أمام بوابة المنتجع، ساد الصمت.ركزت جميع الأنظار على فيصل وليلى.حفلة عيد ميلاد الآنسة ليلى؟رئيس مجموعة التميز للاستثمار…أليس هو ….فيصل؟فتحت أفواه أفراد عائلة محمد في ذهول.شعرت منى وكأنها تدور في الفضاء!"لا! من المستحيل…""سيد ممدوح، هل هناك خطأ في فهمك…"كانت منى على وشك الانهيار، كيف يمكن أن يكون فيصل رئيس مجموعة التميز للاستثمار!"اسكتي!"صفع السيد ممدوح الرقيب وجه منى بقوة، وكشف عن هيبة من كان في موقع سلطة، مما جعلها ترتجف من الخوف وتسقط على الأرض.ثم توجه السيد ممدوح إلى ليلى، قائلا باحترام:"الآنسة ليلى، تفضلي بالانتقال إلى الداخل.""أنا…"وقفت ليلى في حالة من التوتر والارتباك، ولم تستطع تحريك قدميها، شعرت بشعور غير حقيقي.في تلك اللحظة، خرجت سيارة رولز رويس فاخرة طويلة ببطء من المنتجع، وجاء السيد ممدوح ليفتح الباب لفيصل وليلى.هذه الخدمة الفائقة أثارت ضجة في نفوس الحاضرين."انتظري."استدار فيصل، ونظر إلى منى، وقال بلطف: "هل يجب أن تعيدي لي هديتي التي على رقبتك؟"شعرت منى كأن الأنظار تحرقها."فيصل… فيصل، ماذا تعني بهذا؟ هذا… هدية عيد ميلاد من السيد طارق!"أجابت منى بارتباك.
لم ينتظر فيصل الرد.قائمة الهدايا كانت قد قدمت بالفعل."أرسل رئيس بلدية مدينة التلال السيد رياض توفيق هدية لوحة مرسومة من العصور القديمة …""عائلة فهمي، عائلة محمود، عائلة تامر قدمت كل منها سبع مائة ألف دولار كهدية!…""السيد فارس مرسي، والسيد فواز نبيل، ورئيسة مجلس الإدارة السيدة جميلة تميم…"عند دخولهم قاعة الحفل، صدم الناس مرة أخرى برؤية الشخصيات التي كانت تنتظرهم.من عالم السياسة والأعمال، ومن الجانبين الأبيض والأسود.جميع الشخصيات البارزة في مدينة التلال أتوا لتقديم الهدايا الثمينة!ابتلع الأخ سمير، المسؤول عن إعلان أسماء الهدايا، لعابه، رغم أنه شهد الكثير، إلا أنه لم ير هدايا بهذا البذخ من قبل!عند سماع هذه الهدايا، أصبحت عيون الجد محمد متلهفة، بينما كانت منى تغلي من الغيرة!"كم سيكون رائعا لو كانت هذه الهدايا لعائلة محمد.""جمعية مواد البناء، عائلة سعيد، قدمت أساور من اليشم بقيمة مائة وخمسون ألف دولار."توقف الأخ سمير قليلا، وعندما نظر إلى وجه السيد طلال الشاحب، ابتسم بسخرية."أوه، أليس هذا هو السيد طلال الذي جاء ليطلب من الآنسة ليلى استرداد ديونه؟ كيف حالك؟"ابتسم السيد طلال ابت
قال فيصل مبتسما: "أمي، أنا رئيس مجموعة التميز للاستثمار، بلا شك."احمر وجه السيدة سراب، وكانت تمسك بذراع فيصل بشدة، غير راغبة في تركه.إذا كان رئيس مجموعة التميز للاستثمار هو صهرها، فهل يعني ذلك أنها أصبحت أغنى سيدة في مدينة التلال؟!عندما تلتقي بصديقاتها القدامى، سيكون لها هيبة كبيرة!أولئك الصديقات القديمات اللاتي اعتدن النظر إليها بازدراء قليلًا، أخشى أنهن جميعًا سيجثون على ركبهم واحدة تلو الأخرى لإرضائها الآن!نظر الجد محمد إلى الهدايا المتراكمة أمامه، وعجز عن كبح حماسه، فرفع كأسه وقال: "عزيزتي ليلى، لدينا بعض المشكلات المالية في مجموعة محمد، هل يمكنك منح جدك بعض الهدايا كنوع من المساهمة للعائلة…"عند سماع ذلك، لم تعجب السيدة سراب بهذا."أيها الجد، أليس من المفترض أننا طردنا من عائلة محمد؟ ماذا يمكننا أن نقدم للعائلة؟"ابتسم الجد محمد بخجل: "كان ذلك مجرد مزاح، نحن عائلة، كيف يمكن أن نكون بعيدين عن بعضنا البعض؟""غدا! سأقوم بتنظيم حفل عودة كبير لكم."لكن فيصل قال: "أيها الجد، أليس من المفترض أن تكون شركة ليلى لا تزال تحت سيطرة منى؟""نعم! سأعيد شركة ليلى لها غدا.""وميراث العائلة؟"
"قال مديرنا إنه لا يعرف فيصل على الإطلاق."هذا… هل يعني أن فيصل يتظاهر بأنه رئيس مجلس الإدارة؟شعرت السيدة سراب بارتجاف في قلبها، وكأنها سقطت من الجنة إلى الجحيم.كانت ليلى تنظر إلى فيصل باستغراب، غير قادرة على فهم سبب تظاهره بأنه رئيس مجلس الإدارة."لكن هذه الهدايا، بالفعل تم إرسالها إلى ليلى."قالت سعاد بتحد: "على الرغم من أنني لا أعرف السبب الحقيقي، لكن هذه الهدايا تعكس نية رئيس مجلس الإدارة، نتمنى لك عيد ميلاد سعيد، آنسة ليلى."بعد أن أنهت كلامها، كانت تشعر بالغيرة الشديدة في قلبها.كانت تتوقع أن تسحق ليلى، لكن لم تتوقع أن تكون هي محط اهتمام رئيس مجلس الإدارة.لكن يبدو أن هذا فيصل، سيصبح موضع سخرية الجميع.نظرت سعاد إلى فيصل بسخرية.كان فيصل عاجزا عن الكلام، حيث أن مجموعة التميز للاستثمار كانت تدار من قبل مساعديه في السنوات الأخيرة، لذا كان من الطبيعي أن لا يعرفه الموظفون.سألت ليلى باستغراب: "فيصل، ماذا يحدث هنا؟"استدار فيصل وشرح لليلى: "عزيزتي، صدقيني، أنا حقا رئيس مجلس الإدارة.""يكفي!"نظرت ليلى إليه بغضب: "فيصل، هل يمكنك التوقف عن الكلام بهذه الطريقة؟ إذا كنت حقا رئيس مجلس ال
بعد أن أنهت سعاد حديثها، لم تجرؤ على البقاء طويلا، وتركت الهدايا وغادرت مسرعة.رغم أن الجميع لم يفهموا الأمر تماما، إلا أن ذلك لم يؤثر على أجواء الاحتفال بعيد الميلاد.على الرغم من أن فيصل ليس رئيس مجلس الإدارة، فإنه يعرف رئيس المجلس، لذا يمكنه أن يكون حلقة وصل، أليس كذلك؟لذلك، تم إحاطة عائلة ليلى بالضيوف الذين كانوا يمدحونهم بشكل مستمر.كانت السيدة سراب وسالم يشعران بالحماس الشديد، بعد سنوات، أخيرا يمكن لعائلتهما أن ترفع رأسها في عائلة محمد.قال الجد محمد بوجه ممتلئ: "ليلى، بما أن رئيس المجلس مدين لفيصل، هل يجب أن تطلبي منه أن يتحدث إلى رئيس المجلس ويمنح عائلة محمد استثمارا؟""ناهيك عن الكثير، بضعة ملايين هي بالتأكيد أمر سهل.""جدي… هذا…" كانت ليلى في حيرة."لماذا؟ هل لا تريدين؟ بصفتك شخصا من عائلة محمد، هل لا يمكنك مساعدتنا في هذا الأمر؟" بدا الجد غاضبا."جدي، ليس الأمر أننا لا نريد، لكن عيد الميلاد هذا مع الهدايا والفيلا، حتى أكبر ديون قد سددت. إذا طلبنا استثمارا، سيظن رئيس المجلس أنني غبية!"رأى فيصل أن الجد يستخدم نفس الأسلوب مرة أخرى، ولم يستطع إلا أن يتحدث.بالطبع يمكن أن يكون
"سيد فيصل، مجموعة التميز للاستثمار كبيرة جدا، من الطبيعي أن تجد الآنسة ليلى صعوبة في تصديق ذلك…""ماذا عن هذا، تم حل جمعية مواد البناء مؤخرا، دعنا نشكل شركة جديدة مع الثمانية عشر مديرا، ثم يمكنك أن تصبح الرئيس التنفيذي ماذا عن ذلك؟""على الرغم من أن هذا اللقب لا يناسب مقامك، إلا أن وجود هوية اجتماعية رسمية سيساعدك كثيرا…"فكر فيصل قليلا، ثم أومأ برأسه: "حسنا، إذا دع مجموعة التميز للاستثمار تمول ذلك، وليقدم المديرون السابقون مواردهم، ستكون هذه الشركة الجديدة مملوكة لمجموعة التميز للاستثمار، وسنسميها مجموعة الريادة!"عندما سمع السيد ممدوح ذلك، سر بشكل كبير، لأنه بذلك، أصبح أعضاء جمعية مواد البناء السابقين مرتبطين بمجموعة التميز للاستثمار!نظر فيصل إلى السيد ممدوح وقال: "لم لا تكون المدير العام، وسأكتفي بلقب رمزي.""هذا ما كنت أتمناه!" السيد ممدوح أومأ برأسه بفرح.في تلك اللحظة، لم تهدأ أصداء حفل عيد الميلاد بعد، لكن خبر تأسيس مجموعة الريادة من قبل الثمانية عشر مديرا السابقين بدأ يحدث ضجة كبيرة في الخارج.استثمار مجموعة التميز للاستثمار لمبالغ ضخمة في تأسيس مجموعة الريادة، وعند تأسيسها، س
كانت ليلى تكاد لا تستطيع كبح جماح غضبها: "سيد توفيق لا تفرط في التصرف، احذر أن أبلغ الشرطة!""هاها، هل تهددينني؟"ضحك توفيق بشكل جنوني وصفع ليلى على وجهها.تغطت ليلى بيديها محاولة الهرب، لكن توفيق أمسك بمعصمها، وأشار بيده إلى الطاولة: "تقدمي وافرشي، أريد أن أتمتع بك هنا، أيتها العاهرة، مع من تتظاهري؟""أفلتني!"تشنجت ليلى وجاهدت، لكنها لم تكن قادرة على مواجهة رجل.في لحظة يأس، أمسكت بإبريق الشاي الساخن على الطاولة، وضربت به على جبهة توفيق."آه، أيها العاهرة، هل تجرؤين على ضربي؟ أذا لم أنهيك، سأكتب اسمي بالمقلوب!"كان توفيق يضع يده على جبهته المدماة، يصرخ من الألم، وأخيرا أطلق سراح ليلى.أفلتت ليلى الإبريق وركضت مذعورة خارج النادي، وكان قلبها مليئا بالقلق، وتاهت في الشارع، غير عارفة إلى أين تذهب.بعد قليل، تلقت مكالمة من حمدي."أين أنت؟ تعالي إلى المنزل الآن!"عندما وصلت ليلى إلى المنزل القديم، كانت عائلة محمد قد اجتمعت في حالة من الغضب، وكانت النظرات الحادة تتجه نحوها.رأت أيضا حبيب منى، السيد طارق، يقف هناك، وكان الجد محمد يتحدث بأدب معه."جدي، ها هي مسببة المتاعب قد جاءت."قالت منى.
تجاهل فيصل نظرات أفراد عائلة محمد الحادة، وذهب ليساعد ليلى على النهوض: "زوجتي، تعالي لنعود إلى المنزل، لا تقلقي، أعدك أنك لن تتعرضي لأي أذى هذه المرة."ثم ساعد السيدة سراب، وخرج بأسرع ما يمكن من منزل عائلة محمد."ليلى، لقد ضربت توفيق، هل تظنين أنك تستطيعين الهروب دون تسليم نفسك؟""هذا يعني التضحية بنفسك للحفاظ على عائلة محمد، ورعاية والديك في شيخوختهما، هممم، عليك أن تفكري في الأمر جيدا…"توالت التهديدات من الجميع، مما جعل وجه ليلى يتحول إلى شحوب أكثر."فيصل، أعد والديي إلى المنزل، سأذهب لتسليم نفسي."بعد خروجهم من منزل عائلة محمد، أمسكت ليلى بيد فيصل فجأة، ودموعها تتدفق: "عليك أن تعتني بوالدي هل تفهم؟ لا أثق بأفراد عائلة محمد، لكنني أثق بك."أصبحت السيدة سراب قلقة عند سماع ذلك.شددت على ليلى قائلة: "فيصل، لماذا لا تذهب بدلا من ليلى لتسليم نفسك؟ لقد عانت ليلى كثيرا في هذه السنوات، كل ذلك بسببك."شعر فيصل بخيبة أمل في قلبه.لكنه تذكر ما مرت به عائلة ليلى في السنوات الماضية، وكانت جميعها نتيجة لأفعاله.تظاهر بعدم سماع ما قالته السيدة سراب، وأجاب بجدية: "لقد أخبرتك، هذه مسألة صغيرة، لا دا