Inicio / Todos / ندم زوجتي بعد الطلاق / الفصل 4 إبراح آدم ضربًا
الفصل 4 إبراح آدم ضربًا
اتسعت حدقتا أحمد في اللحظة التي تحطمت فيها القلادة، وتحولت عيناه إلى نقطة سوداء صغيرة.

كانت هذه القلادة تذكارًا قدمته له والدته عندما غادر العائلة، لتكون هدية يقدمها للمرأة التي سيحبها بصدق في المستقبل. كانت هذه القلادة بمثابة إثبات لزوجة عائلة أحمد، ولا يوجد لها مثيل في العالم، وقيمتها تفوق التصور المادي.

"أوه، لقد تحطمت بهذه السهولة؟ يا لها من قطعة رخيصة! أهذا ما تسمونه كنزًا؟ أمي، لابد أنك كنت مخطئة!" قال آدم الهاشمي بابتسامةٍ ساخرةٍ، وبدا غير مكترث. هذه الكلمات أطلقت شرارة غضب أحمد.

"أتحفر قبرك بنفسك؟"

أمسك أحمد بياقة قميصه بقوة رهيبة، وكاد يسحق حنجرته.

"أحمد، دعني! ما الذي تنوي فعله؟" صاح آدم الهاشمي وهو يتصبب عرقًا باردًا، مستغربًا من القوة الهائلة لهذا الشاب.

لو كان شخصًا آخر، لكان أحمد قد قتله بالفعل، لكنه كبح جماح غضبه لأنه شقيق هند. صفعه عدة مراتٍ على وجهه، ثم ألقاه عند الباب كما لو كان كلبًا ميتًا.

"أنتما الاثنان، ارحلا من هنا. لا أريد أن أرى أي شخصٍ من عائلة الهاشمي في حياتي مجددًا، بما في ذلك هند"

أخيرًا، استوعبت خديجة السعيد ما حدث عندما رأت ابنها مصابًا بهذا الشكل. شعرت بالأسى والغضب، ولم تعد تفكر في القلادة. اندفعت نحو أحمد كالوحش.

"كيف تجرؤ على ضرب ابني؟ أيها الوغد، سأمزقك إربًا!"

اجتاحت عينا أحمد نظرة باردة، وقال بصوتٍ صارم: "ارحلي!"

بكلمة واحدة، تجمدت خديجة السعيد في مكانها من الخوف، وارتعشت ساقاها وكادت تسقط على الأرض.

"يريد أن يقتلني! هذا الوحش يحاول قتل حماته، إنه يريد أن يرتكب جريمة!"

وقف آدم الهاشمي على قدميه بصعوبة وهو يمسك وجنته المنتفخة، غاضبًا لأقصى حد. أخرج هاتفه بسرعة، وقال: "اللعنة يا أيمن ويا سامي، هل وصلتما؟ اصعدا بسرعة، لقد تعرضت للضرب!"

"تمام يا آدم، نحن في الطريق. انتظر، جميع الشباب قادمون!"

أغلق آدم الهاتف وضحك بسخرية. لم يكن أحمقا ليأتي مع والدته وحدهما. كان قد استدعى أصدقاءه وهو بالطريق مسبقًا، وهم جميعًا من معارفه في عالم العصابات.

الجميع يعلم أن شقيقته هند الهاشمي، ومَن مِن عالم العصابات لا يحترمه ويناديه "آدم الكبير"؟

لم يمض وقت طويل حتى صعدت مجموعة من الشباب ذوي الشعر الملون المزين، غالبيتهم من المتبجحين، بل إن بعضهم أحضروا صديقاتهم معهم.

"آدم الكبير! من الذي تجرأ على ضربك؟ نحن هنا لنلقنه درسًا!" صرخ شاب نحيل وطويل ذا شعرٍ أخضرٍ بطريقة متعجرفة.

رفع آدم الهاشمي يده وأشار إلى أحمد قائلًا: "هذا الصبي الوقح. احذروا! لديه قوة كبيرة. أمسكوه لي، سأجعله يدفع الثمن بنفسي!"

"لا تقلق يا آدم الكبير. منذ دخولي هذا المجال، لم أجد خصمًا قويًا لم أستطع هزيمته. لكني أخشى أن يكون هذا ضعيفًا ولا يعطني الفرصة للاستمتاع." قال أيمن وهو يشعل سيجارته، وأشار إلى صديقته لتبتعد قليلًا لأنه كان على وشك الهجوم.

"أيها الوغد الصغير! كيف تجرؤ على المساس بآدم الكبير؟ هل تعرف من نحن؟ ألم تسمع بلقب أيمن الكبير؟ هل تحاول التباهي أمامنا؟"

دخن أيمن نفسًا عميقًا من سيجارته، وتراجع بضع خطوات قبل أن يندفع بقوةٍ في الهواء، محاولًا توجيه ركلة طائرة نحو أحمد.

"رائع!"

صاح الجميع بإعجاب.

لكن في اللحظة التالية، ظهرت نظرة باردة في عيني أحمد، ورفع ساقه ليقابل الهجوم بركلة في الهواء، وضرب أيمن في خصره مباشرة.

طار الشاب الذي يزن أكثر من خمسين كيلوغراما بفعل الضربة، واصطدم بالجدار، فاقدًا الوعي.

"اللعنة! أيمن لم يستطع التغلب عليه. لنهاجمه جميعًا، لنقتله!"

أخرج الجميع أسلحتهم وهجموا عليه دفعةً واحدةً.

"توقفوا!"

في تلك اللحظة، جاء صوت بارد ومهيب من أسفل الدرج.

عند أسفل الدرج، ظهرت امرأة ترتدي فستانًا أسودًا أمام الجميع.

كانت طويلة القامة، يبدي الفستان ساقيها النحيفتين الجميلتين، كما بدت باردة وأنيقة، وكأنها وردة سوداء ملكية.

وقف خلفها عدد من الحراس الشخصيين المدججين بالسلاح، يرتدون أقنعة وسترات واقية، وقد سيطروا تمامًا على مدخل الدرج.

لم يرَ هؤلاء الشبان المشاغبون مثل هذا المشهد من قبل، فانهارت أقدامهم من الخوف وتحولوا إلى جبناء في لحظة.

"أريد أن أرى من يجرؤ على المساس بشعرة واحدة من الطبيب أحمد!"

"الطبيب أحمد؟ من هو الطبيب أحمد؟ لا بد أنك أخطأت في الشخص!" قالت خديجة السعيد وهي تقف مذهولة.

أما آدم الهاشمي، فعندما رأى هذه المرأة الجميلة، توقف فجأة، وقام من مكانه بسرعة، ورتب ملابسه وشعره، ثم توجه إليها بلطفٍ، وقال: "أيتها السيدة الجميلة، أعتقد أنك أخطأت. لا يوجد طبيب هنا، فضلًا عن أن يكون طبيبًا ماهرًا."

"بالمناسبة، اسمي آدم الهاشمي، وأنا الابن الثاني لعائلة الهاشمي من مدينة النهر الجنوبي. هل سمعت عن عائلة الهاشمي؟"

نظرت الفتاة ذات الفستان الأسود إلى أحمد، ثم إلى آدم، وقالت بابتسامةٍ ساخرة: "عائلة الهاشمي التي صعدت مؤخرًا في السنتين الماضيتين؟"

كان آدم يشعر بالإثارة، وتقدم خطوة أخرى قائلًا: "بالطبع، بما أن السيدة الجميلة قد سمعت عن عائلتنا، فالأمر أصبح بسيطًا الآن. سأقوم بدعوتك، فلنذهب إلى مطعم لتناول شيءٍ ما والتعرف على بعضنا. سأقدمك لأختي لاحقًا، ربما تكون هناك فرصة للتعاون."

أخذت الفتاة تعبث بفستانها الأسود بأصابعها، وعلت وجهها ابتسامة، وفي اللحظة التالية، وجهت صفعة قوية إلى وجه آدم الهاشمي، وقالت: "عائلة الهاشمي من مدينة النهر الجنوبي لا ترقى حتى لحمل حذائي. فكيف تجرؤ على رفع يدك على الطبيب أحمد؟"

تفاجأ آدم بالصفعة، فكان وجهه لا يزال يؤلمه من الصفعات التي تلقاها سابقًا من أحمد، والآن، في نفس المكان، تلقى صفعة أخرى من هذه المرأة.

إنه شقيق هند الهاشمي، الابن الثاني لعائلة الهاشمي، ووريث ممتلكات العائلة المستقبلية!

إنه عار لا يغتفر! عار كبير!

"كيف تجرؤين على ضربي؟ هل تجرؤين حقا على فعل ذلك؟"

"وماذا لو ضربتك؟" قالت الفتاة ذات الفستان الأسود بازدراء.

هي ليلى المرسي، الأميرة الكبرى لاتحاد البحار الأربعة، المحاطة بالمجد من كل جانب. ليس فقط ضربه، بل حتى لو قتلته، فما الفرق؟ كم هو بائس أن تحاول نملة صغيرة تحدي جبل شامخ.

لكن هذه الكلمات الخفيفة حطمت دفاعات آدم بالكامل. فقال غاضبًا: "أنت...... لا يهمني من تكونين! إذا لم تقدمي لي تفسيرًا اليوم، فسأجعلك تفلسين، وتتوسلين إلي كي أعفو عنك!"

ابتسمت ليلى المرسي بهدوء وأشارت بيدها، في اللحظة التالية، تقدم أحد الحراس المسلحين من خلفها، وأمسك بكتف آدم بإحكام. ثم ارتدت قفازاتها السوداء المصنوعة من الدانتيل.

"أنت...... ماذا تنوين أن تفعلي؟" شعر آدم بالخوف حقًا هذه المرة. هذه المرأة مجنونة!

"بام! بام! بام!"

أخذت تصفعه صفعةً تلو الأخرى، حتى أصبح وجه آدم منتفخًا كرأس الخنزير.

عند رؤية هذا المشهد، هز أحمد رأسه بخيبة أمل.

يا له من أحمق لا يعرف حدوده. قد لا يكون اتحاد البحار الأربعة ذا شأنٍ بالنسبة له، لكن بالنسبة لعائلة الهاشمي، فهو قوة لا يمكن العبث معها. آدم جلب هذا المصير لنفسه.

عندما رأت خديجة السعيد ابنها يتعرض للضرب بهذا الشكل المروع بجوارها، انطلقت نحوه بعنف وهي تبكي وتصرخ: "يا آدم! يا ولدي! أيتها الوقحة، سأقضي عليك!"

ربما كانت تستطيع إيقاف ليلى المرسي بقوتها، لكن لسوء حظها، كان هناك حارس بجانبها. في لحظة، وجه سلاحه نحوها وأجبرها على الركوع على الأرض.

بعد فترة من الوقت، توقفت ليلى المرسي عن الضرب بعدما شعرت بالتعب.

كان فم آدم مليئًا بالدماء، ورمقها بنظرة مليئة بالكراهية. أقسم في نفسه أنه بمجرد أن يعود، سينتقم منها أشد انتقام، سيقبض عليها ويذلها ليلًا نهارًا، ولن يهدأ غضبه إلا بذلك.

وكانت خديجة السعيد تفكر بنفس الطريقة. منذ صعود عائلة الهاشمي، لم تواجه مثل هذا الإذلال أبدًا. كيف يمكن أن تسحق كرامتها بهذه الطريقة؟

نظرت ليلى المرسي إلى الاثنين ببرود، ثم خلعت قفازاتها الملطخة بالدماء، وقالت: "اربطوا هذين الاثنين بحجارة، وأغرقوهما في النهر الجنوبي."

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP