الفصل 15
في يوم حفل عيد الميلاد، ذهب آدم إلى قاعة الأطباء بعد انتهاء عمله، ومن هناك تم اصطحابه لحفل عيد ميلاد السيد هشام.

كان السيد هشام وابنه كريم في غاية الاحترام مع آدم، حتى أن نبرتهم أثناء الحديث معه كانت مختلفة بشكلٍ ملحوظ، مما فاجأه قليلًا.

لم يكن يعلم أن عائلتهم قد وصلها بالفعل نبأ وفاة هاني شاهين، فعلى الرغم من عدم أهمية هاني نفسه لعائلتهم، إلا أنه كان شخصية بارزة في القاهرة بلا شك.

وبسبب احترامهم لآدم، أعطوا عائلة فاروق أربعة دعوات تقديرًا له.

وإلا فحتى أكبر رجال الأعمال في القاهرة لن يكون لهم فرصة لحضور حفل عيد الميلاد هذا.

قال هشام بابتسامةٍ دافئة: "عزيزي آدم، تفضل بالجلوس... أشكرك على حضورك حفل عيد ميلادي"

"سمعت أنك الآن تقيم مع عائلة فاروق، فما علاقتك بهم؟"

أجاب آدم قائلًا: "عائلة فاروق لديها فضلٌ على أستاذي، وأنا هنا لأرد جميلهم هذا"

"آه، فهمت" قال هشام، ثم نظر لكريم وقال: "أخبر جمال أن يخصص مشروع شركة الأسهم الدولية لمجموعة عائلة فاروق"

أومأ كريم برأسه، وقال: "لقد اتصلت به وأخبرته ذلك بالفعل"

سكت آدم لبرهة، ثم قال: "هل لديكم كلمة في مشروع شركة الأسهم الدولية؟"

ضحك لؤي الذي كان بجواره، وقال: "يبدو أنك لا تعرف الكثير عن سلطة العائلة، فمعظم ما يدور بالمنطقة من أحداث يقع بين كفيهم"

تردد آدم قليلًا، ثم قال: "أشكركم، لكنني لا أقبل بشيءٍ لم أبذل جهدًا به"

قال هشام: "إذا كنت مترددًا في قبوله، فيمكنك رد هذا الجميل بإنقاذي من الموت مرةً أخرى في المستقبل"

فكر آدم قليلًا، ثم قال: "حسنًا"

شعر هشام بالسعادة إثر قبول آدم.

قال هشام: "بالمناسبة يا آدم، سأشكرك أمام الحضور لاحقًا، وأردت أن أدعوك للصعود على المسرح كي يتعرفوا عليك، ألا بأس بذلك؟"

شعر هشام أن آدم سيرفض، فبادر بالنظر للؤي الواقف بجواره.

فهم لؤي إشارته، وقال: "آدم، هذا نابع من حسن نية السيد هشام، فلا ترفض"

"حسنًا إذًا"

لم يكن أمام آدم سوى أنه اضطر على الموافقة.

ابتسم هشام برضا عندما رأى ذلك.

في قاعة الحفل:

جلست عائلة السيد فاروق برزانةٍ في المكان المخصص لهم.

قال ياسر بقلق: "لا نعلم ما إن كان السيد هشام سيقابلنا أم لا"

أجابه السيد فاروق بوقار: "سنبحث عن فرصةٍ لطلب مقابلته لاحقًا"

في تلك الأثناء، اقترب منهم رجل يرتدي ملابس رسمية، وسأل باحترام: "هل أنت السيد فاروق؟"

أجاب السيد فاروق بتوترٍ قائلًا: "نعم، هذا أنا"

"أنا سامي، سكرتير السيد جمال، وقد طلب مني إبلاغكم أن مشروع شركة الأسهم الدولية من نصيب مجموعتكم، فبرجاء التفضل بزيارة السيد جمال بعد الحفل في غرفته بالفندق"

تفاجأ كلًّا من ياسر ومريم، وعلت الفرحة وجههما غير مصدقين لما حدث.

قال السيد فاروق بفرح: "حقًا؟ أشكرك جدًا يا أستاذ سامي، وأرجوك بلغ امتناني للسيد جمال"

ابتسم سامي وقال: "سأبلغه بذلك، السيد جمال يقيم في فندق ماريوت بغرفة رقم 2002"

"سأذكر ذلك جيدًا، شكرًا لك"

بعد مغادرة السكرتير، نظر فاروق إلى ابنه وحفيدته، وقال ببهجة: "نجحنا! لقد نجحنا بالفعل!"

كانت مريم في أوج حماسها، وقالت: "جدي! لا بد أن السيد جميل هو من قام بمساعدتنا"

كانت موقنةً بذلك.

كما كان والدها أيضًا.

تنفس فاروق بعمقٍ وقال: "يا له من معروفٍ عظيم!"

أثناء حديثهم، رأى فاروق السيد جميل من بعيد.

"أنا أرى السيد جميل، هيا نذهب لنشكره بشكلٍ لائق"

ومن بعيد، رأى السيد جميل -الذي كان يحتسي مشروبه- أن السيد فاروق وابنه ياسر قادمين نحوه، فتفاجأ.

همس ابنه فؤاد قائلًا: "ما الذي تفعله عائلة السيد فاروق هنا؟"

فبما أن عائلة السيد جميل لم تساعدهم، لذا لم يعتقدوا أن يروهم هنا.

أيعتقد أن عائلة جميل ستدين للسيد هشام بمعروفٍ من أجل تلك العائلة التي لا تسوى أي قيمة؟ هل فقد صوابه؟

قال جميل مقطبًا جبينه: "ليست لدي أدنى فكرة"

قال فاروق متحمسًا بنبرةٍ طغى عليها الامتنان: "السيد جميل! كل الفضل يعود لك على ما حدث الليلة"

بدأ جميل يتسائل عما إن كان فاروق يعتقد حقًا أنه هو من ساعدهم.

انتابه بعض الشك، ثم ابتسم بترددٍ وقال: "لا بأس، فأنا لم أفعل شيئًا"

قال فاروق بامتنان مجيبًا إياه: "سأستضيفك لدي في وقتٍ لاحق، ويجب أن تأتي"

من بين جميع من يعرفهم السيد فاروق، كان جميل هو الوحيد القادر على الذهاب للسيد هشام والتحدث معه مباشرةً.

بالإضافة إلى أنه لم يطلب المساعدة من غيره، فإن لم يكن هو من ساعده، فمن عساه يكون؟

أجاب السيد جميل بعبوس: "لا بأس بتناول الطعام..."، وفجأة، ازداد سطوع أضواء قاعة الحفل.

توجهت مقدمة أنيقة وجميلة إلى المسرح، وملأ صوتها العذب المكان.

"أهلًا وسهلًا بكم أيها الضيوف الكرام، شكرًا لحضوركم اليوم حفل العيد ميلاد السبعين للسيد هشام"

"السيد هشام ممتن لجميع الحضور لتشريفه بقدومكم، وقد أعددنا لكم هذا المساء تشكيلة واسعة من الأطعمة والمشروبات. نأمل أن تستمتعوا بها"

"وبالإضافة لذلك، فالسيد هشام يرغب بإلقاء كلمة، لذا يرجى من الجميع التزام الهدوء"

كان بالقاعة بعض الضجيج، لكن سرعان ما عم الهدوء المكان.

صعد السيد هشام على المسرح، ونظر للحضور بابتسامةٍ قائلًا: "كدت لا أكمل السبعين من عمري، لكن لحسن الحظ، أعادني أحد الشباب من على حافة الموت"

"لذا فله كل الفضل في إمكانية إقامة حفلنا اليوم"

"وبناءً على ذلك، قررت تقديم امتناني له أمام الجميع، وأن أتيح لكم فرصة التعرف عليه"

أثناء حديثه، استدار باتجاه اليمين، وتركزت الأضواء على موضع نظر السيد هشام.

تقدم آدم للمسرح ببطءٍ تحت الأضواء، وكان على وجهه بعض الاضطرار.

في تلك اللحظة، كانت مريم وياسر يراقبان من بين الحشد هذا الشاب الذي اعتلى خشبة المسرح للتو مصدومين.

كيف عساه يكون آدم؟

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP