لم يمض وقت طويل حتى جاء مالك، لكنه لم يأت لأنه أرادت سارة رؤيته، بل جاء ليوبخها.كانت الإضاءة في غرفة الزيارة ضعيفة، لكنها كانت كافية لتجعل سارة ترى بوضوح ملامح الرجل التي تعكس القسوة والرعب في تلك اللحظة.كانت سارة حازمة في موقفها، "لم أدفع رنا من الدرج، بل هي التي سقطت عمدا، مالك، ثق بي!"عندما انتهت الكلمات، فجأة مد مالك يده، وامسك برفق بكف بارد عنقها من الخلف، وجذب سارة إلى أمامه.تتألق في عينيه السوداوين العميقتين نية القتل الباردة، "الشهود والأدلة موجودة، هل لا تزالين لديك الجرأة لتقولي أنه لا يوجد؟""أنا لم أفعل! إن رنا التي حاولت الإيقاع بي، لم أدفعها! لم أفعل! " كانت سارة في حالة من الانفعال، تؤكد مرارا وتكرارا، تأمل فقط أن يصدقها هذا الرجل.لكن عيون مالك كانت أكثر برودة ورعبا، كان يمسك برأس سارة بقوة متزايدة، "هل استخدمت رنا حياتها وطفلها في بطنها لتضليلك عمدا؟ سارة، ألا تجدين أن تفسيرك مضحك جدا؟"كانت سارة تتحمل الألم، وتواجه نظرة الكراهية من مالك بقوة، "إنها ليست حاملا بطفلك...""اخرسي!"لم تكمل سارة حديثها، حيث قاطعها مالك بغضب.غضب بشدة وألقى سارة بعيدا.كانت يدا سارة مقي
عندما فكرت في مظهرها الفوضوي والمحرج في هذه اللحظة، شعرت سارة بالارتباك.كل امرأة تريد أن تظهر أفضل ما لديها للرجل الذي تحبه، لكن في كل مرة تواجهه، تكون في أضعف وأحقر حالاتها، وفي هذه اللحظة، تحمل على جسدها جروحا متنوعة منحها إياها."من سمح لك بالدخول؟" قام مالك بمنعها من الدخول.كانت سارة تنظر إليه، "هذا هو منزلي.""المنزل؟" الرجل ضحك ببرود، "هل تستحقين ذلك؟"تجمدت نظرة سارة، وكأن كل كلمة من مالك قد سقطت كقطع زجاج في قلبها."لو لم تكن رنا لطيفة، لكان عليك أن تبقى في السجن طوال حياتك." كانت كلمات تمالك تحمل عناية تجاه رنا.ابتسمت سارة بابتسامة باردة وقالت: "نعم، لولاها لما كنت دخلت إلى ذلك المكان."من الواضح أن كلماتها جعلت مالك غير راض، "هل لا تزالين تدافعين عن نفسك في هذا الوقت؟""مالك, لم أفعل! كل ما قلته هو الحقيقة!" قبضت سارة قبضتها، ورفعت رأسها لتؤكد.وجه الرجل الوسيم مغطى بطبقة من الجليد، رفع عينيه الجليديتين نحو سارة، "لم تفعلي، صح؟ حسنا، اذهبي وازحفي، ازحفي حتى تتوقف هذه الأمطار، سأصدقك حينها."شعرت سارة بغريزة تحمي بطنها، وتوقفت في مكانها."أليس عليك أن تجعلني أصدقك؟ لماذا لا
فجأة شعر مالك بصدمة شديدة، وكأن هناك شوكة مختبئة في لحمه، فجأة طعنت قلبه وجعلته يشعر بعدم الراحة، ولم يتردد لحظة في احتضان سارة.رأت رنا هذا المشهد على الفور وتقدمت لوقفه، قائلة: "مالك، إلى أين تأخذ سارة؟"لكن مالك لم يهتم بها على الإطلاق، بل حمل سارة واندفع نحو المستشفى.طوال الطريق، كانت رأسه مليئة بصور لقائه بفتاة في طفولته، تلك المشاهد الرائعة التي ترفرف كالفراشات، ولكنها كانت لحظات هادئة من الزمن، تومض في ذهنه بشكل متكرر...كان قلب مالك ينبض بشكل غير منتظم، حتى أنه نسي أنه يجب أن يكره سارة، بدلا من أن يحتضنها بقلق كما هو الآن وهو يدخل غرفة الطوارئ.قالت إنها حامل والطفل هو من لحمه ودمه، لكن الآن قميصه ملطخ بالدم الذي يسيل من جسدها...شعر مالك بأنه مضغوط بشيء غير مرئي حتى يكاد لا يستطيع التنفس، وكان يأمل لأول مرة أن تكون سارة بخير.كان ينتظر في الخارج، يتجول ذهابا وإيابا، وكان يشعر بقلق غير مسبوق.في هذه اللحظة، خرجت ممرضة من الداخل، فقام مالك بإيقافها بسرعة، "ما هي الحالة في الداخل؟ ماذا حدث لزوجتي بالضبط؟"نظرت الممرضة إلى مالك، وكان في صوتها بعض اللوم، "أنت حقا لا تعرف كيف تتصرف
عند سماع هذه الكلمات، تغيرت تعابير مالك قليلا.اقترب قليلا ورأى رنا تدير ظهرها له، وكانت تتحدث مع الطبيب المعالج لسارة."كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لم أتوقع حقا أن تفعل سارة مثل هذا الشيء..." جاء صوت رنا المتنهد بعد ذلك.سمع مالك حديثا غير واضح، وكان ينوي الاقتراب للسؤال، لكنه رأى الطبيب يعبس وجهه بصعوبة، "آه! في الحقيقة، إن إجباري على قول هذا الكذب يضر بأخلاقيات الطب، أختك حقا، لم تكن حاملا لكنها أصرت على التظاهر بأنها حامل، واستخدمت دما مزيفا لتظهر أنها حامل، وعندما اكتشفنا الأمر هددتنا بالموت، وطالبتنا بأن نكذب معا، حقا لا أستطيع أن أجد الكلمات للتعبير عن الأمر!"عند سماع هذه الكلمات، غطت وجه مالك فجأة طبقة من الجليد.تتظاهر؟هل حمل سارة مزيف؟ الدم أيضا مزيف!"أستطيع أن أفهم مشاعر سارة عندما تفعل ذلك، لكن لم أتوقع أنها ستجبركم على الكذب على زوجها، إنها حقا متمردة جدا!""أرى أنه يجب عليك أن تنصحي أختك، فمثل هذه الأمور المتعلقة بالحمل الكاذب ستكتشفها زوجها عاجلا أم آجلا." قال الطبيب وهو يستدير ليغادر.كانت رنا تلحق به، "أيها الطبيب، أرجوك لا تذكر هذا الأمر لأي شخص، خاصة زوج أختي، أخشى أنه
"ها."كان يضحك مالك ببرود، وعيناه الباردتان تنظران إلى سارة من علو."سارة، لقد قللت من تقديرك حقا، كيف استطعت رشوة طبيب هنا، والتآمر لخداعي بأنك حامل! هل تعتقدين حقا أنني سهل الخداع وأنني سأسمح لامرأة مثلك أن تخدعني؟"كانت سارة ترفع وجهها بعيون مليئة بالدموع، "لا! مالك، أنا حقا لم أكذب عليك! كيف يمكنني أن أكذب عليك في مثل هذا الأمر، أنا حقا حامل! مالك، أنت لا تصدق، صح؟ المس بطني، الطفل هنا حقا......"لقد وقفت بكل قوتها، ومدت يدها لتأخذ بيد مالك، تتوق إلى أن يصدقها، وتتمنى أن يشعر بالحياة الصغيرة التي تنمو في بطنها.لكن مالك دفع يدها بعيدا."ابتعدي! لا تلمسيني بيديك القذرتين!" كانت عيون مالك حادة مثل السكاكين الحادة، "علاوة على ذلك، أنت لست حاملا، حتى لو كنت حاملا بالفعل الآن، فسوف أجهضه! لأنك لا تستحقين ذلك! سارة، امرأة مثلك لن تستحق أبدا أن يكون لها أي علاقة بي! ""مالك!" عندما رأت مالك يستدير ليغادر، هرعت سارة لتلحق به، وأمسكت بذراعه، "مالك، لا تذهب، لقد قلت من قبل، قلت أنك ستظل تحميني إلى الأبد، أنا سلوى العسل، هل نسيت؟ مالك......"كانت سارة تتوسل بمرارة ليبقى مالك، لكن هذه الكلمات
لكن سارة هزت رأسها بابتسامة حزينة، في الواقع، ما الفرق إذا تم ذكره أم لا؟هو لن يهتم بمصيرها على الإطلاق، بل بالنسبة لمالك، سيكون من الأفضل لو ماتت.من أجل الطفل في بطنها، تعيش سارة حياة نشطة.قال الطبيب إن هذا الطفل يتعارض معها.كلما نما الطفل يوما بعد يوم في جسدها، كانت حالة سارة تتدهور يوما بعد يوم.لأن مكان نمو الكتلة الصغيرة يضغط بالضبط على الورم الذي يمكن أن يتدهور بشكل حاد في أي لحظة.أرسلت سارة عددا لا يحصى من السيرة الذاتية على الإنترنت ولكنها تلقت عرضا واحدا فقط.إنها شركة صغيرة تطلب من سارة تصميم خاتم زواج، والسعر المعروض جيد جدا.سارة بطبيعتها قبلت هذه المهمة، لقد كانت مشغولة في الغرفة طوال اليوم، ثم نزلت لتستعد لطهي شيء لتأكله.الطفل عمره أكثر من ثلاثة أشهر، لكن الطقس لقد دخل فصل الشتاء، ولا يمكن أن يظهر عليها أنها الحامل وهي ترتدي سترة.خلال هذه الفترة، لم تسأل مالك، وقد اعتادت على ذلك.فجأة، سمع صوت خطوات في المدخل، ورأت سارة أن مالك قد عاد.الرجل يرتدي معطفا جلديا أسود، ويبدو عليه هالة من الامتناع، ساحر وعميق.كان يحمل في يده حقيبتين كرتونيتين، وعندما نظرت سارة بعناية،
عندما سمعت هذا الكلام، شعرت فاطمة بالقلق، "سارة، ماذا تقولين من هراء!""أنا جادة." ابتسمت سارة، ونظرت إلى هذه البحر الأزرق العميق أمامها، وظهرت في عينيها ذكريات جميلة من الماضي."هذا هو المكان الذي تعاهدت فيه مع مالك." تحدثت، لكنها سرعان ما صححت، "يجب أن أقول، هذا هو المكان الذي بدأت فيه مشاعري من طرف واحد."ذهلت فاطمة، ثم أدركت، "أوه، هذا هو المكان الذي التقيتما فيه لأول مرة."أومأت سارة برأسها وأغلقت عينيها، وأشعة الشمس تسقط على وجهها البيضاوي النحيف، "في ذلك الوقت، قال لي، 'سلوى العسل، عندما أكبر، أريد أن أتزوجك لتكوني عروستي'."تحدثت، وفتحت عينيها ببطء، وسقطت الدموع بهدوء.كانت فاطمة غاضبة: "فم الرجل كذبة! كان مالك قادرا على إضحاك الفتيات في سن صغيرة، هل كنت تصدقين ذلك؟""نعم، لقد صدقت، وليس فقط صدقت، بل أخذت الأمر على محمل الجد أيضا.""سوسو، اتركيه، هذا الرجل لا يستحق حبك." نصحت فاطمة، لأنها كانت تشعر حقا بالألم من تضحيات سارة.لكنها لا تزال تبتسم فقط، "فوفو، لقد مرت 12 عاما، لا أستطيع حقا نسيانه."هذا الحب قد غاص في الأعماق، يرافق كل نفس تأخذه.تركه، فكيف يكون سهلا."لذا، هل ستتخ
أدهش موقف مالك سارة، لكنها لم تكن مثل السابق في نبرتها التي تحاول إرضاءه، بل سألت ببرود: "ماذا يريد الرئيس مالك تحدثه؟"بالنسبة لتسمية سارة هذه، يبدو أن مالك غير راض جدا، "ماذا تسمينني؟""هل يهم كيف تسمى؟ على أي حال، لم يهتم بي الرئيس مالك أبدا."عبس مالك وحاجباه التئما معا، وبعد تأمل لبضع ثوان، تحدث مجددا قائلا، "بطن رنا يزداد حجما، وأنا مستعد أن أعطيها مكانة رسمية."على الرغم من أنها فكرت في أن هناك يوما سيجبر فيه مالك على الطلاق منها، إلا أنه عندما جاء هذا اللحظة حقا، كان كأنه صاعقة في يوم مشمس.نظرت سارة إلى الرجل الوسيم بملامحه الباردة، ثم ابتسمت بسخرية قائلة: "وماذا عني؟"سألت هذا، وفجأة شعرت أن نفسها والطفل في بطنها هما نكتة كبيرة.وقعت عيون مالك العميقة والحادة على وجه سارة، "إذا كنت مطيعة، يمكننا الحفاظ على الوضع كما هو."توقفت سارة لحظة ثم ابتسمت، قائلة،" هل تقصد الرئيس مالك أنني الزوجة الرسمية يجب أن أصبح عشيقتك؟ هل تعني أن تلك العاهرة ستأخذ مكاني وتجلس في مكانتي؟'"ما إن انتهت الكلمات، حتى أصبح وجه مالك باردا ومرعبا.تألم قلب سارة للحظة، عضت شفتها السفلى بشدة، وشدت قبضتها،