الفصل 17
فكرت يارا في أن اليوم هو يوم الاجتماع الجامعي، وأنه سيأتي أيضًا... لم يعد إلى المنزل منذ أن غادر في ذلك اليوم. كيف ستكون الأمور عند رؤيته مرة أخرى اليوم؟ شعرت بمشاعر متضاربة تسري بداخلها، فسألت بتردد: "في ذلك اليوم... هل قال شيئًا آخر؟"

لم تلاحظ سارة القلق الذي يسيطر على يارا: "لا، لم يقل شيئًا آخر. لكنني اغتنمت الفرصة لأشتكي له من شقيقكِ! شقيقكِ هذا مجرد شخص سيئ!"

شعرت يارا بالعجز لوهلة، لا عجب أن بركان غضبه قد انفجر فجأة في ذلك اليوم، أو بالأحرى، انفجر جليده بسبب كلمة واحدة من سارة... من المؤكد أن التعرض للنقد الشديد والشتائم مباشرة ليس شعورًا لطيفًا.

فجأة، تعالت أصوات ضجيج من الطابق السفلي،تحمست سارة كثيرًا، فسحبت يارا بحماس نحو الأسفل: "ياسر وصل! لنذهب ونلقي نظرة!"

شعرت يارا ببعض الارتباك، فهي لم تكن قد فكرت بعد في كيفية مواجهة ياسر: "سارة، أتركي يدي... اذهبي أنتِ، أنا لن أذهب..."

"يارا، لقد ساعدكِ في أمر كبير، على الأقل يجب أن تشكريه شخصيًا!" لم تكن سارة تستمع لاعتراضاتها، وبينما كانت تتحدث، واصلت سحبها نحو الطابق السفلي.

عندما رأت يارا الشخص أمامها، توقفت فجأة عن الحركة. ياسر كان يتقدم بين مجموعة من الطلاب والمعلمين المحيطين به، مرتديًا بدلة مصممة خصيصًا له، تميزت بلونها الأسود الذي أبرز بشرة وجهه الفاتحة. ابتسامة دافئة كانت ترتسم على شفتيه، مما جعله يبدو، كما هو دائمًا، الأكثر لفتًا للأنظار في أي مكان يتواجد فيه.

سارة أمسكت بيارا التي كانت غارقة في التفكير واندفعت بها إلى الأمام. بابتسامة مشرقة قالت: "شكرًا جزيلًا لك على ما فعلته في ذلك اليوم. يارا ليست بارعة في الكلام، لذا سأشكرُك نيابةً عنها."

لم تجرؤ يارا على رفع عينيها لترى تعابير وجهه، كانت أصابعها تلعب بحافة ملابسها بتوتر واضح.

اقترب منها بخطوات هادئة، ثم انحنى قليلًا ليقترب من وجهها قائلاً: "يبدو أن ملامحكِ أفضل بكثير الآن، يبدو أنكِ تعافيتِ بشكل جيد."

رأت سارة أنها لم ترد، فدفعَت يارا برفق بمرفقها قائلة: "زميلنا يتحدث إليكِ~~"

"شكرًا..." لم تستطع يارا تجنب نظراته، وسقطت عيناها في عينيه اللتين تحويان على قدر من اللطف. في تلك اللحظة، لم تدرك أن قلبها بدأ ينبض بسرعة.

"لا داعي للشكر، إلى اللقاء." قال ذلك وهو يربت برفق على كتفها. بدا هذا التصرف عاديًا جدًا، لكن جملة "إلى اللقاء" جعلتها تشعر بقلق شديد. كانت تستطيع تقريبًا توقع ما سيحدث عندما تعود إلى المنزل.

فجأة، اندفع شاب يرتدي قبعة بيسبول نحو ظهر ياسر، ومن زاوية يارا، رأت بوضوح السكين في يده. اتسعت عيناها في رعب، ودون تفكير، دفعت ياسر بقوة بعيدًا عنها، لتخترق السكين كتفها مباشرة!

مع صرخة سارة الحادة، تناثر الدم على وجه ياسر. تجمد لحظة ثم وجه لكمة قوية إلى وجه الشاب، ثم سحب يارا إلى حضنه، قائلاً بقلق: "يارا...!"

سرعان ما تمكن الأمن في الجامعة من السيطرة على الشاب المعتدي. حمل ياسر يارا بين ذراعيه بأسرع ما يمكن، متوجهًا نحو بوابة الجامعة .

رأت الدماء على وجهه، وبدافع غريزي حاولت أن تمد يدها لمسحها عنه. تعلم أنه يعاني من هوس النظافة، وكان من المؤكد أن هذا الوضع يزعجه، فقد لاحظت تجهم وجهه.

لكن قبل أن تلامس يدها وجهه، فقدت وعيها تمامًا.

في المستشفى، في الممر خارج غرفة الطوارئ.

وجه ياسر كان قاتمًا، والغضب والقلق يبدوان في كل تفاصيله. هالة باردة كانت تحيط به، مما جعل كل من حوله يتجنب الاقتراب منه.

كان المدير يقف بجانبه وهو يرتجف من الخوف، لم يكن يتوقع أن تحدث حوادث غير متوقعة مرتين متتاليتين في الجامعة أثناء زيارة ياسر: "سيد ياسر... حقًا كانت مجرد حادثة، نحن نحقق في أمر المعتدي وسنقدم لك تفسيرًا كاملًا!"

Continue lendo no Buenovela
Digitalize o código para baixar o App

Capítulos relacionados

Último capítulo

Digitalize o código para ler no App