الفصل 10
لم يفقد آدم وعيه، لكنه لم يتصور أن يصدمهم شخصٌ ما عمدًا بتلك القسوة!

فتح باب السيارة، ونزل من كل سيارةٍ من السيارات الأربعة رجلٌ ملامحه غير مطمئنة، حتى أنهم قد يكونوا مجرمين.

لم يتحرك زعيم العصابة، بل صب تركيزه على آدم.

لم تتغير تعبيرات وجه آدم، ونظر لهم بهدوءٍ وقال: "هل أنتم من مجموعة النمر؟"

كان زعيمهم يحمل بيده سكينًا، وينظر لآدم بنظرةٍ ثاقبة، ثم قال بصوتٍ غليظ: "كيف لم يصبك مكروه؟"

فبعد هذا الاصطدام العنيف، كان من الصعب عليه هو حتى أن يكون بتلك اليقظة، لكن هذا الشاب الذي أمامه كان على ما يرام وكأن شيئًا لم يصبه.

"لا تضع وقتك بالثرثرة معه، اجهز عليه فورًا يا أخي"

صاح أحدهم بحدة، ثم اندفع مباشرةً لمهاجمة آدم.

تأفف آدم ببرود، واندفع للأمام كالبرق فلم يتسنى للرجل إبداء أي رد فعل، ثم لكمه آدم لكمةً أطاحت به بعيدًا.

"همم، يبدو أنك مقاتلٌ ماهر"

تغيرت ملامح زعيم العصابة قليلًا، ثم تقابلت عيناه وعينا آدم، فشعر فجأة بالقشعريرة تسري في جسده.

في تلك اللحظة دوت صفارات الشرطة من بعيد، فحملق زعيم العصابة بآدم بغضبٍ وقال بصوتٍ خشن: "أيها الفتى، لقد حكمت على نفسك بالموت بتجرؤك على التدخل بشؤون السيد هاني!"

"ابتسم لك القدر اليوم، لكن الحظ لن يكون حليفك غدًا"

بعد أن أنهى حديثه، أمر البقية بالانسحاب، فسرعان ما قام الآخران بمساندة الرجل الذي ضربه آدم، وانسحبوا جميعًا مسرعين.

عندما لاحظ آدم وصول الشرطة، ذهب للتأكد من حالة مريم، فلما اطمئن أنها بخير، لحق فورًا بالعصابة.

هؤلاء جميعًا مجرمون، ويجب تدبر أمرهم حتى لا تتعرض مريم لمزيد من تلك المخاطر في المستقبل.

إذا تعرضت للأذى، سيحزن الجد فاروق كثيرًا.

أسرع آدم بملاحقتهم، فنظر له قائدهم بخبثٍ وقال بصوتٍ أجش: "كيف تجرؤ على ملاحقتنا يا فتى؟ هل تحفر قبرك بنفسك؟"

بوم بوم!

إنهال وابل من الرصاصات نحو آدم، مما أبطئ من سرعته بعض الشيء.

طأطأ آدم رأسه، ثم التقط بعض الحصى الصغيرة من الأرض وبدأ بإلقائها على هؤلاء الهاربين.

طاخ طاخ!

كان للحصى تأثير قوي على غير المتوقع، فبدأت أكتاف الرجال تنزف بغزارةٍ فور أن أصابتها الحصى.

امتعض وجه زعيم العصابة كما لو أنه لم يتوقع أن يكون آدم بتلك القوة، فأسرع بإلقاء عدة قنابل دخانية.

بوم!

ملأ الدخان المكان، فاضطر آدم للتوقف عن ملاحقتهم، وحين تلاشى الدخان، كانت العصابة قد اختفت بالفعل.

"من هو السيد هاني هذا؟"

همس آدم بهذا لنفسه، ثم عاد أدراجه، لكنه وجد أن الشرطة طوقت موقع الحادثة، وحين سأل، علم أن مريم نُقلت للمستشفى.

فتوجه فورًا إلى المستشفى.

في مستشفى القاهرة التخصصي:

تعرضت مريم لبعض الكدمات فقط، لكن حالتها لم تكن خطيرة.

ولم تلبث أن استعادت وعيها.

سألها ياسر الذي يقف بجوار السرير بنبرةٍ قلقة: "كيف تشعرين يا مريم؟"

قالت مريم بصوتٍ خافت: "أنا على ما يرام يا أبي، لكن كيف حال آدم؟"

بدأت مريم بالسؤال عن حال آدم على الفور، فعلى الرغم من أنها تبغضه، إلا أنها لا تريد أن يتعرض شخصٌ للأذى بدون ذنب.

تغيرت تعبيرات وجه ياسر، وقال: "أخبرتنا الشرطة أنهم لم يجدوا سواك بموقع الحادثة، هل كان آدم هناك كذلك؟"

"كنا عائدين من العمل سويًا" قالت مريم بتعجب، فكيف لم يكن آدم هناك؟

قال ياسر بنبرةٍ حادة: "إذًا فهو على ما يرام، لكن كيف تركك بمفردك وذهب؟ حتى أن الشرطة هي من نقلتك للمستشفى"

تلاشى شعور مريم بالذنب تجاه آدم فور أن حرضها ياسر عليه.

كيف أمكنه التخلي عنها وهو لم يصبه أي مكروه؟

نظر ياسر إلى الجد بغضبٍ وقال: "هل هذا هو الزوج المثالي الذي عثرت عليه لمريم يا أبي؟"

وعلى الرغم من تجهم وجه السيد فاروق بعض الشيء، إلا أنه لم يصدق أن آدم قد يفعل ذلك.

تدخلت أزهار بسرعةٍ وقالت: "اهدأ يا ياسر، ربما حدث سوء تفاهم، فأنا لا أعتقد أن آدم من النوع الذي لا يتحمل المسؤولية"

وصل آدم لغرفة المستشفى في تلك اللحظة، فدفع الباب ودخل.

استشاط ياسر غضبًا بمجرد أن رآه، وصرخ به قائلًا: "ما الذي تفعله هنا يا عديم الفائدة؟"

تجمد آدم بمكانه، فلما يسبونه فجأة؟

"جئت للاطمئنان على مريم"

قال ياسر بجفاء: "يا لهذا النفاق! تركت ابنتي بمفردها في موقع الحادثة، والآن تجرؤ على المجيء هنا؟ يا لك من عديم المسؤولية! اغرب عن وجهي!"

"كفى!"

صرخ الجد فاروق بنبرةٍ حادةٍ مقطّبًا وجهه: "مريم بحاجة للهدوء، فلما تصرخ؟ ربما لم يتعمد آدم فعل ذلك، فلا تصرخ به"

كان ياسر في أوج غضبه، فلما ينحاز الجد لآدم إلى هذا الحد؟

كان لأزهار انطباع جيد عن آدم، إلا أنها أيضًا لم تعرف ما يتعين عليها قوله في تلك اللحظة.

أجاب آدم: "حين تأكدت من وصول الشرطة، ذهبت لملاحقة هؤلاء المجرمين"

"ها!"، ضحك ياسر بسخرية، وقال: "من تظن نفسك؟ أتعتقد أن بإمكانك مواجهة رجال وائل؟"

سألت مريم بهدوء: "وهل تمكنت من اللحاق بهم؟"

صمت آدم لبرهة، ثم قال بإحباط: "لا للأسف، لقد استخدموا قنابل دخانية"

بدت لمحة من الاشمئزاز في عيني مريم، ثم قالت ببرود: "يمكنك العودة للمنزل، ليس لك ذنب فيما حدث اليوم"

أدرك آدم الموقف، وعلم أن محاولة التبرير ستكون بلا جدوى، لذا اختار السكوت.

قال الجد فاروق كابحًا غضبه: "أزهار، أعيدي آدم للمنزل"

أومأت أزهار برأسها وقالت: "حسنًا"

كانت الأجواء متوترة، فلزم آدم الصمت، ورافق أزهار للخارج.

همست مريم وهي على وشك البكاء: "جدي، لا أستطيع الوثوق بهذا الشخص"

تنهد فاروق وقال: "يا صغيرتي، دعينا ننتظر قليلًا لنرى ما بالأمر، فأنا لا أعتقد أن آدم قد يتجاهلك"

"يا أبي..."

أراد ياسر الحديث، لكن الجد فاروق قاطعه ملوّحًا بيده، وقال: "اصمت قليلًا!"

ما كان لياسر إلا أن يغلق فمه وهو مستاء، بينما أخذ سخطه على آدم بالازدياد بداخله.
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP