الفصل 3
في صباح باكر، كان الجو داخل مجموعة أمين يسوده الجدية والبرودة.

اصطف الموظفون بشكل منظم، ينتظرون بوقار وصول المدير الكبير.

وعندما دقت الساعة الثامنة، توقفت سيارة فاخرة بشكل مهيب عند الباب.

نزل رجل يشبه الخادم بسرعة من مقعد الراكب الأمامي وفتح باب المقعد الخلفي.

نزل أمين من السيارة بوقار، حيث كانت ساقاه الطويلتان مغطاة بسروال أسود. كان هادئًا، متعاليًا، ويمتلك حضورًا قويًا يثقل الجو من حوله.

كان يسير بخطى واسعة نحو السلالم، محدقًا إلى الأمام دون التفات.

"بابا!"

صوت طفولي حطم الصمت المخيم فجأة.

رفع الجميع أنظارهم بسرعة.

طفلة صغيرة ترتدي فستانًا زهريًا، لا يظهر منها ملامح واضحة، لكنها كانت تتحرك بثقل وهي تحاول تسلق السلالم. ورغم ذلك، كانت تظهر عليها ملامح من الفخامة تشبه تلك التي يتمتع بها السيد أمين.

بمجرد وصولها إلى السلالم، تمسكت بساق أمين.

كان طويلًا جدًا وهي صغيرة جدًا، لذا كانت ذراعيها الصغيرة الناعمة البيضاء بالكاد تمسك بساقه.

"بابا!"

نورة صرخت بنبرة حزينة.

الجميع في صدمة!

أمين نظر للأسفل إلى الكائن الصغير الذي تمسك بساقه، وظهرت عليه علامات الانزعاج، "أتركيه!"

رفعت الصغيرة رأسها لتظهر وجهًا يشبه وجه أمين بشكل ملحوظ، "بابا..."

الخادم بجواره فتح عينيه بذهول. "يا سيدي، هذه الطفلة... تشبهك كثيرًا!"

"بابا، أريد حضنًا!"

رفعت الصغيرة ذراعيها الطفوليتين، بينما كانت عيناها الكبيرتان المليئتان بالبراءة تتطلعان إليه.

كانت نظراتها صافية تمامًا.

في داخله، شعر أمين بشيء من الرقة. لم يكن يحب الأطفال عادةً، لكن لسبب غير مفهوم، اليوم أراد أن يحمل هذه الفتاة الصغيرة.

بعد تردد قليل، انحنى الرجل طويل القامة وحملها بين ذراعيه، ودخل بها إلى المبنى الكبير.

"أغلقوا المكان، وابدأوا التحقيق!"

لم يكن من الممكن أن تصل طفلة بهذا العمر إلى هنا بمفردها.

في مكتب الرئيس التنفيذي في الطابق العلوي، دخل مساعده مرتعشًا، وهو يحمل تقريرًا بين يديه، "سيدي... نتائج فحص الحمض النووي قد ظهرت. هي بالفعل ابنتك."

انتزع أمين التقرير بسرعة.

نتيجة الحمض النووي أظهرت تطابقًا بنسبة 99.9%، هذه الطفلة بالفعل ابنته.

لكنه لم يتذكر أنه كان لديه أي علاقة مع امرأة أخرى غير علياء.

فجأة، رفع الرجل رأسه، محدقًا في الطفلة التي كانت جالسة على الأريكة، محتضنة دبًا صغيرًا وتأكل الحلوى براحة تامة.

تبدو وكأنها معتادة على المكان، وكأنها لم تأتِ إلى هنا لأول مرة.

وقف أمين وتقدم نحوها، "ما اسمك؟"

"اسمي الأميرة نورة الصغيرة!"

"كم عمرك؟"

رفعت الصغيرة رأسها بابتسامة مشرقة، وفتحت يدها الصغيرة لتظهر خمس أصابع، "عمري ست سنوات!"

توقف قلب أمين بقوة.

ست سنوات!

لو لم تمت علياء قبل ست سنوات، لكان عمر طفلهما الآن ست سنوات!

هل هذا يعني أن علياء لم تمت في تلك الحادثة منذ ست سنوات؟

اشتعلت عيني أمين بالحماس.

في ذلك الوقت، كان قد أجرى تحقيقات متعددة، حتى أنه أرسل فرقًا للبحث في البحر لشهر كامل، لكنه لم يتمكن من العثور على جثة علياء.

والآن، أمامه طفلة لها علاقة دموية معه، وهي تبلغ من العمر ست سنوات!

هل هذا يعني أن علياء لم تمت بالفعل، بل ذهبت إلى مكان ما بعيدًا عنه وأنجبت هذه الطفلة؟

شعر بالاندفاع في داخله، "وأين هي والدتك؟"

"أمي..."

كانت نورة على وشك أن تتكلم، لكنها تذكرت تحذير أخيها بسرعة وغيرت الموضوع، "لا أعلم!"

انحنى أمين إلى مستواها، محاولًا أن يجعل صوته أكثر دفئًا، "الكذب ليس سلوكًا جيدًا يا صغيرتي."

رمشت الطفلة بعينيها الكبيرتين، وقالت ببراءة، "هناك من قال لي إن الكذب وراثي، هل أنت شخص جيد يا بابا؟"

تحول وجه أمين إلى السواد. "من الذي قال ذلك؟"

نورة قامت بضم شفتيها، "هل سبق لك أن كذبت، بابا؟"

أمين: "..."

مساعده يسري، الذي كان يشاهد المشهد من بعيد، كاد أن ينفجر ضاحكًا لكنه كبح نفسه بصعوبة.

أمين وجه له نظرة صارمة، "هل هناك أي معلومات من الكاميرات؟"

"نعم."

أخذ يسري نفسًا عميقًا، "صباح اليوم، تعرضت أنظمة المراقبة حول الشركة لهجوم من هاكرز مجهولين، وتلفت جميع الكاميرات..."

عبس أمين، ونظر إلى الأميرة الصغيرة، مشعرًا بشيء من الشك.

الهجوم الإلكتروني وظهور هذه الطفلة في نفس اليوم؟ لا يمكن أن يكون ذلك صدفة.

على ما يبدو، لم تستطع نورة تحمل نظراته المتشككة، لذا تركت الدب الصغير على الأريكة ورفعت وجهها الناعم، "بابا، أريد أن أستحم!"

في هذا الوقت المبكر من اليوم؟

أخفى أمين الجدية على وجهه ولوح بيده، "يسري، اصطحب الأميرة الصغيرة إلى الفيلا، وأخبر الخدم أن يقوموا بتحضير حمام لها."

"اسمي الأميرة نورة الصغيرة، وليس الفتاة الصغيرة!"

ضمّت شفتيها بحزن، "ولا أريد أن يقوم أشخاص لا أحبهم بمساعدتي في الاستحمام!"

وجد أمين نفسه في موقف لا يحسد عليه، حيث كان يحاول التعامل مع هذا الوضع الجديد بحذر. نظر إليها وحاول أن يجعل صوته رقيقًا، "ومن تريدين أن يساعدك؟"

الطفلة قامت بضم شفتيها مرة أخرى ثم اتجهت نحو الباب، "يسري، اصطحبني إلى المنزل!"

"سيدي، هل يجب...؟"

رد أمين بهدوء، "افعل ما تقول."

لم يكن أمام يسري خيار سوى متابعة الأميرة الصغيرة، محاولًا حمايتها بعناية.

بعد نصف ساعة، اتصل يسري هاتفيًا، "سيدي، الأميرة الصغيرة ليست راضية عن أي من الخدم في الفيلا..."

كان أمين ينظر إلى شاشات المراقبة عندما شعر بالانزعاج، "أعلن عن وظائف جديدة للخدم، واجعلها تختار من تفضله بنفسها."

يسري: "..."

"حسنًا.

كان يسري يعمل مع أمين لأكثر من خمس سنوات، ولم يسبق أن رأى رئيسه يعامل شخصًا آخر بهذه الليونة، حتى مع خطيبته، وردة.

أما الآن، فهو يتعامل مع هذه الطفلة الصغيرة بكل طاعة... يبدو أن الأميرات الصغيرات لهن معاملة خاصة بالفعل!

علية كانت بالكاد قد نجحت في نقل الصناديق الكبيرة الثقيلة إلى داخل الغرفة بعد جهد كبير.

استلقت منهكة على الأريكة، وصرخت باتجاه الغرفة الصغيرة، "باسم! ما الذي كنت ترسله لي من الخارج؟!"

خرجت رأس صغيرة مغطاة بالشعر من الغرفة بحذر، "لقد أرسلت لك رسوماتك التصميمية."

توقفت علية مصدومة، "لماذا أرسلتها لي؟"

كانت قد قررت التخلي عن حياتها المليئة بالنجاحات في الخارج والبدء من جديد في وطنها.

"من يدري؟ قد تحتاجين إليها في المستقبل!"

كانت عينا باسم تلمعان بخفة، قبل أن يخرج مبتسمًا من الغرفة، "ماما، لقد قدمت لكِ على وظيفة. إنها وظيفة يمكنك القيام بها بسهولة، وسيتم استدعاؤك لإجراء المقابلة قريبًا."

قبل أن تتمكن علية من الرد، رن هاتفها.

"هل أنتِ السيدة علية؟ لقد تم اختيارك من قبل أميرتنا الصغيرة، نرجو منكِ القدوم إلى فيلا اللافندر فورًا."

تجمد جسد علية بالكامل.

فيلا الخليج الأزرق ؟

"هل هي... فيلا أمين؟"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP