الفصل 12
بعد أن أنهى مكالمته مع آدم، أخرج باسل هاتفه المحمول واتصل برقم رامي.

"أيها القائد!" لم يكد الهاتف يرن مرة واحدة حتى أجاب رامي.

قال باسل بصوتٍ بارد: "أحضر رجالًالتنظيف النادي!" وأضاف: "وأيضًا، قابلني في منزل عائلة آدم بعد ثلاث ساعات!"

"ماذا؟" أصيب رامي بالذهول لوهلة، لكنه سرعان ما أجاب بصوتٍ عالٍ: "عُلِم!"

بعد إنهاء المكالمة، توجه باسل نحو الباب، يتبعه لؤي وهو يحمل سعيد الذي أغمي عليه مجددًا.

في الوقت نفسه، عند مدخل أفخم مستشفى خاص في القاهرة:

توقفت سيارة مرسيدس بنز أمام المدخل.

بداخلها كان آدم يجلس مع مدير عائلة آدم، ورجلين قويين البنية، بالإضافة إلى ري ري الصغيرة، التي كانت مستلقية في المقعد الخلفي فاقدةً للوعي.

كان آدم جالسًا وهو في قمة غضبه، وجهه متجهم، ونظراته حادة كالسكاكين، وجسده يفيض بروح قاتلة.

لقد مرت ثلاثون سنة أو أكثر دون أن يشعر بمثل هذا الغضب، فكيف يجرؤ شخص في مدينة الشيخ زويد على تحديه؟ اعتبر هذا التصرف بمثابة تحدٍّ علني له، وهو أمر لا يُغتفر.

داخل عقله، أصدر حكمًا بالقصاص الشديد على باسل، عازمًا على جعله يتذوق أقسى أنواع العذاب قبل موته لإخماد نيران غضبه.

سأل مدير عائلة آدم بحذرٍ بعد لحظات من التردد: "سيدي، هل نصعد إلى الطابق العلوي أم......؟"

لقد استوعب من خلال مكالمة آدم السابقة تفاصيل الأمر إلى حد كبير، وشعر بصدمة شديدة في داخله!

قال آدم وهو يأخذ نفسًا عميقًا: "ارجع إلى مدينة الشيخ زويد!"

رد السائق بسرعة:

"حسنًا!" ثم استدار بالسيارة وضغط على دواسة البنزين.

قال آدم موجهًا حديثه إلى المدير العام:

"ابحث فورًا عن هوية هذا الشخص بالضبط!"

فرد المدير بكل احترام:

"سيدي، لقد أمرت أحدهم بالفعل بالتحري عن ذلك."

قاطع رنين الهاتف اللحظة فجأة.

بعد لحظات، رن هاتف المدير العام.

وعندما أجاب قال: "ما الأمر؟"

لم يعرف آدم ماذا قيل على الطرف الآخر، لكن تعبيرات وجه المدير تغيرت مرات عديدة.

بعد دقيقتين، أنهى المدير المكالمة وقال:

"فهمت!" ثم رفع نظره نحو آدم مجددًا.

"سيدي، الأمر يبدو معقدًا، الطرف الآخر قد يكون ذا نفوذ كبير."

سأل آدم بوجهٍ متجهم: "ماذا تعني؟"

أجاب المدير بعد تردد بسيط: "وصلتنا للتو معلومات بأن خالد قُتل!" ثم أكمل:

"ليس فقط هو، بل أيضًا أربعة من أقوى مساعديه وأكثر من مائة من رجاله قُتلوا!"

"ماذا؟" ضاقت عيني آدم قليلاً.

كان آدم يدرك تمامًا من هو خالد، فهو ليس فقط قويًا على المستوى الشخصي، بل لديه مجموعة من الرجال لا يمكن الاستهانة بهم.

خاصة الأربعة الكبار، الذين يُعرف كل واحد منهم بشراسته وسمعته في عالم القوى الخفية بمدينة الشيخ زويد.

كما أن خالد كان يمتلك ترسانة من الأسلحة النارية ذات قوة تدميرية لا يُستهان بها.

ففي مدينة الشيخ زويد، باستثناء عائلة آدم، لا يستطيع أن يتصور جهة أخرى تمتلك الجرأة أو القوة اللازمة للقضاء على خالد!

بعد تفكيرٍ بسيط، أخذ آدم نفسًا عميقًا، وسأل: "هل تعني أن خالد قُتل على يد الشخص الذي اتصل بنا للتو؟"

أومأ المدير برأسه بتعبير جاد قائلاً: "نعم، لقد استهدف خالد للبحث عن الطفلة الصغيرة!"

"هل تأكدتم من عدد الأشخاص؟"

أجاب المدير بعد أن ابتلع ريقه: "شخص واحد!"

ثم أضاف بتردد: "عندما سمعت هذا عبر الهاتف، كدت أعض لساني من شدة الصدمة!"

لو لم يكن الشخص الذي على الطرف الآخر من الخط أحد أكثر رجاله ثقةً وقرابة، لكان آدم قد أطلق وابلاً من الشتائم فورًا. "هراء تام!"

شخص واحد يقضي على خالد ومعه أكثر من مئة شخص؟

من يمكن أن يصدق هذا الكلام؟

لكنه يعرف تمامًا أن ذلك الشخص المقرّب منه لن يجرؤ على المزاح بشأن أمر كهذا.

يبدو أن عائلة آدم هذه المرة تورطت في مشكلة كبيرة بالفعل!

"ماذا؟" ضاقت عيني آدم، وتابع: "هل أنت متأكد؟"

"متأكد!" أجاب المدير بثقة تامة وهو يهز رأسه.

تنهيدة طويلة.

تنهد آدم بعمقٍ وثقل، محاولاً السيطرة على أعصابه.

"اتصل بحسين، واطلب منه أن يعود فورًا إلى مدينة الشيخ زويد مع كل رجاله من العريش، ولا تنسَ أن يُحضر الأسلحة!"

"وأيضًا، اجعل العم الكبير يستدعي كل من هم في مدينة الشيخ زويد للعودة إلى المقر الرئيسي لعائلة آدم!"

"عُلِم!" ردّ المدير وهو يهز رأسه.

"وأيضًا، اتصل شخصيًا برؤساء عائلات النصر، وزهران، والغانم ، وأخبرهم أن عائلة آدم تدعوهم للحضور إلى مقرها بسرعة، مع كلٍّ منهم مائة من نخبة رجالهم!"

العائلات التي ذكرها هي أكبر ثلاث عائلات في مدينة الشيخ زويد بعد عائلة آدم.

"حسنًا!" رد المدير فورًا، وبدأ في الاتصال باستخدام هاتفه.

سحب آدم سيجارًا من جيبه وأشعله، ثم أخذ نفسًا عميقًا منه وهو يفكر للحظات.

بعدها أمسك بهاتفه واتصل بابنته.

"أبي، هل وصلت إلى مطعم الزهرة؟ هل حدث شيء؟"

جاء صوت أنثوي عبر الهاتف، كان صوت منى، الابنة الكبرى لعائلة آدم.

"أخوك وقع في مشكلة......" قال آدم بلهجة ثقيلة.

في ذات الوقت، وصل باسل وبرفقته سعيد إلى مقهى شاي صغير في منطقة هادئة.

المكان كان شبه خالٍ من الزبائن، والقاعات فارغة تمامًا.

أخرج لؤي من جيبه حزمة من الأوراق النقدية من فئة المئة دولار، ودفعها لصاحب المقهى ليغلق المكان لثلاث ساعات.

صفعة! صفعة!

بعد ذلك، ألقى لؤي سعيد على الأرض، وأتبعه بصفعتين قويتين.

أصوات صفعات!

سعل سعيد، وبصق بضع قطرات من الدم، ثم أفاق وهو يحدق في باسل ورفيقه بعينين مليئتين بالخوف.

"أنتم...... من تكونون؟"

رد باسل بهدوءٍ بعد أن جلس:

"هل تعتقد عائلة آدم أن بإمكانها السيطرة على مدينة الشيخ زويد بيد واحدة وأن تفعل ما تشاء بلا رادع؟"

وأضاف: "من أجل توفير قلب لابنتك، تعاملتم مع حياة الأطفال الآخرين كما لو كانت بلا قيمة!"

"أظن أن مثل هذه الأفعال ليست غريبة عن عائلتكم، أليس كذلك؟"

في ذهن باسل، وبما أنه قد تمكن من تأمين سلامة الفتاة الصغيرة ري ري بشكل مؤقت، شعر براحة نفسية مؤقتة.

أما عن التدابير التي قد تتخذها عائلة آدم لمواجهته، فلم تكن ضمن نطاق اهتماماته على الإطلاق.

وباعتباره ملك الأراضي الغربية، فإن عائلة صغيرة مثل عائلة آدم، بل حتى عشر عائلات مثلها، لن تشكل أي تهديد له.

وإذا أصروا على استفزازه، فلن يتردد في إبادتهم بالكامل بضربة واحدة من قوته.

"أنت...... ما علاقتك بها؟" قال سعيد بينما استمرت الدماء بالتدفق من فمه.

"إنها ابنتي!" رد باسل بهدوء مرة أخرى.

"ماذا؟" صرخ سعيد بدهشة.

"هذا مستحيل! لقد تحققنا بالفعل، إنها مجرد طفلة غير شرعية، وحتى والدتها لا تعرف من هو والدها......"

صدمة!

قبل أن يُكمل كلماته، ركله لؤي بقدمه، فاندفع بسرعة ليصطدم بالعمود الجداري خلفه.

صوت ارتطام!

بصق كمية كبيرة من الدم، بينما تهشمت عدة أضلاع من جسده.

"إذا لم تضبط لسانك، لن تعش لثلاث ساعات!" قال لؤي بصوت غاضب.

"أنتم...... كيف تجرؤون على فعل هذا بي؟ عائلة آدم لن تترككم وشأنكم......" رد سعيد بصعوبة وهو يصرخ من الألم.

"هاها، حقًا؟" قال باسل بينما أشعل سيجارة وأخذ منها نفسًا.

"إذا أرادت عائلتكم الصفح عني، يجب أن تسألوني أولًا إن كنت أوافق!"

"هل تصدقني إن قلت إنه بعد اليوم، لن يكون لعائلتكم وجود في مدينة الشيخ زويد؟"

Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP