الفصل 12 رد المال
كانت عيون الجميع في القاعة تتابع هذا المشهد الغريب بين الثلاثة.

الجميع يعرف عن شائعات عائلة ياسر، لكن بسبب نفوذ العائلة، لم يجرؤ أحد على التفاعل بشكل علني أو إضافة الوقود على النار.

هل يمكن أن تكون الزوجة السابقة ليست بريئة كما يقال؟

عقد فهد ياسر حاجبيه بخفة، شعر أن تصرفات لانا جمال كانت خارج حدود اللياقة. كان على وشك التدخل لفصل الموقف، لكنه توقف عندما رأى نور السالم تستدير فجأة، ملامحها تحمل برودة قاسية.

بينما كانت الدهشة تسيطر على الجميع، أمسكت نور السالم بذراع لانا جمال وسارت بها نحو حافة المسبح.

بدت لانا جمال كفرخ ضعيف بين يديها، عاجزة تمامًا عن المقاومة.

بسرعة، أمسكت نور السالم بذقنها بقوة، و"صفعة!" كانت النتيجة واضحة عندما علا صوت الضربة في الأجواء. صرخت لانا جمال بصوت عالٍ من الصدمة والألم.

ثم أطلقت نور السالم قبضتها، وفي لحظة، سقطت لانا جمال في المسبح مع صوت ماء مرتفع.

توقفت صرخات لانا جمال فجأة، وبدأت ترفس وتكافح في الماء بحالة من الذهول والإهانة.

استعادت نور السالم يدها، ونظرتها الباردة كانت تحمل حدة أشبه بالسكاكين، وقالت بنبرة هادئة وغير مبالية:

"الأشياء التي لم أفعلها من قبل، لا بأس بفعلها الآن. على الأقل الآن، لدي ما أعترف به. لا داعي لأن تزيدي من الدراما."

كون لانا جمال قد ألقيت في الماء أمام أعين الجميع، جعل المشهد مختلفًا تمامًا عن قفزها بملء إرادتها. سرعان ما بدأ الحاضرون يغيرون رأيهم بشأن ما حدث.

في تلك اللحظة، حتى فهد ياسر بدأ يشك، المرأة التي أمامه الآن لا تبدو كأنها نور السالم التي يعرفها، بل شخص آخر تمامًا.

ماء المسبح لم يكن عميقًا، وعندما أدركت لانا جمال أن لا أحد سيتحرك لإنقاذها، حاولت تسلق الحافة للخروج بنفسها.لكن فجأة شعرت ببرودة على رأسها.

رائحة نبيذ "لافي" من عام 1982 كانت قوية ومنعشة، تساقطت على شعرها، لتجردها من أي ذرة كرامة تبقت لها. رفعت رأسها في ذعر، لتنظر إلى عيني نور السالم.

كانت نظراتها باردة وهازئة، تمتلئ بالسخرية الجريئة. صبت نصف الكأس على رأس لانا جمال، مما جعل حالتها تزداد سوءًا، وشعرت بالرضا الداخلي.

"هذه هدية إضافية لكِ، الآنسة جمال. لا تتسرعي بالمغادرة، لا يزال هناك المزيد من المفاجآت."

ثم استدارت نور السالم وغادرت، تاركة الجميع في صمت. نظرات الحضور نحو لانا جمال أصبحت مليئة بالازدراء.

هل يمكن لشخص سيئ أن يكون بهذا الوضوح؟

واحدة كانت واثقة وهادئة، والأخرى غارقة في التمثيل والفوضى.

بدأ الحاضرون يدركون أن لانا جمال هي بالفعل المدبرة المتصنعة في هذه القصة.

"فهد..." نطقت لانا جمال بصوت مرتجف، بينما كانت تنظر إليه بخوف وحذر.

كانت تشعر بكراهية شديدة تجاه نور السالم. فمنذ لحظة ظهورها، سرقت انتباه فهد ياسر وكل الأضواء الموجهة نحوها.

لولاها ، لما وصلت إلى هذا الوضع المذل، وكأنها أصبحت نكتة بين الناس.

اعترفت لنفسها، لقد شعرت بالذعر. الآن، كل ما تريده هو أن تغادر بسرعة، لأن نور السالم قد تخبئ مفاجآت أخرى تنتظرها.

استعاد فهد ياسر نظرته من الموقف، بينما اقترب أحد الخدم لمساعدتها. جسدها كان يرتجف من البرد بعد سقوطها مرتين في الماء.

"لقد سقطتِ بنفسك، أليس كذلك؟" قال فهد ياسر بنظرات باردة وعينين غارقتين في الظلام.

ارتبكت ملامح لانا جمال وقالت: "بالطبع لا، كيف لي أن أتهم نور السالم زورًا؟ أنت رأيت بنفسك، إنها تريد الانتقام منا بجنون... فهد، إن لم تصدقني، ألا تصدق حسن خالد؟"

نظر إليها بتمعن، وعيناه الحادتان جعلتاها تشعر بالارتباك والخوف.

"سأوصلك إلى المنزل أولاً."

تنفست لانا جمال الصعداء، وبدأت تومئ بالموافقة. لكن فجأة، صرخ أحدهم: "انظروا إلى الطابق العلوي!"

توجهت أنظار الجميع نحو الطابق الثاني، حيث كانت نور السالم تقف هناك بلامبالاة، بجانبها حقيبة كبيرة من جلد التمساح.

انحنت على السور وذراعاها مثنيتان، وفي يدها سيجارة. كان الدخان يلتف حولها، مع مزيج من الأناقة والجاذبية الذي جعل الأنظار تتركز عليها دون أن يستطيع أحد التوقف عن النظر.

ارتجف قلب لانا جمال بشدة، وشاهدت نور السالم تسحب بهدوء رزمة من النقود من الحقيبة، وتلقي بها بلا مبالاة نحو الأرض، في الماء، في كل مكان.

رزمة بعد رزمة، حتى أن بعض الخدم والضيوف لم يتمكنوا من كبح أنفسهم وبدؤوا يجمعون الأموال. وقف الجميع في حالة من الذهول يشاهدون هذا المشهد الغريب.

لم تكتفِ نور السالم بذلك، بل أمسكت بالحقيبة وقلبتها رأسًا على عقب، وألقت ما تبقى من النقود بالكامل. أكثر من 25 مليونًا من الأموال الورقية تناثرت أمام عيني فهد ياسر ولانا جمال، حتى غطت المكان بالكامل...

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP