الفصل 4
قالت الطبيبة: "من الصعب تحديد ذلك، قد يستغرق الأمر ثلاثة إلى أربعة أشهر إذا كانت الأمور تسير بسرعة، ولكن قد يستغرق وقتًا أطول إذا تأخرت العملية." ثم توقفت للحظة قبل أن تضيف، "أنت شابة جدًا، ومن المؤكد أن الأمور ستسير بسلاسة معك."

مر الوقت بسرعة، وجلبت عاصفة خريفية الخريف الرسمي إلى مدينة الروابي.

في المساء، خرجت عفاف من الحمام بعد الاستحمام.

مشت إلى جانب السرير، فتحت كريم الترطيب الجديد الذي اشترته اليوم، وبدأت توزعه بلطف على بشرتها.

"سليم الدرهمي، ما رأيك أن أضع لك أيضًا قليلاً؟ الجو مؤخرًا جاف جدًا." قالت وهي تتجه نحوه.

جلست على حافة السرير، وأخذت بأصابعها قليلاً من كريم الترطيب وبدأت تمسحه على وجهه.

فجأة، فتح عينيه، تلك العيون العميقة كالعنبر، كأنها جوهرة.

النور المنبعث من عينيه أدهشها، مما جعل تنفسها يثقل.

رغم أنها تراه يفتح عينيه يوميًا، إلا أنها كلما رأته يفتح عينيه، كانت تشعر بالدهشة.

"هل حركاتي ثقيلة عليك؟ ولكني لم أفعل ذلك بقوة!" تابعت أصابعها تدليك وجنتيه برفق.

في الوقت نفسه، كانت تتمتم قائلة—

"سليم الدرهمي، قرأت في الأخبار على الإنترنت أنك لم تكن لك عشيقة قط، بالتأكيد بسبب مشاكل صحية... ولكن أعتقد أن بنيتك الجسدية جيدة! هذا الذراع القوي... هذه الساق القوية..."

لقد أنهت تطبيق الكريم المرطب عليه، ثم رفعت يدها وربتت بخفة على ذراعه وساقه.

كانت حركاتها خفيفة جدًا، بالتأكيد لا تكفي لإحداث أي ضرر.

لكن رد فعله جعلها تحدق بعيون متسعة—

لأنها... بدا أنها سمعت صوت رجل.

"سليم الدرهمي، هل أنت؟! هل كنت أنت من تكلم للتو؟" قفزت عفاف فجأة من حافة السرير، عيناها متسعتان، وهي تنظر إلى وجهه.

كان ينظر إليها أيضًا—

وعلى عكس المرات السابقة، فقد كانت عيناه عندما يفتحهما خاويتان من أي تعبير. لكن الآن، كان ينظر إليها مباشرةً، وكان هناك تعبير في عينيه!

كان هذا التعبير محملاً بالغضب، العداوة، وقليل من الحيرة.

"رهف!" كما لو أن عفاف كانت قطة تم دهس ذيلها، اندفعت بسرعة خارجًا، نحو الطابق السفلي، "رهف، سليم الدرهمي استفاق! لقد تكلم، إنه حقاً استفاق!"

كان وجهها أحمر وأذناها حمراء، نبضها غير منتظم، وقلبها يخفق بسرعة.

استيقظ سليم الدرهمي.

كانت متأكدة من أنه استفاق، لأنه لم يفتح عينيه فقط، بل تحدث إليها أيضًا.

على الرغم من أن صوته كان أجشًا وكان يتحدث ببطء، إلا أنه كان مليئًا بالسلطة.

سألها "من أنت؟"

في تلك اللحظة، أصبح عقلها خاليًا تمامًا.

كان الجميع حولها يخبرونها أنه لن يعيش طويلاً، لذلك لم تفكر أبدًا فيما ستفعله إذا استيقظ.

بعد صرختها، هرعت رهف والأطباء والحراس إلى المكان.

بعد نصف ساعة، امتلأت الفيلا بالناس.

لم يصدق أحد أن سليم الدرهمي سيستفيق.

"سليم، كنت أعلم أنك ستستفيق!" بكت الجدة فخرية فرحًا.

سامر: "سليم، أنت استفقت، هذا جيد. هل تعلم كم كنا قلقين عليك، خاصة أمي، حزنها جعل شعرها يبيض."

بعد أن فحص الطبيب حالة سليم، تحدث إلى الجدة فخرية: "هذا بمثابة معجزة! في آخر فحص لم تكن هناك علامات على التحسن.

الآن بما أن السيد سليم استطاع التحدث، إذا استمرت العلاجات التأهيلية، فمن المحتمل جدًا أن يعود إلى حالته الطبيعية."

جاءت المفاجأة بشكل مفاجئ للغاية، لم تستطع الجدة فخرية تحمل هذا الخبر السار، فضعفت كاحليها وأغمي عليها.

حمل سامر الجدة فخرية وأخرجها من الغرفة.

في الغرفة، بقي الطبيب، رهف، الحراس، وكذلك عفاف التي وقفت عند الباب تراقب الموقف دون أن تجرؤ على الدخول، لا تزال في حالة ذهول.

كان الهالة التي ينبعث منها سليم الدرهمي بعد استفاقته مخيفة ومظلمة.

كان يتكئ الآن على رأس السرير، عيناه الحادتان كعيون الصقر تنبعث منهما رعب شديد وتحدقان في وجهها.

"من هي؟"

كان صوته عميقًا وقويًا، يملك قوة ردع كبيرة.

أُرعب الطبيب لدرجة أنه لم يجرؤ على التنفس بصوت عالٍ.

رهف، التي كانت تحني رأسها، شرحت قائلة: "سيدي، هي الزوجة التي زوّجتها لك الجدة أثناء مرضك. اسمها..."

فتح سليم الدرهمي شفتيه قليلاً، بصوت خافت وبارد، "أخبرها أن تغادر!"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP