Inicio / Todos / ندم زوجتي بعد الطلاق / الفصل 17 المقابلة المثالية
الفصل 17 المقابلة المثالية
"أنا من يتحمل المسؤولية؟" قال أحمد الجبوري بابتسامة مستهزئًا، وهو ينظر إلى الشارة المعلقة على صدر الشخص أمامه، "تمت إزالة الإبر الفضية، مما جعل الشيخ البغدادي في خطر، والآن تطلب مني أن أتحمل المسؤولية؟ هل هذا هو رئيس قسم الطب الباطني في مستشفى مدينة النهر الجنوبي؟"

"أنت وهذا العجوز بالفعل من طينة واحدة، ليس غريبًا أنكما من نفس المدرسة." قال أحمد وهو يشير إلى كمال.

"أنت!"

"أنت ماذا؟ رأفةً بعمرك الكبير، سمحت لك بتجاوز حدودك مرة، لكن هل تعتقد حقًا أنني بهذه الطيبة؟" قاطع أحمد كلامه بحدة.

"أيها الوغد الصغير! كيف تجرؤ على التحدث مع الأستاذ كمال بهذه الطريقة؟ هل تعرف من هو؟ احذر! فقد لا تجد مكانًا تقف فيه في مدينة النهر الجنوبي!" قال الدكتور زهير بغضب شديد.

نظر أحمد إليه بنظرةٍ ساخرة، وقال: "أنت من النوع الذي لا يملك مهارات، ولكنه يحب التصرف بمفرده ثمإلقاء اللوم على الآخرين. لو كنت مكانك، لأغلقت فمي تمامًا لتجنب الإحراج والسخرية."

"هراء!"

لم يسبق للدكتور زهير أن تلقى هذا النوع من الإهانة، حتى أن فمه اعوجّ من شدة الغضب.

في تلك اللحظة، بدأ الشيخ البغدادي-الذي كانت حالته قد استقرت-، بالنزيف مجددًا من فمه وأنفه، مما أوحى بأن الوضع قد خرج عن السيطرة.

"أيها الأخ، أرجوك أنقذ جدي أولًا، ويمكننا مناقشة الأمور الأخرى لاحقًا." قال سامي البغدادي بتوسل.

أومأ أحمد برأسه، وأمسك حقيبة الإبر الموجودة بجانبه، وعندما كان يستعد للعمل، وقف كمال بصمت على الجانب.

نظر أحمد إليه، وسأله: "هل تحاول أن تتعلم سرًا؟"

ضحك كمال ببرود، وقال: "ههه، أنت؟ حتى لو بدأت تعلم الطب وأنت في بطن أمك، فلن تصل حتى إلى مستوى مبتدئ، فهل هناك ما قد أتعلمه منك؟"

"أريد فقط أن أرى كيف سيتخبط مثل هذا المعالج غير المرخص ويفضح نفسه."

"بلا أي مهارة، ومع ذلك تحاول التظاهر، نهايتك اليوم ستكون مروعة!"

قفز الدكتور زهير، وقال: "نعم! اليوم انتهى أمرك، تمارس الطب بدون ترخيص، سأبلغ الشرطة عنك لاحقًا!"

شعر أحمد بالدهشة من هذا الكلام، هل أصيب هذا الرجل بالجنون؟ سيمنعه من العمل؟ ألا يعني هذا أنهم يريدون موت الشيخ البغدادي؟

ألقى أحمد الإبر الفضية جانبًا، وقال: "سمعتم جميعًا، ليس الأمر أنني لا أريد إنقاذه، ولكن هذا الرجل يريد الإبلاغ عني. ليس لدي ترخيص طبي، وإذا تم القبض علي، فسأكون مذنبًا على الفور. لا أريد المخاطرة."

لم يتردد سامي البغدادي، وتقدم مباشرةً وصفع زهير بقوة.

"أيهاالوغد اللعين، بعد انتهاء حفل القصر الملكي الليلي، سأجعلك تندم على قدومك إلى هذا العالم."

غطى الدكتور زهير وجهه، وأدرك حينها أنه قد تفوه بكلماتٍ خاطئة.

في الوقت الحالي، تعتمد عائلة البغدادي على هذا الشاب لإنقاذ حياة الشيخ، ولكنه تجرأ للتو على التهديد بالإبلاغ عنه. ألا يعني هذا أنه لا يريد للشيخ أن يبقى على قيد الحياة؟

"يا لك من أحمق!"

هز أحمد رأسه، لكنه شعر بشيءٍ من الرضا داخليًا.

التفت لينظر إلى حالة الشيخ البغدادي مرة أخرى.

"الوضع ليس جيدًا، فالضرر الذي لحق بالأعضاء الداخلية لا يمكن علاجه. في الأصل، مع العلاج بالإبر الفضية، كان من الممكن أن يعيش لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، لكن الآن أصبحت الثلاث سنوات هي الحد الأقصى." قال أحمد بعد إجراء الفحص.

"أحمد، أحمد يا سيدي، أرجوك ابذل قصارى جهدك لإنقاذ جدي." قالت زينب البغدادي وهي تبكي.

"نعم، نحن عائلة البغدادي سنتكفل بدفع تعويضات كافية لجعلك راضيًا يا سيد أحمد."

قال سامي ذلك وهو يحدق بالدكتور زهير بنظرات مليئة بالغضب، وكأنه يرغب في تمزيقه إلى أشلاء.

الفرق بين خمس سنوات وثلاث سنوات مجرد سنتين، ولكن بالنسبة لرئيس عائلة يوشك على فقدان حياته، فإن هذا الفرق يشبه الفارق بين السماء والأرض، ومع ذلك، فقد أضاع هذا الأحمق عامين ثمينين من عمره بحركة طائشة.

في هذه المرة، لم يستخدم أحمد تقنيات الوخز التقليدية، بل استخدم أسلوبًا متصلًا بين الإبر، حيث دفع طاقة من مركزه الجسدي عبر الإبر، ونتيجة لذلك، بدأت الإبر تهتز بإيقاع ثابت بمجرد غرزها في نقاط الوخز.

"هذه مجرد حيل لادعاء السحر." قال كمال وهو يعقد يديه ويشاهد كل شيء ببرود.

"لم أسمع أبدا عن طريقة للوخز بالإبر مثل هذه. سامي، زينب، قد تكون كلماتي غير مؤثرة، ولكن للأستاذ كمال سلطة مطلقة، فإذا قال أنها مجرد خدعة، فإن الأمر كذلك بالتأكيد. تدهور حالة الشيخ البغدادي هو بنسبة تسعين بالمائة نتيجة لتلاعبه. هدفه الوحيد هو الابتزاز والاحتيال!" قال الدكتور زهير وهو يحاول التهرب من المسؤولية.

عندما رأى القلق متجليًا على وجه كلًا من سامي البغدادي وزينب البغدادي، التفت مرةً أخرى، وضحك ببرود قائلًا: "أيها الوغد الصغير، عندما تتفاقم حالة الشيخ البغدادي، آمل أن تحافظ على هذه البرودة والثقة!"

بدأ أحمد الجبوري بإجراء الوخز بهدوء، بدءًا من نقطة الحوض وصولًا إلى نقطة العنق، ووضع أربعًا وعشرين إبرة.

بدءًا من الإبرة الثامنة عشرة، كان جسد الشيخ البغدادي يرتجف بشدة مع كل وخزة، مما جعل كمال ينظر بذهول وعيونه تتلألأ ببريق من القلق.

بعد أكثر من ثلاثين عاما من التخصص في الطب التقليدي وإتقانه لمختلف تقنيات الوخز بالإبر، لم ير يوما تقنية تسبب تفاعلًا داخل الجسم يثير هذه الاستجابة الغريبة، وهو أمر يتجاوز حدود المنطق الطبي.

"بطريقتك في الوخز، قد يتحول الشيخ البغدادي إلى زومبي وينهض ليعضنا!" قال الدكتور زهير بسخرية، و بدا أن وجهه لم يعد يؤلمه.

-صفعة!-

وجه سامي البغدادي صفعة قوية جعلت الدكتور زهير يسقط أرضًا، ثم داس على صدره قائلًا: "أغلق فمك القذر، وإذا نطقت بكلمةٍ أخرى سأقطع لسانك فورًا!"

"سيد أحمد، تفضل بمتابعة العمل، لا تهتم بهذا المهرج السخيف."

أومأ أحمد الجبوري برأسه موافقًا.

الإبرة الثانية والعشرون.

الإبرة الثالثة والعشرون.

عندما وضع أحمد الإبرة الرابعة والعشرين، ارتفع جسد الشيخ البغدادي فجأة من السرير وكأنه مزود بنابض، وكانت عيناه مفتوحتان على مصراعيهما، مليئتان بخطوطٍ حمراء.

"كيف يمكن ذلك؟" صرخ كمال مذهولًا، وتراجع للخلف ليصطدم بالحائط.

أما أحمد الجبوري، فقد جمع حقيبة الإبر، وابتسم بهدوء.

تقنية الإبر الأربع والعشرين للقوتين المتوازنتين تعتبر أسلوبًا سحريًا يهدف إلى إعادة توازن الطاقة الداخلية المختلة بين القوتين الأساسيتين، مما يعمل على تغذية الأعضاء الخمسة الحيوية بالطاقة الأصلية، وتحقيق شفاء الأمراض المستعصية وإطالة العمر.

"آه!"

بعد لحظات، استعاد الشيخ البغدادي وعيه، وعادت عينيه للوضوح، وزفر بشدة وكأنه أطلق كل الإرهاق داخله.

"رائع! شعور مريح للغاية."

وفي اللحظة التالية، وجه نظره نحو الدكتور زهير والطبيب كمال.

"على الرغم من أنني كنت غائبًا عن الوعي، إلا أنني كنت مدركًا لكل ما حدث حولي. سامي، هذا الرجل كاد يتسبب في موتي. نحن، عائلة البغدادي، دائمًا نرد الجميل ونعاقب المسيء. هل تعرف ما يجب عليك فعله؟" قال الشيخ مشيرًا إلى الدكتور زهير.

"اطمئن يا جدي، سأتعامل مع الأمر بشكل مناسب." أومأ سامي برأسه.

سقط الدكتور زهير على الأرض فاقدًا وعيه من شدة الرعب.

"الطبيب كمال، كنت أحترم مهارتك الطبية التي لا مثيل لها، واعتنيت بك وبمستشفى مدينة النهر الجنوبي كثيرًا. ولكنك خيبت أملي بشدة. زينب، اصطحبي الضيوف إلى الخارج."

وهكذا، تم طرد الطبيب كمال ومن معه من الغرفة.

لم يتبق في الغرفة سوى أفراد عائلة البغدادي وأحمد الجبوري.

"السيد أحمد..."

رفع أحمد يده مشيرًا له ليتوقف عن الكلام، وقال: "لا داعي للشكر. خلال ثلاثة أيام يجب أن أرى تلك النبتة الطبية ذات الخمسمائة عام، وإلا سأسترد ما يخصني مع الفائدة."

ابتسم الشيخ البغدادي وقال: "السيد أحمد، لقد أنقذتني مرتين. إذا استمريت في التمسك بالنبتة، فلن يتبقى لي ماء وجه للحفاظ عليه."

تنفس الجميع الصعداء، وارتسمت الابتسامات على وجوههم.

-طرقْ طرقْ طرقْ!-

في هذه اللحظة، جاء صوت طرق الباب من الخارج.

اقتربت زينب البغدادي، ونظرت من عين الباب، وقالت: "إنه نور الدين التميمي من عائلة التميمي، وبرفقته هند الهاشمي، الرئيسة التنفيذية التي حققت شهرةً واسعةً مؤخرًا وكثيرًا ما تظهر في الصحف المحلية. جدي، هل ترغب في مقابلتهم؟"

فكر الشيخ البغدادي قليلًا، ثم أومأ برأسه قائلًا: "دعهم يدخلون."

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP