لا تستطيع سارة ربط المرأة التي تتحدث عنها في هذه اللحظة بعبارات سيئة برنا.منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه منزل عائلة الزهري، وعندما رأت رنا للمرة الأولى، شعرت أنها هي من تلك الفتيات النبيلات اللاتي يتمتعن بالأناقة والكرم، وطيبة القلب واللطف، ولكن في هذه اللحظة..."لقد أغضبني ذلك حقا! لقد خططت بعناية شديدة، جعلت مالك يشرب الخمر، وفي صباح اليوم التالي استدعيت الصحفيين حتى يتمكنوا من التقاط صور لمالك وأنا في نفس الغرفة، لكي يوافق ذلك العجوز من عائلةالقيسي على زواجي من مالك، لكن لم أتوقع أنني أخطأت في رؤية رقم الغرفة، وانتهى بي الأمر في السرير مع شيء مقرف، بينما استفادت سارة من ذلك!"اتضح أن هذه هي الحقيقة، اتضح أن هذا هو الوجه الحقيقي للأخت الطيبة التي كانت تتوسل من أجلها قبل لحظة.كان قلب سارة ارتجف بشدة، وفجأة شعرت بالسخرية والحزن كثيرا.هذه هي الأميرة الطيبة والحنونة في قلب مالك.هي ابنة عائلة نبيلة تعتبر في عيون الجميع رقيقة ومهذبة.وهي أيضا الأخت الكبرى التي كانت تحترمها دائما."أنت غبية أيضا، كيف يمكنك دخول الغرفة الخطأ!" تذمرت والدة رنا زهراء."أليس ذلك من أجل زيادة الإثارة!" أصبحت
لم تتوقعا على الإطلاق أن تظهر سارة فجأة، وتقول مثل هذه الكلمات، مما جعل الثلاثة في الجناح يتجمدون للحظة.بعد بضع ثوانٍ، تغير وجه رنا، ولم يعد تعبيرها يحمل تلك اللطف والكرم المزيف كما في السابق، بل أصبح سيئا للغاية، "سارة، كيف لا تزالين هنا؟"كانت عينا سارة باللون القرمزي، وتضحك بسخرية، "أليس صحيحا أنني هنا بالضبط متوافقة مع الخطة التي ذكرتماها للتو؟"أدركت رنا، وتغير وجهها بالكامل، "كيف تجرؤين على التنصت على حديثنا!"سارة، "نعم، لو لم أسمع هذه الكلمات، لم أكن لأعرف أن أختي الجيدة في الواقع هي العاهرة غير الشريفة.""أيتها الفتاة اللعينة، كيف تجرؤين على شتم رنا بهذه الطريقة؟ هل تريدين الموت!" مدّت زهراء يدها بغضب لتضرب سارة مرة أخرى."أمي، لماذا تغضبين من هذا الشخص الذي لا يعرف والده؟" ضحكت رنا، ونظرت إلى سارة بعينين مبهرتين، بدت هادئة جدا، "أختي العزيزة، من أجل علاقة الأخوة بيننا، من الأفضل لك أن توافقين على الطلاق من مالك، أما إذا رفضت، فأنا أخشى أنك لن تتحملي العواقب."قد فقدت سارة الأمل في هذه العلاقة الأسرية التي كانت تحرص عليها سابقا، فما يسمى بالأخوة ليس سوى مشاعر زائفة.كانت تنظر
"لا! مالك......"شعرت سارة بالخوف من تصرفات مالك في هذه اللحظة، مما جعل وجهها شاحبا.لم تر مالك أبدا بهذا الجانب البارد والعنيف كما في هذه اللحظة، وفجأة شعرت بالخوف من أن يفقد الطفل في بطنها بسبب ذلك.لكن لم يمنحها مالك فرصة للهروب، بل أمسك بها بقوة في حضنه.لم تتوقع أن يكون مالك يكرهها بهذه الدرجة.غفت سارة في نوم عميق، وفي حلم طويل، حلمت مرة أخرى بذلك اليوم الصيفي الجميل قبل 12 عاما.شمس وشاطئ، وهناك شجرة الكافور.كانت تجمع سارة الصغيرة الأصداف على حافة الشاطئ، ورأت عن بعد الصبي الجالس على الصخرة الكبيرة صامتا، يبدو أنه غير سعيد.كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها مالك، في الثانية عشرة من عمره، كان لديه بالفعل مظهر رائع وقامة ممشوقة.فقط بدا غير سعيد للغاية.كانت سارة حافية القدمين، تقترب بحذر منه، وتقدم صدفها الملون الذي تمكنت بصعوبة من العثور عليه."يا أخي الصغير، هذا لك، آمل أن تكون سعيدا كل يوم."في ذلك الوقت، نظر مالك إليها بنظرة جانبية، وكانت في عينيه الرفيعتين حذر عميق.إنه يرتدي بدلة من ماركة مشهورة، حتى حذاؤه كان إصدارا محدودا.لكن كانت سارة ترتدي فستانا بدأ يتلاشى لونه
بدأت رنا بالصراخ بشدة، الغيرة جعلت ملامح وجهها في هذه اللحظة تبدو مخيفة ومرعبة.ضحكت سارة بلا مبالاة وقالت: "بصفتي زوجة مالك، يسعدني أن أساعده في حل مشاكله.""سارة، أنت...... حقا لئيمة!""هذا لا يقارن بك أختي رنا، من أجل أن تتزوجي مالك، قمت بخداعه؟"يبدو أن قد أصابت رنا شيئا ما، فتجمد وجهها للحظة، لكنها سرعان ما أظهرت مظهرا هادئا ومتفاخرا."هو لا يعرف كم يحب أن يلاحقني! إنه يقضي كل ليلة معي، ليس مثلك!"تتحدث رنا بكلمات مليئة بالأشواك، ثم أخرجت وثيقة ورمتها أمام سارة."هذه هي اتفاقية الطلاق التي طلب مني مالك أن أعطيك إياها، يجب أن توقعي عليها في أقرب وقت، لم يعد مالك يرغب في رؤيتك الدجاجة البرية الفقيرة مرة أخرى!"صدمت سارة، التي كانت قد بذلت جهدا كبيرا للحفاظ على قناعها الأنيق، عندما رأت هذه الوثيقة الخاصة بالطلاق.الطلاق.يريد مالك الطلاق منها.شعرت سارة وكأنها سقطت فجأة في قبو جليدي، هذا المستوى من البرودة جعل كل خلايا جسدها تؤلم.لقد توقعت منذ زمن بعيد أن سيأتي هذا اليوم، لكنها لم تتوقع أن يأتي بهذه السرعة.الشخص الذي يحبه مالك هو رنا، في هذه المطاردة العاطفية، هي الطرف الخاسر، مقدر
يا لها من عرض رائع، لا يمكن العثور على أي عيب فيه.فقط لم تتوقع سارة أن كانت رنا حاملا أيضا.لكن هل يمكن أن يكون الطفل الذي تحمله هو طفل مالك؟تتذكر سارة، قبل ثلاثة أشهر، أن دبرت رنا مكيدة لكنها دخلت غرفة خاطئة ونامت مع شاب وقح، لذا إذا كانت حاملا، فإن والد هذا الطفل يبقى موضع تساؤل.على الرغم من أن لا يمكن لسارة إنكار أن مالك ينام كل ليلة مع هذه المرأة.عندما فكرت في هذا، انتشر شعور ألم خارق من قلبها.لكن هذه الألم لا يمكن مقارنتها بالحنان الذي يعامل به مالك رنا في هذه اللحظة.تغطي رنا وجهها، تبكي بحرقة ودموعها تتساقط بشكل جميل."مالك، لا تلوم سارة، كل شيء خطأي، كان يجب ألا أحبك، لكنني آمل أن تقنع سارة، ألا تجعلها تؤذي طفلنا..."عندما تم ذكر الطفل، لاحظت سارة بوضوح تغير تعبير مالك.لقد رفع حاجبيه الحادين فجأة، وكان نظره البارد كالسيف الجليدي يندفع نحوها بشدة."سارة!"لقد غضب بشدة.لم يناديها أبدا باسمها بلطف أو هدوء، بل كان كل مرة يحمل فيها كراهية شديدة وغضب."إنها هي التي أجبرتني." حاولت سارة الحفاظ على نفسها التي تكاد تنهار، "مالك، لا تدعها تخدعك، هذه المرأة ليست كما تراها، هي......
شعرت سارة وكأن قلبها قد تم تقطيعه، "مالك، كل ما قلته هو الحقيقة!""بالنسبة لي، لا شيء أهم من شعور رنا، ماذا تعني هراءك؟"كانت ردوده لا تشوبها شائبة، مباشرا كالسيف الحاد الذي اخترق قلب سارة.اتضح أن الحقيقة لم تكن مهمة في قلبه، المهم هو أنه يحب رنا، وهذا يتفوق على كل شيء.فجأة سقط قلبها كالحجر، وبدا أنها فقدت كل توقعاتها وآمالها تجاه هذا الرجل.تبتسم سارة بحزن، "حسنا، أعتذر!"تحملت سارة الألم الشديد في جسدها وعقلها، وانحنت لتعتذر لرنا.رأت أن رنا كانت تشعر بالفرح سرا، وكانت ابتسامتها المنتصرة تبرز بشكل خاص في عينيها.لم تفكر أبدا أن مالك يمكن أن يتجاهل الحقيقة من أجل رنا، فقط لأنه يحبها، حبا كبيرا.بعد هذا اليوم، لم تر سارة مالك مرة أخرى.هي تريد أن تجد عملا، لتغيير مزاجها، ولا تريد أن تستمر في الانغماس في عذاب نفسها بسبب أن مالك لا يحبها.تدرس سارة تصميم المجوهرات، وعندما تخرجت كانت درجاتها ممتازة. قدمت سيرتها الذاتية عبر الإنترنت، وبعد فترة قصيرة، دعت شركتان لها لإجراء مقابلة. بعد المقارنة، اختارت سارة الشركة التي كانت أقرب إلى منزلها.كانت تعتقد أنها تستطيع تحويل انتباهها إلى العمل،
في صباح اليوم التالي، لو لم يرن المنبه في الوقت المحدد، لما استطاعت سارة الاستيقاظ على الإطلاق.عندما تفكر في الكلمات التي قالتها والأفعال التي قامت بها تجاه مالك بسبب السكر الليلة الماضية، يصبح وجهها محمرا بشدة.عادت سارة إلى الشركة، وكانت مشغولة في تصميم الرسومات، لكن عقلها كان مشغولا بظل مالك الذي لا يمكنها التخلص منه.اثنا عشر عاما، ليس من السهل التخلي عن هذا الحب العميق في يوم وليلة.لقد لمست بيدها بدون وعي بطنها المسطح، وإذا كان ذلك ممكنا، كانت حقا ترغب في أن تمنح الطفل عائلة كاملة."دق!"فجأة، صوت التنبيه الذي انطلق أعاد سارة إلى أفكارها التي ابتعدت.عندما نظرت، كانت رسالة، وكانت الرسالة من مالك!تغيرت نبضات قلب سارة فجأة وأصبحت غير منتظمة، حتى أن يدها اهتزت قليلا وهي تفتح الرسالة.في النظرة الأولى، رأت سارة صورة، وهي صورة تجمع سارة ورنا، وقد تم التقاطها عندما دخلت سارة إلى عائلة الزهري.في الصورة، ترتدي رنا فستانا ثمينا، حيث تسقط الأضواء على وجهها المشرق بابتسامة، تبدو كأميرة نقية، نبيلة ومتفوقة، بينما ترتدي سارة فستانا رماديا، وكأنها بطة قبيحة في زاوية مظلمة، متواضعة ودنيئة.و
عادت سارة إلى الفيلا الخالية من الناس، تفكر في وثيقة الطلاق التي أرسلها مالك والرسالة النصية التي رد بها، وكان قلبها يؤلمها كما لو كان يقطع بالسيف.لم تتوقع أن يكون مالك الآن يكرهها إلى هذا الحد، بل إنه يمكن أن يكون قاسيا لدرجة أنه يقول بسهولة أن عليها أن تجهض.كانت سارة خائفة جدا، إذا كان مالك ينوي فعل ذلك حقا، ماذا ستفعل؟في هذه اللحظة، سمع صوت في المدخل، وعاد مالك، واقفا بفخر، بجسد مهيب، نبيل وبارد.شعرت سارة ببعض المفاجأة، لكنها كانت أكثر قلقا وخوفا.كانت تخاف من أن يضغط عليها مالك لتمرير الإجهاض، لكن ما فاجأها هو أن لم يذكر مالك موضوع الطلاق أو الإجهاض، بل ذكرها بأنه يجب عليها أن ترافقه غدا بصفة زوجته إلى منزل عائلة القيسي، لأن غدا هو عيد ميلاد والدته الخمسين.هذا جعل سارة تشعر بسعادة غامرة، هل يعني هذا أنه يحاول قبولها؟لكن هذه الأمنية سرعان ما تحطمت على يد مالك، حيث كان نظره باردا وكلماته كالجليد، "سارة، من الأفضل لك ألا تتخيلي أنني سأغير رأيي تجاهك، فأنا لن أحب امرأة بلا خجل مثلك طوال حياتي."كلماته القاسية كانت كالسيف الحاد يخترق قلب سارة.شعرت سارة فجأة بالسخرية، نظرت إلى مال