بعدما أنهت يارا عملها، لاحظت أن الوقت لا يزال مبكرًا، فأخذت حقيبتها وذهبت بسرعة للشركة.عندما وصلت للمصعد، وجدت سارة وطارق.سألت سارة بقلق: "أستاذة يارا؟ هل تشعرين بتحسن؟"لم تنظر يارا لطارق، وردت على سارة: "لقد تحسنت، شكرًا على سؤالكِ".ابتسمت سارة بلطف، "لا داعي للشكر، في النهاية إذا تعافيتِ بسرعة، فستستطيعين مساعدة أستاذ طارق أكثر".بعدما أنهت كلامها، رفعت شعرها الطويل ووضعته خلف أذنها، لتظهر الوحمة الحمرا التي على أذنها الصغيرة.نظرت إلى طارق برقة، "أستاذ طارق، فلنتناول العشاء معًا، ولنجلب بعض الطعام معنا من أجل الآنسة يارا، ما رأيك؟"قال طارق دون اكتراث: "لا، فلتحرك ساقيها الطويلين وتجلب لنفسها الطعام".بعدها، أمسك بيد سارة ودخل المصعد.خرجت يارا من المصعد بخفة وعبرت من جوارهما بكل هدوء.الثامنة مساءً.أرسلت يارا جدول الأعمال لطارق.فركت رأسها المتورم وغادرت الشركة، فرأت فريد واقفًا بجوار السيارة.عندما رأى يارا تقدم إليها وقال: "أستاذ طارق طلب مني أن أصحبكِ للمنزل لترتاحي".رفضت يارا قائلة: "لا داعي، سأعود إلى منزلي".فريد: "أستاذة يارا، هناك أمر أريد أن أخبركِ به".رفعت يارا عين
ارتجفت عيون يارا للحظة ثم نظرت إليه وهي لا تصدق ما قاله، "ولكني لم أفعل أي خطأ...""طلبت منكِ أن تعتذري!" قالها طارق ببرود، "يارا، أنا لا أريد أن أكرر طلبي للمرة الثالثة!".عندما رأت غضب طارق، لم يكن بوسع يارا سوى أن ترضخ لرغبة طارق.طبعًا، فسارة هي حبيبة طارق التي كان يبحث عنها.أما يارا فهي ليست سوى بديلة، رفيقة السرير، لم يكن لها أي قيمة ولا تستحق حتى التعاطف.مهما حاولت أن تشرح، فلن يكون هذا بأهمية مشاعر الفتاة المنتظرة.شعرت بألم حاد في قلبها، وأخفضت نظرها وقالت: "أنا آسفة".رفعت سارة يدها، "طارق، لا تلُم يارا، لقد كان الأمر كله خطأ مني......".ضم طارق سارة إليه بحب، "لا تتحدثي عنها. هيا بنا لنذهب من هنا!".عندما رأت يارا الثنائي يغادران في حالة من الحب، لم تتمكن يارا من السيطرة على دموعها.سالت دموع يارا من عيونها.......في المساء.غادرت يارا بسرعة لتذهب للمستشفى بعد العمل.بالصدفة وجدت دكتور سامح واقفًا على باب الغرفة، كان واقفًا مع ممرضة يشرح لها أمرًا.تقدمت يارا لخطوة وهزت رأسها لسامح قليلًا.بينما كانت متجهة إلى والدتها، أوقفها سامح."يارا، لقد نامت والدتكِ بعد جلسة العلاج
هل هي الفتاة التي يبحث عنها طارق؟لا، لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا.تذكرت يارا أن طارق قال أنَّ الفتاة اختفت فجأة بعد أن أنقذته.حتى طارق لم يكن يعرف شكلها عندما كبرت.بالتأكيد هي ليست الفتاة التي في الصورة.فمن هي إذًا؟لقد قضت يارا ثلاث سنوات مع طارق.لم تسمعه مرة يتحدث عن هذه الفتاة.ولكن بالنظر لهذه الصورة، من الواضح أنها تملك مكانة خاصة في قلبه.أخذت يارا الصورة بعيون تائهة، وسيطر شعور من الحزن العميق عليها.كانت تظن أنها تعرف طارق جيدًا.ولكنها أدركت الآن أنها لم تكن تعرف شيئًا عنه.لم تكن تعرف أكثر مما كان يريدها أن تعرفه.مهما كان عدد الأماكن في قلبه، فلن يكون هناك مكان لها أبدًا.نعم.هي مجرد فتاة ليل، فلماذا كانت تحلم؟عادت عفاف بالمكنسة وكانت يارا قد هدأت.أخرجت هاتفها لتتصل بمحل متخصص في إطارات اللوحات لتطلب إصلاح هذا الإطار.بعد ساعتين.قام العامل بإصلاح الإطار وتعليقه على الحائط مرة أخرى. ثم نظر إلى يارا: "يا آنسة، فلتفحصيها لتري إذا كان هناك شيء آخر".نظرت يارا بدقة ووجدت أن الإطار بعد التصليح لا يختلف تقريبًا عما كان عليه قبل أن يكسر."لا بأس، كم ثمن الخدمة؟"."ألف" رفع
تجمدت يارا في مكانها.يبدو أن طارق لم يكن في عجلة من أمره في الصباح لأنه غاضب منها.ولكنه غادر مسرعًا لأن الفتاة التي كانت في الصورة حضرت إلى الشركة.بالطبع، لم تكن يارا في نظره سوى أداة ليشبع بها رغباته، لم تكن مهمة بما فيه الكفاية ليبذل مجهودًا في الغضب منها.ابتسمت يارا بحزن، ودخلت إلى الشركة وفي يدها الطرود التي وصلتها.في المساء، بعد أن انهت عملها في الشركة، أخذت يارا المكملات الغذائية وذهبت إلى المستشفى.في الطريق، تلقت مكالمة من رقم غريب.عندما ردت على المكالمة، ملأ صوت صراخ والدها أذنها، "يارا! أنقذيني، سيقومون بقطع أصابعي، تعالي وأنقذي والدكِ!".تبدلت ملامح يارا فجأة، وقبل أن ترد، جاءها صوت غريب: "آنسة يارا أليس كذلك؟ لقد خسر والدكِ مئة ألف اليوم في الكازينو. لم نجد معه أي مال، لذلك تواصلنا معكِ"."ليس معي أي مال!" قالت يارا وهي تجز على أسنانها غضبًا."ليس معكِ أي مال!" قال الرجل ضاحكًا: "نفذ!"بعد لحظة سمعت يارا صوت صراخ والدها مرة أرى، "إصبعي! إصبعي!!".تجمدت يارا مكانها وبدا وجهها شاحبًا.لم تكن تظن أن الرجل كان جادًّا عندما هددها."هل ما زلتِ مصرة على عدم الدفع؟" سألها الر
تغيرت ملامح طارق فجأة للبرود وقال: "ابحث عن مكانها!"أخفض فريد نظره ليتفقد هاتفه، ووجد مكان يارا بسرعة.نظر لطارق في دهشة، "إنها في الصالة المجاورة..."وقف طارق فجأة، تبعته سارة التي لم تكن تدري ماذا يحدث.ذهب طارق إلى باب الغرفة رقم 2، فرفع قدمه وركل الباب بقوة ليفتحه.عندما رأى وجه يارا الأحمر المتورم وفوقها الرجل والدم يغطي جسدها، سيطر الغضب على جسده.انفجرت عيونه السوداء بنظرات من العنف الدموي، وتنفس بعمق.ذهب إلى الرجل ذي الندبة وركله في وجهه ليبعده عن يارا.بعدها أخذ زجاجة النبيذ من على الطاولة وكسرها على رأس الرجل ذي الندبة بقوة.كانت حوله هالة باردة وشريرة، كأنه ملك شرير، يتمنى الموت لخصمه.لم يجرؤ أحد على إيقافه.بينما كان فريد يشاهد طارق وهو يقوم بكسر الزجاجات حوله، تقدم فورًا وأعطى معطفه لطارق.أخذ طارق المعطف وغطى به يارا.عندما رفع يارا عن الأرض رأى الدموع واضحة في عيونها.تألم قلبه في صمت لرؤية دموعها.ضم يارا إليه ونظر لفريد وأمره ببرود: "اقضِ عليه!".هز فريد رأسه، "أمرك أستاذ طارق!"شاهدت سارة التي كانت تقف مصدومة على الباب طارق وهو يحمل يارا ويتركها بكل برود.تحولت نظر
الثامنة صباحا، في الشركة.بينما كان طارق في اجتماع، ذهبت يارا إلى الحمام.عندما خرجت، قابلت سارة التي كانت تغسل يديها.نظرت لها يارا ثم أبعدت نظرها عنها، ولكن سارة ابتسمت وقالت:"آنسة يارا، يا لكِ من مجتهدة! ما زلتِ تحضرين إلى العمل بالرغم من تعرضكِ للضرب بهذا الشكل!".توقفت يارا للحظة. هل كانت سارة موجودة تلك الليلة؟إذًا لم يرد طارق عليها لأن سارة كانت هناك، أليس كذلك؟ردت يارا بوجه خالي من المشاعر:"آنسة سارة، لا عليكِ سوى أن تهتمي بشؤونكِ فقط".ابتسمت سارة: "ألم يغضب طارق عليكِ؟".وقفت يارا ونظرت لها ببرود، "ماذا تقولين؟"مسحت سارة يديها بالمنديل ببطء، "لو لم أسيء التخمين، لا بد أن طارق يكرهكِ الآن، أليس كذلك؟ في النهاية، من سيحب فتاة تبيع جسدها من أجل تسديد ديون القمار؟"تذكرت يارا تسجيل كاميرات المراقبة الذي تم العبث به، وفهمت أخيرًا ما تعنيه سارة.كانت سارة هي السبب في إهانة طارق لها ووضعها تحت المراقبة!لم تتمالك يارا غضبها، "سارة! هل هناك سبب لكي تكرهيني بهذا الشكل؟"حركت سارة شفتيها وتقدمت خطوة، "وكيف لا أكرهكِ وأنتِ تتنافسين معي على نفس الرجل؟ ألا يغضبكِ هذا؟من تظنين نفسكِ
في الصباح الباكر.استيقظت يارا التي بالكاد تمكنت من النوم على صوت جرس الهاتف.التقطت هاتفها وقرأت اسم المتصل، شادي، فردت بسرعة."آنسة يارا، هل أنتِ نائمة؟"جلست يارا في السرير، "كيف أساعدك يا أستاذ شادي؟"نظر شادي إلى طارق الذي كان شرب حتى ثمل بسببه هو ولؤي وقال: "الأستاذ طارق ثمل، هل يمكنكِ أن تأتي لتصحبيه؟"يارا: "..."أينما كان شادي، فإن لؤي دائمًا بجواره، وهما أقرب أصدقاء طارق، وكانا بارعين في إرغامه على الشرب حتى يثمل فيسألانه ما يحلو لهما.لم تكن تعرف يارا ما يخططه الثنائي ولم تكن تريد أن تقع في فخ ما.رفضت يارا ببساطة قائلة: "أستاذ شادي، لن أستطيع أن أقوم بهذا الآن، هلّا اتصلت بفريد؟ إذا لم يكن هناك أمر آخر، فلن أطيل عليك الحديث!"."انتظري!" قال شادي.كذب شادي بهدوء: "فريد كان مخدوعًا في حبيبته، وهو الآن مشغول في انتظار أن يمسك بعشيقها!"عجزت يارا عن الكلام.كانت يارا تعرف فريد منذ مدة طويلة، ولكنها لم تعلم من قبل أن له حبيبة.كانت هذه الكذبة خرقاء للغاية.تنهدت يارا واستسلمت: "... حسنًا أرسل لي العنوان"بعد عشرين دقيقة.وصلت يارا إلى المكان.على باب النادي، كان طارق ذا الرأس ال
لم يستطع طارق التقاط نفسه لوهلة.في اللحظة التالية، أمسك طارق بذقنها بقوة."يارا، في علاقتنا هذه، أنا الطرف الأقوى صاحب القرار، لا يمكنكِ أن تقرري متى ننهي العلاقة!من الآن فصاعدًا، لا يمكنكِ أن تغادري فيلا أنور دون موافقتي!"......لم تعرف يارا كيف خرجت من غرفة طارق.لم تكن تعرف سوى أنه قام باغتصابها بعد أن أصدر حكم الإعدام.لو كان بإمكانها، لتراجعت عمّا قالته.فعلى الأقل كان بإمكانها أن تذهب إلى المستشفى والشركة.ولكن الآن، فقد أخذ طارق كل شيء منها.لقد أصبحت حقًا دمية طارق التي يلعب بها ويرميها حينما يمل منها.خلال الأسبوع الذي ظلت يارا أسيرة طارق فيه.انشغلت يارا بالتصميمات التي كانت تعمل عليها.بعدما استلمت أتعابها، قامت بتحويل المبلغ لحساب والدتها على الفور.كادت تخرج من موقع التواصل الاجتماعي، ولكن صديقتها شريفة أرسلت لها رسالة.شريفة: "يارا، ستقوم شركة اللؤلؤة بإقامة مسابقة عبر الإنترنت في تصميم الأزياء، هل ترغبين في المشاركة؟"تفاجأت يارا: "هل يمكن أن ترسلي لي المتطلبات والشروط المؤهلة؟"أرسلت شريفة الرابط، وذهبت يارا للموقع لتقرأ الشروط، ووجدت أنها مؤهلة للمشاركة.ثلاثة شهور،