Início / Todos / ندم زوجتي بعد الطلاق / الفصل 10 وما شأنك بذلك؟
الفصل 10 وما شأنك بذلك؟
"لن أعقب عن اعتقادك أنني لم أعالج هؤلاء المرضى يا آنسة ليلى، ولا عن عدم ثقتك بي، لكن من السخيف أن تدعي شابا عديم الخبرة، حديث السن يحل محلي، ويحاول علاج مرضى عجزت –أنا- عن علاجهم. هذه إهانة لا يمكنني أن أتحملها."

كان كمال واقفا خلف رجل في منتصف العمر، يتحدث بنبرة تحمل الكثير من الشكوى والمرارة.

"يا عمي......"

"ليلى، هل ما يقوله السيد كمال صحيح؟" قال لؤي المرسى بنبرة هادئة لكن مثقلة.

خلال السنوات الطويلة من تقلد المناصب العليا، طور لؤي المرسي هالة مهيبة،حيث تكفي نظرة بسيطةة منه لجعل الشخص ينحني تحت وطأة تلك الكاريزما.

وعلاوة على ذلك، كانت عائلة المرسى ذات تقاليد صارمة، ولم تجرؤ ليلى على التصرف بحرية أمام كبار الأسرة.

"رأيت أن هؤلاء المرضى على وشك الانهيار، وكل ما فعلته كان......"

"تصرف أحمق!"

قطع لؤي المرسى حديثها، ووبخها قائلا: "السيد كمال ليس بالشخص العادي! فهو من يتحكم بسمعة الطب في مدينة النهر الجنوبي، وإذا عجز عن علاج المرضى، فهذا يعني أن القدر بنفسه قد أصدر حكم موتهم."

انحنى كمال قليلا، وقال: "يا سيد لؤي، لقد بالغت قليلا، ولكن كأطباء، فنحن نسعى دائما لبذل قصارى جهدنا في تخفيف معاناة المرضى، ورؤية هؤلاء المرضى يتألمون جعلني أشعر بالحزن الشديد."

"ولكن، هذا المرض لا رجاء من علاجه حقا، مما يشعرني بالخزي......"

"لا تقل ذلك يا سيد كمال، لقد بذلت جهدك، والباقي متروك للقضاء والقدر."

ضحك كمال وقال: "يا سيد لؤي، ربما لا تعلم، لكنرغم عجزي عن العلاج، إلّا أن هناك من اجترأ وادّعى أمامي أنه يستطيع شفاء هؤلاء المرضى."

حدق كمال في أحمد الجبوري بابتسامة تحمل معنى خفي، وقال: "اسمح لي أن أسألك سؤالا أيها الطبيب العظيم: هل وجدت حلا بعد أن تفقدت المرضى؟"

تعمد أن يشدد في نطق كلمتي (الطبيب العظيم)، ولم يخفى عن إنسٍ ولا جان أنه كان يستهزئ به.

هز أحمد الجبوري رأسه بلا مبالاة، وقال: "سأخيب ظنك، فلا أملك أي علاجٍ لهؤلاء المرضى."

أظهر كمال -الذي كان يحمل في قلبه الكثير من الغضب المكنون- فورا ابتسامة ساخرة على وجهه، حتى تجعدت بشرته وبانت ثنياتها.

"هاهاهاها! لا علاج لديك؟ يا لك من شاب صغير عديم الخبرة! لا يمكنك سوى التفوه بالكلام الفارغ. كيف تجرؤ على التدخل في علاج مرضاي؟ يا للشفقة والسخرية!"

"اعتقدت أنك ستبحث عن عذرٍ مقنع، لكن يبدو أنك لا تكترث حتى باختلاق عذر."

"آنسة ليلى، سيد لؤي، لا بد أنكم رأيتم بوضوح حقيقة هذا الدجال!"

"لا موهبة، ولا قدرة، ولا أخلاق، ولا أدري حتى من أين عثرت عليه يا آنسة ليلى! اسمحي لي أن أخبرك أن خبرتك في الحياة محدودة، مما يجعلك عرضة لخداع الأشرار، لذا كوني حذرة في المستقبل!"

فتحت ليلى فمها محاولة التحدث، لكنها توقفت، ثم رفعت رأسها ونظرت بعمقٍ إلى أحمد الجبوري.

كان قد عالج هؤلاء المرضى بالفعل، ولم يكن مضطرا لتحمل هذه الإهانات، بل كان بإمكانه أن يثبت كفاءته بكل وضوح، ويحرج كمال علنا، ويفرض هيبته ، مؤكدا أن مهاراته الطبية تتفوق عليه بآلاف المرات، لكنه اختار الصمت، واختار تحمل الظلم غير المبرر، والسماح لمهرج بالتنمر عليه.

في تلك اللحظة، راودت ليلى مشاعر مختلطة تماما، وتغيرت نظرتها إلى أحمد الجبوري بشكل جذري.

فرجلٌ كهذا قد يستحق لقب الرجل الحقيقي، على عكس أولئك الشباب الأثرياء السطحيين الذين تعرفت عليهم، فلا يمكن للجمال أو الشهرة أن تغريه، فهو يتمسك بمبادئه ويلتزم بها.

بعد أن فكرت في كل هذا، ابتسمت ليلى المرسى بلطف، وقالت: "شكرا على النصيحة يا سيد كمال، سأكون أكثر حذرا في المستقبل."

أومأ كمال برأسه، ثم أخرج هاتفه المحمول واتصل بالشرطة.

"آنسة ليلى، أنت طيبة القلب، ولا تستطيعين فقدان وجهك، اليوم سأعالج هذا المحتال الذي لا ضمير له نيابة عنك."

"ممارسة الطب بدون ترخيص، وإجراء الوخز بالإبر بدون إذن، مما أدى إلى تدهور حالة المريض حتى أصبح في خطر شديد، هذا ببساطة قتل عمد!"

"إذا لم تجلسي في السجن لفترة طويلة، فلن تعرفي كم هو غبي أن تتباهي بمهنة الطب أمامي، كمال!"

سمع أحمد ذلك، وضحك على الفور، وظهرت ابتسامة على وجهه. لم يكن يتوقع أن يكون هذا الطبيب العجوز الذي في السبعين من عمره، ضيق الأفق إلى هذا الحد، فقط لأنه حاول علاج مريض لم يستطع علاجه، أصبح عدوا له. إنه أمر مثير للاهتمام.

ولكن قبل أن يتكلم، تقدمت ليلى ووقفت أمامه.

"السيد كمال، أليس هذا متطرفا بعض الشيء؟"

"آنسة ليلى، لا يمكن أن يكون لديك أي رحمة مع هؤلاء الذين لديهم نوايا سيئة، يجب أن يدفعوا الثمن الذي يستحقونه!" أصر كمال على الاتصال بالشرطة.

"السيد كمال، أليس أنت نفسك عاجزا أمام هؤلاء المرضى؟ هل يعني أن الشخص الذي لا يستطيع علاجهم هو شخص ذو نوايا سيئة، بينما إذا فشلت أنت في علاجهم فهذا مبرر؟ ألا يبدو هذا غير منطقي؟"

"علاوة على ذلك، نحن في عائلة ليو دفعنا لك خمسة ملايين كأجر، بينما هو لم يأخذ شيئا، وإذا كانت هناك نوايا سيئة، فالسؤال هنا: ماذا كان يهدف إليه السيد كمال؟"

عندما رأت ليلى المرسى تغير تعبيرات كمال.، أكملت قائلة:

"لم يتمكن الجميع من علاج المرض، ومع ذلك حصلت يا سيد كمال على خمسة ملايين بدون مقابل، والآن تريد إرسال هذا الرجل إلى مركز الشرطة، أليس هذا تصرفا قاسيا للغاية؟"

"اعط الآخرين فرصة يا سيد كمال، ف قد تواجه موقفا تحتاج فيه إلى فرصة يوما ما، ألا توافقني الرأي؟"

ارتعشت جفون كمال، وشعر بغصة في حلقه كادت تخنقه من شدة الغضب.

"ليلى، ألا تعتقدين أنك قد تجاوزت حدودك؟" قال لؤي المرسي ببرود.

"لم تحترمي الكبار، وتهورتي في اتخاذ القرارات دون مراعاة العواقب، يبدو أنه يجب علي التحدث مع والدك بجدية، هل من المناسب تسليمك فرع اتحاد البحار الأربعة في مدينة النهر الجنوبي ؟"

ابتسمت ليلى المرسي بهدوء، وقالت: "عمي، حتى وأنا في أسوأ حالاتي، فأنا أفضل بكثير من ابنك الذي يقضي أيامه في الملاهي الليلية يلهو مع النساء."

"علاوة على ذلك، فهذه المسألة قد أوكلها والدي لي بالكامل، ليس لك شأن في كيفية تعاملي معها. إذا كنت تريد توبيخي يا عمي، فانتظر حتى أرتكب خطأ فعليا، ثم يمكنك مساءلتي حينها."

"أنت!"

ضيق لؤي عينيه، ونظر إليها بعمق، وقال: "حسنا، أتطلع لرؤية كيف ستتعاملين مع هذه الفوضى!"

بعد أن قال ذلك، أدار ظهره وغادر بغضب.

عندما رأى كمال المشهد، غادر هو الآخر بخيبة أمل.

بعد أن هدأت الأمور، تنهدت ليلى بعمق، وابتسمت بابتسامة مريرة، وقالت: "سيد أحمد، أعتذر لأنك رأيت هذا المشهد المحرج."

لوح أحمد الجبوري بيده بلا مبالاة.

بما أنه قد وعدها، فبالطبع لن ينقض وعده، علاوة على ذلك، هذه الفرصة تتيح له إنهاء أمر خطة زواجه، وسداد الدين المعنوي، فبالنسبة له، هذا مكسب مضمون.

" دائما ما تكون العائلات الكبيرة على هذا النحو، يتنافسون علنا وخفية، وكل فرد مليء بالخداع والرياء. أحيانا يكون الأمر مرهقا حقا."

"أفهم ما تعنيه." قال أحمد الجبوري وهو يهز رأسه.

عضت ليلى شفتيها بخفة، وسرعان ما أضاءت وجهها ابتسامة حلوة، وقالت: "حسنا، دعنا لا نتحدث عن هذه الأمور المزعجة."

"سيد أحمد، لدي حفلة بالمساء سأحضرها لاحقا، سيكون الحاضرون من ممثلي الشركات الكبرى في مدينة النهر الجنوبي، فما رأيك أن ترافقني؟"

"لقد ساعدتني كثيرا، ومن الواجب أن أعزمك على وجبة، أرجوك يا سيد أحمد، لا ترفض."

تردد أحمد للحظة، ثم قال: "ممثلو الشركات الكبرى؟ هل تشمل عائلة البغدادي ومركز الطب التقليدي الخاص بهم؟"

نظرت ليلى إليه بدهشة.

مركز الطب التقليدي وعائلة البغدادي؟ هل من الممكن أنه يعرف أفراد عائلة البغدادي؟

ليس بالأمر الغريب، فأساليبه الغامضة في الطب التقليدي التي لم يستطع كمال مجاراتها، وتمكنه من اكتشاف المشكلة وعلاجها بسرعة، قد تعني وجود علاقة بينه وبين عائلة البغدادي.

فلعائلة البغدادي سلالة عريقة في الطب التقليدي امتدت لأكثر من مائة عام، وتشغل سبعين أو ثمانين فرعا من مركز الطب التقليدي في جميع أنحاء ولاية الجنوب.

"سيد أحمد، عائلة البغدادي واحدة من العائلات الأربع الكبرى في مدينة النهر الجنوبي، ولها تاريخ عريق، فبالطبع تعتبر من الشركات الرائدة، وسوف يحضرون أيضا حفل الليلة في فندق القصر الملكي."

أومأ أحمد برأسه قائلا: "في هذه الحالة، لا ضير من الذهاب. لدي عمل مع عائلة البغدادي، وأعتقد أن الوقت قد حان لسداد الدين الذي يدينون لي به."

صدمت ليلى المرسى.

أيعقل أن تدين له عائلة البغدادي؟ هل يمكن أن يكون هذا مجرد ادعاء؟

نزل الاثنان إلى الطابق الأرضي، واستقلا سيارة البنتلي الفضية وانطلقت بسرعة.

في حفل القصر الملكي الليلي.

كانت القاعة تعج بالضيوف داخل فندق القصر الملكي الفاخر للغاية، وهذا فقط في الطابق الأول.

بمجرد أن دخلت ليلى المرسى هذه المناسبة، لاحظ أحمد تغير هالتها بالكامل.

كان وجهها البارد والمتغطرس أشبه بجبل جليدي لا يذوب أبدا، وعنقها الممشوق يشبه البجعة البيضاء، ما يجعل أي امرأة تشعر بالخجل أمامها، وأضاف فستانها الأسود الأنيق لمسة من الغموض إلى جمالها البارد.

"سيد أحمد، يمكنك التجول قليلا في الطابق الأول، لدي بعض الأشخاص يجب أن أقابلهم في الأعلى لمناقشة أمور التعاون، وبعد أن أنتهي سأعود إلى الطابق الأول لأرافقك."

أخذت ليلى الأوراق التي قدمها لها السكرتير، وأعطت بضعة تعليمات بسرعة قبل أن تتجه بخطوات واسعة نحو المصعد.

أخذ أحمد الجبوري كوبا من العصير من الطاولة القريبة، وجلس في مكان فارغ.

بالنسبة له، لم تكن هذه المناسبة مختلفة كثيرا عن المطاعم العادية، والفرق الوحيد هو أن الناس في المطاعم يتشاركون الشراب بصراحة، بينما يرتدي الجميعهنا أقنعة النفاق.

"لماذا أنت هنا؟"

جاء صوت بارد فجأة، واقتربت شخصية أنيقة طويلة القامة نحوه.

كانت هند الهاشمي، حاملة حقيبة هيرميس فاخرة، ومرتدية فستانا أبيضا لافتا للأنظار، لكن تعابير وجهها لم تكن مريحة، بل كانت مغطاة بظلال من القلق.

نظر أحمد الجبوري إليها بوجه خالٍ من التعبير، وقال: "وما شأنك بذلك؟"

Continue lendo no Buenovela
Digitalize o código para baixar o App

Capítulos relacionados

Último capítulo

Digitalize o código para ler no App