"آه.... سامي الفارس كان مذهولاً، هذا..."."لن توافق؟""لا أجرؤ.... لا أجرؤ....أخي وائل، استمتع بوقتك، استمتع...." وبعد هذه الكلمات، لم يجرؤ سامي الفارس على النظر إلى سونيا السعيد، فقبض على مفاتيحه وهرب بسرعة."سامي الفارس! أيها اللعين"! سونيا السعيد كانت ترتجف من الغضب. لم تتوقع أن يكون سامي الفارس، الذي يبدو محترماً، بهذه الدرجة من الجبن. بينما كان بقية الزملاء يتجنبون التدخل، كل واحد منهم يبدو خائفاً من التورط.في الغرفة، كان يوسف بن علي الوحيد الذي بقي بوجه بلا تعبيرات. السبب لم يكن لأنه خائف، بل لأن وائل جابر هو الشخص الذي قام يوسف بتدريبه سراً عندما كان لا يزال في عائلة آل فهد.في ذلك الوقت، كان وائل جابر شاباً بدأ في حياة الشوارع بدون مال أو نفوذ، وكاد أن يُقتل عدة مرات. في إحدى تلك المرات، التقى به يوسف بن علي ورأى فيه إمكانيات، فقرر مساعدته.لم يكن يتوقع أن وائل جابر قد تطور إلى هذا الحد في بضع سنوات فقط.لكن يوسف لم يكن ينوي التعرف عليه، فبعد كل هذه السنوات، لم يعد وريث عائلة آل فهد، ووائل قد لا يعترف به.في تلك اللحظة، بينما كان وائل جابر ينظر بشكل عشوائي إلى الأشخاص في الغرف
في صباح اليوم التالي، وصل يوسف بن علي إلى أحد أكثر مراكز التسوق ازدحاماً في مدينة البحر الجنوبي على دراجته الكهربائية الصغيرة، وشعره غير مرتب وعيناه نصف مغمضتين من النعاس.كانت شركة الاستثمارات آل فهد تقع في موقع ذهبي في هذا الحي التجاري.الليلة الماضية، اتصل به ياسر بن فهد ليخبره بأن إجراءات تسليم الشركة قد اكتملت، وكل ما عليه فعله اليوم هو التوقيع.بعد كل شيء، هذه شركة اشتراها بمبلغ 14,000,000 دولار، لذا كان يوسف مهتماً جداً بها، ولم يكن لديه وقت حتى لتناول الإفطار وجاء مسرعاً في الصباح الباكر.في ردهة الشركة، كان الناس يأتون ويذهبون، وكلهم من النخبة يرتدون بدلات رسمية أنيقة. أما يوسف، فكان يرتدي ملابس عادية، مما جعله يبدو غير متناسب مع هذا المكان.بينما يتذكر أن هؤلاء الأشخاص سيكونون موظفيه في المستقبل، نظر يوسف إلى الناس بنظرة تحليلية."أنت؟ يوسف بن علي؟ كيف أتيت إلى هنا؟"عند باب المصعد، مرت بجانبه فتاة فائقة الجمال، وتوقفت للحظة مذهولة قليلاً.شعرت سونيا السعيد بالقلق فجأة، فقد تذكرت أن يوسف كان يسبب المشاكل لزملائهم في فندق بلاتينيوم الليلة الماضية، والآن يبدو أنه يتبعها.هل يمك
"تريدين مني أن أخرج؟"يوسف بن علي ابتسم بسخرية. كيف يمكن لموظفة أن تطلب من رئيسها أن يغادر؟"هل لا تفهم ما أقوله؟ قلت لك أن تغادر! لا يهمني من قام بتوظيفك أو ما هو خلفيتك. كلمة واحدة فقط، اخرج فوراً!" قالت سونيا السعيد بغضب شديد.بعد قول ذلك، أخرجت سونيا حزمة من المال من حقيبتها ورمتها على الأرض بغضب قائلة: "لا تريد المغادرة، أليس كذلك؟ أليس كل ما تريده هو المال؟ خذ المال واغرب عن وجهي!"في تلك اللحظة، فُتح المصعد الخاص بالرئيس التنفيذي بصوت "بيب"، وانحنى الموظفون في المكان بسرعة لتحيته.بعد ذلك مباشرة، جاءت شابة في العشرينيات من عمرها، ترتدي بنطالاً جلدياً أنيقاً وقميصاً أبيض، وشعرها مربوط في ذيل حصان طويل، حاملة حقيبة وثائق وسارت بسرعة نحوهم.كانت جمالها مشابهًا لجمال سونيا السعيد، لكن شخصيتها وأناقتها كانتا لا تقارنان.لم تلتفت الشابة إلى أي شخص آخر، بل تقدمت بسرعة نحو يوسف بن علي وانحنت بزاوية 90 درجة قائلة: "عذرًا، سيدي الرئيس، لقد تأخرت."نظر يوسف إلى الشابة وتذكرها، كانت هي ندى الكيلاني، التي كانت تعمل معه سابقاً في عائلة آل فهد. لم يتوقع أن تكون الآن سكرتيرة الرئيس التنفيذي لشر
سونيا السعيد كانت وجهها محمراً بالعار، ونظرات يوسف بن علي الواضحة جعلتها تشعر بالخجل. ليلة البارحة كانت متعجرفة أمامه، ورفضت حتى الغناء معه، أما اليوم فهي تقف هنا لتخضع لأمره.نظر يوسف إليها للحظة، رغم أن زميلته القديمة كانت تبدو متعجرفة بعض الشيء، إلا أنها لم تكن سيئة بطبيعتها.فكر يوسف للحظة ثم قال بهدوء: "لن أطردك من أجل هذا الأمر. أما بخصوص ترقيتك، دعيني أرى قدراتك أولاً."بعد أن قال ذلك، لم يكن يوسف مهتماً بالحديث مع سونيا أكثر. فقد تولى إدارة الشركة حديثاً ولم يتعرف بعد على تفاصيل العمليات، فلا وقت لديه لإضاعة الوقت في التحدث معها.رغم أن سونيا كانت جميلة، إلا أن يوسف قد رأى الكثير من النساء الجميلات، ولا يمكن أن تقارن بزوجته مروة زين.قامت شركة الاستثمارات آل فهد بتعيين رئيس تنفيذي جديد وأعلنت عن إيقاف جميع خطط الاستثمار الحالية، بل وأضافت استثمارات بقيمة 7 ملايين دولار للمشاريع ذات الجودة العالية.انتشر هذا الخبر كالصاعقة في مدينة البحر الجنوبي خلال نصف يوم.أصبح الجميع على علم بأن هذا يمثل تغييراً جذرياً في موازين القوى بين العائلات الكبرى في المدينة.من يتمكن من بناء علاقة قو
"ماذا؟" تفاجأ يوسف بن علي لدرجة أنه نسي حتى ابتلاع قطعة اللحم التي في فمه. متى حدث هذا الأمر؟ ولماذا لا يعلم به؟عندما رأت نورة زين مظهر يوسف وكأنه لم يأكل منذ أيام، ازداد شعورها بالاشمئزاز. فقالت ببرود: "لا تخف، سأخبرك الآن. الأخ شهراني الحجازي تقدم رسمياً لطلب يدي من عائلتنا، وسيأتي الليلة مع هدية الخطبة. لذا، إذا كنت ذكياً، اجلس بهدوء. وإن لم تكن..."عند هذه النقطة، ضحكت نورة زين ببرود. على الرغم من أن عائلة زين تعمل في مجالات مشروعة، إلا أن لديهم بعض الحراس الشخصيين. وإذا تجرأ هذا الفاشل على التسبب في المشاكل، فيمكنهم كسر رأسه."حسناً، الجميع يلتزم الصمت. الجد لديه إعلان مهم ليقوم به!"في أعلى الطاولة، ضرب الجد زين على الطاولة بيده وعلامات الترقب تظهر على وجهه وقال: "لا بد أنكم سمعتم بالأخبار. شركة الاستثمارات آل فهد قد غيرت الرئيس التنفيذي فجأة، والرئيس الجديد ألغى جميع الاستثمارات السابقة التي تم الاتفاق عليها وأضاف 7 ملايين دولار لاستثمارات جديدة...""لا نعلم من هو هذا الرئيس الجديد الغامض، لكن ظهوره يمثل فرصة عظيمة لعائلتنا زين!"عدد لا يحصى من العائلات والشركات في مدينة البحر
توجهت أنظار الجميع نحو شهراني الحجازي، الذي كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة، وكان شعره مصففًا بعناية للخلف، مما جعله يبدو في قمة النشاط والأناقة. في يده صندوق هدايا وهو يدخل بابتسامة مشرقة."دعونا نرحب بتصفيق حار بالسيد شهراني!" صاح أحد الشبان بحماس.فوراً تعالت أصوات الهتاف والتصفيق في القاعة.مقارنةً بيوسف بن علي، الزوج العاجز، كان شهراني الحجازي الشاب الناجح والمحبوب أكثر قبولاً واحتراماً في عائلة زين.الأهم من ذلك، أن شهراني الحجازي يستطيع مساعدة عائلة زين!في عيون أفراد عائلة زين، كان شهراني الحجازي أشبه بإله المال الذي جاء ليحل مشاكلهم.دخل شهراني الحجازي بابتسامة وثقة، ولوّح للحضور بطريقة أشبه بالمشاهير على السجادة الحمراء."الجد زين، جئت بدون دعوة وأعتذر على الإزعاج، لكنني شخص صريح وأحب أن أقول ما في قلبي مباشرة."تابع شهراني الحجازي بابتسامة عازمة: "لقد أحببت مروة زين من النظرة الأولى، لكن للأسف، تزوجت من رجل عاجز!""طوال الثلاث سنوات الماضية، اعتبرت هذا الزواج مزحة، ولكن ماذا عن الألم الذي تعيشه مروة؟ أحبها ولا أريد أن تراها تعاني بعد الآن. لهذا جئت اليوم لأقولها بكل وضوح أمام عائ
بينما كانت مروة زين تشعر ببعض الارتباك، بدأ قلبها يدفأ قليلاً، وشعرت بشيء من الغرابة.كانت تعتقد منذ البارحة أن الورود وقلب النهرين قد تكون هدية من شهراني الحجازي. والآن بعد أن اعترف بنفسه، تأكدت من ذلك.لم تتوقع أن يكون شهراني رجلًا يفعل ما يقول. لقد قال البارحة في الصباح إنه سيرسل الورود، وفي المساء كانت قد وصلت، حتى قلب النهرين كان جاهزًا.هذا شيء لا يمكن ترتيبه بسرعة، لذا كان من المحتمل أنه كان يستعد لهذه اللحظة منذ فترة طويلة.رغم أنها متزوجة، وكانت تعلم أنها لا تستطيع الموافقة على هذا الزواج، إلا أنها شعرت ببعض التأثر والحرج.في هذه اللحظة، قال طارق زين وهو يقف ويشير نحو يوسف بن علي بضحكة عالية: "انظروا إلى وجه يوسف! يبدو كأنه متجمد من الخوف! هاهاها!"عندما سمع الآخرون حديثه، بدؤوا بالضحك والاحتفال.في الحقيقة، كان وجه يوسف بن علي مظلمًا جدًا في تلك اللحظة. لم يكن هذا بسبب الخوف، بل بسبب شعوره بالغضب من جرأة شهراني على سرقة الفضل."شهراني، انظر إلى هذا الصهر الفاشل، ربما يفكر في ضربك الآن!" تابع طارق ضاحكًا."هل يجرؤ؟ هذا الفاشل لا يجرؤ على لمس شعرة من شهراني! هاهاها!""هذا الصهر
ساد الصمت في قصر عائلة زين في تلك اللحظة، حيث كان الجميع يحدق في يوسف بن علي بتعبيرات مليئة بالذهول والدهشة. كيف يمكن لهذا الزوج الذي يعيش في منزل زوجته أن يتحدث بثقة هكذا؟ هل هو يعرف حقًا من هو المدير الجديد لشركة آل فهد للاستثمارات؟ضحك شهراني الحجازي بسخرية، قائلًا: "حسنًا! قل لنا إذن! من هو مديرنا الجديد؟"أشار يوسف إلى نفسه بيده، قائلاً بهدوء: "المدير الجديد لشركة آل فهد للاستثمارات... هو أنا."عم الذهول المكان، وساد صمت تام.ولكن في اللحظة التالية..."أنت؟ ههههههه!" ضحك شهراني الحجازي بشدة، واضعًا يده على بطنه.بعد لحظات من الضحك، التفت شهراني الحجازي إلى الجد زين، قائلاً: "يا جد زين، كنت أعتقد أن زوج ابنتكم مجرد شخص يتظاهر فقط، لكن اتضح أنه مجنون تمامًا."عند سماع ذلك، انفجر زين وأبناؤه بالضحك، وبدأوا في النظر إلى يوسف وكأنه أحمق.قال سامي الفارس ببرود: "يوسف، أنت مجرد زوج يعيش في منزل زوجته، لماذا تتظاهر بأنك مدير؟"علقت عائشة زين باستهزاء: "يوسف، لا داعي للمبالغة، الكذب سهل، لكننا جميعًا نعرف من أنت."ثم تدخلت ليلى السعدي بغضب: "يوسف! عد إلى مكانك فورًا ولا تسبب لنا الإحراج!"