صوت اتهام المرأة الحاد جذب العديد من الأنظار على الفور، حاولت سارة الحفاظ على أدبها، "هذه السيدة، لقد اصطدمت بي للتو، وأيضا، أنا لست خادمة عائلة القيسي."توقفت المرأة قليلا، ورفعت حاجبيها لتفحص ملابس سارة، وظهرت على وجهها المتعالي ابتسامة أكثر ازدراء، "من الواضح أنك لا تبدين كخادمة، بل تشبهين أكثر شخصا يتسول في الشارع!"تبعها ضحك مكتوم، لم تكن سارة مهتمة بالجدال، وعندما كانت على وشك المغادرة، رأت رنا تقترب منها.إنها ترتدي بشكل جميل، ومكياجها متقن، وعندما رأت سارة، أظهرت تعبيرا مندهشا، "أوه، إنها سارة!"عندما سمعت المرأة بجانبها كلام رنا، نظرت باحتقار إلى سارة، "سيدة مالك الشابة، يبدو أنك تعرفين هذه المتسولة القذرة؟"شعرت سارة بالدهشة، هذه المرأة اعتقدت أن رنا هي زوجة مالك، لكن من الواضح أن رنا لم تكن تنوي التوضيح، بل ابتسمت بدلا من ذلك."السيدة دانا، أرجوك، من أجل شرفي، دعنا نعتبر هذه الأمر منتهيا.""بما أن السيدة مالك الشابة قد تحدثت، بالطبع سأعطيها هذه الميزة." نظرت المرأة بامتعاض إلى سارة، "انتبهي أثناء المشي في المستقبل!"كانت سارة على وشك الكشف عن هويتها، لكن رنا كانت أسرع في مقا
بينما كانت سارة على وشك أن تؤخذ بعيدا، فجأة اقتربت سيدة نبيلة متألقة من السيدة الغنية وهمست لها بكلمتين.تغير وجه السيدة قليلا، ونظرت إلى سارة بصدمة، ثم غيرت كلامها قائلة إن هذه كانت مجرد سوء فهم.لم تكن سارة تعرف ما هي هذه الحالة، وعندما رفعت عينيها لتلتقي بعيني تلك السيدة النبيلة، اكتشفت أن السيدة تنظر إليها بنفور شديد.هذا النظرة جعلت سارة تشعر بالارتباك والقلق، في هذه اللحظة جاءت رنا مرة أخرى."سارة، هذه والدة مالك، الآن لم يعد هناك شيء، لا تحتاجين للذهاب إلى مركز الشرطة، لكن يجب عليك أن تعديني أنه لن يحدث مثل هذا الأمر المحرج مرة أخرى."كانت رنا تتحدث بنبرة مليئة بالقلق، حاولت سارة تفسير الأمر، لكن والدة مالك نظرت إليها بنظرة غير راضية ثم استدارت وذهبت.ابتسمت رنا وتبعتها، تسير بشكل حميم بجانب والدة مالك، وكأنهن الثنائي المثالي من الحماة والكنة.هناك همسات خافتة تأتي من الجانبين، وحتى ضحكات خفيفة.زوجة الشاب من عائلة القيسي، يا لها من امرأة متخلفة ومع ذلك متورطة في سرقة! لا شك أن هذا نكتة.شعرت سارة بنظرات الشك من حولها، وكانت تشعر بالظلم والعجز، فتوجهت إلى الداخل ورأت أخيرا مالك.
إن حركته المفاجئة القريبة جعلت قلب سارة ينبض بسرعة، وبدأت خداها يشعران بالحرارة قليلا.رفعت عينيها نحو مالك، كان وجه الرجل الجانبي صارما وجميلا، لكن تعبيره كان باردا."جاء الجد."قال ببرود أربع كلمات، فهمت سارة على الفور.كان من المفترض أن يمثلا دور الزوجين المحبين أمام الشيخ زيد القيسي، فشعرت سارة فجأة بالبرودة في قلبها، وشعرت بالسخرية الشديدة.على مائدة الطعام، في هذه اللحظة لم يكن هناك غرباء، إذا كان هناك شخص واحد، فهو رنا.كان وجه الشيخ زيد القيسي لطيفا، لكن لا تعرف لماذا، شعرت سارة أن الشيخ زيد يبدو مألوفا، كما لو أنها رأته منذ سنوات عديدة.ما فاجأ سارة هو أن مالك كان يهتم بها بشكل كبير من أجل إرضاء الشيخ، دون أن يأخذ مشاعر رنا بعين الاعتبار.لم يكن يقدم لها الطعام فحسب، بل أحيانا كان يقشر الجمبري لسارة، والأكثر ندرة هو أن سارة رأت مالك يبتسم بلطف لأول مرة.لم تستطع سارة أن تمنع نفسها من رفع رأسها والنظر إلى رنا، كانت تبتسم بوجه متصنع، ومن الواضح أنها لم تكن مرتاحة على الإطلاق.هذا يشبه الحلم تماما، لكنها تعرف أن هذا الحلم سيفيق قريبا.بعد انتهاء العشاء، أمسك مالك بيد سارة وسار نح
نظر مالك ببرود إلى الفيديو، وسأل بصوت بارد: "من أين جاء هذا؟"شعرت سارة بالسخرية، "هل من المهم من أين جاء الفيديو حقا؟ ألا تكون الحقيقة التي تراها الآن هي الأهم؟""الحقيقة؟" رفع مالك عينيه السوداوين العميقتين فجأة، ومد يده ليحذف الفيديو، بما في ذلك النسخ الاحتياطية في ألبوم سارة، وحذفها بالكامل.هذا السلوك جعل سارة تشعر بالدهشة، فركضت بشكل غير متزن لأخذ الهاتف، لكن الوقت كان قد فات، بما في ذلك مقاطع الفيديو المحذوفة من سلة المهملات."مالك, لماذا! لماذا فعلت هذا! هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين يسبونني الآن على الإنترنت، هذا الفيديو هو الوحيد الذي يمكن أن يثبت براءتي!"كانت سارة تشعر بالانهيار العاطفي.ومع ذلك، ضحك مالك ببرود دون أن يتأثر، "ما علاقة براءتك بي؟ طالما أن رنا سعيدة، فلا شيء مستحيل."أسكتته إجابته.براءتها، حياتها وموتها، لا علاقة له بها!إنه يهتم برنا، حتى لو قامت تلك المرأة بأشياء بلا حدود، فإنها في عينيه قابلة للتسامح.لأنه يحبها، يحبها حتى العمى، يحبها بلا مبادئ.فجأة، سكتت سارة، ونظرت إلى الرجل الذي أمامها عن كثب، وعيناها مليئتان بالألم وقالت: " مالك، هل تعتقد أنه حتى لو
صوت توبيخ الرجل البارد يتساقط عليها كالصاعقة، شعرت سارة بالسخرية الشديدة."ألم تكن أنت الرئيس مالك تعرف عن هذا الأمر منذ وقت طويل؟"بدت إجابة سارة أكثر استفزازا لمالك، حيث أمسك بقوة بفك سارة، وكانت عيناه السوداوان العميقتان تحملان نظرة غاضبة ومخيفة تجاه سارة."لذا ذهبت للبحث عن حبيبك القديم، أليس كذلك؟"الحبيب القديم؟ إنه يشير إلى أحمد.كان أحمد ومالك في ذلك الوقت زملاء في نفس الفصل، وكانا كلاهما أكبر من سارة بمستويين.في ذلك الوقت، اعترف أحمد بحبه لسارة في حفل التخرج، مما جعل زملاء الفصل يعتقدون أنهما كانا على علاقة.فقط لم تكن سارة تعرف أن مالك كان يعتقد ذلك أيضا."سارة، أخبرك، حتى لو جاء يوم تركتك أنا، فلا تتخيلي أنك ستتمكنين من التواصل مع رجال آخرين. أنا مالك، سأرى من يجرؤ على استخدام الأحذية الممزقة التي مرت بها!"حذاء ممزق.وصفها بهذه الكلمات.شعرت سارة بألم في قلبها، ولم تعرف من أين جاءت القوة لدفع الرجل الذي كان يقيدها."مالك, عدم إخلاصك في هذه الزواج لا يعني أنني سأخون مثلك! لقد كان لدي فقط رجل واحد طوال الوقت! إن قولك هذه الكلمات لا يهينني فحسب، بل يهينك أيضا!"تركت هذه الجمل
ظنت سارة أن ردها السابق كان ضربة جيدة، لكنها لم تتوقع أن عبارة رنا هذه ستجعلها تنهار في لحظة.قام مالك بمرافقة رنا لإجراء فحص الحمل.هذا شيء يحدث فقط بين الزوجين، لكنه أعطاه لامرأة أخرى.مشيت رنا بفخر إلى أمام سارة، "سارة، ماذا بك؟ هل تشعرين بألم شديد وحزن؟"كانت سارة تشد قبضتها، لكنها لا تسمح لنفسها بفقدان السيطرة، "لا، أشعر أن هذا عار."تحدثت، ونظرتها الهادئة تركزت على وجه رنا الذي بدا محرجا قليلا."رنا، مثلما أنت بلا خجل، تقومين بدور العشيقة وتفخرين بذلك كأنك امرأة حقيرة، ربما لا يوجد في العالم شخص آخر مثلك.""أنت......"" سيعرف مالك يوما ما أن هذا الذي في بطنك ليس من نسله."تصدع قناع النفاق لدى رنا للحظة، لكنها ابتسمت فجأة، "مالك يحبني كثيرا، حتى لو لم يكن هذا الطفل من نسله، فإنه بالتأكيد سيحبني ويحب كل ما يتعلق بي، على عكسك، حتى لو كنت حاملا بطفله، فما الفائدة؟ مالك لا يريد هذا الطفل، ولن يمنحك الفرصة لإنجاب هذا النذل!"كانت تعض على أسنانها، وسحبت سارة التي كانت تريد أن تدير ظهرها وتغادر، وتغير تعبير وجهها، وبدأت تبكي بشكوى، وكان صوتها مرتفعا."سارة، أرجوك، أنا حقا أحب مالك، أرجوك
لم يمض وقت طويل حتى جاء مالك، لكنه لم يأت لأنه أرادت سارة رؤيته، بل جاء ليوبخها.كانت الإضاءة في غرفة الزيارة ضعيفة، لكنها كانت كافية لتجعل سارة ترى بوضوح ملامح الرجل التي تعكس القسوة والرعب في تلك اللحظة.كانت سارة حازمة في موقفها، "لم أدفع رنا من الدرج، بل هي التي سقطت عمدا، مالك، ثق بي!"عندما انتهت الكلمات، فجأة مد مالك يده، وامسك برفق بكف بارد عنقها من الخلف، وجذب سارة إلى أمامه.تتألق في عينيه السوداوين العميقتين نية القتل الباردة، "الشهود والأدلة موجودة، هل لا تزالين لديك الجرأة لتقولي أنه لا يوجد؟""أنا لم أفعل! إن رنا التي حاولت الإيقاع بي، لم أدفعها! لم أفعل! " كانت سارة في حالة من الانفعال، تؤكد مرارا وتكرارا، تأمل فقط أن يصدقها هذا الرجل.لكن عيون مالك كانت أكثر برودة ورعبا، كان يمسك برأس سارة بقوة متزايدة، "هل استخدمت رنا حياتها وطفلها في بطنها لتضليلك عمدا؟ سارة، ألا تجدين أن تفسيرك مضحك جدا؟"كانت سارة تتحمل الألم، وتواجه نظرة الكراهية من مالك بقوة، "إنها ليست حاملا بطفلك...""اخرسي!"لم تكمل سارة حديثها، حيث قاطعها مالك بغضب.غضب بشدة وألقى سارة بعيدا.كانت يدا سارة مقي
عندما فكرت في مظهرها الفوضوي والمحرج في هذه اللحظة، شعرت سارة بالارتباك.كل امرأة تريد أن تظهر أفضل ما لديها للرجل الذي تحبه، لكن في كل مرة تواجهه، تكون في أضعف وأحقر حالاتها، وفي هذه اللحظة، تحمل على جسدها جروحا متنوعة منحها إياها."من سمح لك بالدخول؟" قام مالك بمنعها من الدخول.كانت سارة تنظر إليه، "هذا هو منزلي.""المنزل؟" الرجل ضحك ببرود، "هل تستحقين ذلك؟"تجمدت نظرة سارة، وكأن كل كلمة من مالك قد سقطت كقطع زجاج في قلبها."لو لم تكن رنا لطيفة، لكان عليك أن تبقى في السجن طوال حياتك." كانت كلمات تمالك تحمل عناية تجاه رنا.ابتسمت سارة بابتسامة باردة وقالت: "نعم، لولاها لما كنت دخلت إلى ذلك المكان."من الواضح أن كلماتها جعلت مالك غير راض، "هل لا تزالين تدافعين عن نفسك في هذا الوقت؟""مالك, لم أفعل! كل ما قلته هو الحقيقة!" قبضت سارة قبضتها، ورفعت رأسها لتؤكد.وجه الرجل الوسيم مغطى بطبقة من الجليد، رفع عينيه الجليديتين نحو سارة، "لم تفعلي، صح؟ حسنا، اذهبي وازحفي، ازحفي حتى تتوقف هذه الأمطار، سأصدقك حينها."شعرت سارة بغريزة تحمي بطنها، وتوقفت في مكانها."أليس عليك أن تجعلني أصدقك؟ لماذا لا