الفصل 3 الانتقام
ضاقت عينا فهد ياسر وامتلأ وجهه بالعبوس والبرود. "نور السالم!"

"ماذا تنوين فعله؟" جاء صوت الرجل باردًا ومتحفظًا.

أتى بسرعة، هل هو حقًا خائف من أن تضر نور السالم بلانا جمال؟

انحنت شفتي لانا جمال بحزن وملامحها بدت مضطربة، وفجأة امتلأت عيناها بالدموع وهي تمسك وجهها وتنظر خلف نور السالم بصوت مرتفع:

"أنا حقًا لم أفعل شيئًا، نور السالم، لقد أسأت فهمي!"

هل جنّت نور السالم؟

كيف تجرؤ على صفعها أمام فهد ياسر؟

ابتسمت نور السالم بسخرية باردة وقالت: "لا تتظاهري، أنا أعرف أنكِ الفاعلة."

كانت نظرتها مليئة ببرودة مخيفة، وتقدمت نحو لانا جمال وأخرجت من حقيبتها ورقة كانت قد طبعتها، تلك التي تحمل صورة فهد ياسر التي أرسلتها لانا إلى هاتفها، وألقتها أمامهما.

نظر فهد ياسر إلى الصورة، للحظة واحدة غرق في صدمة وحيرة، أما وجه لانا جمال فأصبح شاحبا كالأموات.

بالأمس، بعد يوم طويل من العمل، أثناء زيارته لانا جمال في المستشفى، لم يستطع منع نفسه من إغماض عينيه قليلاً، وهذه الصورة التُقطت بوضوح في ذلك الوقت.

وفي ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى لانا جمال فقط.

من التقط هذه الصورة واضح تمامًا، كانت لانا جمال تحاول طعن قلب نور السالم، لكنها انتهت بإيذاء نفسها.

كيف ستستمر في الحفاظ على صورتها كزهرة بيضاء بائسة الآن؟

في الماضي، ربما كانت نور السالم تفكر في وجود فهد ياسر، لكنها الآن لم تعد ترى أي ضرورة لذلك.

ابتسمت نور السالم بهدوء، وكان صوتها باردًا بشكل لافت.

"لقد قلت إنني جئت لتصفية الحسابات. هذا ما تدينين لي به، لانا جمال. من يدمر أسرة الآخرين هو من يستحق لقب الدخيلة، وهذا الشخص هو أنتِ. الآن، هل أنتِ راضية؟ أهنئك مسبقًا على نجاحك في تحقيق هدفك."

حتى لو كان فهد ياسر أحمق، فهو الآن يفهم كيف وصلت هذه الصورة إلى يد نور السالم. شعر بضيق في صدره، وتغيرت تعابير وجهه إلى مزيج من البرودة والغموض.

نظر إلى وجه لانا جمال الشاحب، وكانت على وجهه علامات الغضب، وعيناه السوداوان مليئتان ببرودة قاسية.

شعرت لانا جمال برعشة في قلبها، وبدأت تتحدث بسرعة وباضطراب محاولة الدفاع عن نفسها: "فهد، نور السالم قد أساءت فهمي. لم أفعل أي شيء، هذه الصورة لم ألتقطها. لا بد أنها استأجرت شخصًا لالتقاطها لتشويه سمعتي!"

فهد ياسر عبس قليلًا، بينما كانت لانا جمال تبكي بصوت ضعيف، ممسكة بكُمّه بحذر.

"فهد، يمكنني أن أعتذر لـنور السالم. إذا كانت مسألة التبرع بالدم قد أثرت على علاقتكما، فلن أذهب إلى نور السالم بعد الآن. أنا حقًا لا أعرف شيئًا عن الصورة، ويمكنني أن أقسم باسم حسن خالد."

عندما سمع اسم "حسن خالد"، اهتزت ملامح فهد ياسر قليلًا، متذكرًا رفيقه الذي خاض معه المعارك جنبًا إلى جنب، وأوصاه قبل وفاته. خفتت تعابير وجهه القاتمة قليلًا. "كانت نور السالم متوترة جدًا منذ قليل. لم يكن يجب أن ترفع يدها. هل تحتاجين إلى طبيب لفحصك؟"

غطت لانا جمال جانب وجهها الذي تألم من صفعة نور السالم، وهزت رأسها قائلة: "لا بأس، لا حاجة لذلك."

أومأ فهد ياسر برأسه، ثم نظر نحو نور السالم. كانت ترتسم على شفتيها ابتسامة ساخرة، ووجهها بارد وخالٍ من أي تعبير. تسلل شعور غريب إلى قلبه.

"هل تطلبين الطلاق فقط لهذا السبب؟ حسنًا، لنبدأ بالتبرع بالدم." أراد أن يشرح لها، لكنه شعر أن الوقت والمكان غير مناسبين.

صورة تافهة كهذه لا تثبت شيئًا. صحة لانا جمال هي الأهم الآن. يمكنه أن يشرح الأمر لاحقًا لـنور السالم، فربما كان هناك شخص آخر يلتقط الصور خلسة.

تنفست لانا جمال الصعداء، فقد أدركت أنها نجت من المأزق، وقرر فهد ياسر في النهاية أن يكون إلى جانبها.

نور السالم خسرت مرة أخرى!

نور السالم كانت قد توقعت هذه النتيجة مسبقًا. تمثيل لانا جمال لا مثيل له، ولم تكن ترغب في كشفها أو الانخراط في المزيد من التعقيد بينهما. نظرت إلى الطبيب بجانبها وسألت بنبرة هادئة:

"هل أنتم متأكدون أنها بحاجة لنقل دم؟"

تجمد الطبيب للحظة، ثم استقبل نظرات لانا جمال، وبوجود عيون فهد ياسر المراقبة، أومأ برأسه بسرعة وقال: "نعم، الآنسة جمال تعرضت لسقوط قبل قليل، وهناك فقدان كبير للدم في ساقها، وتحتاج لنقل دم."

"إذاً، ماذا تنتظرون؟" أمر فهد ياسر ببرود.

"حاضر." رد الطبيب على مضض وذهب للتحضير.

في زاوية لا يراها أحد، ابتسمت لانا جمال ابتسامة متفاخرة تجاه نور السالم.

"انتظري——"

ولكن هذه المرة، لم تذعن نور السالم كعادتها وتقدم دمها. بل خطت للأمام فجأة، وقامت بكشف الغطاء عن لانا جمال بحركة جريئة وحازمة.

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP