الفصل 12
يا له من لماح! قوة الملاحظة كذلك تعد موهبة.

ضحك آدم، وغادر المكان بفخر.

في نفس الوقت في مجموعة السيد فاروق:

اقتحم وائل رئيس مجموعة النمر مكتب المدير العام لمقابلة مريم.

قال وائل بتهكم لمريم التي تعد أجمل امرأةٍ بالقاهرة: "ما شعور حضرة المديرة بعد نجاتها من الموت؟"

أجابت مريم بوجهٍ ممتعض: "ألا بد من استخدام تلك الأساليب القذرة يا أستاذ وائل؟"

ابتسم وائل باستهتارٍ وقال: "ماذا تعنين بهذه الكلمات؟ أيعقل ألّا تعرفين ما كنت أقوم به في شبابي؟"

"استعنت ببعض أساليب مجالي السابق، فلما تعتبرينها قذرة؟"

كانت مريم تشعر بالخوف حين تتذكر حادث الأمس، ولم تستطع حتى الآن أن تهدئ من روعها.

وبنظرةٍ مليئةٍ بالحقد، قال وائل: "انسِ أمر شركة الأسهم الدولية يا مريم، وإلا فستكون العواقب وخيمة"

"أنت تعلمين جيدًا من هو هاني شاهين، إن أزعجتني، فهو بمفرده قادر على جعلك تخسرين كل شيء"

شعرت مريم بالقلق بداخلها، لكنها عضّت على أسنانها بإصرارٍ ولم تتراجع.

بدأ صبر وائل ينفذ، وفي تلك اللحظة رن هاتفه، فأجابه بغضب: "ما الأمر؟"

لم يكن معروفًا ما قاله الطرف الآخر، لكن وائل انتفض فجأة وقال بملامح ملأها الذعر: "هل مات هاني شاهين؟"

ندم على تلك الكلمات فور أن تفوه بها، لكن لا يمكنه التراجع عنها الآن، فأنهى المكالمة ورمق مريم بغضب.

"يبدو أن الحظ حليفك يا مريم، لكن حتى ولو سقط هاني، فسأجد غيره، سنرى كيف سيسير الأمر إذا لم تتركي أمر شركة الأسهم الدولية"

غادر وائل المكتب على عجلةٍ ما إن أنهى حديثه.

استغرقت مريم بعض الوقت لتستوعب الأمر، ولم تصدق أن هاني زعيم العصابات قد مات.

وبالنسبة لها، كان هذا نبأً عظيمًا.

اتصلت فورًا بوالدها لتشاركه هذا الخبرالسعيد، وكان كلاهما في غاية السعادة.

ففي النهاية، خسر وائل أحد أكفأ أعوانه.

أخذت مريم المغمورة بالفرح تدندن لحنًا قصيرًا، وحتى الوثائق الطويلة بدت لها غايةً في المتعة.

وحين اقترب موعد انتهاء العمل، اتصلت بصديقتها لتدعوها للخروج سويًا للاحتفال.

لكن نظرًا لانشغال فيروز، قررت مريم الذهاب للفريق الرابع بقسم المشاريع.

قطّبت مريم حاجبيها بمجرد أن فتحت الباب ولم تجد أثرًا لآدم.

نهض مروان على الفور وابتسم لها بتملقٍ قائلًا: "أختي مريم! ما الذي جاء بك إلى هنا؟"

سألت مريم بهدوء: "أين آدم؟"

كاد مروان يقول (أخي آدم)، لكنه أمسك لسانه في اللحظة الأخيرة، وأبدى علامات استهزاءٍ قائلًا: "هذا الفتى؟ لم أره طوال اليوم، لا أعرف أي مصيبةً وقع بها"

"غياب عن العمل بدون سبب، مخصوم منه ألف ونصف دولار"

أولًا موت هاني شاهين المفاجئ، والآن خصم ألف ونصف من آدم، يا له من يومٍ سعيد!

أشارت مريم لمروان بسبابتها وقالت: "مروان! فلترافقني للاحتفال"

كانت مريم قد جائت خصيصًا للبحث عن مروان، فتلك ليست مرتها الأولى التي تأخذه معها حين تحتفل.

قال مروان بسعادة: "بالتأكيد!"، فهو أيضًا لم يخرج للاحتفال منذ مدة.

وبما أن آدم لم يأت للعمل بدون إبداء أسباب، فكذلك لم تعره مريم أي اهتمام، وتوجهت مباشرةً للملهى بعد أن تناولت العشاء مع مروان.

أما آدم فكان في قاعة الأطباء.

بعد تدبر أمر هاني شاهين، تلقى مكالمةً من لؤي يدعوه بها للمجيء لقاعة الأطباء.

قدّم لؤي لآدم مصاريف العلاج التي دفعها هشام وابنه كريم، وكان مبلغًا زهيدًا وهو 14 ألف دولار.

لكن آدم لم يأخذ المال، بل تركه مع لؤي لأنه سيحتاج لشراء الأعشاب منه لاحقًا على أية حال.

كان كريم على وشك أن يتحدث، إلا أنه تراجع في النهاية ولم ينطق بكلمة.

وبعد أن غادر كريم، قال لؤي بتردد: "بعد غدٍ ستقام حفلة عيد ميلاد للسيد هشام بفيلا جاردن سيتي بحي غرب، ألا ترغب بالمجيء معي؟"

فهم آدم الأمر على الفور، فعلى الأرجح هذا ما أراد كريم قوله.

"سآتي طالما ليس لدي مشاغل أخرى"

لانت تعبيرات وجه لؤي ورقّت، فقد أدرك جيدًا كم يقدره آدم.

"حسنًا، سأتصل بكريم وأخبره"

حان وقت الطعام، فدعت شاهندة آدم ليتناوله معها، وقام الأخير بإرسال رسالةٍ نصيةٍ لمريم ليعلمها بذلك.

وبعد تناول الطعام، كان آدم في طريقه عائدًا لفيلا السيد فاروق، وفجأة تلقى رسالة نصية من مروان.

مروان: "أخي آدم، أنا وأختي مريم اليوم في ملهى (سهر الليالي)، اغتنم الفرصة وتعال فورًا"

لم يجد آدم ما يقوله، فتلك ليست بفرصةٍ له، فهو لا يكترث بتلك الأميرة المدللة.

لكن بالرغم من ذلك، أرسل له مروان رسالةً نصية فلم يستطع تجاهله، لذا فعّل نظام الملاحة واتجه إلى الملهى"

لم يكن الوقت متأخرًا للغاية، لكن الملهى كان بالفعل يعج بالناس.

جلست مريم عند البار تتناول مشروبها، وبجوارها مروان الذي يلبي طلباتها، ولم يكن لديه خيارٌ آخر، فمن الذي دفعه لمناداتها ب(أختي مريم)؟

وجود امرأةٍ جميلة في مثل هذا المكان بالتأكيد من شأنه لفت الأنظار، فكان جميع الرجال الجالسين بالفعل أو الذين دخلوا لتوهم يحدقون بها.

كانت مريم تتناول مشروبها بمفردها بينما تدردش عبر الواتساب مع فيروز، وكانت تشعر ببعض الملل لكونها بمفردها، لكنها شعرت أن عدم الاحتفال بهذا اليوم ذي الخبرين السعيدين سيكون مؤسفًا.

ولهذا استمرت بإزعاج صديقتها فيروز، وأخذت تلح عليها أن تأتي بسرعة.

كان مروان في الحقيقة مجرد سائقٍ لها، ولذلك فلم يحظَ بأي مشروب.

وكان يتفقد الباب بين الحين والآخر، وسرَّ قلبه فور أن رآي آدم يدخل من الباب.

"أختي مريم، هل هذا آدم؟"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP