Inicio / Todos / ورث المليارات بعد الطلاق / الفصل 4 الزواج مرة أخرى
الفصل 4 الزواج مرة أخرى
لم تكترث نور السالم إطلاقًا إذا ما كانت لانا جمال تشعر بالإحراج. نظرت إلى الجرح الملفوف بضمادة على ساقها اليسرى، وبحركة حازمة، نزعت الضمادة رغم محاولات لانا جمال المقاومة.

هبطت درجة حرارة الغرفة فجأة إلى أدنى مستوياتها.

نظرت نور السالم إلى الجرح السطحي الذي بالكاد خدش الجلد، وازداد السخرية في ابتسامتها على شفتيها.

"حقًا جرح خطير! حتى الدم لم يسيل. لو تأخرت قليلاً، ربما كان قد التأم بالفعل..."

"نور السالم، أنتِ... فهد، ليس كما تظنين، جسمي ضعيف، ونقل الدم يجعلني أتعافى أسرع..."

نظرت لانا جمال إلى عيون الرجل الغامضة والعميقة، وارتجف قلبها. بدأت تفسر بتوتر وذعر.

"تتعرضين 'للإصابة' أربع أو خمس مرات في الشهر؟ أظنك تخططين لاستخراج كل دمي، أليس كذلك؟" جاء صوت نور السالم باردًا وقاسيًا. "لكن لن تحظي بفرصة أخرى بعد الآن. دع فهد ياسر يتزوج من شخص آخر أحمق ليكون بنك الدم المتنقل الخاص بك."

أنهت كلماتها بضحكة ساخرة، ثم استدارت وغادرت الغرفة دون أن تنظر خلفها.

بمجرد خروجها من باب الغرفة، جلست نور السالم على الكرسي في الممر وهي منهكة تمامًا. شعرت أن جسدها واهن للغاية، وكأن العالم بأسره قد تخلى عنها في تلك اللحظة.

شعرت بظلم شديد، وانهمرت دموعها بصمت على وجنتيها. أخذت هاتفها بكل ما تبقى لديها من طاقة واتصلت بشخص ما، وجاء صوتها متقطعًا ومليئًا بالإرهاق.

"أخي الكبير..."

بمجرد أن سمع الطرف الآخر صوتها، تنهد بصمت وقال بنبرة مليئة بالتفهم، "أين أنت؟ سأتي لأخذك."

بعد بضع دقائق، وسط مجموعة من الرجال الغامضين يرتدون الأسود، ظهر رجل بارد الملامح وذو هيبة، وهو يحمل شخصًا فاقد الوعي بين ذراعيه، وغادر المكان بهدوء ودون أن يلفت الأنظار.

......

جرّ فهد ياسر الطبيب المعالج إلى الخارج، وكانت ملامحه مليئة بالغضب، وعيناه السوداوان تحملان غضبًا مكبوتًا.

"إصابة خطيرة في الساق؟ هذا المستوى من الجروح يتطلب نقل دم؟ هل هذا هو معياركم المهني في المستشفى؟"

كانت برودة صوته تخترق القلوب، ومع تذكره لحالة الضعف التي تظهر على نور السالم بعد كل مرة تتبرع فيها بالدم، ازداد شعوره بالذنب واحتدت مشاعره المتضاربة.

كان الطبيب يرتجف من الخوف، ولم يجرؤ على إخفاء أي شيء.

"كانت تعليمات الآنسة جمال، ولا علاقة لنا بذلك. الآنسة جمال قالت إنك وافقت أيضًا. في كل مرة تتم فيها عملية التبرع، كنت حاضرًا، ونحن فقط كنا ننفذ الأوامر. الرئيس ياسر، نحن لن نكرر ذلك أبدًا..."

لانا جمال، هل كان قد دللها أكثر مما ينبغي؟

هل أصرّت نور السالم على الطلاق فقط بسبب صورة؟ هل أساءت فهم علاقته بـلانا جمال؟

إن كان الأمر كذلك، يمكنه أن يشرح لها. صحيح أنه لا يحمل الكثير من المشاعر تجاه زوجته، لكنه كان دائمًا مخلصًا للزواج، وكان يعتبر هذا الوضع مناسبًا للعيش معًا مدى الحياة دون مشاكل تُذكر.

على الأقل منذ بداية الزواج، لم يفكر أبدًا في الطلاق.

إذا كانت غير راضية عن علاقته بـلانا جمال، فيمكنه أن يحافظ على مسافة معها.

ففي النهاية، هذا الزواج لم يكن يحتوي على عقدة لا يمكن حلها، واستمراره لم يكن مستحيلًا.

أخرج هاتفه واتصل بها، لكن الهاتف كان مغلقًا.

عقد فهد ياسر حاجبيه بإحكام، واستدعى الحراس الشخصيين عند الباب. بعد بضع دقائق، وقف أحدهم أمامه يرتجف من الخوف.

"الرئيس ياسر، لم نجد السيدة، وكاميرات المراقبة تعرضت لاختراق من قبل قراصنة قبل عشر دقائق، ولم نتمكن من تحديد مكانها، حتى بعد تفتيش المستشفى بأكمله."

اشتدت ملامحه توترًا، وضغط شفتيه حتى أصبحتا خطًا مستقيمًا. عندما تذكر كيف وقّعت على أوراق الطلاق دون تردد، اجتاحه شعور غير مفسر. عيناه السوداوان، العميقتان كأعماق البحر، أظهرتا قلقًا دفينًا.

إلى أين يمكن أن تذهب وهي لا تملك شيئًا بعد الطلاق؟

كلما فكر في الطريقة السهلة التي تركته بها، ازداد شعوره بالضيق، وكأن شيئًا عالقًا في صدره يزعجه بشدة.

"أرسلوا أشخاصًا للبحث عنها. إذا وجدتموها، أخبروني فورًا."

كيف تجرؤ على إغلاق هاتفها؟ هذا تجاوز للحدود.

"حاضر."

لم يرغب في الاعتراف بذلك، لكن بسبب هذه المرأة التي لم تعد زوجته، كان يشعر بقلق غريب...

......

الديكور الفاخر ذو الطابع الإيطالي، والأثاث الفاخر ذو الإصدار المحدود الذي تعرفه جيدًا، بمجرد أن فتحت نور السالم عينيها، رأت الغرفة الأنيقة التي غابت عنها لفترة طويلة، وسرعان ما انهمرت دموعها.

هذه غرفتها.

"لماذا البكاء؟ أليس مجرد طلاق؟ نحن عائلة السالم، هل تظنين أننا لا نستطيع أن نعتني بك؟"

جاء صوت عجوز قوي وحازم، ونظرت نور السالم إلى المصدر، لتزداد عيناها حرقة وامتلاءً بالدموع.

في غرب المدينة، الرجل الذي ترتجف الأرض عند ذكر اسمه، أحمد السالم، الأسطورة ورئيس مجموعة السالم، وقف هناك بوقار وهيبة.

"أبي......"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP