمر وخلفهم رجلٌ عجوز نشيط وشعره أبيض.

كان ذاك الرجل العجوز حليمًا رصينًا و يتمتع بمزاج نبيل.

كانا هذان الزوجان والدا مريم، ياسر وأزهار.

صُدم ياسر عندما رأى وجه الرجل العجوز أُرجُوَانيّاً. فلف رأسه وتوسل فوق العادة للرجل العجوز قائلًا : "أيُها الطبيب لؤي، ساعدني من فضلك برؤية ما خطب أبي!"

هز الطبيب لؤي رأسه بهدوء قائلًا : "اترُك الأمر ليّ."

وبعد ذلك تقدم مُباشرةً لقياس النبض ثم تأوّه.

سألت مريم بقلق : "أيُها الطبيب لؤي، ما خطب جدي؟"

ضحك الطبيب بِتَحَيُّر قائلًا : "سأعاجله بالوخز بالإبر حتى يستيقظ الجد فاروق"

شعُرت أُسرة مريم بالفرحة وارتاحت قلوبهم بمجرد سماعهم لذلك.

بدأ الطبيب لؤي العلاج بالوخز بالإبر و كان آدم إلى جانبه يُراقبه جيدًا.

على الرغم من أنه تعرّف على الجد فاروق للتو ولكنه أحس أنه شخص جيد للغاية.

لذا حذره قائلًا: "إن استأنفت العلاج بالوخز بالإبر رُبما يفقد الجد فاروق ثلاث سنوات من حياته."

بث صوت آدم الرعب في قلوب عائلة مريم.

قالت مريم غاضبةً : "كيف تجرؤ على لعن جدي؟ أخرج من منزلي أيُها المُخادع! فليس مُرحبًا بك هنا.

عبس ياسر قائلًا : "مِن أين أتي ذاك الشاب؟ كيف بإمكانه التحدُث بتهاوُن هكذا؟ إن الطبيب لؤي من أفضل الأطباء بالمعادي. كيف بإمكان شابٍ مثلك بأن يستجوبه؟"

عبس آدم قائلًا : "مازال بجسد الجد فاروق هواء، إن لم يتم إفاقته سيكون أي علاج بلا جَدْوَى."

" كان ياسر غاضبًا ثم أشار للباب ببرود قائلًا :"اُغرب عن وجهي!" "اُصمت!

شَعر آدم بقلة الحيلة حيث قد أدى الطبيب لؤي العلاج بالوخز بالإبر بالفعل، حتى وإن أراد إنقاذ حياته فما بإمكانه فعله هو العثور على فرصة.

"هدوء!" صرخ الطبيب لؤي باستياء، فصمت ياسر والآخرون على الفور ولكنهم مازالوا ينظرون إلى آدم بشراسة.

وفي هذه اللحظة، بدا الطبيب لؤي هادئاً بينما كان يحمل إبرة فضية في يديه ينخُز بها في أوضاعٍ مُختلفة.

كان آدم ينظُر إليه عابسًا، فإن هذا الشخص رُبما لديه القُدرة ولكنه يستخدم الأسلوب الخطأ!

فهذه الإبر سوف تجعل نبض الجد فاروق ضعيفًا، حتى وإن استيقظ فسوف تُصبح حالته أسوء!

أنهي الطبيب لؤي الوخز بالإبر بعد أكثر من عشرة دقائق ثم قال هادئاً : "حسنًا، سوف يستيقظ الجد فاروق عقب ست ساعات على الأقل."

لم يسع ياسر سوى قول :"شُكرًا لمُساعدتك أيُها الطبيب لؤي!"

في هذه اللحظة، حرّك آدم أصابعه بإبرة فضية رفيعة ونخز بها ساق الجد فاروق.

لم يُلاحظ أحد ذلك.

نظر الطبيب لؤي إلى آدم بلا مُبالاة قائلًا :"إنه فقط أمرٌ بسيط، فبعض الشباب يجب ألا يُثرثروا في ما لا يفقهونه بالمُستقبل."

بسماع ذلك تجهم وجه ياسر ونظر ببرود لآدم.

وبينما كان يوشك على طرد آدم، سمع مريم تصرُخ بساعدة : "قد أفاق جدي!"

كان ياسر مُتفاجئاً والطبيب لؤي في غفلة ينظُر إلى سرير الجد فاروق بدهشة!

الجد فاروق الذي كان يتنفس بصعوبة بالأصل وعيناه مُغلقتان قد استيقظ بالفعل!

كان الطبيب لؤي حائرًا بعض الشيء برؤيته ذلك!

هل استيقظ بتلك السُرعة؟ هذا...مُستحيل!

حيث قد قدّر وقت استيقاظه بالفعل، على الأقل عقب ست ساعات!

ولم يستيقظ الجد فاروق فحسب بل أيضًا إنه مُفعم بالحيوية.

كان ياسر مُتحمسًا قائلًا : "إن الطبيب لؤي بالفعل من أفضل الأطباء بالمعادي! يبدو أنه نُسخة مجدي يعقوب الثانية!

على الرغم من شعور الطبيب لؤي بالحيرة ولكنه لن يبوح بِمثل هذه الأمور المُحرجة، لذا ابتسم قائلًا :"يبدو أن حالة الجد فاروق أصبحت أفضل مما توقعت. حيث كانت النتيجة فورية بعد القليل من الوخز بالإبر."

سعل فاروق.

هرت إليه مريم مُتسائلة : "هل تشعُر بتحسُن يا جدي؟"

"أنا بخير ولا أعرف بأي مكان أشعُر براحةٍ أكبر..." نظر فاروق للطبيب لؤي وشكره قائلًا :"شُكرًا لك أيُها الطبيب لؤي، فلولا وجودك لأصبحتُ في عِداد الموتى."

ضحك الطبيب لؤي بهدوء وقال :" أيُها الجد فاروق أنت جاد للغاية. فطلما أنا هنا لن أدع أي مكروه يُصيبك."

شكر الجد فاروق الطبيب لؤي ثم نادىّ على آدم وطمئنه قائلًا :"يا آدم أكُنت خائفًا للتو؟"

قال آدم :" نعم قليلًا ولكن لحُسن الحظ أنت بخير."

قال فاروق :"كُلها أمراضٌ قديمة ولكن الآن أنا كومة العظام هذه لدي أُمنية واحدة، ألا وهي احتضان حفيدي الأكبر بأسرع ما يُمكن."

تغيّر لون وجه مريم.

فكما هو متوقع بمُجرد قول جدها ذلك لم تُطق هذه السيدة الجميلة البقاء جالسة.

"يا مريم، اذهبي الآن لمكتب الأحوال المدنية للحصول على شهادة الزواج!"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP