تفاجأت سارة لوهلة، وبعد لحظات من التفكير، أدركت السبب. الشخص الوحيد الذي يمكن أن يجعل وجه طارق يبدو غاضبًا ويغادر بهذه العجلة لا يمكن أن يكون إلا يارا؟!لكن كيف ليارا أن تشغل هذه المكانة المهمة في قلب طارق!هي ليست سوى عشيقة لا تستحق الظهور في العلن!أصبح وجه سارة مظلمًا. إذًا كان الأمر كذلك، فلا تلومنني إذا علي قسوتي!……بعد إرسال الموقع، وضعت يارا هاتفها في جيب معطفها وكأن شيئًا لم يحدث.القفز من السيارة كان خطرًا، ولم تكن تستطيع التصرف بتهور.أغمضت عينيها واتكأت على باب السيارة، تفكر في كيفية التصرف لاحقًا.بعد عشر دقائق، توقفت السيارة.رفعت يارا رأسها لترى أمامها مستودعًا قديمًا ومتهالكًا."انزلي"!فُتح باب السيارة فجأة، وأمسك أحدهم ذراعها بقوة.نظرت يارا إلى الرجل الغريب أمامها بتظاهر بالخوف: "من أنت؟! ولماذا تأخذني إلى هنا؟"ضحك الرجل بسخرية: "هذا شيء يجب أن تسألي نفسكِ عنه، من أغضبتِ"!لتجنب إيذاء الجنين في بطنها، قالت يارا بسرعة: "سأنزل! يمكنني السير بنفسي"!قال الرجل: "لا تحاولي خداعي بأي حيلة"!أومأت يارا بسرعة، بينما كانت تحت مراقبته الشديدة وهي تسير إلى داخل المستودع ذي ال
أخيرًا، لقد وصلنظر طارق إلى يارا التي كانت جاثية على الأرض، وعيناه تملؤهما برودة مرعبة.تألق في عينيه الغضب والقتل بينما نظر إلى كريم وقال" :يبدو أن ابن أخي أصبح لديه مهارات جريئة، حتى أنه تجرأ على أخذ شخص يخصني".ارتعد كريم واقفًا فجأة، ووقف خلف السكرتيرات الثلاث المرتجفات، وقال بارتعاش: "عم...عمي"!اقترب طارق منه بخطوات قليلة، وضيق عينيه قائلًا: "هل تذكرت الآن أنني عمك؟"ابتلع كريم ريقه خوفًا مرارًا وتكرارًا.وفجأة، وكأنه تذكر شيئًا، ألقى نظرة سريعة نحو يارا."عمي! صحيح أنني أرسلت أشخاصًا لأخذها، لكنني فعلت ذلك من أجلك! أنت لا تعرف، لقد قمت باختبارها للتو !هذه المرأة تحمل نوايا سيئة تجاهك! إنها تكرهك لدرجة أنها تريد تسميمك! عليك أن تصدقني"!!نظر طارق إلى يارا التي كانت تقف بلا مبالاة بجانبه. وبابتسامة ساخرة قائلًا: "بما أن ابن أخي يهتم كثيرًا، فمن الطبيعي أن أعيد له الجميل بصفتي عمك".ما إن أنهى كلامه حتى التفت إلى الحراس الشخصيين وقال: "ابدأوا".في اللحظة التي ترددت فيها صرخات مؤلمة في المستودع، أمسك طارق بيد يارا وغادر المكان.داخل السيارة، قال طارق بنبرة ساخرة"تعلمتِ الآن كيف تب
المكان هو نادي الليلة الساحرة بالعاصمة.اليوم هو حفل تخرج يارا من جامعة مرموقة.ولكنها لم تكن متفرغة للذهاب للبيت لتحتفل بتخرجها.لقد خدرها والدها وباعها لبعض الرجال القذرين في النادي مقابل مئة ألف.بعدها خرجت من الغرفة المظلمة الذي كانت فيها، بدأ المخدر يؤثر على تركيز يارا.وقفت يارا تترقب الرجال وهم يقتربون منها في خوف، وعلى وجهها الذي لا يتعدى حجم الكف حُمرة جذابة."لا تقتربوا أكثر من ذلك، وإلا، وإلا أبلغت الشرطة..."ابتسم زعيمهم بأسنانه الصفراء ورفع السوط بيده ثم اقترب من يارا وقال "فلتتصلي بالشرطة إذًا ولنرى إن كانوا سيصلون في الوقت المناسب لإنقاذكِ أم سنكون لعبنا بكِ حتى الموت"."أيتها الجميلة الصغيرة، لا تخافي، سنجعلكِ تشعرين بالراحة..."كان هناك صوت طنين في آذان يارا.كانت تعلم أن والدها مدمن للقمار.في السنوات السابقة كانت تعمل بوظائف بدوام جزئي بعد انتهاء محاضراتها بالجامعة حتى توفر المال لنفسها، ولم تطل من والدها فلسًا واحدًا.ولكنها لم تتخيل أن يبيعها والدها لأشخاص آخرين من أجل تسديد ديونه!أرادت يارا الهرب، ولكن ساقاها المرتجفتان لم تقوَ على الحركة.تعثرت وسقطت يارا أرضًا،
لم تصدق يارا ما سمعته.بالرغم من أن العديد من زملائها بالدراسة أشادوا بهذه الوحمة على أذنها وأخبروها أنها مميزة جدًا.ولكن في النهاية هي مجرد شامة، فلماذا يقوم رئيس شركة م.ك. بتعيينها براتب مئة ألف في الشهر بسبب هذه العلامة؟هل هي المجنونة أم هو؟مرت لحظات من الذهول، وقف بعدها طارق معتدلًا.أغلق قميصه ببطء، وبدا بأناقة النبلاء."لن أٌجبركِ على أي شيء. فكري في الأمر بحرص"بعد أن أنهى كلامه، أدار وجهه ورحل.كان المساعد فريد منتظرًا بجوار الباب منذ مدة طويلة.عندما رأى علامات داكنة تحت عيون رئيسه، بدت عليه علامات الصدمة.من كان يتخيل أن السيد ذا السمعة الجيدة تخلى عن مبادئه وخاض معركة قوية بالأمس.بعدما عاد لصوابه، أسرع فريد بإخبار طارق بما علمه "سيدي، لقد أرسلت لكَ المعلومات التي وصلت إليها على هاتفك، الآنسة يارا ليست هي من تبحث عنها. أتريدني أن أجعلها ترحل؟"كان وجه طارق الوسيم هادئًا "لا، لقد قرأت المعلومات التي أرسلتها. سيرتها الدراسية مثالية.والأهم من ذلك أنني أتقبلها، بالإضافة إلى أن المكتب بحاجة لسكرتيرة جيدة.إذا حضرت إلى الشركة في خلال ثلاثة أيام، أريدك أن تقوم بكل الإجراءات الل
عبست يارا وسألت أحد زميلاتها التي كانت تراقب الأمر " ماذا يحدث بالداخل؟".التفتت الفتاة عندما سمعت صوت يارا وقالت:"آنسة يارا، لقد حضرت هذه الفتاة من أجل التقديم على وظيفة، ولكن المشرف اكتشف أنها قامت بنسخ مشروع من شخص آخر من أجل المقابلة. أراد المشرف أن يلغي مقابلتها، ولكنها لم تقتنع، وبدأت بالشجار هنا"."فهمت".بعدما سمعت يارا القصة كاملة، دخلت مكتب شؤون العاملين.كان المشرف يتشاجر مع فتاة جميلة، ولكنها كانت ترتدي ملابس عارية.عندما رأى المشرف يارا، تقدم إليها بسرعة ليطلب المساعدة: "آنسة يارا أحتاج إلى مساعدتكِ. هذه الفتاة تدعى سارة، لقد سرقت تصميمات شخص آخر من أجل المقابلة بكل ثقة وبدون خجل!".هزت يارا رأسها وذهبت للفتاة " لقد سمعت قصتكِ. من فضلكِ اذهبي من هنا. شركة م. ك. لن تقوم بتعيين شخص غير صادق".نظرت الفتاة ليارا بغضب "ومن تظنين نفسكِ؟ كيف سمحتِ لنفسكِ أن تحدثيني بهذه الطريقة؟ تقولين أنكِ لن تقومي بتعييني؟ هل أنتِ صاحبة الشركة؟"يارا: "ليس من شأنك من أكون. كل ما عليكِ أن تعرفيه أنني طالما أنا في شركة م. ك.، فلن أسمح لشخص انتهازي مثلكِ أن يعمل بالشركة".ضحكت الفتاة ببرود "يا لك
اليوم التالي، فيلا أنور.بحلول الساعة السادسة والنصف صباحًا، استيقظت يارا لتحضر الإفطار من أجل طارق.انتقلت يارا لتعيش في فيلا أنور منذ أول يوم صارت فيه عشيقة طارق بالسر.منذ ذاك الحين، صارت يارا المسؤولة الوحيدة عن حياته اليومية وتحضير وجبات الطعام.صارت يارا سكرتيرة وعشيقة ومربية.عندما استيقظ طارق، كان الإفطار جاهزًا على الطاولة.ذهبت يارا لطارق فور أن رأته نازلًا على السلم وهو يرتدي ربطة عنقه."دعني أربطها يا أستاذ طارق".توقف طارق وترك يارا تربطها بعناية.لم تكن يارا قصيرة.كان طولها حوالي متر وسبعين سنتيمترًا على الأقل.ولكن بجوار طارق، لم يكن يتعدى رأسها صدره.أخفض طارق نظره واشتم العطر بين خصلات شعرها.سيطرت على جسده حرارة غير مفهومة."حسنًا يا أستاذ طارق..."رفعت يارا رأسها، فأمسك طارق رأسها من الخلف بيده الكبيرة.تسلل لسانه المعطر بالنعناع بين شفتيها وأسنانها زاحفًا كالأفعى.على الفور سيطرت على الفيلا أجواء خاصة...بعد ساعتين.توقفت السيارة الفاخرة أمام مبنى شركة م. ك.خرج السائق باحترام من السيارة وفتح الباب من أجل طارق.خرج طارق بعد ثوانٍ من الباب بساقيه الطويلين.أبرز المع
صوت طنين.استفاقت يارا على صوت اهتزاز هاتفها على الطاولة.أسرعت بالرد بمجرد أن رأت اسم المتصل، الطبيب سامح، طبيب والدتها."دكتور سامح!" ردت يارا بقلق "هل حصل شيء لوالدتي؟"دكتور سامح: "يارا، هل لديكِ وقت لتأتي إلى المستشفى الآن؟"استشعرت يارا أن هناك تغيير في صوت الدكتور سامح، فوقفت فجأة قم قالت "حسنًا سأحضر على الفور!"بعد عشرين دقيقة.خرجت يارا، التي لم تكن ترتدي سوى قميص، من السيارة أمام باب المستشفى.هبت رياح باردة فجأة، فعطست يارا وهي تجري إلى مبنى المستشفى على عجلة من أمرها.ولكن عندما خرجت من باب المصعد، وجدت رجل يرتدي معطف من الجلد واقفًا على باب غرفة والدتها.كان يتحدث مع الطبيب سامح بغضب، وبين شفتيه سيجارة.عندما رأته يارا، ضمت يدها في شكل قبضة وذهبت إليه.التفت الدكتور سامح والرجل عندما سمعا خطوات يارا.عندما رأى الرجل يارا، ابتسم."ها، إنها الأستاذة يارا السكرتيرة المهمة!".نظرت يارا للدكتور سامح باعتذار وقالت للرجل ببرود: "يوسف، أظن أنني أوضحت لك من قبل، حتى لو كنت تريد أن أدفع لك ما علينا من ديون، فلا تأتي أبدًا إلى غرفة والدتي بالمستشفى".عض يوسف السيجارة التي في فمه قائ
يارا: "تحدثي، سأنصت إليكِ"فتحت منال عينيها ونظرت للسقف ثم تنفست نفسًا عميقًا."يارا، في الحقيقة أنتِ لستِ...""زوجتي!"ظهر شخص فجأة على باب الغرفة.عندما أدارتا رأسهما للباب، كان الرجل قد دخل إلى الغرفة بالفعل.كانت لحيته خشنة، وتفوح منه رائحة دخان السجائر والكحول. اقترب من السرير وجلس أمام يارا."كيف الحال؟ لم يضايقكِ يوسف كثيرًا، أليس كذلك؟".نظرت منال باشمئزاز، "ماذا تفعل هنا؟ ألا تظن أنك تسببت لنا بالمتاعب بما فيه الكفاية؟"مص سليم شفتيه مرتين، ورفع جفنيه ونظر ليارا."ابنتي، فلتخرجي الآن، أريد أن أتحدث مع والدتكِ وبعدها سأرحل".نظرت يارا لمنال بقلق، ولكن منال هزت رأسها.لم يكن في وسع يارا سوى أن تستسلم، فنظرت لسليم بعيون باردة، "لا تغضب أمي!"هز سليم رأسه موافقًا، وخرجت يارا من الغرفة وهي تنظر خلفها مع كل خطوة.عندما أغلقت يارا باب الغرفة، اختفت نظرة القلق من عيون سليم.نظر لمنال بغضب وقال: "ألا تستطيعين أن تغلقي فمكِ هذا؟"غضبت منال وانفجرت قائلة: "لا تفكر في استغلال هذه الفتاة مرة أخرى!"قال سليم بسخرية: "لقد ربيتها بمالي، ما المانع أن أطلب منها أن تعيد هذا المال لي الآن؟إذا بق