الفصل 13 المغادرة
"فهد ياسر، هذا هو المبلغ الذي دفعته لي مقابل كل مرة تبرعت فيها بالدم خلال السنوات الثلاث الماضية. الآن أرده لك. لم يعد بيننا أي شيء بعد الآن..."

كان صوت نور السالم باردًا وحاسمًا.

تعمقت نظرات فهد ياسر، ومشاعره في تلك اللحظة كانت معقدة للغاية.

الجميع في القاعة كانوا يعرفون الحقيقة جيدًا. قبل لحظات، كانت لانا جمال تحاول إلصاق تهمة الطمع بالمال بنور السالم، لكن الآن، نور السالم أظهرت الحقيقة بطريقة صادمة جعلت لانا جمال تخسر ماء وجهها بالكامل.

وسط الأضواء المتلألئة، غادرت نور السالم القاعة بأناقة، تاركة خلفها صمتًا ثقيلًا. كانت لانا جمال تعض على شفتيها، ووجهها يشتعل بالغضب والذل.

"هذه المرأة... إنها كابوسي!" فكرت لانا جمال بغضب.

قالت بصوت مرتجف، محاولة كسب تعاطف فهد: "فهد، نور السالم ما زالت غاضبة مني. لنغادر الآن، أرجوك."

لكن فهد ياسر لم يكن مستعدًا لإنهاء الأمر بهذه السهولة. "اذهبي وانتظريني عند الباب."

بعد أن قال ذلك، توجه إلى الداخل، حيث وجد نور السالم جالسة في أحد المقاعد الجانبية، بينما كان زايد السالم، المعروف بقوته ونفوذه، يجلس بجانبها. كان زايد يعتني بها بلطف، يدلك كاحلها الذي احمر بسبب حذاء الكعب العالي. تجمدت نظرات فهد ياسر عند هذا المشهد، وشعر بوخز غريب في قلبه.

رفع كلاهما رأسهما عندما رأياه يقترب. زايد السالم، بابتسامة هادئة، جلس بجانب نور السالم وحماها بذراعه.

"الرئيس ياسر، ألا يجب عليك أن تكون بجانب محبوبتك بدلاً من الحضور هنا لتصفية الحسابات؟" قال زايد بابتسامة مليئة بالثقة.

عقد فهد ياسر حاجبيه، وبدا الهواء المحيط به أكثر برودة. كانت عيناه تركزان على يد زايد التي كانت تحيط بنور. نبرته أصبحت أشد قسوة:

"نور السالم، إذا كنتِ تحملين أي ضغينة ضدي، يمكنكِ مواجهتي بها. لكن يجب أن تعتذري لـ لانا."

ابتسمت نور السالم بسخرية طفيفة، ونظرت إليه مباشرة في عينيه. "وإذا لم أعتذر؟ هل ستقوم بإلقائي في الماء؟"

كانت نبرتها الهادئة والمتحدية تثير غضبه، خاصة عندما رأى مدى قربها من زايد السالم. شعر بالغضب بشكل غير مبرر، وبدأت مشاعر الغيرة والتوتر تتصاعد داخله.

"كنا زوجين، أنصحكِ بأن تكوني أكثر لطفًا."

"الرئيس ياسر لا يعرفني. أنا شريرة بطبعي."

توقف فهد ياسر للحظة، متفاجئًا من ردها. كانت نور السالم تُظهر موقفًا عنيدًا لا يقبل التفاهم، مما زاد من غضبه. ومع ذلك، بعد الطلاق، لم يعد لديه الحق في فرض أي شيء عليها.

قال ببرود: "كما تشائين." ثم استدار وغادر دون أن يضيف شيئًا.

حتى أنه نسي الهدف الأساسي من مجيئه: تفسير علاقته مع لانا جمال. ولكن الآن، بدا أن التفسير لم يعد ضروريًا.

بدأت ابتسامة نور السالم تتلاشى تدريجيًا. لاحظ زايد السالم ذلك، فربت على كتفها بلطف وقال: "ما زلتِ تحبينه، أليس كذلك؟"

ردت بسخرية: "كيف يمكن ذلك؟"

أطلقت ضحكة باردة وأضافت: "نفس الخطأ؟ لن أكرره أبدًا."

......

في سيارة فهد ياسر.

كانت لانا جمال تلف نفسها بمعطفه، تستعد لتبرير ما حدث في الحفلة ومحاولة إزالة أي شكوك قد تكون تراود فهد. لكن فجأة، قاطعها صوت السائق الذي قال بدهشة: "أليست هذه الآنسة جمال؟"

توقف السائق ببطء، مشيرًا إلى الشاشة الإلكترونية الضخمة على فندق هيلتون القريب.

الإعلان الذي يكلف عشرات الملايين للدقيقة، كان يعرض بشكل متكرر مشهدًا من الحفلة، وتحديدًا اللحظة التي جمعت بين لانا جمال ونور السالم بجانب المسبح.

لكن بفضل "الخصوصية"، تم وضع فسيفساء على وجهيهما. ومع ذلك، جميع الحاضرين في الحفل من النخب والطبقات الراقية يعرفون هوية المرأتين.

ثبتت عينا فهد ياسر على الشاشة، حيث كان الفيديو صامتًا، لكنه أظهر بوضوح أن نور السالم لم تلمس لانا جمال مطلقًا. لانا جمال هي من تراجعت بخطوة للخلف ثم قفزت في المسبح برأس مرفوع.

في تلك اللحظة، ساد صمت ثقيل داخل السيارة، وضغط الجو أصبح خانقًا.

كانت ملامح فهد ياسر باردة كالجليد، وعيناه مليئتان بالظلام الحاد والغضب المكتوم. قبل دقائق فقط، هل ذهب إلى نور السالم ليطلب منها الاعتذار ؟

هذا كان رد نور السالم، بدون كلام، لكنها أرسلت رسالة قوية بما يكفي.

سخرية، يا له من أمر مثير للسخرية!

وجه لانا جمال أصبح شاحبًا كالورقة، وبدأت ترتجف من شدة الخوف.

لم تكن تتخيل أبدًا أن شخصًا ما سيأخذ تسجيلات الكاميرات ويعرضها على شاشة يمكن أن يراها الجميع في المدينة!

"بوم!" أغلق فهد ياسر باب السيارة بقوة، ثم وقف خارجها.

كانت نبرته مليئة بالبرودة والحدة، ونظراته غامضة ومليئة بالسيطرة.

"غدًا صباحًا، سأرسل من يأخذك إلى دولة الفيروز!"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP