"ماذا؟"عندما سمع صوت ري ري، ارتعش جسد باسل بشكل واضح، وتوقف عن السير."كيف الوضع يا منى؟" تحدث آدم بلهجة ثقيلة على الهاتف، بينما كانت عينه اليمنى ترتعش بشكل غير إرادي."أبي...... أنقذني......" صرخت منى بصوت مرتفع عبر الهاتف: "إنه...... إنه يريد قتلي......""مرري الهاتف له!" قال آدم بعد أن زفر نفسًا عميقًا."حسنًا...... حسنًا......" أسرعت منى وأعطت الهاتف إلى باسل بيد مرتجفة: "إن...... ابنتك تريد التحدث معك......"صراخ!أخذ باسل نفسًا عميقًا، ثم أمسك الهاتف ونظر إليه."أيها الشاب، إذا تجرأت على المساس بمُنى، فلن ترى ابنتك مجددًا!"قال آدم، وقام بتوجيه الكاميرا نحو ري ري.صوت صفعة!وبعدها مباشرة، صفع ري ري على وجهها، تاركًا علامة واضحة لكفه على خدها."أيتها الطفلة غير الشرعية، أليس لديك شوق لوالدك؟ نادِ عليه الآن!" قال آدم ببرود.صوت دوي!رؤية هذا المشهد أشعل غضبًا هائلًا داخل باسل، تفجر على شكل هالة قاتلة اجتاحت قاعة المكان بأكملها، بينما امتلأت عيناه بلمعان قاتل.على الفور، انهارت مُنى أمامه وسقطت على الأرض بضعفٍ شديد."أبي...... أخيرًا ري ري ترى والدها...... هل أنت حق
منزل آدم في مدينة الشيخ زويد.يقع المنزل على سفح جبل شرق المدينة، في موقع ذا طبيعة خلابة، تحيط به الجبال والمياه، مما يجعله كقطعة من الجنة.لطالما كانت لعائلة آدم كبرياؤها الخاص.في هذه المدينة، حتى عندما تقابل الشخصيات البارزة والنخب الاجتماعية أفراد عائلة آدم، يحرصون على إلقاء التحية بحرارة.قد لا تكون عائلة آدم في مدينة الشيخ زويد متفردة بسلطة مطلقة، لكنها قريبة من ذلك؛ فنادرًا ما كانت تواجه عائقًا أمام ما تريد إنجازه. لكن في هذه اللحظة، لم تعد ساحة قصر عائلة آدم تضج بالحركة والضيوف كالمعتاد، بل على العكس، خيمت أجواء ثقيلة ومتوترة على المكان، وكأن الهواء ذاته بات مثقلًا بالضغط.في الساحة الواسعة داخل بوابة القصر، وقف أكثر من ألف شخص متجمعين.من بينهم، حوالي خمسمائة فرد يرتدون زيًا موحدًا يحمل شعار(قاعة آدم لتعليم الفنون القتالية)، حاملين أسلحة باردة، ملامحهم مشدودة وأعينهم تلمع بالحذر.إلى جانبهم، حوالي مئة رجل يرتدون بدلات سوداء ونظارات شمسية، بوجوه صارمة تخلو من التعبير، وأحزمة خصرهم المنتفخة تدل على وجود أسلحة نارية بحوزتهم.أما المجموعة الثالثة، فتضم حوالي ثلاثمئة فرد،
قال رئيس عائلة زهران بنبرة جادة وهو ينظر إلى الرجلين، محاولًا إظهار نفسه أمام آدم:"أيها الفتى، من أنتما بحق الجحيم؟ كيف تجرؤان على التصرف بوقاحة هنا؟ هل تعرفان أين أنتما؟"رد باسل بنظرة باردة: "ومن أنت؟""أنا رئيس عائلة زهران من مدينة الشيخ زويد. أنصحكما نصيحة أخيرة، إذا كنتما لا تريدان الموت، فاركعا فورًا واعتذرا للسيّد آدم، ربما يمكنكم بذلك......""لديك دقيقة واحدة فقط للتفكير، إذا لم تأخذ رجالك وترحل فورًا، فابتداءً من الغد، لن يكون هناك شيء يُدعى عائلة زهران في مدينة الشيخ زويد!""ماذا؟" ارتبك رئيس عائلة زهران للحظة، ثم انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ، وقال: "هذا أطرف شيء سمعته في حياتي! أنت كوميدي رائع!""تبقى نصف دقيقة""أيها الفتى، هل تنتظر رؤية كفنك قبل أن تبدأ بالبكاء؟"قال باسل ببرود: "يؤسفني أنك اتخذت الخيار الخطأ. تذكّر كلماتي جيدًا!"في تلك اللحظة، تدخل رئيس عائلة الغانم قائلاً بابتسامة ساخرة: "أيها الفتى، هل أتيتما هنا فقط لإضحاكنا؟""ومن تكون أنت الآن؟"قال رئيس عائلة الغانم بابتسامة باردة: "أنا رئيس عائلة الغانم من مدينة الشيخ زويد""هل ستخبرني أيضًا أنني أملك دقيق
عند رؤيته......أي سيف عمرو الذي أشهره،عندما كان على بُعد حوالي عشرة سنتيمترات فقط من رأس باسل،تمكن الأخير من الإمساك به بين إصبعيه!لم يتحرك السيف حتى ملليمترًا واحدًا!يا إلهي، هل نحن في فيلم سينمائي؟كيف لضربة بهذه القوة أن يوقفها إصبعان فقط؟هل يمكن أن تزداد الأمور غرابة عن هذا؟طق!بدأ جبين عمرو يتصبب عرقًا،وجسده كله ارتجف دون أي سيطرة.كان يعلم تمامًا، من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه،أنه قد واجه الآن خصمًا من الطراز الأول،شخصًا يزرع بداخله شعورًا تامًا بالعجز واليأس."أنت...... أنت من تكون بحق السماء؟" قال عمرو بصوت مرتجف بعد أن ابتلع ريقه بصعوبة.صوت فرقعة!لم يجب باسل، لكنه استخدم القليل من القوة بأصابعه،لينكسر السيف الفولاذي الصلب بصوت مدوٍ.بعدها، ومع حركة خفيفة من معصمه، طار النصف الأمامي من السيف مثل البرق، مستهدفًا شجرة كبيرة قريبة.صوت سقوط الشجرة!انقسمت الشجرة إلى نصفين، وسقطت بصوت مدوٍ، مع أوراق تتطاير في الأرجاء.انكسر الجذع الكبير للشجرة من منتصفه، وانهار بقوة، وتطايرت أوراقه في الهواء كما لو كانت أمطارًا.أصوات شهيق!انتشر صوت مفاجئ من الحضور الذين ا
"حسنًا!" هتف مائتا رجل من الشرطة في آنٍ واحد.عند سماع ذلك، تراجع كل من تقدم لاعتراض سبيل رجال الشرطة.الأمر ليس مزحة، هؤلاء الرجال يحملون بنادق آلية حقيقية، والاقتراب منهم يعني الموت المحقق!لم تمضِ لحظات حتى تفرّق رجال الشرطة إلى كل مكان لتفتيش القصر ."رامي، أنت......" صرخ آدم، واحمر وجهه غضبًا.انتابته نوبة من الغضب، ولم يعد يحتمل المزيد، فلوّح بيده وأمر رجاله: "أيها الحراس، امسكوا برامي وقيدوه!"طاخ! طاخ! طاخ!في تلك اللحظة، كان هناك صوت خطوات متزامنة ومنظمة تأتي من مدخل القصر.وفي نفس الوقت، اجتاحت أجواء قصر عائلة آدم هالة قاتلة مكثفة، وبدت وكأنها تسحق الأنفاس.وباستثناء باسل ولؤي، شعر جميع الموجودين بضغطٍ هائلٍ أشبه بجبلٍ ينهار عليهم، حتى أن بعضهم لم يستطيعوا كبح أنفسهم عن الارتجاف.بعد لحظات، ظهرت مجموعة مكونة من ألف رجل أمام مرأى الجميع.كانوا جميعًا يرتدون أزياء أنيقة، ويحملون سيوفًا حدباء على خصرهم، وعيونهم تفيض بالعزم، وهيبتهم تعج بالقوة التي لا تُقهر!"بصفتي حاكم المنطقة الشرقية، أقدم تحياتي لسيادة القائد الأعلى، نحن في انتظار أوامرك"بطبيعة الحال، كان الرجل
"أيها المفتش، هل هناك سوء تفاهم في الأمور اليوم؟"استجمع آدم بعضًا من قوته، وخطى بضع خطوات بصعوبة نحو المفتش وسأله.مهما بلغت جرأة آدم، فلم يصل به الأمر إلى حدّ تجاهل منظمة الظلال.فإنه يعلم جيدًا أنه إذا أرادت منظمة الظلال القضاء على عائلة آدم، فلن يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة لتحويلها إلى رماد!"سيدي المفتش، من يكون هذا السيد؟" قالها وهو يرفع يده المرتجفة مشيرًا إلى باسل."سيدي القائد، هل هم من فعلوا ذلك؟"لم يولّي المفتش أي اهتمام لآدم، بل التفت نحو باسل وسأله."نعم!" أومأ باسل برأسه قليلاً.طخ!فور سماع هذا الرد، استل الألف رجل سيوفهم في آنٍ واحد، وهتفوا بصوت واحد: "لنقاتل!"بعد تلك الهتافات الغاضبة، أصبحت أجواء القصر بأكمله مشبعة بشعور ساحق من الضغط.أصيب أفراد عائلة آدم بالرعب، فارتخت أرجلهم وتصبب عرقهم البارد بغزارة، وارتسمت ملامح الذعر على وجوههم."أنا...... أنا لم أعد أحتمل!" صرخ أحد الرجال بالملابس السوداء حاملاً سلاحه: "إن كنا سنموت في كل الأحوال، فسأقاتلكم حتى النهاية!"وبعد كلماته، صوب سلاحه باتجاه باسل وسحب الزناد.صور طنين!أخرج أحد الرجال سيف القمر البار
"أيها السيد المفتش، لقد أسئت فهمي!" ارتعش جسد مصطفى قليلاً وهو يرد بحذر."لقد سمعت قبل قليل أن سيادتك وصلت إلى مدينة الشيخ زويد، لكنني لم أعرف ماذا يدور هناك، لذلك جئت خصيصاً لأعمل تحت أوامرك!"توقف للحظة وأكمل: "السيد المفتش، ما الذي جرى حتى تأتي شخصيًا إلى مدينة الشيخ زويد؟""هممم" أطلق المفتش ضحكة باردة وقال بسخرية: "إن أهل مدينة الشيخ زويد يفعلون أشياءً مذهلة حقاً!""تحت سماء العدالة والإنسانية، يجرؤ البعض على اختطاف الأطفال من أجل زراعة قلب لطفلة، غير مكترثين بحياة الآخرين، هذا أمر لا يُصدق!""ماذا؟" تساءل مصطفى بدهشة، وبداخله شعور بالشك.رغم أن هذا الفعل شنيع ومثير للغضب، لكنه لا يبدو كافيًا ليجعل المفتش يجلب معه ألفًا من رجال الظلال إلى هنا شخصيًا!إلا إذا كان هناك احتمال واحد!وهو أن الطفل المعني يتمتع بخلفية استثنائية، خلفية تجعل المفتش، وهو أحد أشهر خمس شخصيات في منظمة الظلال، يأتي بنفسه!لكن من هو هذا الطفل الذي يجعل خلفيته بهذه الأهمية!بعد أن التقط أنفاسه قليلاً، أشار مصطفى بخفة إلى ظَهْرَي باسل ولؤي وسأل بصوت خافت: "السيد المفتش، من يكون هذان الشخصان؟"قبل أن
قال مصطفى للؤي مؤديًا التحية العسكرية: "تشرفت بلقائك يا حضرة النائب لؤي!"أجاب لؤي مازحًا: "يبدو أنك اكتسبت بعض الوزن منذ أن ابتعدت عن ميادين القتال"قال مصطفى بخجل: "سامحني إذ أضحكتك هيئتي يا حضرة النائب"قال باسل ملوّحًا بيده: "لا بأس، الأمور هنا على ما يرام، لذا فاسحب قواتك!""عُلم!" قال مصطفى بعد أن أدى التحية العسكرية، ثم صاح برجاله: "فلينسحب الجميع!""مفهوم!" أجاب الجمعُ بصوتٍ عالٍ، ثم انصرفوا دفعةً واحدة.قال باسل مخاطبًا مصطفى: "واذهب أنت أيضًا، وسأقابلك لاحقًا بعد أن أنهي هذه المسألة""عُلم!" قال مصطفى بدون إبداء أي اعتراض.حيث كان يعلم جيدًا أن وجود باسل بمفرده هنا كافٍ، ناهيك عن وجود قرابة الألف رجل من بوابة الظلال.فإشارة واحدة بيديه كفيلة بإبادة عائلة آدم عن بكرة أبيها.قال كبير عائلة الغانم مرتعدًا: "يا... يا سيدي، لا صلة لنا... بما حدث اليوم...""...كان آدم هو من أجبرنا على المجيء، وسنغادر المكان على الفور!"قال كبير عائلة الزهري بصعوبة مرتجفًا: "نعم... إنه آدم حقًا من أجبرنا على المجيء إذ هددنا بإيذائه عائلاتنا إن لم نحضر..."في تلك اللحظة، كان كلاهما يعضان