الفصل 10
شعرت يارا بالتوتر فورًا ولم تستطع الجلوس براحة. كانت قد سمعت أنه سيخرج في رحلة عمل، كيف عاد فجأة؟ ارتعبت من الفكرة، لحسن الحظ أنها لم تذهب مع سارة إلى حلبة التزلج على الجليد، ولكن لسوء حظها أن دراجتها تعطلّت فجأة...

نهضت وتوجهت إلى الحمام، وأثناء استحمامها كانت تشعر بقلق شديد. كانت متأكدة أنه سيبحث عنها...

عندما خرجت من الحمام ومرت بجانب غرفة الجلوس، لمحت بطرف عينها ظلاً أنيقًا وجذابًا جالسًا على الأريكة.

كان يرتدي ملابس منزلية رمادية فاتحة، مما أضفى عليه مظهرًا أكثر استرخاءً وأقل برودًا مقارنة بزيّه الرسمي المعتاد. ولكن عندما رفع عينيه نحوها، كانت عيناه لا تزالان تحملان تلك البرودة المعهودة: "تعالي هنا."

مشت يارا نحو ياسر ورأسها مطأطئ، ثم وقفت بجانبه مستقيمة: "لقد عدت."

"...بردانة؟" قالها بعدما لمح الجروح المتشققة على يديها، وتحوّلت الكلمات التي كان ينوي بها مساءلتها عن تأخرها في العودة إلى كلمة واحدة فقط.

ترددت يارا لوهلة، ولم تجرؤ على النظر إليه: "أمم... لا بأس..."

ناولها ياسر كوب الشاي الساخن الذي كان موضوعًا على الطاولة بجانبه، دون أن يظهر أي تعبير على وجهه: "لا تعودي في وقت متأخر مرة أخرى."

لم تمد يارا يدها لتأخذ الكوب. كانت هذه المرة الأولى التي لم يُظهر فيها ياسر انزعاجه من تأخرها في العودة، بل لم يسأل حتى عن السبب.

نظر إليها ياسر بعينين باردتين، فبادرت يارا على الفور إلى أخذ كوب الشاي وشربته دفعة واحدة. لم يكن الشاي ساخنًا جدًا، لكنها شربته بسرعة كبيرة، مما تسبب في إحساس طفيف بالحرقان على طرف لسانها.

بعدما انتهت من الشرب، أدركت متأخرة أن هذا الكوب كان خاصته: "أمم... سأذهب لأغسله لك..." قالتها بسرعة، وقبل أن يتمكن من الرد، هرعت إلى المطبخ وهي تحمل الكوب الذي لا يزال دافئًا.

عبس ياسر قليلاً، وشفتيه الرقيقتين الجميلتين انحنتا في تعبير عن عدم الرضا. هل هي خائفة منه إلى هذا الحد؟

غسلت الكوب بعناية مرات لا تحصى، حتى أغلقت فاطمة الصنبور مازحة: "يارا، ماذا تفعلين؟ لقد غسلتي الكوب حتى تقشر!"

عادت يارا إلى وعيها، وحملت الكوب بحذر: "لا شيء... سأوصله إليه."

حثتها فاطمة قائلة: "اذهبي، اذهبي، بسرعة."

في الحقيقة، كانت تخشى الذهاب. هي تعلم أن ياسر لن يستخدم الكوب الذي استخدمته، لكنه لم يقل لها أن لا تفعل. كانت تخشى رؤية الاحتقار في عينيه...

رأى ياسر ظلها الهزيل يخرج ببطء من المطبخ، فارتسمت على جبينه خطوط خفيفة من الاستياء. كان القميص الأبيض الضيق يبرز نحافتها بشكل واضح، وكأنها لم تشبع يومًا في حياتها.

عندما اقتربت منه، سمع سؤالها الهادئ والمرتجف: "هل... هل تريد أن تشرب الشاي ؟ هل أغير لك الكوب؟"

 أمسك ياسر الكوب بيده ذات العظام الواضحة وصب فيه الشاي. كانت يده، التي بدت بيضاء ونقية، تشكل تناقضًا حادًا مع يدها التي كانت مليئة بالجروح والتشققات.

"من الآن فصاعدًا، سيقوم شريف بإيصالكِ إلى الجامعة. لا تسببي أي إحراج لعائلة كريم."

عندما سمعت الجملة الأولى، شعرت يارا بدفء خفيف في قلبها، لكن الجملة التالية كانت كدلو من الماء البارد. لكنها تعرفه جيدًا، كانت قد أعدت نفسها نفسيًا لذلك... كل ما كان يهمه هو ألا تسبّب له الإحراج.

قال فجأة وهو ينظر إلى المجلة في يده: "أنتِ تحجبين عني الضوء."

رفعت يارا نظرها نحو الضوء. كان المصباح فوق رأسها، كيف يمكن أن تحجب الضوء؟ بعد تفكير سريع، أدركت أنه ربما كان يلمّح بأنها تزعجه. لم تقل شيئًا واستدارت لتنصرف، ولكن صوته أوقفها: "لم أقل لكِ أن تغادري."

عادت يارا وجلست على الأريكة بعيدًا عنه قليلًا. في تلك اللحظة، رفع هو فنجان الشاي وارتشف منه بملامح طبيعية، دون أن يظهر أي إشارة للاشمئزاز من أن الفنجان الذي استُخدم من قبلها!

عندما تذكرت يارا المشهد الذي حدث ليلة البارحة في غرفته، شعرت بأن وجنتيها بدأتا تحترقان خجلًا.

قال دون أن يدرك ما يدور في ذهنها: "ابتداءً من الليلة، اذهبي للنوم في الطابق العلوي."

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP