الفصل 13 رهان
قلب أحمد الجبوري عينيه بملل.

لم يكن يدري ما الذي تخطط له ليلى المرسي.

ولكن بدا أنه بلا حاجة لأي تفسير الآن، فبعد انتهاء زواجه من هند الهاشمي، أصبح كل ما يفعله ومن يرافقه أمرًا يخصه وحده.

في الجهة المقابلة، كانت عينا ليلى تتفحصان هند الهاشمي بلا توقف.

هذه هي طليقته إذًا، تلك التي كانت السبب في غضبه وفقدانه السيطرة على مشاعره.

مظهرها ليس سيئًا، وأسلوبها أنيق إلى حدٍ ما، لكن بالمقارنة معها، ينقصها بعض السحر والجاذبية.

لا أحد يعلم ما الذي دار ببال ليلى، لكنها ابتسمت بخفة، وتقدمت نحوها، ومدت يدها قائلةً: "الآنسة هند، لقد تحدث أحمد كثيرًا عنك. تشرفت بلقائك، وأتطلع للمعرفة طيبة بيننا."

لم ترغب هند الهاشمي في فقدان كرامتها أمام هذا الحشد، فمدت يدها بأدب.

وفي نفس الوقت، بدأت تتفحص الأخرى خلسةً.

لطالما كانت تعتبر نفسها جميلة بلا منافس، ولكنها الآن اضطرت للاعتراف بأن هذه المرأة التي أمامها جميلة للغاية، فجمالها لا يشوبه شيء، حتى أنها تبدو من بعض الجوانب أكثر فخامة وثقة بالنفس منها.

"لم أسمع أحمد يتحدث عنك من قبل، هل تعرفتما مؤخرًا؟ أم...... أنكما تعرفان بعضكما منذ زمن؟" قالت هند وهي تعض شفتيها.

ابتسمت ليلى بخفة، وقالت: "وما الفرق؟ ففي النهاية، أحمد لم يعد ملكًا لك الآن، أليس كذلك؟"

أومأت هند برأسها. نعم، فأحمد لم يعد زوجها الآن، لكنها لم تستطع تقبل الأمر. لماذا حدث ذلك؟ لماذا وجد امرأة أجمل منها بمجرد الطلاق؟ لماذا؟

"أحمد، تطلقنا للتو، والآن أنت مع أخرى! ألا ينبغي أن تفسر لي هذا؟"

ابتسم أحمد بهدوء، وقال: "هذا أفضل بكثير من أن تكوني على علاقة غير واضحة مع رجال آخرين وأنت ما زلت متزوجة، أليس كذلك؟ أنا لم أطلب منك تفسيرًا، فكيف يمكنك أن تطلبي مني واحدًا؟"

كانت هذه الجملة كالصاعقة على هند الهاشمي.

عندما وقعت اتفاقية الطلاق، سألها إذا كانت على علاقة وثيقة مع نور الدين التميمي مؤخرًا، وإذا كان الطلاق له علاقة به، وقد أظهرت صمتًا يعني الموافقة.

إنها تجني الآن عواقب أفعالها.

"أعترف، هذا خطأي، وحتى المشكلة التي حدثت بينك وبين عائلتي أيضًا، فأنا لم أتحقق من الأمر قبل أن ألومك، لذا هذا خطأي. إذًا، هل يمكننا أن نتحدث بهدوء الآن؟"

"أعني، ربما لا يزال هناك فرصة لإصلاح الأمور بيننا."

قال أحمد بابتسامة تحمل سخرية خفيفة: "هل تعنين أنك تريدين العودة للزواج بي؟"

رفعت هند حاجبيها وقالت: "ربما يكون هذا أحد الاحتمالات، ما رأيك؟"

نهض أحمد من الكرسي، وحرك معصمه الذي كان متيبسًا، وظهر على وجهه ابتسامة عريضة، وقال: "هند الهاشمي، هند، أنا أعرفك أكثر من نفسك."

"أنت لا تفكرين في الزواج بي مجددًا، أنت فقط غاضبة لأننا تطلقنا للتو، والآن هناك امرأة بجانبي تبدو أجمل منك، وهذا يجعلك تشعرين بالإهانة وكأنك خسرت، فأنت ببساطة غير راضية."

"لطالما كنت هكذا، سواءً في الحب أو العمل، دائمًا تريدين أن تكوني الفائزة الوحيدة، والجميع في عينيك ليسوا سوى قطع شطرنج يمكن التضحية بهم."

تجعد جبين هند، وظهرت في عينيها نظرة باردة، وقالت: "هل تريد أن تفسد الأمور إلى هذا الحد؟"

"هند، لماذا تتحدثين معه كثيرًا؟ هذا الحقير، سأقضي عليه اليوم!" قال نور الدين التميمي وهو ينهض عن الأرض.

وفي اللحظة التالية، عندما وقعت عيناه على ليلى المرسي، كاد يتوقف عن التنفس.

ما هذا بحق الجحيم؟

كيف لهذا الحقير أن يكون محظوظًا بهذا الشكل؟ كل امرأة يقابلها أجمل من الأخرى، لماذا لا يجد مثل هؤلاء؟ والآن هو مع واحدة كانت إمرأة رجلٍ آخر.

كاد صدره يتفجر من الغضب حين راوته تلك الفكرة.

"أيتها الجميلة، تعالي إلى جانبنا، لقد خدعك هذا الحقير. إنه مجرد فاشل من الطبقة السفلى، لا يملك مالًا ولا نفوذًا، ولا يمكنه أبدًا أن يكون مناسبًا لك. يمكنني أن أعرفك على بعض الشبان الأثرياء من العائلات النبيلة، وكل واحد منهم أفضل منه بألف مرة."

"شبان أثرياء؟" قالت ليلى المرسي بابتسامة خفيفة: "أي نوع من هؤلاء الشبان يمكن أن يكون مناسبًا لي؟ هل تشير لنفسك؟ أنت محض رجلٍ بغيض، لو مررت أمامي في الشارع لما نظرت إليك حتى."

تجمدت ملامح نور الدين التميمي، أهو بغيض؟ اللعنة، ما الذي يجعله أقل من هذا الذي يدعى أحمد؟

"أيتها الجميلة، حتى لو أهنتني فلن أغضب، لأنك أيضًا ضحية، فأنت لم تري حقيقته بعد."

"عندما كان هذا الوغد مع هند، لم يكن يعمل أو يفعل أي شيء سوى الاعتماد عليها، يستنزفها حتى اكتشفت أمره ورمته، وإذا بقيت معه، فسوف تخسرين مالك وجسدك وستندمين لاحقًا!"

ابتسمت ليلى عند سماع ذلك، وبدلًا من إبعاد نفسها عن أحمد الجبوري، أمسكت بذراعه بشدة، وقالت: "احتيال وسرقة؟ إذا أراد ذلك، فسأكون متعاونة تمامًا."

"أخي أحمد، سأحجز غرفة الليلة، وأرتدي أجمل ملابسي. افعل ما يحلو لك بي، اتفقنا؟"

شعر أحمد بالإحراج الشديد، فهذه المرأة...... حقًا شيطانة.

على الرغم من أنه كان يعلم أنها تمزح، إلا أن هذا الأسلوب الساحر لا يستطيع أي رجل مقاومته.

على الجانب الآخر، كاد نور الدين التميمي يفقد صوابه من الغضب.

"أيتها الجميلة، أنت......"

"اخرس! هل انتهيت من إزعاجي؟ لا يخصك مع من أكون، فأنت رجل بغيض، ومن المستحيل أن تسوى شعرة واحدة من أخي أحمد." قالت ليلى بضجر.

"الآن يعتبر السيد نور الدين خطيبي، فهل أعتبر إهانتك له بهذا الشكل بمثابة تحدٍ لي؟" قالت هند الهاشمي بنبرة تحدٍ.

نظرت ليلى إليها بنظرة استهزاء، وقالت: "تحدي؟ وماذا خطب ذلك؟ لا أضع أمثالك من المنافسين في الحسبان أصلًا."

"ولكن، يجب أن أشكرك، فقد تخليت عن أخي أحمد، هذا الرجل المميز، مما أتاح لي فرصةً رائعة."

"لن يمر وقت طويل حتى تدركي أن هذا هو أغبى قرار اتخذته في حياتك، غبي لدرجة تصيبك بالجنون."

عقدت هند الهاشمي حاجبيها، فهي لم ترَ أحمد الجبوري شخصًا مميزًا، ولكن رؤية طليقها يتم استعراضه أمامها بهذه الطريقة أشعرها بعدم الراحة. كان ذلك يشبه أن يمتلك أحدهم شيئًا كان ملكها، ثم يستخدمه للتفاخر علانية، والأسوأ أن الطرف الآخر يسخر منها لعدم تقديرها لقيمته.

"إذا أعجبك، فاحتفظي به. قراراتي التي أتخذها لا أندم عليها أبدًا."

"من وجهة نظري، فإن السيد نور الدين، كرجل ناجح، أفضل بمراحل من رجل يعيش عالة على الآخرين مثل هذا." قالت هند الهاشمي وهي تعدل شعرها.

"حسنًا، حسنًا!" قالت ليلى بابتسامة ساخرة وبريق غريب في عينيها: "السيدة هند، بما أنك واثقة جدًا بهذا الرجل البغيض بجانبك، وتحتقرين أخي أحمد، فلماذا لا نقوم برهان أمام الجميع هنا؟"

Continue lendo no Buenovela
Digitalize o código para baixar o App

Capítulos relacionados

Último capítulo

Digitalize o código para ler no App