الفصل 19 الفيديو
"بما أنك عدتِ، فلن تذهبي اليوم. ما رأيك أن تشاركي أخاكِ كأسًا؟" قال الرجل وهو يبتسم بخبث، مزيج من التهديد والإغراء في نبرته.

ندى جميل كانت في حالة من اللاوعي، بينما كان الرجل يمسك بعنقها بإحكام، وكأنه على استعداد لسحبها بعيدًا في أي لحظة.

نظرت نور السالم مباشرة إلى الرجل، وقالت بصوت هادئ وواثق: "اتركها."

ابتسم الرجل بخبث، ومد يده مشيرًا لها: "تعالي، اشربي هذا الكأس، وسأتركها."

كان من الواضح أن الكأس قد أُضيف إليه شيء ما.

لم تتردد نور السالم، وكانت على وشك التحرك عندما حذرها أحد الزبائن الجالسين بجانبها: "آنسة، لا تقتربي. من الأفضل أن تتصلي بالشرطة. هذا الرجل معروف بأنه رئيس عصابة مشاغبين."

رئيس عصابة؟ يجرؤ على التعدي عليها؟ ألقت نور السالم نظرة جانبية على الزبون وقالت بابتسامة باردة: "شكرًا، لا داعي للقلق."

كانت تشعر بالغضب، لكنها لم تظهره، بل ابتسمت وقالت للرجل: "إذا أتيتُ، ستتركها؟"

"بالطبع، تعالي فقط..."

ضحك الرجل بنظرة مليئة بالجشع، وثقة أن الليلة سيكون له نصيب وافر من الحظ.

ابتسمت نور السالم بسخرية وهي تسير بخطوات ثابتة نحوه.

عندما وقفت أمامه مباشرة، على مسافة قريبة، رفعت حاجبيها وقالت ببرود: "اتركها. أنا هنا الآن."

كان الرجل يعتقد أن كل شيء يسير لصالحه. جمال نور السالم، الذي كان يتفوق حتى على الفتاة التي في قبضته، جعله يشعر وكأن الليلة أصبحت أكثر إثارة.

حين امتدت يده بنية لمس وجه نور السالم، تحركت بسرعة لم يتوقعها أحد. قبل أن تصل يده إليها، كانت زجاجة مشروب ترتطم برأسه بقوة، تبعها صرخة مؤلمة كصوت ذبح خنزير.

في اللحظة التالية، أمسكت نور السالم بمعصمه بمهارة وأحنت يده للأسفل، بسهولة تامة جعلته يفقد القدرة على المقاومة. وبينما كان يصرخ متألماً، ركلته بقوة في صدره، ليسقط على الأرض متدحرجاً عدة مرات.

توقف مختنقاً من الألم، جسده ملتف على نفسه، غير قادر حتى على النهوض أو المقاومة.

عمّ الصمت أرجاء البار، حتى الموسيقى توقفت فجأة. أصيب الجميع بالذهول من المشهد، بعضهم لم يتمكن حتى من متابعة ما حدث بسبب سرعة الحركة.

رجل كبير وضخم، أطاحته امرأة أنيقة وجميلة في لحظات معدودة، لم تستغرق دقيقة واحدة. حتى من كانوا يخططون للتدخل كـ"أبطال لإنقاذ الموقف" لم يحظوا بفرصة.

مرت ثلاث سنوات منذ آخر مرة استخدمت فيها نور السالم قوتها، لكنها لم تفقد لمستها، بفضل أسسها القوية. أوقفت حركاتها ونظرت بهدوء إلى الرجل الذي يتلوى على الأرض، نظرة باردة ومليئة بالاحتقار. بعد ذلك، تقدمت بخطوات ثابتة إلى البار، التقطت الكأس الذي أعده الرجل، واقتربت منه وهي تمسكه. جلست القرفصاء بالقرب منه وقالت بنبرة هادئة مغمورة بالسخرية:

"هل ستشربه بنفسك، أم أساعدك على ذلك؟"

ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها، بينما الدماء الداكنة تنساب من رأسه في ظل الأضواء الملونة التي جعلت المشهد يبدو أكثر رعبًا وسخرية.

كان الرجل يصرخ بألم، مرتعدًا من الخوف، وبدأ يتوسل إليها الرحمة. لم يكن يتخيل أنه قد أثار غضب شخص بهذا المستوى.

لكن نور السالم لم تُبدِ أي اهتمام لتوسلاته. أمسكت بشعره بقوة، حركتها حازمة، ورفعت رأسه قسرًا، بينما نبرتها لا تزال هادئة: "يبدو أنني سأساعدك على ذلك."

قالت ذلك، ثم سكبت الشراب في فمه دفعة واحدة دون أن تترك قطرة.

ربّتت على يديها وقامت من مكانها بهدوء بعد أن أنهت التعامل مع الرجل دون أي تردد أو خوف... ودون أي شعور بالفخر أو الغرور.

الجميع كانوا في حالة من الصدمة. اعتقدوا أنها ضعيفة، لكنها أثبتت أنها قوية لا يُستهان بها.

ثم التفتت وأمسكت بيد ندى جميل لتساعدها على النهوض، وتوجهت بها نحو الخارج دون أن تبدو عليها أي علامات ارتباك، قائلة: "لنذهب. هذه الليلة كانت حقًا مخيبة للآمال."

عندما استعاد الجميع وعيهم مما رأوه، كانت نور السالم قد اختفت بالفعل عبر باب الخروج.

أما الرجل الأحمق الملقى على الأرض، فقد كان يتلوى من الألم وهو يمسك بجروحه، يتقلب بضعف مثل دودة تائهة.

هرع بضعة من المصورين الصحفيين المترصدين بحماس شديد وهم يهرولون للخارج للاتصال والإبلاغ قائلًا: "الرئيس عامر، لقد التقطنا صورًا لنور السالم وهي تضرب أحد الأشخاص في الحانة. هذه مادة مثيرة جدًا، إذا نشرناها على الإنترنت، ستُدمر صورتها تمامًا."

كان مالك قاسم يجلس على طاولة فاخرة، مستمتعًا بأطباق طازجة تم شحنها جويًا. ابتسم بشماتة وقال:"انشروها."

يبدو أن الأمر لم يأخذ يومًا كاملًا حتى بدأت نور السالم بالكشف عن حقيقتها؟

تركها لعائلة ياسر، وهي الآن تنكر الجميل وتسيء إلى رانية ياسر، وتخون فهد ياسر. هذا الوجه الحقيقي لها مثير للاشمئزاز. "حان الوقت لتلقين نور السالم درسًا."

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP