خفضت يارا عينيها وهي في حيرة، وبعد تفكير طويل، شعرت بأنها لا تستطيع البوح بما يدور في ذهنها.لا ينبغي لها أن تتخذ من والدتها وطفلها ذريعة لتطلب سلفًا على أي مبلغ من العقد.فهي التي ينبغي أن تعيل والدتها، وهي التي قررت الاحتفاظ بالطفل أيضًا.بأي حق تطلب المال من الآخرين؟علاوة على ذلك، لا يمكنها ضمان أن طارق لن يشك في نواياها.اختلقت يارا عذرًا ضعيفًا، قائلة: "نسيت فجأة ما كنت سأقوله، سأخبرك به لاحقًا إذا تذكرت".وبعد أن انتهت من كلامها، هربت يارا على عجل من المكتب.قطب طارق حاجبيه، فمن ملامحها لا يبدو أنها نسيت فعلًا.وبعد لحظة من التفكير، رفع هاتفه واتصل بفريد.......في اليوم التالي، استيقظت يارا لتجد في هاتفها فجأة مبلغ 276000 دولارًا.بالإضافة إلى رسالة من فريد تقول: "سكرتيرة يارا، السيد طارق قد نقل ملكية شقة باسمكِ، والعنوان هو"...…تجمدت يارا وهي تقرأ الرسالة.لم تتفوه بكلمة واحدة، ومع ذلك منحها طارق المال والشقة؟نهضت يارا فورًا من سريرها. وعندما خرجت من غرفتها، صادفت طارق يخرج من غرفة نومه أيضًا.أرادت أن تتحدث، لكنه قاطعها قائلًا: "جهزي أغراضكِ، سنذهب في رحلة عمل بعد الظهر".ك
استدارت شريفة بغضب وحدقت نحو سارة، وقالت: "ماذا تقولين! لا تستطيعين إبقاء فمكِ مغلقًا، أليس كذلك؟"نظرت سارة إلى شريفة بازدراء، وكأنها شخص غير جدير بالاهتمام في عينيها.تقدمت نحو يارا بابتسامة لطيفة وقالت: "لأن البيئة التي كنت أعيش فيها سابقًا كانت سيئة للغاية، اشترى لي طارق شقة.أعتقد أنه لن يطول الأمر حتى نكون معًا، أليس كذلك؟"ابتسمت يارا وردت عليها بسؤال: "إذن، لم تكونا معًا حتى الآن؟"“انطلق صوت ضحكة”انفجرت شريفة ضاحكة، بينما تجمدت ابتسامة سارة.قالت سارة بسخرية: "علاقتي معه مجرد مسألة وقت، لكن ماذا عنكِ؟"ردت يارا بهدوء: "نعم، لقد اشترى لي أيضًا شقة".ثم استدارت لفتح الباب.اختفت ابتسامة سارة فجأة متعجبة: "؟"ضحكت شريفة بشدة ولم تستطع التوقف، وربتت على كتف سارة قائلة: "تبدين كالمهرج".بعد دخول الاثنتين إلى الغرفة، ظهرت ملامح الغضب والحقد مجددًا على وجه سارة.لقد بذلت سارة جهدًا كبيرًا للحصول على شقة، لكنها لم تكن تتوقع أن تحصل يارا، مجرد عشيقة، على شقة بسهولة!؟ضغطت سارة على أسنانها وتوجهت نحو الغرفة.بعد أن فتحت الباب، أخرجت هاتفها واتصلت: "مرحبًا، أحتاج مساعدتك"…في غرفة يارا
بوجه خالٍ من التعبير، رفعت يارا يدها وطرقت على الزجاج.التفتت السكرتيرات جميعًا ، وبمجرد أن رأين يارا صمتن على الفور.خطت يارا إلى الداخل بابتسامة وسألت: "لماذا توقف الحديث بمجرد وصولي؟ أليس من المفترض أن أكون جزءًا من النقاش باعتباري المعنية بالأمر؟"تبادلت السكرتيرات النظرات، لكن لم تجرؤ أي منهن على النطق بكلمة.تقدمت يارا نحو أقرب مكتب وهي تحمل الوثائق، ونظرت إليهن ببرود وقالت: "بدلًا من إضاعة الوقت في الحديث عن الآخرين، من الأفضل أن تركزن جهودكن على العمل".ثم وضعت الوثائق على الطاولة وقالت: "الأمين العام رغد، كونكِ القدوة في التحدث أثناء ساعات العمل يجعل مسؤوليتكِ كبيرة. توجهي إلى قسم المالية لتستلمي راتب هذا الشهر ثم غادري".فتحت رغد عينيها على اتساعهما، ووقفت بغضب وقالت" :بسبب هذا الأمر فقط تريدين فصلي؟"ردت يارا بابتسامة خفيفة: "فقط هذا؟" ثم أضافت بسؤال:"قبل يومين، الملفات التي أرسلتها مجموعة البدر للإنشاءات لم تُنظم ولم تُعرض حتى الآن".احمر وجه الأمين العام رغد وهي تحتج: "هذه الأمور ليست من مهامي أن أنظمها بنفسي"!أجابتها يارا ببرود: "عدم الإشراف على تقدم العمل هو أول تقصير ف
مستشفى مدينة الزهور المركزي____بعد أن أنهت يارا وشريفة إجراءات دخول المستشفى، عادتا إلى غرفة المرضى.كانت سارة مستلقية على السرير، وجهها شاحب بعد أن تم حقنها بمهدئ.طارق كان ينظر إليها بقلق، تظهر على ملامحه الوسيمة نظرة من الذنب.تجاهلت يارا شعورها بالغيرة وأمسكت بملف الحالة بابتسامة هادئة قائلة: "سيد طارق، انتهينا من الإجراءات".لم يأخذ الملف، بل قال: "استفسري من فريد، هل تم العثور على سجل سارة الطبي".أومأت يارا برأسها وغادرت الغرفة مع شريفة.بعد الاتصال بفريد ونقل رسالة طارق، أجاب فريد بعد لحظة صمت: "لقد تعرضت لصدمة نفسية شديدة في طفولتها، وكانت تتلقى علاجًا نفسيًا وتتناول أدوية مهدئة.حاولنا الحصول على معلومات من المدير السابق، لكنه لا يعرف الكثير. أنا الآن بصدد الاتصال بنائب المدير".بعد إنهاء المكالمة، علّقت شريفة بجانبها بفضول: "تبدو حالتها خطيرة، لكن لماذا لم تظهر عليها أي أعراض من قبل؟"أجابت يارا وهي تضع الهاتف في حقيبتها: "السجلات الطبية لا تكذب".ردت شريفة: "هذا صحيح، لكن هناك شيء غريب في الأمر".سألتها يارا: "هل سبق أن رأيتها تتناول الأدوية؟"أجابت شريفة بعد تفكير: "لم أل
تفاجأت سارة لوهلة، وبعد لحظات من التفكير، أدركت السبب. الشخص الوحيد الذي يمكن أن يجعل وجه طارق يبدو غاضبًا ويغادر بهذه العجلة لا يمكن أن يكون إلا يارا؟!لكن كيف ليارا أن تشغل هذه المكانة المهمة في قلب طارق!هي ليست سوى عشيقة لا تستحق الظهور في العلن!أصبح وجه سارة مظلمًا. إذًا كان الأمر كذلك، فلا تلومنني إذا علي قسوتي!……بعد إرسال الموقع، وضعت يارا هاتفها في جيب معطفها وكأن شيئًا لم يحدث.القفز من السيارة كان خطرًا، ولم تكن تستطيع التصرف بتهور.أغمضت عينيها واتكأت على باب السيارة، تفكر في كيفية التصرف لاحقًا.بعد عشر دقائق، توقفت السيارة.رفعت يارا رأسها لترى أمامها مستودعًا قديمًا ومتهالكًا."انزلي"!فُتح باب السيارة فجأة، وأمسك أحدهم ذراعها بقوة.نظرت يارا إلى الرجل الغريب أمامها بتظاهر بالخوف: "من أنت؟! ولماذا تأخذني إلى هنا؟"ضحك الرجل بسخرية: "هذا شيء يجب أن تسألي نفسكِ عنه، من أغضبتِ"!لتجنب إيذاء الجنين في بطنها، قالت يارا بسرعة: "سأنزل! يمكنني السير بنفسي"!قال الرجل: "لا تحاولي خداعي بأي حيلة"!أومأت يارا بسرعة، بينما كانت تحت مراقبته الشديدة وهي تسير إلى داخل المستودع ذي ال
أخيرًا، لقد وصلنظر طارق إلى يارا التي كانت جاثية على الأرض، وعيناه تملؤهما برودة مرعبة.تألق في عينيه الغضب والقتل بينما نظر إلى كريم وقال" :يبدو أن ابن أخي أصبح لديه مهارات جريئة، حتى أنه تجرأ على أخذ شخص يخصني".ارتعد كريم واقفًا فجأة، ووقف خلف السكرتيرات الثلاث المرتجفات، وقال بارتعاش: "عم...عمي"!اقترب طارق منه بخطوات قليلة، وضيق عينيه قائلًا: "هل تذكرت الآن أنني عمك؟"ابتلع كريم ريقه خوفًا مرارًا وتكرارًا.وفجأة، وكأنه تذكر شيئًا، ألقى نظرة سريعة نحو يارا."عمي! صحيح أنني أرسلت أشخاصًا لأخذها، لكنني فعلت ذلك من أجلك! أنت لا تعرف، لقد قمت باختبارها للتو !هذه المرأة تحمل نوايا سيئة تجاهك! إنها تكرهك لدرجة أنها تريد تسميمك! عليك أن تصدقني"!!نظر طارق إلى يارا التي كانت تقف بلا مبالاة بجانبه. وبابتسامة ساخرة قائلًا: "بما أن ابن أخي يهتم كثيرًا، فمن الطبيعي أن أعيد له الجميل بصفتي عمك".ما إن أنهى كلامه حتى التفت إلى الحراس الشخصيين وقال: "ابدأوا".في اللحظة التي ترددت فيها صرخات مؤلمة في المستودع، أمسك طارق بيد يارا وغادر المكان.داخل السيارة، قال طارق بنبرة ساخرة"تعلمتِ الآن كيف تب
المكان هو نادي الليلة الساحرة بالعاصمة.اليوم هو حفل تخرج يارا من جامعة مرموقة.ولكنها لم تكن متفرغة للذهاب للبيت لتحتفل بتخرجها.لقد خدرها والدها وباعها لبعض الرجال القذرين في النادي مقابل مئة ألف.بعدها خرجت من الغرفة المظلمة الذي كانت فيها، بدأ المخدر يؤثر على تركيز يارا.وقفت يارا تترقب الرجال وهم يقتربون منها في خوف، وعلى وجهها الذي لا يتعدى حجم الكف حُمرة جذابة."لا تقتربوا أكثر من ذلك، وإلا، وإلا أبلغت الشرطة..."ابتسم زعيمهم بأسنانه الصفراء ورفع السوط بيده ثم اقترب من يارا وقال "فلتتصلي بالشرطة إذًا ولنرى إن كانوا سيصلون في الوقت المناسب لإنقاذكِ أم سنكون لعبنا بكِ حتى الموت"."أيتها الجميلة الصغيرة، لا تخافي، سنجعلكِ تشعرين بالراحة..."كان هناك صوت طنين في آذان يارا.كانت تعلم أن والدها مدمن للقمار.في السنوات السابقة كانت تعمل بوظائف بدوام جزئي بعد انتهاء محاضراتها بالجامعة حتى توفر المال لنفسها، ولم تطل من والدها فلسًا واحدًا.ولكنها لم تتخيل أن يبيعها والدها لأشخاص آخرين من أجل تسديد ديونه!أرادت يارا الهرب، ولكن ساقاها المرتجفتان لم تقوَ على الحركة.تعثرت وسقطت يارا أرضًا،
لم تصدق يارا ما سمعته.بالرغم من أن العديد من زملائها بالدراسة أشادوا بهذه الوحمة على أذنها وأخبروها أنها مميزة جدًا.ولكن في النهاية هي مجرد شامة، فلماذا يقوم رئيس شركة م.ك. بتعيينها براتب مئة ألف في الشهر بسبب هذه العلامة؟هل هي المجنونة أم هو؟مرت لحظات من الذهول، وقف بعدها طارق معتدلًا.أغلق قميصه ببطء، وبدا بأناقة النبلاء."لن أٌجبركِ على أي شيء. فكري في الأمر بحرص"بعد أن أنهى كلامه، أدار وجهه ورحل.كان المساعد فريد منتظرًا بجوار الباب منذ مدة طويلة.عندما رأى علامات داكنة تحت عيون رئيسه، بدت عليه علامات الصدمة.من كان يتخيل أن السيد ذا السمعة الجيدة تخلى عن مبادئه وخاض معركة قوية بالأمس.بعدما عاد لصوابه، أسرع فريد بإخبار طارق بما علمه "سيدي، لقد أرسلت لكَ المعلومات التي وصلت إليها على هاتفك، الآنسة يارا ليست هي من تبحث عنها. أتريدني أن أجعلها ترحل؟"كان وجه طارق الوسيم هادئًا "لا، لقد قرأت المعلومات التي أرسلتها. سيرتها الدراسية مثالية.والأهم من ذلك أنني أتقبلها، بالإضافة إلى أن المكتب بحاجة لسكرتيرة جيدة.إذا حضرت إلى الشركة في خلال ثلاثة أيام، أريدك أن تقوم بكل الإجراءات الل