سيف الأزهار
سيف الأزهار
Por: بايوي تشانغآن
الفصل 1
قصر الأندلس، حيث انعكست أضواء الفوانيس المتدلية على النقوش الورقية في النوافذ، لتلقي بظلال تشبه الوحوش على جدران الغرفة.

جلست سلمى الهاشمي على كرسي دائري مصنوع من خشب العود، يداها متشابكتان أمامها، وفستانها البسيط يلف جسدها النحيل. كانت تحدق في الرجل الذي أمامها، زوجها الجديد الذي انتظرته لعامٍ كامل.

لم يخلع طلال بن زهير بعد درعه الحربي القديم، وتظهر عليه سمات البسالة والعزم، لكن ملامحه الوسيمة اختلطت بعذوبة تعبّر عن اعتذار دفين. قال بحزم: "سلمى، أمر الزواج قد صدر، أميرة الكنعانية ستدخل بيتنا لا محالة."

شبكت سلمى يديها بتوتر، وعينيها تكتنفهما الغموض، وسألت بريبة: "لقد قالت أمّ الإمبراطور أن الأميرة الكنعانية تُعد قدوة لكل نساء البلاد، فهل ترضى هي بأن تكون مجرد جارية؟"

ارتفع حاجبا طلال بانزعاج خفيف وقال: "لا، ليست جارية، بل هي زوجة مساوية لكِ، لا فرق بينكما."

ظلت سلمى ثابتة في مكانها وقالت: "يعلم القائد أن لقب 'زوجة مساوية' يبدو أجمل من الحقيقة، لكنه في الواقع لا يختلف عن كونها جارية."

عبس طلال قائلاً: "جارية أو لا، الأمر لا يستحق النقاش. مشاعري تجاهها تكونت في ساحات القتال، وقد نلنا مرسوم الزواج بمجهودنا العسكري، فلا أرى ضرورة لاستشارتك في هذا الأمر."

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي سلمى وقالت: "مشاعر؟ ماذا عن الوعد الذي قطعته لي قبل خروجك للقتال؟ هل تذكره؟"

قبل عام، في ليلة زفافهما، غادر طلال للالتحاق بالجيش، لكن قبل رحيله، قبلها، ووعدها قائلاً: "أنا طلال بن زهير، سأحب سلمى وحدها طوال حياتي ولن أتزوج غيرها أبداً!"

شعر طلال بالحرج وابتعد بنظره عنها، وقال: "انسِ تلك الكلمات، حين تزوجتكِ لم أكن أدرك الحب الحقيقي، اخترتكِ لأنكِ كنتِ الزوجة المناسبة. لكن الأمور تغيرت حين قابلتُ أميرة."

حين ذكر طلال حبيبته، ظهرت ملامح الحنان والعاطفة على وجهه، وتابع بنبرة رقيقة: "إنها مختلفة عن كل النساء اللاتي قابلتهن من قبل، أحببتها كثيراً، وأتمنى منكِ أن تتفهمي ذلك."

شعرت سلمى بضيق في حلقها وكأنها ابتلعت شيئاً مؤلماً، ورغم ذلك سألت، بغصة ممزوجة ببعض الأمل: "وهل وافق والداك على هذا الأمر؟"

"نعم، لقد وافقا. فالزواج هو مرسوم إمبراطوري، كما أن أميرة امرأة صريحة ومحبوبة، وقد ذهبت لزيارة والدتي وأسعدتها كثيراً."

هل وافقوا حقاً؟ يا لها من سخرية مريرة! كل ما قدمته خلال هذا العام، يبدو وكأنه ذهب أدراج الرياح.

رفعت سلمى حاجبيها وسألت: "هل هي الآن في منزلنا؟"

تحدث طلال بنبرة دافئة كعادته حين يذكر أميرة، وقال: "نعم، إنها الآن مع والدتي، وتبث في نفسها السعادة، حتى أن حالتها الصحية تحسنت."

"تحسنت؟" لم تكن سلمى تعلم كيف تصف شعورها، فقالت: "عندما خرجتَ للقتال، كانت حالتها الصحية متدهورة للغاية، وقد دعوتُ أحمد المنصور لعلاجها، وتوليتُ شؤون القصر خلال النهار، وكنت أسهر ليلًا لرعايتها، وبفضل ذلك تحسنت حالتها قليلاً."

لم تكن سلمى تتفاخر، بل تسرد ما حدث ببساطة، وكان هذا كل ما فعلته في عامٍ كامل.

لكنها تحسنت أكثر بعد لقائها بأميرة. قال طلال بنبرة صادقة، "أعلم أن الأمر صعب عليكِ، لكنني أرجوكِ أن تضعي المصلحة العامة نصب عينيكِ، وتدعيني وأميرة نكمل حياتنا معًا."

ارتسمت بسمة خافتة على شفتي سلمى، وعينها تحمل بريقًا يشبه الدموع، لكن من يدقق النظر، سيرى حدةً وراء ذلك البريق. قالت بنبرة هادئة: "أرجو منك أن تدعو السيدة أميرة لرؤيتي، لديّ بعض الكلمات التي أود أن أقولها لها شخصيًا."

رفض طلال فورًا: "لا داعي لذلك، سلمى، إن أميرة ليست كأي امرأة تعرفينها، فهي قائدة عسكرية، لا تهتم بما يحدث داخل القصر، ولا ترغب في أي نقاشات لا طائل منها."

ردت سلمى متسائلة: "وكيف هي النساء اللاتي أعرفهن؟ أو بمعنى أدق، كيف تراني أنت؟ يبدو أنك نسيت أنني ولدت في أسرة جندية. أليس والدي وأخوتي الستة قد ماتوا في ساحة المعركة في المنطقة الجنوبية منذ ثلاث سنوات..."

قاطعها طلال قائلاً: "هذا صحيح، لكنكِ تبقين سيدة رقيقة تناسب الحياة في القصر، وأميرة لا تحب هذه النوعية من النساء. شخصيتها صريحة ولا تهتم بالأمور الصغيرة، وإن قابلتكِ قد تقول شيئًا لا يعجبكِ، فلماذا تُعرّضين نفسكِ لذلك؟"

رفعت سلمى رأسها، وتألقت الحسنة الحمراء أسفل عينها، وقالت بصوت هادئ: "لا بأس، وإن قالت شيئًا لم يعجبني، فسأتجاهله. ففي النهاية، السيدة الفاضلة يجب أن تتحلى بالمرونة والصبر، أليس كذلك؟ ألا تثق بي؟"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP
capítulo anteriorcapítulo siguiente

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP