الفصل 11 المواجهة
كانت ملامح وجه لانا جمال مظلمة، وهي تتقدم خطوة بخطوة نحو نور السالم.

"نور السالم..."

كانت نور السالم تقف هناك، وقد شعرت منذ البداية بقدوم أحدهم. لم تكن تتوقع غير لانا جمال، فلا أحد غيرها قد يتوجه إليها.

نظرت إليها من طرف عينها بهدوء. كانت ملامح وجه لانا جمال تحمل الوداعة والبراءة الزائفة، لكنها سرعان ما تلاشت.

عندما اقتربت منها، وكشفت عن ابتسامة باردة تحمل وراءها نوايا خفية.

"أنت جئت إلى الحفلة عن قصد، أليس كذلك؟ جئتِ لتتقربي من فهد، أليس هذا هو هدفك؟ أنتما مطلقان الآن، فلماذا تواصلين ملاحقته بهذا الشكل؟ لو كنت مكانك، لبقيت بعيدة، وتوقفت عن البحث عن المتاعب."

كانت نظرة نور السالم إليها باردة ومليئة بالسخرية.

"لانا جمال، الجميع الآن يعرف أنكِ مجرد دخيلة. كيف كانت حياتك في هذه الفترة؟ ممتعة؟"

كل خبر ظهر على وسائل التواصل عن هذا الموضوع كان قد تم كشفه بالكامل، بما في ذلك علاقة لانا جمال بفهد ياسر.

ورغم محاولات فهد ياسر لحذف الأخبار المتعلقة بهما، إلا أن لقب "الدخيلة" الذي التصق بلانا جمال جعلها تتعرض للكثير من الانتقادات والسب.

لدرجة أنها عانت من الأرق لفترة طويلة.

"نور السالم، الألقاب لا تهم، ما يهم هو المشاعر. أنا وفهد سنصل إلى النهاية معًا، أما أنتِ، فهل يمكنك ذلك؟" قالت لانا جمال بضحكة ساخرة، ثم نظرت إليها من رأسها حتى قدميها بنظرة ملؤها الاحتقار.

"هل حصلتِ على دعوة الحفلة من المال الذي كسبته ببيع دمك؟ وإلا كيف يمكن أن تأتي إلى مكان كهذا؟ هل ملابسكِ ومجوهراتكِ مستأجرة؟"

تقدمت لانا جمال خطوة بخطوة نحو نور السالم، وعيناها تلمعان بخبث، حتى وصلت إلى جانب حافة المسبح، وأطلقت ضحكة ساخرة.

"نور السالم، لقد جلبتِ هذا على نفسك..."

قالت ذلك، ثم فجأة مالت للخلف وسقطت في المسبح، مما أثار موجة كبيرة من المياه ولفت أنظار الجميع على الفور.

ساد المكان صرخات دهشة وذهول.

وقفت نور السالم تراقب المشهد بلا أي تعبير، ونظرتها أصبحت أكثر برودة. فجأة، عادت ذاكرتها إلى ثلاث سنوات مضت، يوم زواجها من فهد ياسر، عندما حدث موقف مماثل في حفل الزفاف.

"نور السالم، لن أهنئكِ بزواجكِ، لأن الشخص الذي يحبه فهد ليس أنتِ. لو لم تكوني مستعدة للتبرع بالدم في أي وقت، لما وافق على الزواج منكِ. لن تكونا سعيدين معًا. لا تصدقي؟ شاهدي هذا——"

ثم قفزت في المسبح. قفز فهد ياسر خلفها لإنقاذها دون تفكير.

أثبتت لانا جمال حينها كلامها بالفعل. كانت نور السالم تأمل أن يغير فهد ياسر موقفه ويقدرها، لكن كل ما حصلت عليه كان هزيمة قاسية.

والآن، ها هي لانا جمال تقفز مرة أخرى إلى المسبح، وتبدأ في الصراخ والادعاء بأنها تغرق.

فجأة، ركض رجل بسرعة نحوها، ولم يكن هناك شك في أنه فهد ياسر. هرع لإنقاذ لانا جمال، ورفعها من الماء بحذر.

قالت لانا جمال بصوت مكسور بينما كانت تتشبث بذراعيه: "فهد، لا تلم نور السالم. أنا من يجب أن يعتذر. لقد حاولت أن أعتذر لها لكنها لم تسامحني، لا بد أنها لا تزال غاضبة مني. لم تقصد فعل ذلك."

لانا جمال انكمشت في حضن الرجل وهي تبكي بصوت منخفض، مما أثار تعاطف الحاضرين الذين لم يتمكنوا من إخفاء نظراتهم المختلفة التي تسللت نحو نور السالم.

عندما وصل زايد السالم بعد سماع الضجيج، عبس قليلاً وهو يرى المشهد، لكن نور السالم منعته من التدخل وهمست ببضع كلمات في أذنه، ليغادر بعدها مباشرة.

كان فهد ياسر يحتضن لانا جمال المبللة بالكامل، ولف عليها معطفًا. ثم نظر إلى نور السالم بعينين غارقتين في البرودة والغضب.

لكن نور السالم لم تتراجع أمام نظراته، بل قابلته بعينين مليئتين بالسخرية، وابتسمت بسخرية خفيفة على شفتيها.

"هذه الحيلة استخدمتها من قبل، هل ما زلت تصدقها؟"

سواء صدقها أم لا، لم يكن يهم نور السالم إطلاقًا. أزاحت خصلة شعر عن وجهها ببرود، وزادت ابتسامتها الساخرة:"لا يهم. هذا الأداء التمثيلي قديم جدًا ولا يحمل أي إبداع. إذا كنتُ سأشارك في مسرحية كهذه، سأكون قد قللت من ذكائي!"

هل من الضروري أن تستجيب لتلك الحيلة؟

أن تشارك في المسرحية؟ هذا أمر أقل من مستواها بكثير! يا لها من طريقة لخفض معدل ذكائك!

كانت نور السالم على وشك أن تستدير وتغادر، لكن لانا جمال لم تدع هذه الفرصة المثالية لتبرئة نفسها تمر. فجأة، تركت فهد ياسر واقتربت من نور السالم وأمسكت بذراعها وهي تبكي بشدة.

"نور السالم، أنا أعلم أنكِ لا تحبينني، ولكن في كل مرة تتبرعين فيها بالدم، كان فهد يدفع لكِ المال، فما الذي لم يرضكِ؟ لماذا تستمرين في مضايقتنا حتى بعد الطلاق؟ لماذا تتهميننا زورًا؟ هل أتيتِ إلى هذه الحفلة بكل الطرق فقط لأنكِ لا تستطيعين التخلي عنه؟"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP