إنه زعيم الأراضي الغربية، وقائد منظمة بوابة الظلال. لقد هبط من السماء ليُبشر البلاد بالخير. وهو بطل عصره، باسل. منذ خمس سنواتٍ، أُبيدت عائلة والده بالتبنّي، وأنقذته نسمة من الموت بأعجوبة، ثم أخذه شخصٌ غامض. وبعد خمس سنواتٍ، أعادته رسالة ابنته من المعركة المُحتدة إلى العالم الفاني. فاندفع بكل قوته لحماية أسرته، ومواجهة الأسر الغنية ذات النفوذ، ودفع الأعداء الأجانب ……
Leer másبوم! بوم! بوم!سقط الجميع -بما فيهم محمود- أرضًا من الخوف، وأخذت وجوههم الشاحبة تتصبب عرقًا.كادت عجلات الهامر تسحقهم لولا توقفها في اللحظة الأخيرة.بوم!ترجل من سيارة الهامر رجلان يرتديان ملابس فاخرة وسيوفٍ حدباء على خصريهما، تعبراتهما صارمة، ونظراتهما حادة."من أنتم بحق الجحيم؟ ألا تعرفون أي مكانٍ هذا؟ أم أنكم لا تخشون الموت؟"تنفس محمود بعمقٍ محاولًا كبح غضبه، إلا أنه سرعان ما صرخ غاضبًا."يا للعجب! كيف يجرؤ أحدهم على إثارة الفوضى بقصر النجوم؟""إذًا أنت محمود" قال الرجل ببرود وهو يطالع صورة على هاتفه.صرغ محمود بغضب: "من أنتم أيها الأوغاد؟"بوم! بوم! بوم!وفجأة، تقدم فريق من الرجال بملابس سوداء، يحمل كلًّا منهم عصا كهربائية، وعلى وجههم تعبيرات شرسة.قال قائدهم بصوتٍ مرتفع: "ما الخطب يا سيد محمود؟""لا تضيع الوقت بالحديث! اقضوا عليهما فورًا!" قال محمود بغضب: "اكسروا ذراعًا وساقًا لكل واحدٍ منهما""علم!" قال القائد، ثم رفع يده مشيرًا لرجاله، فتقدم نحو خمسة عشر رجلًا وهرعوا باتجاه الرجلين."يا للتهور!" قال أحد الرجلين مستلًا سيفه الأحدب، ثم تحرك بسرعة البرق.وفي أقل من
"ماذا؟" بمجرد أن سمع حديث فتحي، ارتجف المسن وعلت وجهه الدهشة.أخيرًا أدرك الشيخ السبب وراء كل هذا التبجيل الذي أبداه السيد فتحي.فرجلٌ واحد يقف على حدود البلاد، جعل جميع الفاسدين من حوله يرتعدون لمجرد سماع اسمه.فهو سيفٌ ملطخٌ بالدماء، ما إن يُستل حتى تمتلأ الأرض من حوله بالجثث، وتتدفق منها أنهار من الدماء.قلة فقط من الناس قد لا ينحنون لمثل هذا الرجل!"حتى حياتي أنا شخصيًا، قد أنقذها السيد باسل، ولولا مساعدته لكنت الآن ترابًا" أكمل فتحي."وكل ما أنجزته من إنجازاتٍ وثروة هي في الأصل بفضل السيد باسل""فبإمكاننا القول أن فضل السيد باسل علي أكبر من فضل والديّ"امتلأت عينا فتحي بالمتنان والتبجيل أثناء حديثه.وكذا لمعت في عيني الشيخ أسامة علامات التبجيل وهو يقول: "فهمت"رنين!وفي ذات الوقت، أصدر هاتف لؤي صوتًا عن تلقيه رسالة داخل سيارة اللاند روفر.قال بعد أن قرأ محتوى الرسالة: "سيدي القائد، تم تحديد أماكن تواجد الأسياد الثلاث الكبار" "رائع، دعنا نذهب لمقابلتهم إذًا" قال باسل وبعينيه قسوة وتعطش للقتل.بوم!ضغط لؤي بقوة على دواسة الوقود، فاندفعت اللاند روفر بسرعة البرق.يقع
بعد ذلك، نظر فتحي إلى لؤي، وقال: "سيد لؤي! طال غيابك، لقد اشتقت إليك!""اغرب عن وجهي، لا أكترث بأمرك" قال لؤي وهو ينظر إليه بازدراء."آه!... أرجوك يا سيد لؤي، لا تسيء سمعتي أمام الآخرين" قال فتحي وهو يعض على شفتيه، ثم التفت للنظر إلى باسل."سيد باسل، هذا المكان لم يُفتتح بعد، أتريك الذهاب لشركتنا قليلًا؟""دعنا نجلس في السيارة قليلًا" قال باسل وهو يتفحص المبنى مرةً أخرى، ثم اتجه للسيارة.سأل فتحي باسل ما إن ركب ثلاثتهم السيارة: "سيد باسل، لطالما كنت بالأراضي الغربية، فلما قررت المجيء إلى العريش فجأة؟""أحسنت صنعًا يا فتى، مرت سنتان منذ أن رأيتك آخر مرة، وقد فقدت كثيرًا من الوزن" قال باسل بدون أن يعلق على حديثه."هاها! أليس هذا ما طلبته مني؟" قال فتحي بضحكةٍ بسيطة."مارست التمارين الرياضية بانتظامٍ طوال السنتين الماضيتين، وأخيرًا، حققت هدف خسارة الوزن الذي حددته لي""جيد! يبدو أنك تمتلك بعض الإرادة" قال باسل بابتسامة."أشكرك على المديح يا سيد باسل" قال فتحي بابتسامة: "هل أبدأ بإبلاغك عن مستجدات مشروع برج العريش؟""لا داعي لذلك" قال باسل بإيماءة: "أنا أثق بك، يمكنك اتخاذ القرا
بعد مرور ساعة.توقفت سيارة لاند روفر أمام ناطحة سحاب لم يتم إفتتاحها بعد بوسط مدينة العريش."أهذا هو برج العريش إذًا؟" سال باسل أثناء نزولهما من السيارة، وعلت وجهه تعبيرات معقدة.كانت تلك أكبر أمنية لوالده بالتبني قبل أن يموت؛ وهي أن يحول هذا الصرح الأضخم إلى أيقونة مدينة العريش، فيتبادر إلى الذهن فور ذكر اسم المدينة.ووفقًا للمشروع، فكان البرج سيضم بعد اكتماله مراكز تسوق فاخرة، أماكن ترفيهية، فنادق، ومكاتب عمل.لكن للأسف، حلّت مأساة والده بالتبني قبل انتهاء المشروع."نعم" أجاب لؤي."تم تعليق المشروع بعد حادثة والدك، وأخذت الجهات المعنية بالعريش تبحث عن مستثمرٍ جديد""لكن نظرًا لارتفاع تكلفة المشروع، والفال الشؤم الذي ارتبط به فلم يُقبل أحد على تولي المشروع""وفقًا للتعليمات التي تلقيتها منك منذ سنة، تواصلت مع فتحي ليأتي للعريش ويتولى المشروع""فأسس فرعًا لشركة الأربع بحار في العريش، وبعد عام من الإنشاء، اكتمل المشروع الآن وأصبح في مرحلة استقطاب المستثمرين""همم" أومأ باسل برأسه وقال: "يبدو أن فتحي هذا جدير بالثقة"صوت مكابح السيارة!في تلك اللحظة، دوى صوت مكابح سيارات بال
قال لؤي بعد أن أدار محرك السيارة: "انتهى التحقيق وكل شيء أصبح واضحًا أيها القائد""بناءً على الأوصاف التي قدمتها لنا عن أحد القتلة، حقق المفتش في أمره لمدة ستة أشهر، حتى عثرنا عليه في إحدى الدول المجاورة وباح لنا بكل شيء""الجناة الحقيقيون وراء مقتل عائلة والدك بالتبني هم عائلة الرشيدي، وهي من أكثر العائلات هيمنة في العريش، إلى جانب عائلتي الزهري والمهدي""كما توقعت إذًا" انبعثت من باسل هالة مرعبة من التعطش للقتل.قبل خمس سنوات، كانت عائلة والد باسل بالتبني –عائلة جاسر- هي الأقوى من بين الأربع عائلات الكبرى بالعريش وهم : عائلة الرشيدي، عائلة الزهري، وعائلة المهدي.وعلى الرغم من أنهم جميعًا من الأربع عائلات الكبرى، إلا أن عائلة جاسر كانت الأقوى بينهم، حيث كانت تفرض هيمنتها على البقية.عُرف والد باسل بالتبني بأنه كان رجلًا نزيهًا وصارمًا، فكان يحتقر أساليب العائلات الأخرى، لذا نشبت بينهم العديد من الخلافات.وخاصةً عائلة الرشيدي، التي كانت تكن ضغينةً شديدةً لعائلة جاسر منذ أن خسرت أمامهم العديد من المشاريع الضخمة. سبق وحذّر باسل والده بالتبني من تحالف الثلاث عائلات معًا ضده بأسال
أكمل باسل حديثه: "استعدي أنت وعائلتك خلال اليومين القادمين، بعدها سننتقل للعريش لنبدأ حياةً جديدة""يا لك من متفائل!" تنفست نسمة بعمق، ثم قالت: "ليس لديك فكرة عن مدى سوء أوضاعنا""لا يوجد مكان لعائلتنا في العريش""كان ذلك سابقًا"، أكمل باسل بحزم: "أما الآن فسيتغير كل شيء للأفضل، ثقي بي، سأفي بوعدي لك""لما لا تفهم؟" تنهدت نسمة بحسرة، وقالت: "انسَ الأمر، فلن تقتنع الآن مهما قلت، لكنك ستدرك الأمر فيما بعد"نظرت لباسل بتردد بعد ذلك، ثم قالت: "أيمكنك أن تسدي لي خدمة أخيرة؟""بالطبع!" قال باسل بحزم: "أخبريني بما لديك""عيد ميلاد جدي بعد ثلاثة أيام، وسنذهب للعريش لتهنئته""إن كنت متفرغًا حينها، ألا يمكنك مرافقتنا لبيت عائلة فريد؟""دائمًا ما يعيرون ري ري بأنها طفلة غير شرعية بلا أب، ولا ينفكون يسخرون منها كلما اجتمعنا""لدى ري ري الآن صدمة نفسية من بيت عائلة فريد، وباتت تخشى الذهاب لهناك، لذا أريدك أن ترافقنا تلك المرة لتشعرها بالأمان"لم تعرف نسمة إن كان ما تفعله الآن صوابًا أم لا، لكن بالنظر لوضعها الحالي، فلا خيار أمامها أفضل من أن تمضي في الأمر خطوةً بخطوة."اتفقنا إذًا!" أوم
"لك حياتك، ولي حياتي، فلا تأتِ للبحث عني مجددًا، وليهتم كلًّا منا بنفسه""نسمة!" قاطعها باسل، وقال: "أعلم كم تبغضينني، لكن حتى إن لم تفكري بنفسك، فلتفكري بري ري""ستلتحق بالمدرسة الابتدائية قريبًا، أتريدين أن يُقال عنها أنها بلا أب؟""ماذا ستفعلين إن تعرضت للتنمر في المدرسة بالمستقبل؟ أو إذا حدث شيءٌ مماثلٌ كتلك المرة؟""بناءً على وضعكم الراهن، أيمكنك ضمان توفير بيئة مستقرة لتنشأ بها؟""لا تقل المزيد..." أجهشت نسمة في البكاء."ثقي بي يا نسمة، سأمنحك وري ري بيتًا تغمره السعادة والسلام"استدار باسل وأمسك بذراعي نسمة، ثم حدق بعينيها."لا بأس إذا لم تكوني قادرةً على تقبلي الآن، ولا أصر عليك بالزواج بي، فيُمكن للمشاعر أن تنشأ بيننا تدريجيًا""لكن حاليًا، ألا يمكننا التصرف كزوجين أمام الناس وري ري؟""وحين تتقبلينني، سأقيم لكِ زفافًا ضخمًا، وأجعل جميع النسوة يحسدونك""كفى! أرجوك لا تقل المزيد..." انهارت نسمة في البكاء قبل أن تكمل حديثها.أيوجد إمرأة لا تحلم بزفاف ضخم وزوج يمنحها الأمان؟كان هذا ما تحلم به في مراهقتها.ولكن جميع أحلامها تلاشت منذ خمس سنوات.كل ما باتت تريده الآن
"إذًا، فكيف أنقذت ري ري؟ عائلة آدم أقوى من عائلة النصر بمراحل!"لم تنتظر إلهام إجابة باسل، فأخذت نفسًا عميقًا وتابعت سؤاله.ابتسم باسل مجددًا، وقال: "أبلغنا الشرطة، وساعدتنا في إنقاذ ري ري""أحقًا هذا ما حدث؟" سألت إلهام بشكٍ وهي تحدق بباسل.صاحت ناهد مجددًا: "إلهام! ألم تنتهي بعد؟"ثم نظرت لباسل ولؤي، وقالت بجفاء:"كانت مشكلة عائلة النصر كافية بالفعل، والآن أضفتم إليها مشكلة عائلة آدم الأقوى، ألا تخافون حقًا عواقب تفاقُم الأمور؟""بالطبع لا تكترثان! فأنتما تأتيان وتذهبان كيفما شئتما، وإن ساءت الأمور، فسترحلان بكل سهوله!""لكنكما لم تفكران بعائلتنا، فلا يمكننا العيش بالشيخ زويد بعد الآن، كما لا يمكننا العودة للعريش مجددًا، فإلى أين سنذهب إذًا؟"علت وجه عاطف وابنتيه ملامح جادة ما إن سمعوا كلماتها.فتلك بالفعل مشكلة صعبة!ما الذي سيحل بعائلتهم بعد الآن؟أجابها باسل قائلًا: "لا تشغلي بالك يا عمتي""سأعود معكم للعريش، وسأساعدكم على تجاوز أي مشكلة تقابلونها""سبق ووعدتكم أنني سأعوضكم عن أضعاف ما فقدتموه بسببي، أرجوكم ثقوا بأنني سأفي بوعدي""حقًا!" قالت ناهد متهكمةً: "القول أس
"يُطبَّق الأمر نفسه مع كلًّا من عائلتي زهران والغانم؛ سيتم تنفيذ العقوبة القانونية بكل صرامة وبدون أي شكلٍ من أشكال التساهُل"أجابه المفتش بحزم: "عُلم وينفذ يا حضرة القائد!""اعفُ عنا يا سيدي... لقد أُجبرنا... أرجوك أعفُ عنّا...""لقد أجبرتنا عائلة آدم على كل شيء... أرجوك افرج عنّا...""يا سيدي... أرجوك اعفُ عنا""......"عمَّ النحيب الأرجاء.انهار آدم أخوه على الأرض، وأصبحت وجوههما شاحبة كمن رأى شبحًا، يغمرهما اليأس التام.فبكلمة واحدة من باسل، صدر بحقهما حكم الإعدام.لم يخطر ببالهما أبدًا أن عائلة آدم التي استقرت في الشيخ زويد لقرنٍ من الزمان ستنهار على أيديهما.وكل هذا حدث لمجرد اختطافهم فتاةً صغيرة!لو علموا مسبقًا أن هذا ما ستؤول إليه الأمور، لما أقدموا على فعلتهم تلك من البداية.اجتاحهما شعور بالندم لا يمكن وصفه.بوم! بوم!وفي لحظة، انفصلت رأسيهما عن جسديهما، وطارتا في الهواء.وبهذا، انتهى تاريخ عائلة آدم من مدينة الشيخ زويد للأبد.بعد دقيقتين، حمل باسل ري ري وركب السيارة، ثم أدار لؤي المحرك، متجهًا لمنزل عائلة فريد.ظل باسل محتضنًا ابنته ري ري بين ذراعيه طوال ال