لم تصدق يارا ما سمعته.بالرغم من أن العديد من زملائها بالدراسة أشادوا بهذه الوحمة على أذنها وأخبروها أنها مميزة جدًا.ولكن في النهاية هي مجرد شامة، فلماذا يقوم رئيس شركة م.ك. بتعيينها براتب مئة ألف في الشهر بسبب هذه العلامة؟هل هي المجنونة أم هو؟مرت لحظات من الذهول، وقف بعدها طارق معتدلًا.أغلق قميصه ببطء، وبدا بأناقة النبلاء."لن أٌجبركِ على أي شيء. فكري في الأمر بحرص"بعد أن أنهى كلامه، أدار وجهه ورحل.كان المساعد فريد منتظرًا بجوار الباب منذ مدة طويلة.عندما رأى علامات داكنة تحت عيون رئيسه، بدت عليه علامات الصدمة.من كان يتخيل أن السيد ذا السمعة الجيدة تخلى عن مبادئه وخاض معركة قوية بالأمس.بعدما عاد لصوابه، أسرع فريد بإخبار طارق بما علمه "سيدي، لقد أرسلت لكَ المعلومات التي وصلت إليها على هاتفك، الآنسة يارا ليست هي من تبحث عنها. أتريدني أن أجعلها ترحل؟"كان وجه طارق الوسيم هادئًا "لا، لقد قرأت المعلومات التي أرسلتها. سيرتها الدراسية مثالية.والأهم من ذلك أنني أتقبلها، بالإضافة إلى أن المكتب بحاجة لسكرتيرة جيدة.إذا حضرت إلى الشركة في خلال ثلاثة أيام، أريدك أن تقوم بكل الإجراءات الل
عبست يارا وسألت أحد زميلاتها التي كانت تراقب الأمر " ماذا يحدث بالداخل؟".التفتت الفتاة عندما سمعت صوت يارا وقالت:"آنسة يارا، لقد حضرت هذه الفتاة من أجل التقديم على وظيفة، ولكن المشرف اكتشف أنها قامت بنسخ مشروع من شخص آخر من أجل المقابلة. أراد المشرف أن يلغي مقابلتها، ولكنها لم تقتنع، وبدأت بالشجار هنا"."فهمت".بعدما سمعت يارا القصة كاملة، دخلت مكتب شؤون العاملين.كان المشرف يتشاجر مع فتاة جميلة، ولكنها كانت ترتدي ملابس عارية.عندما رأى المشرف يارا، تقدم إليها بسرعة ليطلب المساعدة: "آنسة يارا أحتاج إلى مساعدتكِ. هذه الفتاة تدعى سارة، لقد سرقت تصميمات شخص آخر من أجل المقابلة بكل ثقة وبدون خجل!".هزت يارا رأسها وذهبت للفتاة " لقد سمعت قصتكِ. من فضلكِ اذهبي من هنا. شركة م. ك. لن تقوم بتعيين شخص غير صادق".نظرت الفتاة ليارا بغضب "ومن تظنين نفسكِ؟ كيف سمحتِ لنفسكِ أن تحدثيني بهذه الطريقة؟ تقولين أنكِ لن تقومي بتعييني؟ هل أنتِ صاحبة الشركة؟"يارا: "ليس من شأنك من أكون. كل ما عليكِ أن تعرفيه أنني طالما أنا في شركة م. ك.، فلن أسمح لشخص انتهازي مثلكِ أن يعمل بالشركة".ضحكت الفتاة ببرود "يا لك
اليوم التالي، فيلا أنور.بحلول الساعة السادسة والنصف صباحًا، استيقظت يارا لتحضر الإفطار من أجل طارق.انتقلت يارا لتعيش في فيلا أنور منذ أول يوم صارت فيه عشيقة طارق بالسر.منذ ذاك الحين، صارت يارا المسؤولة الوحيدة عن حياته اليومية وتحضير وجبات الطعام.صارت يارا سكرتيرة وعشيقة ومربية.عندما استيقظ طارق، كان الإفطار جاهزًا على الطاولة.ذهبت يارا لطارق فور أن رأته نازلًا على السلم وهو يرتدي ربطة عنقه."دعني أربطها يا أستاذ طارق".توقف طارق وترك يارا تربطها بعناية.لم تكن يارا قصيرة.كان طولها حوالي متر وسبعين سنتيمترًا على الأقل.ولكن بجوار طارق، لم يكن يتعدى رأسها صدره.أخفض طارق نظره واشتم العطر بين خصلات شعرها.سيطرت على جسده حرارة غير مفهومة."حسنًا يا أستاذ طارق..."رفعت يارا رأسها، فأمسك طارق رأسها من الخلف بيده الكبيرة.تسلل لسانه المعطر بالنعناع بين شفتيها وأسنانها زاحفًا كالأفعى.على الفور سيطرت على الفيلا أجواء خاصة...بعد ساعتين.توقفت السيارة الفاخرة أمام مبنى شركة م. ك.خرج السائق باحترام من السيارة وفتح الباب من أجل طارق.خرج طارق بعد ثوانٍ من الباب بساقيه الطويلين.أبرز المع
صوت طنين.استفاقت يارا على صوت اهتزاز هاتفها على الطاولة.أسرعت بالرد بمجرد أن رأت اسم المتصل، الطبيب سامح، طبيب والدتها."دكتور سامح!" ردت يارا بقلق "هل حصل شيء لوالدتي؟"دكتور سامح: "يارا، هل لديكِ وقت لتأتي إلى المستشفى الآن؟"استشعرت يارا أن هناك تغيير في صوت الدكتور سامح، فوقفت فجأة قم قالت "حسنًا سأحضر على الفور!"بعد عشرين دقيقة.خرجت يارا، التي لم تكن ترتدي سوى قميص، من السيارة أمام باب المستشفى.هبت رياح باردة فجأة، فعطست يارا وهي تجري إلى مبنى المستشفى على عجلة من أمرها.ولكن عندما خرجت من باب المصعد، وجدت رجل يرتدي معطف من الجلد واقفًا على باب غرفة والدتها.كان يتحدث مع الطبيب سامح بغضب، وبين شفتيه سيجارة.عندما رأته يارا، ضمت يدها في شكل قبضة وذهبت إليه.التفت الدكتور سامح والرجل عندما سمعا خطوات يارا.عندما رأى الرجل يارا، ابتسم."ها، إنها الأستاذة يارا السكرتيرة المهمة!".نظرت يارا للدكتور سامح باعتذار وقالت للرجل ببرود: "يوسف، أظن أنني أوضحت لك من قبل، حتى لو كنت تريد أن أدفع لك ما علينا من ديون، فلا تأتي أبدًا إلى غرفة والدتي بالمستشفى".عض يوسف السيجارة التي في فمه قائ
يارا: "تحدثي، سأنصت إليكِ"فتحت منال عينيها ونظرت للسقف ثم تنفست نفسًا عميقًا."يارا، في الحقيقة أنتِ لستِ...""زوجتي!"ظهر شخص فجأة على باب الغرفة.عندما أدارتا رأسهما للباب، كان الرجل قد دخل إلى الغرفة بالفعل.كانت لحيته خشنة، وتفوح منه رائحة دخان السجائر والكحول. اقترب من السرير وجلس أمام يارا."كيف الحال؟ لم يضايقكِ يوسف كثيرًا، أليس كذلك؟".نظرت منال باشمئزاز، "ماذا تفعل هنا؟ ألا تظن أنك تسببت لنا بالمتاعب بما فيه الكفاية؟"مص سليم شفتيه مرتين، ورفع جفنيه ونظر ليارا."ابنتي، فلتخرجي الآن، أريد أن أتحدث مع والدتكِ وبعدها سأرحل".نظرت يارا لمنال بقلق، ولكن منال هزت رأسها.لم يكن في وسع يارا سوى أن تستسلم، فنظرت لسليم بعيون باردة، "لا تغضب أمي!"هز سليم رأسه موافقًا، وخرجت يارا من الغرفة وهي تنظر خلفها مع كل خطوة.عندما أغلقت يارا باب الغرفة، اختفت نظرة القلق من عيون سليم.نظر لمنال بغضب وقال: "ألا تستطيعين أن تغلقي فمكِ هذا؟"غضبت منال وانفجرت قائلة: "لا تفكر في استغلال هذه الفتاة مرة أخرى!"قال سليم بسخرية: "لقد ربيتها بمالي، ما المانع أن أطلب منها أن تعيد هذا المال لي الآن؟إذا بق
وقفت يارا أمام طارق في حيرة وهمست: "أستاذ طارق؟".رفع طارق عينيه ببرود وقال "لماذا لم تعودي للمنزل بالأمس؟"أخفضت يارا نظرها، "أنا مريضة".قال طارق بسخرية: "أنتِ مريضة وفمكِ الأخرس هذا، لم يعرف كيف يخبرني؟"عبست يارا، "لا، ولكنني تناولت الدواء وغفوت. لم أقصد ألا أخبرك".كتم طارق الغضب في عينيه وصار صوته باردًا أكثر فأكثر، "هل كنتِ نائمة أم أنكِ فضلتِ أن تكوني في صحبة رجل آخر ولم تخبريني عن عمد؟ ها؟".رفعت يارا رأسها فجأة ونظرت إليه وهي لا تصدق ما سمعته، "أي رجل؟"ضاقت عيون طارق السوداء الباردتين وقال ساخرًا: "ألست أنا من يجب أن يسأل هذا السؤال؟""يارا؟".قبل أن تفهم يارا، سمعت صوت دافئ في أذنيها.للحظة تذكرت يارا أن الدكتور سامح كان قد تحدث معها قبل أن تنهي مكالمتها مع طارق بالأمس!أيعقل أن الرجل الذي ذكره طارق هو الدكتور سامح؟نظرت يارا إلى الدكتور سامح الذي كان قادمًا باتجاههم ثم نظرت لطارق الذي كان ينظر إليه في سخرية.يبدو أنه فات أوان التفسير الآن.اقترب الدكتور سامح من يارا، ونظر إلى كفها الذي كان ينزف لأنها لم تضغط على الجرح.عبس سامح وذكر يارا: "أنتِ تنزفين! لم يكن يجب أن تنزعي
بعدما أنهت يارا عملها، لاحظت أن الوقت لا يزال مبكرًا، فأخذت حقيبتها وذهبت بسرعة للشركة.عندما وصلت للمصعد، وجدت سارة وطارق.سألت سارة بقلق: "أستاذة يارا؟ هل تشعرين بتحسن؟"لم تنظر يارا لطارق، وردت على سارة: "لقد تحسنت، شكرًا على سؤالكِ".ابتسمت سارة بلطف، "لا داعي للشكر، في النهاية إذا تعافيتِ بسرعة، فستستطيعين مساعدة أستاذ طارق أكثر".بعدما أنهت كلامها، رفعت شعرها الطويل ووضعته خلف أذنها، لتظهر الوحمة الحمرا التي على أذنها الصغيرة.نظرت إلى طارق برقة، "أستاذ طارق، فلنتناول العشاء معًا، ولنجلب بعض الطعام معنا من أجل الآنسة يارا، ما رأيك؟"قال طارق دون اكتراث: "لا، فلتحرك ساقيها الطويلين وتجلب لنفسها الطعام".بعدها، أمسك بيد سارة ودخل المصعد.خرجت يارا من المصعد بخفة وعبرت من جوارهما بكل هدوء.الثامنة مساءً.أرسلت يارا جدول الأعمال لطارق.فركت رأسها المتورم وغادرت الشركة، فرأت فريد واقفًا بجوار السيارة.عندما رأى يارا تقدم إليها وقال: "أستاذ طارق طلب مني أن أصحبكِ للمنزل لترتاحي".رفضت يارا قائلة: "لا داعي، سأعود إلى منزلي".فريد: "أستاذة يارا، هناك أمر أريد أن أخبركِ به".رفعت يارا عين
ارتجفت عيون يارا للحظة ثم نظرت إليه وهي لا تصدق ما قاله، "ولكني لم أفعل أي خطأ...""طلبت منكِ أن تعتذري!" قالها طارق ببرود، "يارا، أنا لا أريد أن أكرر طلبي للمرة الثالثة!".عندما رأت غضب طارق، لم يكن بوسع يارا سوى أن ترضخ لرغبة طارق.طبعًا، فسارة هي حبيبة طارق التي كان يبحث عنها.أما يارا فهي ليست سوى بديلة، رفيقة السرير، لم يكن لها أي قيمة ولا تستحق حتى التعاطف.مهما حاولت أن تشرح، فلن يكون هذا بأهمية مشاعر الفتاة المنتظرة.شعرت بألم حاد في قلبها، وأخفضت نظرها وقالت: "أنا آسفة".رفعت سارة يدها، "طارق، لا تلُم يارا، لقد كان الأمر كله خطأ مني......".ضم طارق سارة إليه بحب، "لا تتحدثي عنها. هيا بنا لنذهب من هنا!".عندما رأت يارا الثنائي يغادران في حالة من الحب، لم تتمكن يارا من السيطرة على دموعها.سالت دموع يارا من عيونها.......في المساء.غادرت يارا بسرعة لتذهب للمستشفى بعد العمل.بالصدفة وجدت دكتور سامح واقفًا على باب الغرفة، كان واقفًا مع ممرضة يشرح لها أمرًا.تقدمت يارا لخطوة وهزت رأسها لسامح قليلًا.بينما كانت متجهة إلى والدتها، أوقفها سامح."يارا، لقد نامت والدتكِ بعد جلسة العلاج