الفصل 5 السخرية
بمجرد أن اقترب أحمد السالم، ارتمت نور السالم في حضنه، وأجهشت بالبكاء بشكل هستيري.

تنهد أحمد السالم، شعر بالشفقة والغضب تجاه ابنته. هذه الابنة التي لم تعرف طعم الظلم يومًا، أصبحت ذليلة في وجه فهد ياسر، تتلقى الإهانات وتتحمل الاحتقار.

لولا الاتفاق السابق، لكان قد أمر بتدمير عائلة ياسر وضرب ذلك الوغد حتى الموت، ليعيد كرامة ابنته!

"نور، كنا قد اتفقنا سابقًا: ثلاث سنوات، إن لم يحبك، ستعودين لتستلمي زمام الشركة. الآن عليكِ أن تفي بوعدك..."

ربت أحمد السالم بحنان على شعر ابنته، وبعد وقت طويل، بدأت نور السالم بالكلام وسط شهقاتها.

"لا تقلق، يا أبي، لن أكون غبية بعد الآن."

من أجل ما يسمى "الحب الحقيقي"، خانت الجميع، وتجاهلت نصائح الآخرين، وتخلت عن مكانتها في العائلة الثرية، واندفعت نحو النار لتدمر نفسها.

ذلك الرجل، أخيرًا، بدأ يتلاشى من قلبها، ببطء، تاركًا ألمًا غائرًا لا يُنسى.

"حسنًا، سأجعل أخاكِ الأكبر يرافقك لتتعرفي على الشركة. وسنختار يومًا مناسبًا لتنظيم حفل استقبال، نعلن فيه عن هويتك الجديدة."

قال أحمد السالم بحماس، فقد بدأت أخيرًا ابنته العزيزة في شق طريقها نحو العمل الجاد!

خبر عودة نور السالم إلى عائلة السالم، على الرغم من أنه لم يُعلن رسميًا، إلا أن صديقتها المخلصة ندى جميل لم تستطع الانتظار وجاءت على الفور لرؤيتها.

بمجرد أن رأتها، ألقتها في عناق قوي قائلة: "حبيبتي، اشتقت لكِ جدًا، أهلاً بكِ في عالم الطلاق!"

عندما أخفت نور السالم هويتها وتزوجت، كانت ندى جميل أول من وقف ضدها. وبعد أن أصرت نور السالم على الزواج من عائلة ياسر، انقطع الاتصال تدريجيًا بينهما. والآن، عندما رأت ندى جميل مرة أخرى، شعرت نور السالم بدموع تتجمع في عينيها.

تحدثتا طويلًا عن كل شيء وأي شيء، وفي النهاية أصرت ندى جميل على رؤية شهادة الطلاق. شعرت نور السالم بعدم جدوى الإصرار لكنها أخرجتها. تنفست ندى جميل الصعداء بعد أن رأت الشهادة.

"ذلك الأحمق، فهد ياسر، يخلط بين الزجاج واللؤلؤ. سيندم لاحقًا!"

أخفضت نور السالم عينيها وقالت: "حتى لو ندم، لم يعد له أي علاقة بي. بالنسبة لي، أصبح مجرد شخص غريب."

"أحسنتِ يا حبيبتي، فقط لوحتِ بيدك، ستجدين الرجال الذين يطاردونكِ مصطفين من باب منزلكِ حتى خارج غرب المدينة. لماذا تحتاجين إلى شخص مثل فهد ياسر؟" قالت ندى جميل بازدراء.

فجأة، تذكرت نور السالم أن بعض وثائقها لا تزال في عائلة ياسر، وقررت الذهاب لاستعادتها. عرضت ندى جميل بحماس مرافقتها، وبعد تفكير قصير، وافقت نور السالم.

لكنها لم تتوقع، عند عودتها، أن تجد والدة فهد ياسر، ليلى شمس، هناك. كالعادة، دخلت دون استئذان، تتصرف وكأنها صاحبة المنزل.

عندما رأت ليلى شمس أن نور السالم عادت ومعها شخص غريب، أبدت استياءً واضحًا، ورفعت رأسها بتعجرف بينما تنظر إليهما بازدراء.

"نور السالم، ألم أقل لكِ سابقًا؟ عائلة ياسر لديها الكثير من الملفات السرية، ولا يمكنك إحضار أي شخص عشوائي إلى هنا. هل ستتعلمين يومًا؟"

تجمدت ندى جميل في مكانها للحظة، ثم تقدمت بغضب قائلة: "من تقصدين بأي شخص عشوائي؟ كبرتِ في العمر وما زلتِ تتحدثين بهذه الطريقة الملتوية؟"

كيف يمكن لفتاة مدللة نشأت في الترف أن تُهان بهذه الطريقة؟

هذا المشهد أوضح لها نوع الحياة التي عاشتها نور السالم هنا. شعرت ندى جميل بالغضب يشتعل بداخلها.

أطلقت ليلى شمس ضحكة ساخرة ونظرت إلى ندى جميل من رأسها إلى قدميها قائلة: "لا تظني أن ارتداءك لملابس مزيفة من ماركات مشهورة يجعلك من الطبقة الراقية. رأيت الكثير من أمثالك، من الذين يحلمون بالزواج من عائلات غنية!"

ضحكت ندى جميل ببرود من شدة الغضب، بينما تغيرت ملامح وجه نور السالم إلى الجدية وقالت ببرود: "هذه صديقتي، أرجو أن تتحدثي معها باحترام."

لطالما عاشت نور السالم في عائلة ياسر مطأطئة الرأس، ولم تجرؤ أبدًا على الرد على كلام ليلى شمس. لكنها الآن تجرؤ على أن تعارضها أمام الآخرين؟

هاه، امرأة ذات أصول متواضعة تجرؤ على التحدث معها بهذه الطريقة؟

شعرت ليلى شمس بغضب عارم وقالت: "احترام؟ أنتِ ومن ينتمي لعائلتكِ تتحدثون عن الاحترام؟ نور السالم، مجرد كون عائلة ياسر وافقت على أن تكوني زوجة لابنها، يجب أن تركعي وتشكرين أجدادكِ الذين جمعوا الحسنات. ثلاث سنوات عشتِ فيها على طعامنا وشرابنا الفاخر، والآن تنسين أنكِ من أصول وضيعة؟

أما عن هذه التي أتيتِ بها، فهي مثلك تمامًا، تفوح منها رائحة الفقر. اخرجوا من هنا حالاً، لا تلوثوا أرضية عائلة ياسر!"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP