تجمدت يارا في مكانها.يبدو أن طارق لم يكن في عجلة من أمره في الصباح لأنه غاضب منها.ولكنه غادر مسرعًا لأن الفتاة التي كانت في الصورة حضرت إلى الشركة.بالطبع، لم تكن يارا في نظره سوى أداة ليشبع بها رغباته، لم تكن مهمة بما فيه الكفاية ليبذل مجهودًا في الغضب منها.ابتسمت يارا بحزن، ودخلت إلى الشركة وفي يدها الطرود التي وصلتها.في المساء، بعد أن انهت عملها في الشركة، أخذت يارا المكملات الغذائية وذهبت إلى المستشفى.في الطريق، تلقت مكالمة من رقم غريب.عندما ردت على المكالمة، ملأ صوت صراخ والدها أذنها، "يارا! أنقذيني، سيقومون بقطع أصابعي، تعالي وأنقذي والدكِ!".تبدلت ملامح يارا فجأة، وقبل أن ترد، جاءها صوت غريب: "آنسة يارا أليس كذلك؟ لقد خسر والدكِ مئة ألف اليوم في الكازينو. لم نجد معه أي مال، لذلك تواصلنا معكِ"."ليس معي أي مال!" قالت يارا وهي تجز على أسنانها غضبًا."ليس معكِ أي مال!" قال الرجل ضاحكًا: "نفذ!"بعد لحظة سمعت يارا صوت صراخ والدها مرة أرى، "إصبعي! إصبعي!!".تجمدت يارا مكانها وبدا وجهها شاحبًا.لم تكن تظن أن الرجل كان جادًّا عندما هددها."هل ما زلتِ مصرة على عدم الدفع؟" سألها الر
تغيرت ملامح طارق فجأة للبرود وقال: "ابحث عن مكانها!"أخفض فريد نظره ليتفقد هاتفه، ووجد مكان يارا بسرعة.نظر لطارق في دهشة، "إنها في الصالة المجاورة..."وقف طارق فجأة، تبعته سارة التي لم تكن تدري ماذا يحدث.ذهب طارق إلى باب الغرفة رقم 2، فرفع قدمه وركل الباب بقوة ليفتحه.عندما رأى وجه يارا الأحمر المتورم وفوقها الرجل والدم يغطي جسدها، سيطر الغضب على جسده.انفجرت عيونه السوداء بنظرات من العنف الدموي، وتنفس بعمق.ذهب إلى الرجل ذي الندبة وركله في وجهه ليبعده عن يارا.بعدها أخذ زجاجة النبيذ من على الطاولة وكسرها على رأس الرجل ذي الندبة بقوة.كانت حوله هالة باردة وشريرة، كأنه ملك شرير، يتمنى الموت لخصمه.لم يجرؤ أحد على إيقافه.بينما كان فريد يشاهد طارق وهو يقوم بكسر الزجاجات حوله، تقدم فورًا وأعطى معطفه لطارق.أخذ طارق المعطف وغطى به يارا.عندما رفع يارا عن الأرض رأى الدموع واضحة في عيونها.تألم قلبه في صمت لرؤية دموعها.ضم يارا إليه ونظر لفريد وأمره ببرود: "اقضِ عليه!".هز فريد رأسه، "أمرك أستاذ طارق!"شاهدت سارة التي كانت تقف مصدومة على الباب طارق وهو يحمل يارا ويتركها بكل برود.تحولت نظر
الثامنة صباحا، في الشركة.بينما كان طارق في اجتماع، ذهبت يارا إلى الحمام.عندما خرجت، قابلت سارة التي كانت تغسل يديها.نظرت لها يارا ثم أبعدت نظرها عنها، ولكن سارة ابتسمت وقالت:"آنسة يارا، يا لكِ من مجتهدة! ما زلتِ تحضرين إلى العمل بالرغم من تعرضكِ للضرب بهذا الشكل!".توقفت يارا للحظة. هل كانت سارة موجودة تلك الليلة؟إذًا لم يرد طارق عليها لأن سارة كانت هناك، أليس كذلك؟ردت يارا بوجه خالي من المشاعر:"آنسة سارة، لا عليكِ سوى أن تهتمي بشؤونكِ فقط".ابتسمت سارة: "ألم يغضب طارق عليكِ؟".وقفت يارا ونظرت لها ببرود، "ماذا تقولين؟"مسحت سارة يديها بالمنديل ببطء، "لو لم أسيء التخمين، لا بد أن طارق يكرهكِ الآن، أليس كذلك؟ في النهاية، من سيحب فتاة تبيع جسدها من أجل تسديد ديون القمار؟"تذكرت يارا تسجيل كاميرات المراقبة الذي تم العبث به، وفهمت أخيرًا ما تعنيه سارة.كانت سارة هي السبب في إهانة طارق لها ووضعها تحت المراقبة!لم تتمالك يارا غضبها، "سارة! هل هناك سبب لكي تكرهيني بهذا الشكل؟"حركت سارة شفتيها وتقدمت خطوة، "وكيف لا أكرهكِ وأنتِ تتنافسين معي على نفس الرجل؟ ألا يغضبكِ هذا؟من تظنين نفسكِ
في الصباح الباكر.استيقظت يارا التي بالكاد تمكنت من النوم على صوت جرس الهاتف.التقطت هاتفها وقرأت اسم المتصل، شادي، فردت بسرعة."آنسة يارا، هل أنتِ نائمة؟"جلست يارا في السرير، "كيف أساعدك يا أستاذ شادي؟"نظر شادي إلى طارق الذي كان شرب حتى ثمل بسببه هو ولؤي وقال: "الأستاذ طارق ثمل، هل يمكنكِ أن تأتي لتصحبيه؟"يارا: "..."أينما كان شادي، فإن لؤي دائمًا بجواره، وهما أقرب أصدقاء طارق، وكانا بارعين في إرغامه على الشرب حتى يثمل فيسألانه ما يحلو لهما.لم تكن تعرف يارا ما يخططه الثنائي ولم تكن تريد أن تقع في فخ ما.رفضت يارا ببساطة قائلة: "أستاذ شادي، لن أستطيع أن أقوم بهذا الآن، هلّا اتصلت بفريد؟ إذا لم يكن هناك أمر آخر، فلن أطيل عليك الحديث!"."انتظري!" قال شادي.كذب شادي بهدوء: "فريد كان مخدوعًا في حبيبته، وهو الآن مشغول في انتظار أن يمسك بعشيقها!"عجزت يارا عن الكلام.كانت يارا تعرف فريد منذ مدة طويلة، ولكنها لم تعلم من قبل أن له حبيبة.كانت هذه الكذبة خرقاء للغاية.تنهدت يارا واستسلمت: "... حسنًا أرسل لي العنوان"بعد عشرين دقيقة.وصلت يارا إلى المكان.على باب النادي، كان طارق ذا الرأس ال
لم يستطع طارق التقاط نفسه لوهلة.في اللحظة التالية، أمسك طارق بذقنها بقوة."يارا، في علاقتنا هذه، أنا الطرف الأقوى صاحب القرار، لا يمكنكِ أن تقرري متى ننهي العلاقة!من الآن فصاعدًا، لا يمكنكِ أن تغادري فيلا أنور دون موافقتي!"......لم تعرف يارا كيف خرجت من غرفة طارق.لم تكن تعرف سوى أنه قام باغتصابها بعد أن أصدر حكم الإعدام.لو كان بإمكانها، لتراجعت عمّا قالته.فعلى الأقل كان بإمكانها أن تذهب إلى المستشفى والشركة.ولكن الآن، فقد أخذ طارق كل شيء منها.لقد أصبحت حقًا دمية طارق التي يلعب بها ويرميها حينما يمل منها.خلال الأسبوع الذي ظلت يارا أسيرة طارق فيه.انشغلت يارا بالتصميمات التي كانت تعمل عليها.بعدما استلمت أتعابها، قامت بتحويل المبلغ لحساب والدتها على الفور.كادت تخرج من موقع التواصل الاجتماعي، ولكن صديقتها شريفة أرسلت لها رسالة.شريفة: "يارا، ستقوم شركة اللؤلؤة بإقامة مسابقة عبر الإنترنت في تصميم الأزياء، هل ترغبين في المشاركة؟"تفاجأت يارا: "هل يمكن أن ترسلي لي المتطلبات والشروط المؤهلة؟"أرسلت شريفة الرابط، وذهبت يارا للموقع لتقرأ الشروط، ووجدت أنها مؤهلة للمشاركة.ثلاثة شهور،
الساعة العاشرة مساءً.سمعت يارا صوت محرك سيارة قادم من الطابق السفلي.أسرعت بالنزول لتجد طارق قد خطا بخطوات واسعة إلى غرفة الجلوس.لم يلتقيا منذ أسبوع، وكانت ملامح طارق الوسيمة متعبة بشكل واضح.كانت يارا على دراية بجدول أعماله، فقد كان في رحلة عمل خارج المدينة طوال الفترة الماضية.عندما ظهرت يارا أمامه بمبادرة منها، بدا عليه الاستغراب للحظة ،"هل هناك شيء؟"أومأت يارا برأسها:"أريد زيارة أمي في المستشفى غدًا."توجه طارق بخطوات واسعة نحو الدرج ،"لنتحدث بالأعلى."تبعته يارا إلى المكتب.جلس طارق خلف مكتبه، وبدأ بفك ربطة عنقه وسألها:"متى تريدين الذهاب؟"كانت يارا تصب الماء، ورفعت عينيها نحوه "هل يناسبك صباح الغد؟"بعد قول ذلك، قدمت له كوب ماء دافئ.نظر طارق إلى الكوب للحظات، ثم قال بصوت بارد: "بعد أن تنتهي، اطلبي فريد أن يعيدكِ إلى الشركة لتباشري عملكِ."لم تتوقع يارا أن يوافق بهذه السرعة، بل ويسمح لها بالعودة إلى العمل أيضًا.حاولت كبح فرحتها وأومأت برأسها قائلة: "حسنًا."لكنها لم تدرك أن الفرحة التي ظهرت في عينيها للحظة، لم تفُت طارق.نهض طارق من مكانه وأمسك بكتفيها بشكل مفاجئ، ثم دفعها ن
وكما هو متوقع ما تخشاه يحدث حتمًا.أسرعت بالنزول من حضن سامح.وعندما لامست قدمها اليمنى الأرض، شعرت يارا بألم جعلها تلهث.رفعت رأسها لتنظر إلى سامح وقالت "أرجوك، ياطبيب سامح، اعتنِ بوالدتي."هز سامح رأسه، وأخذ يراقب يارا وهي تبتعد بخطوات متعثرة.وعندما اختفت ملامحها تدريجيًا، تحول نظره نحو سيارة ماركة بنز المتوقفة عند بوابة المستشفى.اقتربت من السيارة، حيث فتح فريد لها الباب.وفجأة، انبعثت برودة مروعة من داخل السيارة.صرخ طارق بصوت غاضب:"ادخلي"!جلست يارا داخل السيارة بتوتر.وقبل أن تستقر في مقعدها، أمسك طارق بذقنها وأجبرها على النظر مباشرًة إلى عينيه الملتهبتين بالغضب.كانت ملامح وجهه قاتمة ومليئة بالغضب، وصاح من بين أسنانه:"يارا ، هل تعتبرين كلامي مجرد هواء ؟"!شحب وجه يارا وهي تشرح:"طارق ، ليس الأمر كما يبدو لك...""إذن كيف يبدو؟!" قاطعها طارق: "يارا، أنا لا أصدق إلا عينيّ"!تجمعت الدموع في عين يارا بسبب الألم.كيف يمكنها أن تشرح له حتى يصدقها؟إن الأمر ليس كما رآه تمامًا.حدّق طارق بعينيه الباردتين في يارا.كان يعتقد أنها ستتعلم أن تكون مطيعة.لذلك، عندما وافق ليلة أمس، لم يطلب من
مع توجيه نظر طارق رفعت سارة رأسها أيضًا.في اللحظة التي رأت فيها يارا، ظهر في عينيها بسرعة نظرة حاقدة.ولكن في اللحظة التالية، ابتسمت ووقفت قائلة:"آنسة يارا جاءت! تفضلي اجلسي."كان أسلوبها مألوفًا لدرجة جعل الأمر يبدو وكأن يارا هي ضيفة هذا المنزل.عرفت يارا نوايا سارة بوضوح، لكنها لم تُعرها أي اهتمام، جلست بهدوء أمامهما وبدأت في تناول الطعام.نظرت سارة إلى طارق بإحراج وقالت: "طارق، هل وجودي هنا يجعل الآنسة يارا غير سعيدة؟"رد طارق ببرود: "لا تهتمي بها." ثم أمسك بيد سارة وأجلسها.هزّت سارة رأسها بطاعة، وبعد تناول لقمتين قالت :"آنسة يارا، لم أُلقِ اللوم عليكِ بشأن ما حدث آخر مرة، كان خطأي لأني لم أقف بثبات."ثم بدأت عيناها تحمرّان وهي تقول: "هل يمكنكِ ألا تغضبي مني؟"كانت كلمات سارة مثل قطعة اللحم التي تثيرغثيان يارا.لولا أنها كبحت شعور الغثيان بداخلها، لربما تقيأت في الحال.رفعت يارا نظرها نحوها وقالت: "أنا لست كبعض الأشخاص، ضيقة الأفق."فور سماع هذه الكلمات، قبضت سارة بشدة على ملعقة الطعام في يدها.لكن بفضل مهاراتها التمثيلية العالية، حولت غضبها إلى مظهر ضعيف قائلة: "لا لا، آنسة يارا،