الفصل 11
تصلب جسدها وقالت: "أنا بخير تمامًا في غرفة التخزين!"

نظر إليها بنظرة عابرة، وعيونه الباردة لم تخلُ من لمحة بسيطة من الاضطراب: "قلت لكِ أن تنامي في الطابق العلوي، ليس في غرفتي. اجعلي فاطمة ترتب لكِ غرفة الضيوف المجاورة لغرفتي."

شعرت يارا بالحرج بعد أن فهم ما تفكر به.

في تلك اللحظة، جاءت الخادمة وأحضرت الطعام إلى غرفة الطعام قائلة: "سيدي، آنستي، الطعام جاهز."

نهض ياسر وأغلق المجلة التي كان يقرأها قائلاً: "لنأكل."

يارا أدركت أنه عندما قال "لنأكل"، كان يقصد أن يتناولوا الطعام معًا. لم تتذكر آخر مرة شاركته فيها وجبة على نفس الطاولة.

على مائدة الطعام، كانت يارا تخفض رأسها وتتناول طعامها بصمت، وتختار فقط الأطباق الأقرب إليها. أما ياسر فكان يأكل ببطء وهدوء، بالكاد يصدر أي صوت، مما جعل قاعة الطعام الواسعة تبدو هادئة تمامًا.

تنهد شريف، الذي كان واقفًا بجانبها، ثم أخذ ملعقة تقديم الطعام ليضيف المزيد من الطعام إلى طبق يارا قائلاً: "لا تكتفي بالخضروات فقط، فأنتِ في مرحلة نمو."

"شكرًا لك." قالتها بصوت منخفض.

خلال تناول الطعام، أكلت يارا كل ما أضافه شريف إلى طبقها. تناول كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة جعل معدتها تشعر ببعض الألم الخفيف.

بعد العشاء، كانت فاطمة قد انتهت من تجهيز الغرفة: "يارا، تفقدي غرفة التخزين إذا كان هناك أي شيء لم أقم بترتيبه. معظم أغراضكِ نقلتها بالفعل إلى الطابق العلوي."

كان ياسر في غرفة الجلوس، فنظرت إليه يارا بقلق ثم أجابت فاطمة بصوت خافت.

انتظرت حتى عاد ياسر إلى غرفته، ثم تسللت بخفة إلى غرفة التخزين وأخرجت علبة الهدايا من الصندوق الموجود تحت السرير. وعندما صعدت إلى الطابق العلوي بخطوات حذرة، وبلغت بالكاد باب غرفتها، فُتح الباب المجاور فجأة. التقت عيناها بعينيه، فبدت كغزال مذعور، واتسعت عيناها واهتزت رموشها الطويلة بخفة، بينما أخفت الشيء الذي كانت تحمله خلف ظهرها بشكل غريزي.

"ما هذا الشيء؟ أعطني إياه." قال وهو ينظر إليها من علو بنظرة متفحصة، مستخدمًا نبرة آمرة.

كانت مثل طفل ارتكب خطأ، تحت وطأة نظراته الحادة، لم تستطع الصمود إلا لثانيتين قبل أن تمد يدها ببطء لتقدم ما كانت تخفيه.

فتح ياسر إحدى علب الهدايا وألقى نظرة سريعة بداخلها، ثم قال: "اذهبي للنوم."

كانت تعلم أنه لن يعيد لها الهدايا، ولم تجرؤ على المطالبة بها. عندما قبلتها، كانت تتوقع هذا المصير، فلم تكن النهاية مفاجئة.

عندما دخلت الغرفة وأغلقت الباب، تنهدت بعمق. وعندما تذكرت الورقة التي كانت في علبة الهدية التي أرسلها آدم، بدأت بالجلوس ببطء على الأرض وهي تتمتم: "لقد انتهى أمري..."

كما هو الحال مع معظم الأهل، لم يسمح لها ياسر بالانخراط في أي علاقة عاطفية مبكرة، رغم أنها قد بلغت سن الرشد. ورغم أنه ليس والدها...

كان لدى ياسر نية رمي علبة الهدية مباشرة كما فعل طوال السنوات العشر الماضية، لكنه هذه المرة لم يفعل ذلك فورًا. بدلاً من ذلك، ألقى بالعلبة بشكل غير مبالٍ على الطاولة أمامه.

كلما نظر إليها أكثر، شعر بأنها تزعجه، ففتح العلبة التي لم يكن قد فتحها من قبل. الورقة التي كانت بداخلها جعلت ملامحه تتجهم: "يدًا بيدٍ، لنمضِ معًا مدى الحياة"

في تلك الأثناء، كانت يارا مستلقية على السرير الناعم، لكنها تعاني من الأرق. بعد أن اعتادت على السرير الصغير والقاسي في غرفة التخزين، شعرت بعدم الارتياح في هذا السرير الجديد. إضافةً إلى ذلك، كانت قلقة وتفكر فيما إذا كان ياسر سيأتي لمحاسبتها ومتى سيحدث ذلك.

بمجرد أن خطرت هذه الفكرة في ذهنها، رن هاتفها فجأة. كان ذلك الهاتف الذي قدمه لها ياسر، ولم يكن يحتوي إلا على رقمه فقط...

حاولت تجاهل الرسالة، ولكن عندما تذكرت وجهه المتجهم، شعرت بالخوف. فتحت الهاتف بيد مرتجفة لترى الرسالة: كانت عبارة عن كلمتين فقط: "تعالي الآن".

تملكتها رهبة وهي تقف أمام بابه، فتحت الباب بخطوات متثاقلة بعد أن انتظرت طويلاً قبل أن تطرق عليه. عندما دخلت، شعرت بثقل العالم كله على كتفيها، لا تعرف ما ينتظرها خلف هذا الباب.

انبعث صوته البارد من الداخل وهو يقول: "ادخلي."

دفعت الباب ودخلت، ورأته كالعادة جالسًا على الكرسي أمام النافذة الكبيرة. كان بين أصابعه سيجارة، وعندما يكون في هذه الحالة عادةً ما تكون معنوياته منخفضة. لم تجرؤ على الاقتراب منه، واكتفت بالوقوف على مسافة بعيدة.

"تعالي هنا." قالها مرة أخرى، بصوت أكثر برودة، وكأن الكلمات ذاتها التي سمعتها من رسالته أصبحت أكثر رعبًا عندما خرجت من شفتيه. شعرت يارا بقلبها ينبض بسرعة، وبالرغم من رغبتها في التراجع، تقدمت بخطوات مترددة نحو ياسر.

تقدمت يارا بخطوات ثابتة لتقف بجانبه، ورغم ترددها، لم تجرؤ على الحديث. فجأة، مد يده واحتضنها، لتجد يارا نفسها جالسة على ساقه بشكل غير متوقع تمامًا!

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP