الفصل 2
في اليوم التالي، استيقظت سارة من حلمها.

لم تكن قد استيقظت تماما بعد، وفجأة قذفت إليها علبة من حبوب منع الحمل.

"تناولي هذا."

رفعت سارة عينيها، ورأت مالك قد ارتدى ملابسه بشكل كامل، وكان مظهره في تلك اللحظة باردا ورفيعا، لا يشبه تماما ما كان عليه ليلة البارحة.

عندما نظرت إلى علبة حبوب منع الحمل، بدأت قلب سارة يرتجف.

لقد أصبحت حاملا، ولا يجب عليها تناول حبوب منع الحمل، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشوهات في الجنين.

"ألن تتناولي، هل تريدينني أن أطعمك؟"

رأى سارة لا تتفاعل على الإطلاق، بدأ مالك يشعر ببعض الضجر.

"سارة، أخبرك، لا تتخيلي أنك ستحملين طفلي، شخص مثلك بلا خجل، يرد الجميل بالشر، لا يستحق أن يحمل طفلي!"

كلام الرجل كان قاسيا جدا، كل كلمة كانت تخترق القلب.

على الرغم من أن الطقس هو صيف حار، إلا أنه يبدو أن هناك موجة من الهواء البارد قد هاجمت قلب سارة فجأة.

كانت تعتقد أن الطفل سيكون نقطة انطلاق بينهما، لكن اتضح أنها كانت ساذجة.

بل إنها لم تعد تملك الشجاعة لإخبار هذا الرجل بأنها حامل بطفله.

كان مالك يراقب بعينين باردتين، ولم يكن لدى سارة خيار آخر، فقامت بحفر حبة دواء، ثم قامت بحركة تمثيلية لتناول الدواء وابتلاعه، ولكن في الواقع كانت تخفي الحبة التي وضعتها في فمها تحت لسانها.

كانت سارة تشعر ببعض القلق، تخشى أن يكتشف مالك ما فعلته، لكن لحسن الحظ، رن هاتفه.

نظر مالك إلى المكالمة الواردة، وأجاب الهاتف دون تردد، وسرعان ما تجمعت حاجباه الجميلان في تجاعيد عميقة.

"ماذا؟ انتحرت رنا؟ سأذهب فورا!"

استيقظت سارة فجأة، انتحرت الأخت رنا؟

لم تهتم بوعكتها الصحية، فغسلت وجهها بسرعة، وبدلت ملابسها على عجل، ثم توجهت مباشرة إلى الطابق السفلي.

كان مالك يقود السيارة على وشك الانطلاق، وفجأة تم فتح باب المقعد الأمامي.

"أبعدي يديك القذرتين، من سمح لك بالجلوس في سيارتي؟"

كلمات الرجل القاسية والباردة جعلت سارة تسحب يدها فجأة، كانت متواضعة كالغبار، وتنظر بخوف إلى مالك.

"مالك، أنا أيضا قلقة جدا على أختي، دعني أذهب معك."

"أنت قلقة؟ إذا ماتت رنا، أليس الشخص الأكثر سعادة هو أنت؟"

ألقى عليها نظرة باردة مليئة بالاحتقار، ثم ضغط على دواسة الوقود.

كانت سارة شاحبة الوجه، وبعد أن تجمدت في مكانها لبضع ثوان، طلبت سيارة على الفور وتبعت سيارة مالك.

في مستشفى وسط المدينة، تتبع سارة مالك إلى غرفة مريض معينة.

رأت مالك يسير نحو سرير المريض بقلق، في تلك اللحظة كانت رنا جالسة على السرير، وجهها شاحب، وحول عينيها رطوبة، تبدو حزينة جدا.

لكن لحسن الحظ، لم تكن في خطر على حياتها، شعرت سارة بالارتياح في صمت.

عندما رأت مالك قادما، تدهورت تعبير رنا، وانهارت من الحزن واستندت إلى حضنه.

"مالك..."

كانت تنادي اسم مالك بحب شديد، وتشتكي له من ظلمها في حضنه.

تظهر هذه الصورة أمام عيني سارة، كما لو أن مالك ورنا هما الزوجان المحبان، بينما هي سارة مجرد شخص غريب.

كبتت سارة ألمها في القلب وخطت خطواتها.

"الأخت رنا......"

"سارة، أنت ذئبة سوداء جاحدة للجميل! كيف تجرؤين على مقابلة رنا!"

كانت سارة ترغب في الدخول، وفجأة سمعت من خلفها أصوات شتائم غاضبة.

هذا الصوت مألوف لديها، إنه صوت والدة رنا، زهراء علي الصادق.

استدارت سارة، لكنها لم تكن تعلم أن صفعة ثقيلة قد وجهت إلى وجهها، مما جعل رؤيتها تتذبذب.

"أنت يا من لا تعرفين العار! كانت عائلة الزهري لطيفة بما يكفي لتبنيك، وإعطائك الطعام والملابس، لكنك الآن، تجرأت على تدبير خطة لسرقة خطيب رنا!"

تتحدث زهراء عن شيء حدث قبل ثلاثة أشهر عندما نامت مع مالك بشكل مفاجئ، لكن هذا لم يكن من تدبيرها على الإطلاق.

أرادت سارة أن تشرح، لكن الجانب الآخر من وجهها تلقى صفعة أخرى.

هذه الصفعة جعلتها تنزف من زاوية فمها على الفور، وظهرت نجوم في عينيها، وكادت تسقط في حالة من الارتباك، ثم جاء صوت والد رنا، فهد بن سعيد الزهري، الغاضب في أذنها.

"سارة، من اليوم فصاعدا، لم تعودي من عائلة الزهري. عائلة الزهري لا تحتاج إلى شخص مثلك، وقحة لا تعرفين الحياء، ومستعدة لفعل أي شيء من أجل تحقيق أهدافك، امرأة حقيرة!"

سقطت الكلمات، وركل فهد قدمه نحو سارة.

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP