الفصل 8 الاعتذار
كانت الصورة التي نشرتها هي صورة تجمع بين لانا جمال وفهد ياسر، يظهران فيها نائمين معًا في وضع حميمي.

كانت هذه الصورة في الأصل أداة لإيذاء نور السالم، لكنها تحولت إلى سلاح لحماية نفسها.

"تنبيه إلى السيد ياسر:

تم سرقة قلادة 'الأحلام الغامضة'، ونحن نشعر بالأسف العميق. قمنا فورًا بطلب تحقيق من محقق خاص، واتضح أن القلادة موجودة الآن في دولة الجيم عبر المحيط الأطلسي، بحوزة الآنسة رانية ياسر. الآنسة ياسر تُنفق ببذخ في كازينوهات العالم، حيث تخسر الأموال في القمار.

يرجى العلم بذلك."

وأُرفق التقرير بنتائج تحقيق المحقق الخاص الشهير محليًا، مرفقًا بصور توضح وجود القلادة في أحد الكازينوهات في دولة الجيم، وتُظهر الآنسة رانية ياسر وهي ترتديها.

في لحظة واحدة، ارتفعت حرارة الأخبار إلى أقصى درجة. لم يعد الأمر مقتصرًا على كونها مجرد شائعة عادية، بل تحولت إلى نقاش حول مصداقية مكتب المحققين الغامض المعروف على الإنترنت، وعن الزوجة السابقة المظلومة، نور السالم. بمنتهى المنطق ودون إزعاج، وخلال ساعات النهار فقط، قدمت نور السالم ردًا واضحًا لا يقبل الجدل، دون أي كلام زائد.

أما صورة فهد ياسر ولانا جمال، فقد أوضحت السبب الحقيقي لانتهاء الزواج: الخيانة.

إذن، من الذي يفتقر إلى الأخلاق؟

تغيرت لهجة المستخدمين على الإنترنت في لحظة. أصبح من الواضح أن نور السالم كانت المظلومة، وبراءتها أصبحت أمرًا محسومًا. تزايدت أعداد الحسابات التي تعيد نشر القصة، وأصبحت فضيحة عائلة ياسر وصمة لا يمكن محوها بسهولة.

كان فهد ياسر قد خطط لقضاء ليلة هادئة مع بعض الأصدقاء للشرب والترويح عن نفسه، لكنه لم يتخيل أبدًا أن تحدث كل هذه الأمور في ليلة واحدة. بل إن الأمر وصل إلى تأثير سلبي على أسهم شركته، التي بدأت بالانخفاض بشكل متتالٍ.

في الصباح الباكر، جلس فهد ياسر في مكتبه بوجه متجهم، ملامحه غارقة في الكآبة والظلام، والجو العام مشحون بالتوتر. وقف مساعده عادل منصور بجانب الباب، متوترًا، لا يجرؤ حتى على التنفس بصوت عالٍ.

"من الذي سمح باستخدام حساب الشركة لنشر هذه الرسالة؟!" قال فهد ياسر وهو يضغط على أسنانه بغضب، وعيناه تمتلئان ببرود حاد.

"كانت السيدة هي من أمرت بذلك خلال الليل، وقالت... إنها قد أبلغتك بذلك."

ضرب فهد ياسر بيده على المكتب فسقطت جميع الأشياء على الأرض دون أن يترك شيئًا.

كانت ملامحه حادة بشكل مخيف وهو يقول: "متى أصبحت هذا الشركة تحت سيطرة السيدة؟ افصل جميع موظفي قسم العلاقات العامة!"

شعر عادل منصور برعشة تسري في جسده وقال بخوف: "نعم، حاضر."

"احذفوا الأخبار من الإنترنت فورًا!" كانت عينا الرجل الغامقتان تضجان بعاصفة مرعبة.

انحنى عادل منصور برأسه، وتحدث بحذر، قائلاً: "الرئيس داود من شركة الترفيه للترفيه أعلن بالفعل أن هذا الخبر سيبقى معروضًا لمدة 24 ساعة، ولا يمكن لأحد حذفه."

شركة الترفيه الأولى في مجالها، من يجرؤ على مخالفتها؟

تجهم وجه فهد ياسر إلى أقصى درجة. جيد، لم يكن يعرف أن نور السالم لديها هذا القدر من القوة!

"تنبيه إلى السيد ياسر؟"

هل تعتقد نور السالم أن كل هذا كان بأمر منه؟

هل كان حقًا هو من أعطى التعليمات؟

تصلبت ملامح الرجل، وعيناه تشعان بحدة باردة. فجأة، رن هاتفه. نظر إلى الشاشة، كان الاتصال من ليلى شمس. دون تفكير، رفض المكالمة.

لم يسمح لها بإبلاغ الشرطة، لكنها أثارت فضيحة بهذا الحجم!

لو لم تتمكن نور السالم من العثور على أثر للقلادة المسروقة "الأحلام الغامضة"، لتحمّلت اللوم والذنب لوحدها؟

مع هذا التفكير، أصبح وجه فهد ياسر أكثر كآبة.

استمر الهاتف في الرنين بلا توقف. عندما نظر إلى المتصل مرة أخرى، قرأ الاسم: "الأب".

"اجعل نور السالم تحذف كل شيء من الإنترنت فورًا! ألا يكفي هذا العار؟" وصوت فهد ياسر جاء غاضبًا وعميقًا.

"فهد، أحضر تلك المرأة الوقحة إلى هنا فورًا! كيف تجرؤ على فعل شيء كهذا؟ يجب أن تُعاقب بشدة!" صرخت ليلى شمس بغضب، بعد أن خطفت الهاتف.

أغلق فهد ياسر عينيه للحظة، ثم قال بصوت منخفض وبارد: "هل أخطأت؟ واضح أن 'الأحلام الغامضة' أخذتها رانية، لماذا يتم اتهام نور السالم زورًا؟"

كان غاضبًا لأن رد فعل نور السالم على الإنترنت كان باردًا وخاليًا من المشاعر، وكأن العلاقة بينهما أصبحت غير قابلة للإصلاح.

حتى لو لم تتصرف نور السالم، هل كان سيقف مكتوف اليدين ويرى ظلمها؟

هل فقدت كل ثقتها به؟

لكن ما أغضبه أكثر هو كيف يمكن لـليلى شمس أن تتهم نور السالم زورًا بهذه السهولة؟

وكأن الأمر أصبح عادة يومية!

شعرت ليلى شمس بالإهانة من كلامه، لكنها حاولت التبرير بعدم اقتناع: "كيف لي أن أعرف أن رانية أخذتها؟ أليست القلادة دائمًا في الخزنة؟ ومن غيرها يمكن أن يأخذها؟"

"الاعتذار الآن قد يكون في الوقت المناسب!" كانت عيون الرجل مظلمة بعد ست ساعات من أزمة العلاقات العامة.

"ماذا؟ أنا أعتذر؟ الشخص الذي يجب أن يعتذر هو تلك المرأة الوضيعة! إنها بلا مال ولا أصل، وناكرة للجميل، كيف تجرؤ على إدخال عائلة ياسر في أزمة كهذه؟ أحضرها لي، وسأعلمها درسًا لن تنساه!"

"لقد تطلقنا بالفعل..."

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP