بيع الجسد.لم تقل سارة أبدا إنها جاءت لبيع جسدها، لكن رنا حددتها على الفور.تألقت عيون مالك ببرودة وقوة، وكأنها تخرج من الجحيم، كأنها شيطان يود تمزيق سارة!لقد خرجت حقا لتبيع نفسها.كيف تجرؤ على التفاخر بأن لم يكن لديها سوى رجل واحد هو.حقا إنها حقيرة."سارة، افعلي بكلام أختك، عودي إلى المنزل بسرعة، وإلا فإن مالك سيغضب حقا، وعندها لن أستطيع إقناع مالك."كانت نصائح رنا بصوت خافت تثير اشمئزاز سارة.كانت تضحك وهي تنظر إلى رنا، "منزل؟ هل لا يزال لدي منزل؟ أليس منزلي قد احتلته أنت، هذه العشيقة الوقحة منذ زمن؟"شعرت رنا بالإحراج، وتحركت زاوية فمها قليلا، ونظرت إلى مالك بوجه مليء بالشكوى، "مالك، لا تغضب من سارة، كل شيء خطأي، اللوم يقع علي لأنني أحببتك بشكل لا يمكنني الفكاك منه، كل هذا خطأي."على الرغم من أن الأداء كان رديئا ومنافقا، إلا أن مالك بدا وكأنه أعمى وهو يقترب ويحتضن رنا."حبيبتي، كيف يمكنك أن تكوني مخطئة؟ الشخص الذي أحببته منذ البداية إلى النهاية هو أنت، المخطئة هي هذه المرأة التي تسلقت سريري بلا خجل وبشكل أحادي الجانب."الشخص الذي أحببته من البداية إلى النهاية هو أنت.عندما خرجت هذ
لم تكمل سارة حديثها، حيث قاطعها زاهر.قال عن ميزة معينة في جزء من جسدها، وكأن ذلك قد أثبت فجأة حقيقة أن سارة كانت له علاقة سابقة.وفي هذه اللحظة، كانت رنا في حالة من الصدمة، "يا إلهي! سارة، كيف لم يكن هذا السيد هو صديقك السابق؟ هل يعني أن كل مرة تفعلان فيها ذلك، كان يعطيك المال؟ أليس يعني أنك تبيعين جسدك من أجل المال؟ سارة، كيف يمكنك أن تسيئي لنفسك بهذه الطريقة!"شعرت سارة بالغثيان، أرادت أن ترد على رنا، لكن الألم الشديد الذي شعرت به في مكان الورم داخل جسدها جعلها عاجزة عن الكلام للحظة.رد فعلها الصامت هذا في نظر مالك لم يكن سوى موافقة ضمنية.كان هناك أحمد، والآن جاء زاهر.كم عدد الرجال لدى هذه المرأة.برزت الأوردة على جبهة مالك، وفجأة شعر بغثيان شديد."مالك، كيف أصبحت سارة بهذه الطريقة، أشعر بالحزن الشديد." كانت رنا تبدو محبطة ومتحسرة، "مالك، دعنا نذهب، أريد أن أكون وحدي."ألقى مالك نظرة باردة ومجمدة على سارة، ثم ترك رنا تأخذه وتدير به بعيدا."مالك... ليس هكذا..."شعرت سارة بألم شديد جعلها عاجزة عن النطق، نظرت بيأس إلى ظهر مالك الذي كان يدير ظهره، لقد نظر إليها نظرة مليئة بالكره العمي
سارة، أنت حقا تجعلينني أشعر بالاشمئزاز.كلماته المليئة بالاحتقار كانت كأنها آلاف السهام تخترق القلب، وتطعن قلب سارة الذي كان مليئا بالجروح بالفعل.لقد وثق بكل كلمة قالتها رنا، لكنه لم يمنحها حتى فرصة للتفسير.دخل الماء البارد في أنفها بكميات كبيرة، مما جعلها تشعر بالاختناق، فجأة لم ترغب سارة في النضال.إذا مت بهذه الطريقة، أليس جيدا أيضا؟لكن في اللحظة التي أغلقت فيها سارة عينيها اليائستين، فجأة سحبها مالك وطرحها على الأرض.كانت سارة تشبه دمية قماشية مكسورة، جسدها مترهل ومبلل، ملتفة على الأرض.تؤلم الورم في جسدها بشكل قاتل، لدرجة أن سارة شعرت بالألم حتى في التنفس، لكنها لا تزال ترفع عينيها بعناد."أنا لا أعرف ذلك الرجل على الإطلاق، مالك، لماذا لا ترغب في تصديق ما أقوله...""ما الذي يستحق ثقتي في امرأة حقيرة مثلك، خبيثة وشريرة؟"قام مالك بغضب بشد ياقة سارة، وكشف الجزء الممزق من الثوب عن تلك الشامة السوداء على صدرها، وعندما تذكر ما قاله زاهر، امتلأت عيناه السوداوان العميقتان على الفور ببرودة شديدة.مزق ملابس سارة بالكامل بغضب شديد.مثل طاغية فقد عقله، كان يعاقبها بوحشية.رأت أن مالك ينظر
عندما خرجت من باب المستشفى، كانت يد سارة ترتعش وهي ممسكة بتقرير التحاليل، وكانت دموعها تتساقط من زاوية عينيها، لكنها لم تكن تعرف إذا كانت دموع فرح أم حزن."آنسة سارة، أنت حامل." كانت كلمات الطبيب تتردد في أذنيها.قبل ثلاثة أشهر، تزوجت من الوريث الأول لأشهر العائلات مالك سعيد القيسي، الذي يتمتع بجمال لا يضاهى في مدينة الزهور.في يوم الزفاف، كانت جميع نساء المدينة يغبطنها بشدة، حتى هي نفسها شعرت أنها أسعد وأوفر امرأة في العالم.منذ اليوم الذي قابلت فيه مالك في العاشرة من عمرها، تم زرع بذور في قلب سارة.على مدى 12 عاما، من أجل متابعة خطوات مالك، بذلت جهدا لتحسين نفسها، فقط لتتمكن من رؤيته مرة أخرى بين الحشود.لقد شعرت دائما أنهما من عالمين مختلفين، كيف يمكن لطفلة برية نشأت في الغبار مثلها أن تتقاطع مع رجل مثل هذا.لكن لا تعرف إذا كان ذلك بفضل رعاية الله أم أنه لعب من لعب القدر، منذ ثلاثة أشهر، ذهبت لحضور حفلة عيد ميلاد زميلتها، وفي صباح اليوم التالي، استيقظت لتجد أنها مستلقية بجانب مالك.تظهر بقعة حمراء زاهية على الملاءة البيضاء ما حدث بينهما ليلة أمس.لم يكن هناك وقت للتفكير في ما حدث با
في اليوم التالي، استيقظت سارة من حلمها.لم تكن قد استيقظت تماما بعد، وفجأة قذفت إليها علبة من حبوب منع الحمل."تناولي هذا."رفعت سارة عينيها، ورأت مالك قد ارتدى ملابسه بشكل كامل، وكان مظهره في تلك اللحظة باردا ورفيعا، لا يشبه تماما ما كان عليه ليلة البارحة.عندما نظرت إلى علبة حبوب منع الحمل، بدأت قلب سارة يرتجف.لقد أصبحت حاملا، ولا يجب عليها تناول حبوب منع الحمل، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشوهات في الجنين."ألن تتناولي، هل تريدينني أن أطعمك؟"رأى سارة لا تتفاعل على الإطلاق، بدأ مالك يشعر ببعض الضجر."سارة، أخبرك، لا تتخيلي أنك ستحملين طفلي، شخص مثلك بلا خجل، يرد الجميل بالشر، لا يستحق أن يحمل طفلي!"كلام الرجل كان قاسيا جدا، كل كلمة كانت تخترق القلب.على الرغم من أن الطقس هو صيف حار، إلا أنه يبدو أن هناك موجة من الهواء البارد قد هاجمت قلب سارة فجأة.كانت تعتقد أن الطفل سيكون نقطة انطلاق بينهما، لكن اتضح أنها كانت ساذجة.بل إنها لم تعد تملك الشجاعة لإخبار هذا الرجل بأنها حامل بطفله.كان مالك يراقب بعينين باردتين، ولم يكن لدى سارة خيار آخر، فقامت بحفر حبة دواء، ثم قامت بحركة تمثيلية لتناول ا
فوجئت سارة بفهد وهو يركلها على الأرض، وحاولت حماية بطنها بلا وعي، ولم يكن لديها الوقت لتفسير الأمر، لكن سو جيو أعطتها صفعة قوية على رأسها مرة أخرى."أيتها العاهرة! كيف يمكن لرنا أن تنتحر بسبب شخص مثلك! الشخص الذي يجب أن يموت هو أنت!"كان فهد يلهج بكلمات مليئة بالكره، وقد بلغ مشاعره الكراهية تجاه سارة ذروته."أبي، أنس الأمر، أنا ومالك لسنا مقدرين أن نكون معا، لا ألوم سارة." جاءت صوت رنا من الجناح، يحمل نبرة بكاء.نزف الدم من زاوية فم سارة، وكان رأسها يطن من الألم، وتحاملت على الألم ورفعت عينيها ورأت رنا تتكئ على صدر مالك، والدموع في زوايا عينيها.احتضنها مالك، وكانت ملامحه الجذابة تحمل حنانا لا نهاية له وهو يعتني برنا التي كانت تبكي.هذه الصورة دافئة جدا، لكنها تؤلم قلب سارة.لو لم تحدث تلك الحادثة، لكان زوجة مالك هي رنا، وليست هي هذه الفتاة المتشردة التي تعيش تحت رحمة الآخرين.على الرغم من أن تلك الحادثة مع مالك لم تكن من فعلها، إلا أنها في هذه اللحظة شعرت بذنب عميق."رنا، أنت لا تزالين تدافعين عن هذه العاهرة في هذه اللحظة، ألم يكن من المفترض أن تكوني الآن زوجة عائلة القيسي لو لم تكن ه
لا تستطيع سارة ربط المرأة التي تتحدث عنها في هذه اللحظة بعبارات سيئة برنا.منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه منزل عائلة الزهري، وعندما رأت رنا للمرة الأولى، شعرت أنها هي من تلك الفتيات النبيلات اللاتي يتمتعن بالأناقة والكرم، وطيبة القلب واللطف، ولكن في هذه اللحظة..."لقد أغضبني ذلك حقا! لقد خططت بعناية شديدة، جعلت مالك يشرب الخمر، وفي صباح اليوم التالي استدعيت الصحفيين حتى يتمكنوا من التقاط صور لمالك وأنا في نفس الغرفة، لكي يوافق ذلك العجوز من عائلةالقيسي على زواجي من مالك، لكن لم أتوقع أنني أخطأت في رؤية رقم الغرفة، وانتهى بي الأمر في السرير مع شيء مقرف، بينما استفادت سارة من ذلك!"اتضح أن هذه هي الحقيقة، اتضح أن هذا هو الوجه الحقيقي للأخت الطيبة التي كانت تتوسل من أجلها قبل لحظة.كان قلب سارة ارتجف بشدة، وفجأة شعرت بالسخرية والحزن كثيرا.هذه هي الأميرة الطيبة والحنونة في قلب مالك.هي ابنة عائلة نبيلة تعتبر في عيون الجميع رقيقة ومهذبة.وهي أيضا الأخت الكبرى التي كانت تحترمها دائما."أنت غبية أيضا، كيف يمكنك دخول الغرفة الخطأ!" تذمرت والدة رنا زهراء."أليس ذلك من أجل زيادة الإثارة!" أصبحت
لم تتوقعا على الإطلاق أن تظهر سارة فجأة، وتقول مثل هذه الكلمات، مما جعل الثلاثة في الجناح يتجمدون للحظة.بعد بضع ثوانٍ، تغير وجه رنا، ولم يعد تعبيرها يحمل تلك اللطف والكرم المزيف كما في السابق، بل أصبح سيئا للغاية، "سارة، كيف لا تزالين هنا؟"كانت عينا سارة باللون القرمزي، وتضحك بسخرية، "أليس صحيحا أنني هنا بالضبط متوافقة مع الخطة التي ذكرتماها للتو؟"أدركت رنا، وتغير وجهها بالكامل، "كيف تجرؤين على التنصت على حديثنا!"سارة، "نعم، لو لم أسمع هذه الكلمات، لم أكن لأعرف أن أختي الجيدة في الواقع هي العاهرة غير الشريفة.""أيتها الفتاة اللعينة، كيف تجرؤين على شتم رنا بهذه الطريقة؟ هل تريدين الموت!" مدّت زهراء يدها بغضب لتضرب سارة مرة أخرى."أمي، لماذا تغضبين من هذا الشخص الذي لا يعرف والده؟" ضحكت رنا، ونظرت إلى سارة بعينين مبهرتين، بدت هادئة جدا، "أختي العزيزة، من أجل علاقة الأخوة بيننا، من الأفضل لك أن توافقين على الطلاق من مالك، أما إذا رفضت، فأنا أخشى أنك لن تتحملي العواقب."قد فقدت سارة الأمل في هذه العلاقة الأسرية التي كانت تحرص عليها سابقا، فما يسمى بالأخوة ليس سوى مشاعر زائفة.كانت تنظر