نظر مالك ببرود إلى الفيديو، وسأل بصوت بارد: "من أين جاء هذا؟"شعرت سارة بالسخرية، "هل من المهم من أين جاء الفيديو حقا؟ ألا تكون الحقيقة التي تراها الآن هي الأهم؟""الحقيقة؟" رفع مالك عينيه السوداوين العميقتين فجأة، ومد يده ليحذف الفيديو، بما في ذلك النسخ الاحتياطية في ألبوم سارة، وحذفها بالكامل.هذا السلوك جعل سارة تشعر بالدهشة، فركضت بشكل غير متزن لأخذ الهاتف، لكن الوقت كان قد فات، بما في ذلك مقاطع الفيديو المحذوفة من سلة المهملات."مالك, لماذا! لماذا فعلت هذا! هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين يسبونني الآن على الإنترنت، هذا الفيديو هو الوحيد الذي يمكن أن يثبت براءتي!"كانت سارة تشعر بالانهيار العاطفي.ومع ذلك، ضحك مالك ببرود دون أن يتأثر، "ما علاقة براءتك بي؟ طالما أن رنا سعيدة، فلا شيء مستحيل."أسكتته إجابته.براءتها، حياتها وموتها، لا علاقة له بها!إنه يهتم برنا، حتى لو قامت تلك المرأة بأشياء بلا حدود، فإنها في عينيه قابلة للتسامح.لأنه يحبها، يحبها حتى العمى، يحبها بلا مبادئ.فجأة، سكتت سارة، ونظرت إلى الرجل الذي أمامها عن كثب، وعيناها مليئتان بالألم وقالت: " مالك، هل تعتقد أنه حتى لو
صوت توبيخ الرجل البارد يتساقط عليها كالصاعقة، شعرت سارة بالسخرية الشديدة."ألم تكن أنت الرئيس مالك تعرف عن هذا الأمر منذ وقت طويل؟"بدت إجابة سارة أكثر استفزازا لمالك، حيث أمسك بقوة بفك سارة، وكانت عيناه السوداوان العميقتان تحملان نظرة غاضبة ومخيفة تجاه سارة."لذا ذهبت للبحث عن حبيبك القديم، أليس كذلك؟"الحبيب القديم؟ إنه يشير إلى أحمد.كان أحمد ومالك في ذلك الوقت زملاء في نفس الفصل، وكانا كلاهما أكبر من سارة بمستويين.في ذلك الوقت، اعترف أحمد بحبه لسارة في حفل التخرج، مما جعل زملاء الفصل يعتقدون أنهما كانا على علاقة.فقط لم تكن سارة تعرف أن مالك كان يعتقد ذلك أيضا."سارة، أخبرك، حتى لو جاء يوم تركتك أنا، فلا تتخيلي أنك ستتمكنين من التواصل مع رجال آخرين. أنا مالك، سأرى من يجرؤ على استخدام الأحذية الممزقة التي مرت بها!"حذاء ممزق.وصفها بهذه الكلمات.شعرت سارة بألم في قلبها، ولم تعرف من أين جاءت القوة لدفع الرجل الذي كان يقيدها."مالك, عدم إخلاصك في هذه الزواج لا يعني أنني سأخون مثلك! لقد كان لدي فقط رجل واحد طوال الوقت! إن قولك هذه الكلمات لا يهينني فحسب، بل يهينك أيضا!"تركت هذه الجمل
ظنت سارة أن ردها السابق كان ضربة جيدة، لكنها لم تتوقع أن عبارة رنا هذه ستجعلها تنهار في لحظة.قام مالك بمرافقة رنا لإجراء فحص الحمل.هذا شيء يحدث فقط بين الزوجين، لكنه أعطاه لامرأة أخرى.مشيت رنا بفخر إلى أمام سارة، "سارة، ماذا بك؟ هل تشعرين بألم شديد وحزن؟"كانت سارة تشد قبضتها، لكنها لا تسمح لنفسها بفقدان السيطرة، "لا، أشعر أن هذا عار."تحدثت، ونظرتها الهادئة تركزت على وجه رنا الذي بدا محرجا قليلا."رنا، مثلما أنت بلا خجل، تقومين بدور العشيقة وتفخرين بذلك كأنك امرأة حقيرة، ربما لا يوجد في العالم شخص آخر مثلك.""أنت......"" سيعرف مالك يوما ما أن هذا الذي في بطنك ليس من نسله."تصدع قناع النفاق لدى رنا للحظة، لكنها ابتسمت فجأة، "مالك يحبني كثيرا، حتى لو لم يكن هذا الطفل من نسله، فإنه بالتأكيد سيحبني ويحب كل ما يتعلق بي، على عكسك، حتى لو كنت حاملا بطفله، فما الفائدة؟ مالك لا يريد هذا الطفل، ولن يمنحك الفرصة لإنجاب هذا النذل!"كانت تعض على أسنانها، وسحبت سارة التي كانت تريد أن تدير ظهرها وتغادر، وتغير تعبير وجهها، وبدأت تبكي بشكوى، وكان صوتها مرتفعا."سارة، أرجوك، أنا حقا أحب مالك، أرجوك
لم يمض وقت طويل حتى جاء مالك، لكنه لم يأت لأنه أرادت سارة رؤيته، بل جاء ليوبخها.كانت الإضاءة في غرفة الزيارة ضعيفة، لكنها كانت كافية لتجعل سارة ترى بوضوح ملامح الرجل التي تعكس القسوة والرعب في تلك اللحظة.كانت سارة حازمة في موقفها، "لم أدفع رنا من الدرج، بل هي التي سقطت عمدا، مالك، ثق بي!"عندما انتهت الكلمات، فجأة مد مالك يده، وامسك برفق بكف بارد عنقها من الخلف، وجذب سارة إلى أمامه.تتألق في عينيه السوداوين العميقتين نية القتل الباردة، "الشهود والأدلة موجودة، هل لا تزالين لديك الجرأة لتقولي أنه لا يوجد؟""أنا لم أفعل! إن رنا التي حاولت الإيقاع بي، لم أدفعها! لم أفعل! " كانت سارة في حالة من الانفعال، تؤكد مرارا وتكرارا، تأمل فقط أن يصدقها هذا الرجل.لكن عيون مالك كانت أكثر برودة ورعبا، كان يمسك برأس سارة بقوة متزايدة، "هل استخدمت رنا حياتها وطفلها في بطنها لتضليلك عمدا؟ سارة، ألا تجدين أن تفسيرك مضحك جدا؟"كانت سارة تتحمل الألم، وتواجه نظرة الكراهية من مالك بقوة، "إنها ليست حاملا بطفلك...""اخرسي!"لم تكمل سارة حديثها، حيث قاطعها مالك بغضب.غضب بشدة وألقى سارة بعيدا.كانت يدا سارة مقي
عندما فكرت في مظهرها الفوضوي والمحرج في هذه اللحظة، شعرت سارة بالارتباك.كل امرأة تريد أن تظهر أفضل ما لديها للرجل الذي تحبه، لكن في كل مرة تواجهه، تكون في أضعف وأحقر حالاتها، وفي هذه اللحظة، تحمل على جسدها جروحا متنوعة منحها إياها."من سمح لك بالدخول؟" قام مالك بمنعها من الدخول.كانت سارة تنظر إليه، "هذا هو منزلي.""المنزل؟" الرجل ضحك ببرود، "هل تستحقين ذلك؟"تجمدت نظرة سارة، وكأن كل كلمة من مالك قد سقطت كقطع زجاج في قلبها."لو لم تكن رنا لطيفة، لكان عليك أن تبقى في السجن طوال حياتك." كانت كلمات تمالك تحمل عناية تجاه رنا.ابتسمت سارة بابتسامة باردة وقالت: "نعم، لولاها لما كنت دخلت إلى ذلك المكان."من الواضح أن كلماتها جعلت مالك غير راض، "هل لا تزالين تدافعين عن نفسك في هذا الوقت؟""مالك, لم أفعل! كل ما قلته هو الحقيقة!" قبضت سارة قبضتها، ورفعت رأسها لتؤكد.وجه الرجل الوسيم مغطى بطبقة من الجليد، رفع عينيه الجليديتين نحو سارة، "لم تفعلي، صح؟ حسنا، اذهبي وازحفي، ازحفي حتى تتوقف هذه الأمطار، سأصدقك حينها."شعرت سارة بغريزة تحمي بطنها، وتوقفت في مكانها."أليس عليك أن تجعلني أصدقك؟ لماذا لا
فجأة شعر مالك بصدمة شديدة، وكأن هناك شوكة مختبئة في لحمه، فجأة طعنت قلبه وجعلته يشعر بعدم الراحة، ولم يتردد لحظة في احتضان سارة.رأت رنا هذا المشهد على الفور وتقدمت لوقفه، قائلة: "مالك، إلى أين تأخذ سارة؟"لكن مالك لم يهتم بها على الإطلاق، بل حمل سارة واندفع نحو المستشفى.طوال الطريق، كانت رأسه مليئة بصور لقائه بفتاة في طفولته، تلك المشاهد الرائعة التي ترفرف كالفراشات، ولكنها كانت لحظات هادئة من الزمن، تومض في ذهنه بشكل متكرر...كان قلب مالك ينبض بشكل غير منتظم، حتى أنه نسي أنه يجب أن يكره سارة، بدلا من أن يحتضنها بقلق كما هو الآن وهو يدخل غرفة الطوارئ.قالت إنها حامل والطفل هو من لحمه ودمه، لكن الآن قميصه ملطخ بالدم الذي يسيل من جسدها...شعر مالك بأنه مضغوط بشيء غير مرئي حتى يكاد لا يستطيع التنفس، وكان يأمل لأول مرة أن تكون سارة بخير.كان ينتظر في الخارج، يتجول ذهابا وإيابا، وكان يشعر بقلق غير مسبوق.في هذه اللحظة، خرجت ممرضة من الداخل، فقام مالك بإيقافها بسرعة، "ما هي الحالة في الداخل؟ ماذا حدث لزوجتي بالضبط؟"نظرت الممرضة إلى مالك، وكان في صوتها بعض اللوم، "أنت حقا لا تعرف كيف تتصرف
عند سماع هذه الكلمات، تغيرت تعابير مالك قليلا.اقترب قليلا ورأى رنا تدير ظهرها له، وكانت تتحدث مع الطبيب المعالج لسارة."كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لم أتوقع حقا أن تفعل سارة مثل هذا الشيء..." جاء صوت رنا المتنهد بعد ذلك.سمع مالك حديثا غير واضح، وكان ينوي الاقتراب للسؤال، لكنه رأى الطبيب يعبس وجهه بصعوبة، "آه! في الحقيقة، إن إجباري على قول هذا الكذب يضر بأخلاقيات الطب، أختك حقا، لم تكن حاملا لكنها أصرت على التظاهر بأنها حامل، واستخدمت دما مزيفا لتظهر أنها حامل، وعندما اكتشفنا الأمر هددتنا بالموت، وطالبتنا بأن نكذب معا، حقا لا أستطيع أن أجد الكلمات للتعبير عن الأمر!"عند سماع هذه الكلمات، غطت وجه مالك فجأة طبقة من الجليد.تتظاهر؟هل حمل سارة مزيف؟ الدم أيضا مزيف!"أستطيع أن أفهم مشاعر سارة عندما تفعل ذلك، لكن لم أتوقع أنها ستجبركم على الكذب على زوجها، إنها حقا متمردة جدا!""أرى أنه يجب عليك أن تنصحي أختك، فمثل هذه الأمور المتعلقة بالحمل الكاذب ستكتشفها زوجها عاجلا أم آجلا." قال الطبيب وهو يستدير ليغادر.كانت رنا تلحق به، "أيها الطبيب، أرجوك لا تذكر هذا الأمر لأي شخص، خاصة زوج أختي، أخشى أنه
"ها."كان يضحك مالك ببرود، وعيناه الباردتان تنظران إلى سارة من علو."سارة، لقد قللت من تقديرك حقا، كيف استطعت رشوة طبيب هنا، والتآمر لخداعي بأنك حامل! هل تعتقدين حقا أنني سهل الخداع وأنني سأسمح لامرأة مثلك أن تخدعني؟"كانت سارة ترفع وجهها بعيون مليئة بالدموع، "لا! مالك، أنا حقا لم أكذب عليك! كيف يمكنني أن أكذب عليك في مثل هذا الأمر، أنا حقا حامل! مالك، أنت لا تصدق، صح؟ المس بطني، الطفل هنا حقا......"لقد وقفت بكل قوتها، ومدت يدها لتأخذ بيد مالك، تتوق إلى أن يصدقها، وتتمنى أن يشعر بالحياة الصغيرة التي تنمو في بطنها.لكن مالك دفع يدها بعيدا."ابتعدي! لا تلمسيني بيديك القذرتين!" كانت عيون مالك حادة مثل السكاكين الحادة، "علاوة على ذلك، أنت لست حاملا، حتى لو كنت حاملا بالفعل الآن، فسوف أجهضه! لأنك لا تستحقين ذلك! سارة، امرأة مثلك لن تستحق أبدا أن يكون لها أي علاقة بي! ""مالك!" عندما رأت مالك يستدير ليغادر، هرعت سارة لتلحق به، وأمسكت بذراعه، "مالك، لا تذهب، لقد قلت من قبل، قلت أنك ستظل تحميني إلى الأبد، أنا سلوى العسل، هل نسيت؟ مالك......"كانت سارة تتوسل بمرارة ليبقى مالك، لكن هذه الكلمات