الفصل 4
اليوم التالي، فيلا أنور.

بحلول الساعة السادسة والنصف صباحًا، استيقظت يارا لتحضر الإفطار من أجل طارق.

انتقلت يارا لتعيش في فيلا أنور منذ أول يوم صارت فيه عشيقة طارق بالسر.

منذ ذاك الحين، صارت يارا المسؤولة الوحيدة عن حياته اليومية وتحضير وجبات الطعام.

صارت يارا سكرتيرة وعشيقة ومربية.

عندما استيقظ طارق، كان الإفطار جاهزًا على الطاولة.

ذهبت يارا لطارق فور أن رأته نازلًا على السلم وهو يرتدي ربطة عنقه.

"دعني أربطها يا أستاذ طارق".

توقف طارق وترك يارا تربطها بعناية.

لم تكن يارا قصيرة.

كان طولها حوالي متر وسبعين سنتيمترًا على الأقل.

ولكن بجوار طارق، لم يكن يتعدى رأسها صدره.

أخفض طارق نظره واشتم العطر بين خصلات شعرها.

سيطرت على جسده حرارة غير مفهومة.

"حسنًا يا أستاذ طارق..."

رفعت يارا رأسها، فأمسك طارق رأسها من الخلف بيده الكبيرة.

تسلل لسانه المعطر بالنعناع بين شفتيها وأسنانها زاحفًا كالأفعى.

على الفور سيطرت على الفيلا أجواء خاصة...

بعد ساعتين.

توقفت السيارة الفاخرة أمام مبنى شركة م. ك.

خرج السائق باحترام من السيارة وفتح الباب من أجل طارق.

خرج طارق بعد ثوانٍ من الباب بساقيه الطويلين.

أبرز المعطف الأسود ذو القصة المميزة مظهره الهادئ النبيل.

تحت أشعة الشمس كان يبدو شخصًا مهمًا، وكانت حوله هالة قوية، جعلت الجميع يتجنبه.

مد طارق أصابعه البيضاء الطويلة ليفك ربطة عنقه قليلًا، ثم أعطى الأوراق التي كانت بيده إلى يارا بجواره.

للحظة، تجمدت عيناه قليلًا.

حدق طارق في شفتي يارا الورديتين المتورمتين طويلًا.

رفع يده فجأة ومسح طرف فمها بلطف بأطراف أصابعه الخشنة.

"أحمر شفاهكِ غير مضبوط".

بعدما أنهى كلامه، كان قد مسح أحمر الشفاه الذي كان على طرف فمها بإبهامه.

هذه اللمسة الرقيقة الدافئة جعلت عيون يارا ترتجف قليلًا.

على الفور تذكرت ما حدث في الصباح عندما دفعها طارق إلى الأريكة وما طلبه منها بإلحاح.

عندما رأت يارا انعكاسها في عيون طارق وقد بدت عليها علامات الخوف، تركت تلك الأفكار التي تسللت إلى عقلها.

أخفضت رأسها قائلة: "شكرًا أستاذ طارق على تذكيري".

بالرغم من ضربات قلبها المتسارعة، ظلَّ صوت يارا ثابتًا كالعادة.

أبعد طارق يده عنها ورفع شفتاه الرفيعتان، ثم أدار نفسه ومشى باتجاه باب الشركة دون تردد.

حاولت يارا تهدئة نبضات قلبها المتسارعة وفتحت الجهاز اللوحي، ثم تبعت طارق مسرعة وهي تخبره بجدول أعمال اليوم.

"أستاذ طارق، لديك اجتماع بعد قليل..."

"أستاذ طارق!"

قبل أن تنهي يارا حديثها، أتت فتاة مسرعة إليهم.

نظرت يارا للفتاة وتعرفت عليها فورًا.

كانت هذه الفتاة هي سارة التي تسببت في مشكلة في قسم شؤون العاملين بالأمس.

لماذا حضرت مرة أخرى؟؟

تقدمت سارة مسرعة باتجاه طارق وأمسكت طرف ملابسه بقوة بيديها البيضاء وترجته بإلحاح.

"أنا أعرفك، أنت أستاذ طارق أنور! أرجوك ساعدني! هل يمكنك أن تخبر قسم شؤون العاملين أن يقوم بتعييني؟

أنا أحتاج لهذه الوظيفة بشدة!"

حرك طارق حاجبيه الباردين باشمئزاز.

نظر للحراس حوله وصاح بصوت منخفض: "أبعدوها من هنا!"

تحرك الحراس بسرعة عند سماع صوت طارق، وأمسكوا بيدي سارة وأخرجوها على الفور من الشركة.

ولكن سارة كانت كالمجنونة، وقاومتهم بكل قوتها.

"لا تشدني، أرجوك، دعني أتحدث للأستاذ طارق! أستاذ طارق، أرجوك أريد بضع دقائق!"

رأى الحراس علامات الغضب على وجه طارق، فزادوا من قوتهم بسرعة.

بينما كان الحراس يحاولون شدها، كان شعر سارة الطويل يتأرجح يمينًا ويسارًا حول خديها.

تحت أشعة الشمس، كانت هناك وحمة حمراء واضحة على أذنها البيضاء.

ألقى طارق نظرة واحدة وتجمدت نظراته في الحال.

قام بإيقاف الحراس على الفور: "توقفوا!"

في اللحظة التي توقف فيها الحراس، هرولت سارة باتجاه طارق.

حاولت بكل قوتها أن تسيطر على جسدها المرتجف.

عندما رفعت نظرها، سالت دموعها في عينيها بهدوء "أستاذ طارق، اسمي سارة، أريد أن أخبرك بأمر ما من فضلك."

نظر طارق إلى أذنها بنظرات معقدة، دون أن يشعر قال بصوت رقيق: "تعالي معي."

شكرته سارة بحماس "أشكرك أستاذ طارق!".

أدار طارق وجهه ليارا وأمرها: "أجلي الاجتماع"

فتحت يارا فمها، ولكنا تراجعت عما كانت ستقوله.

ابتسمت يارا بمرارة وهي تراقب طارق وسارة وهما يرحلان.

......

بعدما أتمت المهام التي طلبها منها طارق، عادت يارا للمكتب.

قبل أن تجلس شعرت فجأة بدوار.

مدت يارا يدها بسرعة لتستند على الطاولة بجوارها.

عندما استعادت اتزانها، سمعت ضحكات سارة ترن كالجرس في أذنيها.

رفعت يارا أعينها ونظرت إلى مكتب المدير الذي لم يكن يفصله عنها سوى الزجاج.

لم تكن تعرف ما كان يدور بين طارق وسارة.

ولكن من نظرات السعادة التي كانت على وجه سارة، يبدو أنها كانت الفتاة التي يبحث طارق عنها.

حاولت يارا أن تسيطر على المرارة التي شعرت بها في قلبها وتهدئة نفسها، ثم جلست على مكتبها، وأجبرت نفسها على الابتسام والعودة لعملها.

بحلول الظهر، أصدر قسم شؤون العاملين إعلانًا.

تم تعيين سارة في قسم تصميم الأزياء كنائب مدير قسم التصميم.

شعرت سارا بالحزن عندما رأت هذا الإعلان.

في السابق، نجحت يارا في الوصول لمركزها كسكرتيرة طارق أنور بسبب الوحمة التي على أذنها اليمنى.

أما الآن، فقد ظهرت الفتاة التي كان يبحث عنها طارق، فبالطبع لن يعاملها بلطف بعد اليوم.

بينما كانت غارقة في أفكارها، سمعت أحدهم يطرق بابها، "أستاذة يارا"

أخفت يارا الحزن من عيونها، وأغلقت الصفحة التي كانت على حاسوبها وقالت: "تفضل"

فُتح الباب ودخل المساعد فريد بنظرة جادة على وجهه.

"أستاذة يارا، لقد طلب مني الأستاذ طارق أن أخبركِ أن تهتمي أكثر بالأستاذة سارة في المستقبل"

اندهشت يارا مما قاله فريد.

لم تكن يارا مسؤولة عن قسم تصميم الأزياء، فكيف تهتم بسارة التي لم تقابلها سوى مرة واحدة؟

عندما لم ترد يارا، تابع فريد كلامه "بالإضافة لهذا، أستاذ طارق يريدكِ أن تبلغي قسم التصميم ألا يحرجوها كثيرًا، فهي في النهاية موظفة جديدة".

أدارت نظرها بسرعة، وقالت بهدوء "حسنًا، فهمت".

بعدما غادر فريد، وضعت يارا يدها على رأسها لتخفي نظرات الحزن على وجهها.

كانت أفعال طارق كلها تشير إلى أن الفتاة التي كان يبحث عنها قد عادت وأنه حان الوقت للبديلة أن ترحل وتعطيها مكانها.

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP