شعرت سارة وكأن قلبها قد تم تقطيعه، "مالك، كل ما قلته هو الحقيقة!""بالنسبة لي، لا شيء أهم من شعور رنا، ماذا تعني هراءك؟"كانت ردوده لا تشوبها شائبة، مباشرا كالسيف الحاد الذي اخترق قلب سارة.اتضح أن الحقيقة لم تكن مهمة في قلبه، المهم هو أنه يحب رنا، وهذا يتفوق على كل شيء.فجأة سقط قلبها كالحجر، وبدا أنها فقدت كل توقعاتها وآمالها تجاه هذا الرجل.تبتسم سارة بحزن، "حسنا، أعتذر!"تحملت سارة الألم الشديد في جسدها وعقلها، وانحنت لتعتذر لرنا.رأت أن رنا كانت تشعر بالفرح سرا، وكانت ابتسامتها المنتصرة تبرز بشكل خاص في عينيها.لم تفكر أبدا أن مالك يمكن أن يتجاهل الحقيقة من أجل رنا، فقط لأنه يحبها، حبا كبيرا.بعد هذا اليوم، لم تر سارة مالك مرة أخرى.هي تريد أن تجد عملا، لتغيير مزاجها، ولا تريد أن تستمر في الانغماس في عذاب نفسها بسبب أن مالك لا يحبها.تدرس سارة تصميم المجوهرات، وعندما تخرجت كانت درجاتها ممتازة. قدمت سيرتها الذاتية عبر الإنترنت، وبعد فترة قصيرة، دعت شركتان لها لإجراء مقابلة. بعد المقارنة، اختارت سارة الشركة التي كانت أقرب إلى منزلها.كانت تعتقد أنها تستطيع تحويل انتباهها إلى العمل،
في صباح اليوم التالي، لو لم يرن المنبه في الوقت المحدد، لما استطاعت سارة الاستيقاظ على الإطلاق.عندما تفكر في الكلمات التي قالتها والأفعال التي قامت بها تجاه مالك بسبب السكر الليلة الماضية، يصبح وجهها محمرا بشدة.عادت سارة إلى الشركة، وكانت مشغولة في تصميم الرسومات، لكن عقلها كان مشغولا بظل مالك الذي لا يمكنها التخلص منه.اثنا عشر عاما، ليس من السهل التخلي عن هذا الحب العميق في يوم وليلة.لقد لمست بيدها بدون وعي بطنها المسطح، وإذا كان ذلك ممكنا، كانت حقا ترغب في أن تمنح الطفل عائلة كاملة."دق!"فجأة، صوت التنبيه الذي انطلق أعاد سارة إلى أفكارها التي ابتعدت.عندما نظرت، كانت رسالة، وكانت الرسالة من مالك!تغيرت نبضات قلب سارة فجأة وأصبحت غير منتظمة، حتى أن يدها اهتزت قليلا وهي تفتح الرسالة.في النظرة الأولى، رأت سارة صورة، وهي صورة تجمع سارة ورنا، وقد تم التقاطها عندما دخلت سارة إلى عائلة الزهري.في الصورة، ترتدي رنا فستانا ثمينا، حيث تسقط الأضواء على وجهها المشرق بابتسامة، تبدو كأميرة نقية، نبيلة ومتفوقة، بينما ترتدي سارة فستانا رماديا، وكأنها بطة قبيحة في زاوية مظلمة، متواضعة ودنيئة.و
عادت سارة إلى الفيلا الخالية من الناس، تفكر في وثيقة الطلاق التي أرسلها مالك والرسالة النصية التي رد بها، وكان قلبها يؤلمها كما لو كان يقطع بالسيف.لم تتوقع أن يكون مالك الآن يكرهها إلى هذا الحد، بل إنه يمكن أن يكون قاسيا لدرجة أنه يقول بسهولة أن عليها أن تجهض.كانت سارة خائفة جدا، إذا كان مالك ينوي فعل ذلك حقا، ماذا ستفعل؟في هذه اللحظة، سمع صوت في المدخل، وعاد مالك، واقفا بفخر، بجسد مهيب، نبيل وبارد.شعرت سارة ببعض المفاجأة، لكنها كانت أكثر قلقا وخوفا.كانت تخاف من أن يضغط عليها مالك لتمرير الإجهاض، لكن ما فاجأها هو أن لم يذكر مالك موضوع الطلاق أو الإجهاض، بل ذكرها بأنه يجب عليها أن ترافقه غدا بصفة زوجته إلى منزل عائلة القيسي، لأن غدا هو عيد ميلاد والدته الخمسين.هذا جعل سارة تشعر بسعادة غامرة، هل يعني هذا أنه يحاول قبولها؟لكن هذه الأمنية سرعان ما تحطمت على يد مالك، حيث كان نظره باردا وكلماته كالجليد، "سارة، من الأفضل لك ألا تتخيلي أنني سأغير رأيي تجاهك، فأنا لن أحب امرأة بلا خجل مثلك طوال حياتي."كلماته القاسية كانت كالسيف الحاد يخترق قلب سارة.شعرت سارة فجأة بالسخرية، نظرت إلى مال
صدمت سارة ووقفت في حالة من الذهول، وكان عقلها فارغا."سوسو، سوسو."لا أعرف كم من الوقت قد مر، سمعت سارة شخصا يناديها.فجأة استيقظت، ورأت وجها مألوفا، إنه صديقتها الوحيدة، فاطمة.كانت فاطمة تنظر إلى سارة ذات الوجه الشاحب، تشعر بالغضب والقلق، "سارة، أنت حقا ليست صديقة، حدث شيء خطير كهذا ولم تخبريني!"كانت سارة تشعر ببعض الحيرة، "فوفو، لماذا أنت هنا؟""وأنت تقولين ذلك؟ اتصلت بي الليلة الماضية، ولم تتحدثي سوى جملتين ثم أغشي عليك." قالت فاطمة وهي تمد يدها لتتحسس جبهة سارة، "سارة، هل من الممكن أنك فقدت الذاكرة؟"بالطبع لم تفقد سارة ذاكرتها، فقد تذكرت مشهد الليلة الماضية عندما أمسك بها مالك من عنقها ثم ألقاها بعيدا، حيث اصطدم بطنها بزاوية السرير، وكانت تشعر بألم شديد يمنعها من النهوض، لكنه لم يظهر أي شفقة ودار ليغادر، حتى أنه ترك وراءه كلمات قاسية بلا رحمة.يبدو أن القلب قد تعرض لطعنة أخرى، وكان يؤلمه حتى العظام.استدارت فاطمة وجلست على سرير المستشفى، معبرة عن جدية، "أين مالك؟ كزوجك، لقد كنت في المستشفى لفترة طويلة ولم يظهر حتى الآن."شعرت سارة بالخجل وتجنبت النظر، "مالك مشغول جدا.""مشغول بر
صوت اتهام المرأة الحاد جذب العديد من الأنظار على الفور، حاولت سارة الحفاظ على أدبها، "هذه السيدة، لقد اصطدمت بي للتو، وأيضا، أنا لست خادمة عائلة القيسي."توقفت المرأة قليلا، ورفعت حاجبيها لتفحص ملابس سارة، وظهرت على وجهها المتعالي ابتسامة أكثر ازدراء، "من الواضح أنك لا تبدين كخادمة، بل تشبهين أكثر شخصا يتسول في الشارع!"تبعها ضحك مكتوم، لم تكن سارة مهتمة بالجدال، وعندما كانت على وشك المغادرة، رأت رنا تقترب منها.إنها ترتدي بشكل جميل، ومكياجها متقن، وعندما رأت سارة، أظهرت تعبيرا مندهشا، "أوه، إنها سارة!"عندما سمعت المرأة بجانبها كلام رنا، نظرت باحتقار إلى سارة، "سيدة مالك الشابة، يبدو أنك تعرفين هذه المتسولة القذرة؟"شعرت سارة بالدهشة، هذه المرأة اعتقدت أن رنا هي زوجة مالك، لكن من الواضح أن رنا لم تكن تنوي التوضيح، بل ابتسمت بدلا من ذلك."السيدة دانا، أرجوك، من أجل شرفي، دعنا نعتبر هذه الأمر منتهيا.""بما أن السيدة مالك الشابة قد تحدثت، بالطبع سأعطيها هذه الميزة." نظرت المرأة بامتعاض إلى سارة، "انتبهي أثناء المشي في المستقبل!"كانت سارة على وشك الكشف عن هويتها، لكن رنا كانت أسرع في مقا
بينما كانت سارة على وشك أن تؤخذ بعيدا، فجأة اقتربت سيدة نبيلة متألقة من السيدة الغنية وهمست لها بكلمتين.تغير وجه السيدة قليلا، ونظرت إلى سارة بصدمة، ثم غيرت كلامها قائلة إن هذه كانت مجرد سوء فهم.لم تكن سارة تعرف ما هي هذه الحالة، وعندما رفعت عينيها لتلتقي بعيني تلك السيدة النبيلة، اكتشفت أن السيدة تنظر إليها بنفور شديد.هذا النظرة جعلت سارة تشعر بالارتباك والقلق، في هذه اللحظة جاءت رنا مرة أخرى."سارة، هذه والدة مالك، الآن لم يعد هناك شيء، لا تحتاجين للذهاب إلى مركز الشرطة، لكن يجب عليك أن تعديني أنه لن يحدث مثل هذا الأمر المحرج مرة أخرى."كانت رنا تتحدث بنبرة مليئة بالقلق، حاولت سارة تفسير الأمر، لكن والدة مالك نظرت إليها بنظرة غير راضية ثم استدارت وذهبت.ابتسمت رنا وتبعتها، تسير بشكل حميم بجانب والدة مالك، وكأنهن الثنائي المثالي من الحماة والكنة.هناك همسات خافتة تأتي من الجانبين، وحتى ضحكات خفيفة.زوجة الشاب من عائلة القيسي، يا لها من امرأة متخلفة ومع ذلك متورطة في سرقة! لا شك أن هذا نكتة.شعرت سارة بنظرات الشك من حولها، وكانت تشعر بالظلم والعجز، فتوجهت إلى الداخل ورأت أخيرا مالك.
إن حركته المفاجئة القريبة جعلت قلب سارة ينبض بسرعة، وبدأت خداها يشعران بالحرارة قليلا.رفعت عينيها نحو مالك، كان وجه الرجل الجانبي صارما وجميلا، لكن تعبيره كان باردا."جاء الجد."قال ببرود أربع كلمات، فهمت سارة على الفور.كان من المفترض أن يمثلا دور الزوجين المحبين أمام الشيخ زيد القيسي، فشعرت سارة فجأة بالبرودة في قلبها، وشعرت بالسخرية الشديدة.على مائدة الطعام، في هذه اللحظة لم يكن هناك غرباء، إذا كان هناك شخص واحد، فهو رنا.كان وجه الشيخ زيد القيسي لطيفا، لكن لا تعرف لماذا، شعرت سارة أن الشيخ زيد يبدو مألوفا، كما لو أنها رأته منذ سنوات عديدة.ما فاجأ سارة هو أن مالك كان يهتم بها بشكل كبير من أجل إرضاء الشيخ، دون أن يأخذ مشاعر رنا بعين الاعتبار.لم يكن يقدم لها الطعام فحسب، بل أحيانا كان يقشر الجمبري لسارة، والأكثر ندرة هو أن سارة رأت مالك يبتسم بلطف لأول مرة.لم تستطع سارة أن تمنع نفسها من رفع رأسها والنظر إلى رنا، كانت تبتسم بوجه متصنع، ومن الواضح أنها لم تكن مرتاحة على الإطلاق.هذا يشبه الحلم تماما، لكنها تعرف أن هذا الحلم سيفيق قريبا.بعد انتهاء العشاء، أمسك مالك بيد سارة وسار نح
نظر مالك ببرود إلى الفيديو، وسأل بصوت بارد: "من أين جاء هذا؟"شعرت سارة بالسخرية، "هل من المهم من أين جاء الفيديو حقا؟ ألا تكون الحقيقة التي تراها الآن هي الأهم؟""الحقيقة؟" رفع مالك عينيه السوداوين العميقتين فجأة، ومد يده ليحذف الفيديو، بما في ذلك النسخ الاحتياطية في ألبوم سارة، وحذفها بالكامل.هذا السلوك جعل سارة تشعر بالدهشة، فركضت بشكل غير متزن لأخذ الهاتف، لكن الوقت كان قد فات، بما في ذلك مقاطع الفيديو المحذوفة من سلة المهملات."مالك, لماذا! لماذا فعلت هذا! هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين يسبونني الآن على الإنترنت، هذا الفيديو هو الوحيد الذي يمكن أن يثبت براءتي!"كانت سارة تشعر بالانهيار العاطفي.ومع ذلك، ضحك مالك ببرود دون أن يتأثر، "ما علاقة براءتك بي؟ طالما أن رنا سعيدة، فلا شيء مستحيل."أسكتته إجابته.براءتها، حياتها وموتها، لا علاقة له بها!إنه يهتم برنا، حتى لو قامت تلك المرأة بأشياء بلا حدود، فإنها في عينيه قابلة للتسامح.لأنه يحبها، يحبها حتى العمى، يحبها بلا مبادئ.فجأة، سكتت سارة، ونظرت إلى الرجل الذي أمامها عن كثب، وعيناها مليئتان بالألم وقالت: " مالك، هل تعتقد أنه حتى لو