الفصل 9 رفضها
لطالما اشتهرت ليلى المرسي ببرودتها التي أكسبتها لقب الأميرة باردة الجمال، ولكن تصرفاتها الآن تناقض تمامًا هذه السمعة، إذ ألقت بنفسها في أحضان رجل بكل جرأة.

لم تجرؤ على التفكير بمثل هذه التصرفات في الماضي.

ولكنلا أحد يفهم المعاناة والظروف الصعبة التي تمر بها الآن؛ فعائلة المرسي التي وصلت إلى قمة عالم التجارة بعد مئة عام من عمل شيوخ العائلة الدؤوب، لا يمكنها أن تفقد هذا الإرث بأي ثمن.

لكنها الآن تواجه أزمة قد تطيح بعائلة المرسي بالكامل، بل وحتى باتحاد البحار الأربعة، وهو ما لا تستطيع بأي حال من الأحوال السماح بحدوثه.

في هذه اللحظة، أبعد أحمد الجبوري يدها، ونظر إليها.

"سيد أحمد......" هل هو حقًا رجل لا تغويه المغريات؟ أم أنه قديسٌ بلا شهوات؟

أم أنه ببساطة لا يهتم بها على الإطلاق؟

إذا كان لا يحب المال أو السلطة ولا يغريه الجمال، فما الذي بإمكانها تقديمه له؟

عندما فكرت في ذلك، ارتسمت على وجهها ملامح الحزن.

ففي النهاية، هي مجرد امرأة لا تستطيع الهروب من ضعفها الداخلي، والقوة والبرودة التي تظهرها ليست سوى قناع تختبئ خلفه، لكنها في ظلام الليل، تبكي وتنهار تحت عبء المسؤوليات الثقيلة.

عندما رأى أحمد الجبوري ملامح ضعفها ولينها، عقد حاجبيه.

"آنسة ليلى، بيننا اتفاق زواج، لكن يبدو أنك لا تعرفين ذلك."

"ماذا؟"

"ماذا؟" صدمت ليلى، وحدقت به، غير قادرة على استيعاب كلامه للحظات.

اتفاق زواج؟ والدها لم يذكر لها شيئًا عن هذا الأمر، هل أخطأ أحمد؟

عائلة المرسي من العائلات النبيلة في ولاية الجنوب، ومن يمكنه الاتفاق معها على زواج يجب أن يكون من أرقى الأسر، لكنها لم تستطع أن تتخيل أي عائلة قوية تلك المسماه باسم الجبوري.

"لكن......"

في اللحظة التالية، تحولت نظرة ليلى المرسي من القلق إلى الفرح، وظهرت على وجهها ابتسامة ماكرة.

هي الآن بحاجة إليه، سواء كان كلامه صحيحا أم لا، ما أهمية ذلك؟ الأهم هو أن تربطه جيدًا بسفينة اتحاد البحار الأربعة لتجاوز هذه الأزمة.

"ربما لم تسمعي من قبل بعائلة الجبوري، ولكن لا بأس، فأنا لم أعد فردًا فيها، ومع ذلك، فإن الاتفاق صحيح. أنا فقط لم أناقش هذا الأمر مع عائلتكم من قبل."

"لا بأس." ابتسمت ليلى المرسي ابتسامة جميلة، وسحبت يدها لتحتضنه مجددًا. "لا بأس يا سيد أحمد، طالما أنك خطيبي، فهذا أفضل. بعد أن نتجاوز هذه الأزمة، سأخبر والدي وأحدد موعد الزفاف، وعندها سنصبح عائلة واحدة."

شعرت ليلى المرسي بمرارة بداخلها، كم باهظٌ هو الثمن الذي دفعته لحل تلك الأزمة! لم تكن قد اقتربت من رجل من قبل، لكنها الآن تضحي بكبريائها مرارًا وتكرارًا لتنل رضا هذا الشخص، متخليةً عن وقارها وعزتها، حتى أنها لم تعد تعرف ما إذا كان ما تفعله يستحق.

لكن في الوقت الحالي، لم يكن هناك خيار سوى الاستمرار.

ولكن، بعد أن قالت هذه الكلمات، دفعها الآخر بعيدًا مرة أخرى.

"آنسة ليلى، يبدو أنك أسأت الفهم. أنا مستعد لمساعدتك، لكن الشرط هو إنهاء اتفاق الزواج هذا."

تلاشت ابتسامة ليلى من على وجهها في الحال.

ظنت أن الطرف الآخر يريد استخدام اتفاق الزواج كذريعة ليربط نفسه باتحاد البحار الأربعة، ويصبح زوجها، ويصعد إلى القمة ويمسك بسلطة عظيمة.

ولكنه هو يريد فسخ الزواج في نهاية الأمر؟

لقد تجاوز هذا الأحمق حدوده!

لقد قدم مساعدة كبيرة لاتحاد البحار الأربعة، وكان بإمكانه استغلال ذلك لطلب الكثير، لكنه بدلًا من ذلك، شرطه الوحيد هو فسخ الزواج؟

وكأنها ستتمسك به وستتوسل إليه لعدم فسخ الخطبة إن لم يوافق على مساعدتها.

اللعنة! لم يهنها شخصٌ بهذا الشكل من قبل!

"هاها! هاها!" ضحكت ليلى المرسي بشكلٍ جاف، ثم قالت مطبقةً على أسنانها: "إذن هكذا هو الأمر، حسنًا، موافقة طالما أنك ستساعدني حتى النهاية، سأوافق على فسخ الزواج وسأقنع والدي بذلك. لن أسبب لك أي إزعاج يا سيد أحمد."

ابتسم أحمد بسعادة. يا له من وغد! هل يحتقر ليلى المرسي بهذا الشكل؟

بعد أن قالت ليلى تلك الكلمات، لاحظت أن الآخر يبتسم بسعادة. لم تر هذه الابتسامة من قبل منذ لقائهما، وكأنما أزيح عن كاهله حملًا ثقيلًا، وشعر بالراحة.

تجهم وجه ليلى، وأحكمت قبضتيها مستديرةً نحو السرير، وأخذت نفسًا عميقًا لتهدئة أعصابها.

"دعك من هذا الآن."

"سيد أحمد، فيما يخص مسألة الطفيليات، من الواضح أن هناك من خطط بعناية للإيقاع باتحاد البحار الأربعة، وهم حاليًا في الخفاء ونحن في العلن، إذا انتشر خبر شفاء هؤلاء المرضى، سوف نثير شكوكهم، مما يزيد من صعوبة الإمساك باليد الخفية وراء هذه المؤامرة."

"وعندما يكون الطرف الآخر مستعدًا تمامًا، ويهاجم مرة أخرى، سيترتب على ذلك كارثة لا يمكن لاتحاد البحار الأربعة تحملها."

"لذلك أحتاج مساعدتك يا سيد أحمد، أريدك أن تعالج هؤلاء المرضى، وأن تخفي كل ما يجري هنا حتى يتمكن اتحاد البحار الأربعة من حل هذه المشكلة تمامًا دون أي قلق."

"إخفاء؟"

"بالضبط." أومأت ليلى المرسي برأسها، وعادت إلى وجهها تلك البرودة الخالدة، لمعت عيناها ببريق الحكمة. "إخفاء أخبار شفاء هؤلاء البحارة، حتى أتمكن من القبض على ذلك الجرذ الكبير."

"أنا واثقة ، لكنني بحاجة إلى تعاونك يا سيد أحمد."

أومأ أحمد الجبوري برأسه، قائلًا: "حسنا، لن أتكلم عما يجري هنا حتى تظهر الحقيقة، لكنني آمل أن تفي بوعدك."

بعد ذلك، أمسك أحمد بالإبر الفضية وبدأ بإزالة الطفيليات من أجساد المرضى واحدًا تلو الآخر، ووضعها في صينية فضية.

تكومت الفطريات ذات اللون البنفسجي القاتم، وبدت لزجة ومقززة. لم تستطع ليلى المرسي سوى الشعور بالغثيان بمجرد النظر إليها.

لكن، لحسن الحظ، عادت المؤشرات الحيوية لهؤلاء المرضى إلى طبيعتها، وأخيرًا شعرت ليلى بأن حملًا ثقيلًا قد أزيح عن صدرها.

وفي هذه اللحظة، فتح باب الغرف
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP