الفصل 11
بعد عودتهم إلى الفيلا، قامت أزهار بإعداد وعاء من المعكرونة لآدم.

وكانت تواسيه طوال الطريق، ولا تلومه على أي شيء.

أثر ذلك في آدم، فكم هي لطيفة ورقيقة!

نظرًا لعدم وجود خطبٍ بمريم، عادت للمنزل قرابة الساعة العاشرة.

وبالطبع لم تتعامل بلطفٍ مع آدم، بل كان نفورها منه يزداد تجليًّا في عينيها.

استلقت على السرير، وبدأت تتحدث مع صديقتها المقربة.

استشاطت فيروز صديقتها غضبًا بعد أن علمت بما تعرضت له مريم اليوم، وأرادت أن تلقن آدم درسًا انتقامًا لما فعله مع مريم.

إلا أن مريم لم تعد تعبأ بالأمر فلم توافقها، فهي غير مكترثة بتأديب آدم بعد الآن.

رجلٌ كهذا لا يستحق أن تهدر وقتها عليه.

في صباح اليوم التالي، كانت مريم ستذهب للعمل في وقتٍ لاحق، لذا أوصل السائق آدم للشركة.

وما إن همَّ بالدخول، حتى اقترب منه فجأة شاب يرتدي نظارات.

"أيها الفتى، السيد هاني يريد مقابلتك، تعال معي!"

نظر ذلك الشاب لآدم شزرًا، وكانت بعينيه شيءٌ من القسوة.

السيد هاني؟

أليس هذا نفس الشخص الذي ذكره مهاجمو مريم بالأمس؟

ابتسم آدم بلا مبالاةٍ وقال: "فلتأخذني إليه"

كان اسم ذلك الفتى الذي يرتدي النظارات هو صبري، وكان ابن السيد هاني بالتبني.

أرشد آدم إلى سيارته، ثم توجها مباشرةً إلى مكان السيد هاني.

سأل آدم: "من هو السيد هاني؟"

بدا صبري مندهشًا، وقال ساخرًا: "أنت لا تعرف حتى من هو السيد هاني، لكنك مع ذلك تجرأت على التدخل في شؤونه! لا عجب من أن أعمالك قد تسوقك مباشرةً لحتفك"

قال آدم غير مبالٍ: "أهو بتلك القوة؟"

أجاب صبري ضاحكًا: "بالطبع! هاني شاهين والدي بالتبني هو أقوى شخص في عالم العصابات، والجميع ينادونه بالسيد هاني"

استرسل آدم في الاستفسار قائلًا: "هل السيد وائل هو من طلب منه قتل مريم؟"

سخر صبري منه قائلًا: "أرى أنك تعلم كل شيء، فلما تصر على التصرف بحماقة إذًا؟"

لم يجب آدم واكتفى بالتبسم.

بعد قليل، اصطحبه صبري إلى إحدى الشقق.

وفي الردهة، كان هناك رجل أربعيني بدين، يرتدي عدة خواتم في أصابعه، ويجلس على أريكة تتوسط الغرفة.

هذا هو هاني شاهين المعروف بالسيد هاني إذًا!

وقف خلفه الأربعة رجال الذين هاجموا مريم البارحة.

هؤلاء الأربعة هم من رجاله المخلصين، وكانوا بالفعل مجرمين وعُرفوا باسم (الإخوة حسنين الأربعة).

وكان زعيمهم معروفًا باسم (حسنين).

دقق هاني شاهين عينيه وحملق بآدم، ثم قال: "يا حسنين!، هل ذلك هو الفتى الذي أفسد خطتي؟"

قال حسنين بصوتٍ منخفضٍ، وظهره ما زال يؤلمه: "سيد هاني، إنه ذلك الفتى بالفعل، وهو قويٌ جدًا"

قال هاني ساخرًا: "عن أي قوةٍ تتحدث؟ مهما كان قويًا، فهو يخاف من السكاكين، لذا فما زال هناك طرق للتعامل مع هذا الفتى"

بعد ذلك، قال هاني لآدم: "أيها الفتى، هل ستجثو على ركبتيك طالبًا المغفرة؟ أم ستظل تقاوم حتى النهاية؟"

ضحك آدم وقال: "أنا؟ لن أختار أيًّا منهما، لكن ماذا عنك أنت؟ أيهما ستختار؟"

بدا التهكم جليًّا على وجه هاني وهو يقول: "يبدو أنك مصرّ على ملاقاة حتفك، في هذه الحالة، سأقيم قيامتك فورًا"

بمجرد أن أنهى حديثه، بدأ حسنين وأتباعه بمد أيديهم خلف ظهورهم لسحب أسلحتهم، فلاحظ آدم ذلك وأسرع برفع الطاولة الثقيلة وإطاحتهم بها.

لم يخطر ببال الأربعة أن وحشية آدم قد تصل إلى أن يقلب عليهم الطاولة بيديه العاريتين!

بام!

سقطت الطاولة الثقيلة على الأربعة، فطرحتهم أرضًا، وراحوا يتقيأون دمًا.

تجمد هاني بمكانه للحظة، وسرعان ما تغيرت ملامح وجهه وأخرج هاتفه ليطلب المساعدة من رجاله.

ضحك آدم، ثم ركل هاني ركلةً أطاحت به بعيدًا.

طاخ!

ارتطم السيد هاني -الذي يهابه الجميع- بالحائط بشدة.

تطلع آدم في وجه هاني الشاحب، وسأله: "هل ستقتص مني؟"

قال هاني بصوتٍ مرتجفٍ: "بالطبع لا!""

"يا لك من مخادع!"

هز آدم رأسه، ثم ركل تلك الطاولة الثقيلة مجددًا، وسقطت على هاني محدثةً دويًا عاليًا.

"أرجوك لا تقتلني..."

سُمعت صرخات ذعرٍ وأصوات تهشم جسد هاني، ومات السيد هاني الشهير على هذا النحو.

وعلت علامات الندم والحسرة وجهه في لحظاته الأخيرة.

التقط آدم بعض شظايا الزجاج من على الأرض، ثم ألقاها برفقٍ في الهواء وسط نظراتٍ خائفةٍ من الإخوة الأربعة.

"أرجوك اعفُ عنّا..."

لم يتمكن الأربعة من إتمام حديثهم.

"عن أي عفوٍ تتحدثون؟ تلقيت اللوم ظلمًا بسبب هروبكم هذا اليوم"

تمتم آدم بامتعاض، ثم التفت ليرى صبري متجمدًا على الأرض وقد دب الرعب أوصاله.

عندما رأى صبري عينا آدم موجهة إليه، اصفرّ وجهه وارتجف قائلًا: "أرجوك ارحمني يا سيدي"

تقدم آدم وركل صبري بقدمه، وعلى الرغم من أنه لم يركله بشدة، إلا أن ركلته كانت كافيةً لجعل الآخر يبول في سرواله من الذعر.

تفاجأ آدم للحظة، فكيف يجرؤ جبان مثله على العمل بهذا المجال؟ وكان قبل قليل يتصرف بعجرفةٍ في السيارة واعتقد نفسه قويًا!

أشار آدم لجثث هاني والأربعة الآخرين، وقال: "أنت من فعل هذا ولا علاقة لي بالأمر، هل فهمت؟"

ذُهل صبري مما سمع، هل هذا يعني أنه لن يُقتل؟

انتفض من مكانه وقال بسرعة: "قتلت السيد هاني وأتباعه كي أحل محلهم، ولم تكن أنت هنا الليلة، وبعد مغادرتك لن نكون على معرفةٍ ببعض"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP