الفصل 7
فتحت يارا عينيها في ذعر، وفجأة أدركت أن ياسر قد شرب الكثير من الخمر قبل ذلك. رائحة الكحول التي تفوح منه لم تكن نتيجة تلك الرشفة الصغيرة التي تناولها للتو، بل كانت تدل على أنه قد شرب كمية كبيرة من قبل.

قبلة ياسر كانت قاسية، مليئة بالسيطرة والجموح، وكأنه يسعى لانتزاع كل أنفاسها تدريجيًا. وعندما كانت على وشك الاختناق، تراجع قليلًا أخيرًا، مما أتاح لها فرصة ضئيلة لالتقاط أنفاسها.

"الطعام سيبرد!" صاحت في حالة من الذعر.

ياسر كان شخصًا مختلفًا تمامًا عندما يكون واعيًا مقارنة بما يكون عليه بعد شرب الخمر. بعد الشرب، يبدأ في إظهار طبيعته الحقيقية شيئًا فشيئًا، أما عندما يكون في وعيه، فيظل ذلك الشخص اللطيف والهادئ الذي يراه الناس كأنه ياقوت مصقول.

كانت يارا تدرك هذا جيدًا، وكانت خائفة حد الموت، جسدها كله يرتجف. وفي ذهنها تكررت الكلمات التي أوصلتها سارة نيابةً عن آدم: "أنا أحبكِ، انتظريني حتى أعود إلى الوطن، عليكِ أن تنتظريني."

دفعها ياسر إلى السرير الكبير خلفها قائلاً: "ما زال لدينا ساعتان، قضاءها في تناول الطعام سيكون إهدارًا للوقت."

كان يقف وظهره للضوء، مما جعل من الصعب عليها رؤية تعابير وجهه بوضوح. وجهه الذي يجذب العديد من النساء لم تكن تجرؤ على النظر إليه مباشرة، لكنها كانت تشعر بوضوح بغضبه المكتوم.

أمسكت يارا بيده فجأة: "لا تفعل ذلك..."

كانت نبرة صوتها تحمل في طياتها رجاءً واستعطافًا.

نقل ياسر يده إلى وجهها، وأخذ يستكشف ملامحها بدقة: "لكن عيناكِ تغوياني، لماذا تنظرين إلي هكذا؟" كانت نبرته تحمل إغراءً قاتلًا، ومزجت ببعض الخشونة.

بصوت مملوء بالبكاء، قالت: "ياسر... أنا... أنا في فترة الدورة الشهرية..."

عندها، أصبحت نظراته أكثر حدة وظلمة

حبست أنفاسها، وقبل صعودها إلى الطابق العلوي، كانت قد أعدت نفسها جيدًا. طالما أنه لا يرى بعينيه، فلن تُظهر أي ضعف أو تكشف أي شيء.

ما أثار يأسها هو أن ياسر لم يتوقف رغم ما قالته. بل، دفن وجهه في عنقها، لتشعر بإحساس خفيف يشبه الألم وكأنه يحفر في جلدها، مما زاد من خوفها واضطرابها. لم تجرؤ على المقاومة بعد ذلك، فهي تعلم جيدًا أن صبره دائمًا كان محدودًا.

في صباح اليوم التالي، استيقظت يارا من نومها، وما إن فتحت عينيها حتى صُدمت تمامًا. لقد نامت في سرير ياسر الليلة الماضية!

منذ دخولها منزل عائلة كريم قبل سنوات عديدة، كانت قد دخلت غرفته مرات لا تُحصى، لكنها لم تنم قط في غرفته من قبل.

عندما تذكرت أحداث الليلة الماضية، احمرت وجنتاها خجلًا. حاولت التغلب على الصداع الذي كان يشق رأسها، وارتدت ملابسها بصعوبة. رغم أنها كانت تتوقع كل ما حدث تقريبًا باستثناء الخطوة الأخيرة، إلا أن شعورًا بالضيق ما زال يثقل قلبها.

الطعام الذي أُحضر الليلة الماضية كان لا يزال موضوعًا على طاولة القهوة. حملت يارا صينية الطعام ونزلت بها إلى الطابق السفلي، حيث كانت فاطمة في حالة معنوية عالية على غير العادة. أخذت الصينية منها بابتسامة مشرقة، وأعطتها فطيرة محشوة: "كُلي، أعلم أنكِ تحبين هذا. السيد يعاملكِ جيدًا، لقد عاد بسرعة ليحتفل بعيد ميلادكِ رغم أن لديه بضع ساعات فقط. لا تعلمين كم كان مستعجلًا عندما غادر..."

يارا لم تنطق بكلمة، ولكن في داخلها كانت تعج بالشكوى. كان من النادر أن يجد ياسر وقتًا للعودة إلى المنزل، لكنه حتى مع انشغاله يجد الفرصة ليعاملها بتلك الطريقة!

قبل أن تخرج من المنزل، أخرجت فاطمة وشاحًا كانت قد حاكته بنفسها، وألبسته ليارا قائلة: "لا تدعي أحدًا يرى ما على عنقكِ."

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP