اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن
كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي
مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست
استيقظت ريم في منتصف الليل وهي تعاني من صداع وجفاف في فمها.كانت قد نامت تلك الليلة وفي قلبها سعادة غامرة.فقد نجحت أخيرًا في ابتكار عطر"الحب الأوّل"، الذي كانت تحاول تركيبه طيلة الأيام الماضية، وعقدت نيتها أنها بعد حصولهم على جائزة في مسابقة ليلة الغد، ستحدد هي ووليد موعد زفافهما. تعرف ريم وليد منذ خمس سنوات، من أيام الجامعة تحديدًا، وقد نشأت بينهما قصة حب في السنوات الثلاثة الأخيرة.تركت ريم كل شيء وراءها وكرّست حياتها لدراسة العطور والبحث فيها، وساعدت وليد في تنمية شركة العطور الخاصة به. وكانت ترى مستقبلهما الجميل يلوح في الأفق؛ لذلك أسرفت في الشراب قليلاً الليلة الماضية. فركت ريم عينيها، ثم قامت لتجد بعض الماء لتشربه، لكنها سمعت أصواتًا غريبة قادمة من الغرفة المجاورة. كانت تلك الشقة الصغيرة المستأجرة تسكنها ريم وحدها، وكان وليد يقيم في الغرفة المجاورة لها، ويزورها في شقتها أحياناً. عندما سمعت ريم تلك الأصوات، قلقت خشية أن يكون وليد متعباً قليلاً. لكنها عندما اقتربت قليلاً، سمعت صوت امرأة تقول: "وليد، هل تعتقد أن ريم ستسمعنا؟"رغم أن صوت الرجل لم يكن واضحًا، إلا أن ريم كانت مت
كان التعامل مع شخص كهذا يتطلب أقصى درجات التركيز والانتباه.دخلت ريم في الموضوع مباشرة وقالت: "أعلم أن شركتكم ستشارك الليلة في مسابقة عطور هذا الموسم، لدي عطر جديد ابتكرته مؤخرًا، وأتمنى أن أتمكن من إضافته إلى منتوجات شركة العود الذهبي."رد السيد سعيد بسرعة قائلاً: "شركة العود الذهبيّ قد اختارت الأعمال المشاركة بالفعل."كانت ريم على علم جيد بهذا الأمر، فقالت: "لكن يمكن أن تكون هناك أكثر من مشاركة واحدة. أنا فقط أرغب في إضافة عطر جديد، وليس استبدال الموجود..."قاطعها السيد سعيد بسؤال مباشر: "لماذا يجب عليّ الوثوق بك؟"فتحت ريم حقيبتها الصغيرة بسرعة وأخرجت منها مجموعة من المستندات، قائلة: "هذه هي البيانات والصيغ التي قمت بتطويرها لتركيب عطرالحب الأول، وهذا دليل على صدقي وإخلاصي. أما بالنسبة للجودة..."وتابعت بثقة: "قبل ثلاث سنوات، وجهت لي دعوة خاصة، وأعتقد أن ذلك كان اعترافًا من جنابك بقدراتي. في الواقع، لقد أحضرت معي اليوم عيّنة أيضاً." رد السيد سعيد باهتمام: "عينة؟"بعد حديث ريم عن العطر، تغيرت ملامح وجهه أخيرًا، ورفع حاجبيه قليلًا كما لو أنه بدأ يهتم.أومأت ريم برأسها، ثم مدت يدها نح
نظرت ريم إلى كاحلها بهدوء ثم رفعت رأسها قائلة: "ماذا حدث؟""أين البيانات والصيغ الخاصة بعطر "الحب الأول"؟ لقد بحثنا عنها في كل مكان بالمختبر ولم نعثر عليها. ألا تعلمين أن المسابقة اليوم؟ لماذا تركتِ المختبر وخرجت تتسكعين هكذا؟"تتبّع وليد نظرات ريم فرأى جرحًا صغيرًا في كاحلها، فشعر بالذنب للحظة، لكنه سرعان ما تذكر أهمية المسابقة الليلة."أليس عرض المنتجات الجديدة والمسابقة سيبدآن مساءً؟ اعتقدت أن الوقت لا يزال مبكراً، لذلك ذهبت لشراء ملابس للاستعداد."وقبل أن يرد عليها وليد، ضحكت كارمن قائلة: "ماذا؟ هل تريدين الحضور أيضاً؟""ولم لا؟" استادارت ريم إلى صديقتها القديمة وسألتها.ابتسمت كارمن ابتسامة عريضة قائلة: "الأمرليس كذلك، لكنني قلقة من أن تشعري بالضيق. علاوة على ذلك، ألم ترفضي دائماً المشاركة في مثل هذه الأحداث؟""نعم، ألستِ لا تحبين هذه الأماكن التي تسعى وراء الشهرة والمكاسب. ابقي في المنزل وانتظري منا الأخبار السّارة! أين البيانات؟"اقترب وليد من ريم ومد يده ليربت على كتفها، لكن ريم أمالت كتفها لتتفاداه.لاحظت ريم الحماس البالغ على وجهيهما وتبادلهما النظرات أمامها، فشعرت بغصة وسألت
أجلس السيد سعيد ريم على الأريكة، ثم استدار ليجلب مرهمًا وقطنًا مبللًا بالكحول. ثم نظف جرحها أولا بعناية ووضع عليه المرهم.في الواقع، كان جرحها الصغير قد توقف عن النزيف في الطريق، وبعد أن وضع لها المرهم، شعرت فيه ببرودة أنعشتها.نظرت ريم إليه وهو يداويها بعناية تامّة، وكانت ملامحه هادئة وطبيعية، وكأن هذا الأمر عادي جداً. لكن مثل هذه الأشياء الصغيرة، لم يفعلها وليد أبدًا على مر تلك السنوات التي عاشتها معه.لذلك رأت، أن الأمر ليس أن الرجال مهملون، بل إنهم ببساطة لا يقدمون الإهتمام الكافي.بعد أن انتهى من وضع المرهم، رفع السيد سعيد رأسه ورأى نظرات ريم الشاردة، فسألها: "ماذا هناك؟""لا شيء." ثم هزت رأسها بسرعة، وسحبت قدمها وقالت "شكرًا لك."فقال لها بهدوء وهو يغلق غطاء المرهم ببطء:"أنتِ زوجتي، لا داعي لقول هذه الكلمة. ولكن هناك شيء واحد، أريدك أن تتذكريه دائمًا.""ما هو؟" سألته ريم وهي تهز رأسها."لا يهمني كيف كنتِ في الماضي، لكن بما أنكِ تزوجتِ مني، فلا يمكنكِ الاستمرار في التعلق بعلاقات قديمة...""لن أفعل!" قاطعت ريم كلامه بسرعة، "اطمئن، على الأقل خلال فترة زواجنا، سأضمن لك إخلاصي. وأتمنى
قال المقدم بنبرة جادة: "حرصًا منّا على الإنصاف، قررنا تأجيل إعلان أسماء الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى حتى نتحقق من الأمر." بعد هذه الكلمات، لم يكن وليد وحده من أصيب بالصدمة، بل جميع من في القاعة."لماذا التأجيل؟ هذا غير عادل للجميع!" "نعم، إذا كان هناك نزاع، فقم بإلغاء أهلية الشركتين المتورطتين!""أعلنوا عن أسماء الشركتين المتورطتين!"كان هناك الكثير من الأصوات والآراء المتضاربة في القاعة، والتي حفّزت معها نشاط الصحفيين وفضولهم. فقد كانوا يعتقدون أنها ستكون مجرد مسابقة عادية، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام فضيحة محتملة، قد تكون مادّة دسمة لعناوين أخبارهم الرئيسية في اليوم التالي.أمّا وليد فكان يقف واثقًا من أن شركته لا يمكن أن تكون متورطة، ثم تقدم خطوة إلى الأمام وصاح بصوت عالٍ، "ما يقوله الجميع صحيح، في هذا الوضع، يجب على لجنة التحكيم إعلان النتيجة هنا. أنا متأكد من أن مسؤولي الشركتين موجودين هنا، وهذا الحضور الكبير من الزملاء يمكنهم أن يشهدوا على ذلك، ولن يكون هناك مجال للتشكيك في حكمهم وشهادتهم."وفي حين كان المشهد على الشاشة مليئًا بالفوضى، كان انتباه السيد سعيد كلّه موجهاً نحو ري