الفصل 12
سونيا السعيد كانت وجهها محمراً بالعار، ونظرات يوسف بن علي الواضحة جعلتها تشعر بالخجل. ليلة البارحة كانت متعجرفة أمامه، ورفضت حتى الغناء معه، أما اليوم فهي تقف هنا لتخضع لأمره.

نظر يوسف إليها للحظة، رغم أن زميلته القديمة كانت تبدو متعجرفة بعض الشيء، إلا أنها لم تكن سيئة بطبيعتها.

فكر يوسف للحظة ثم قال بهدوء: "لن أطردك من أجل هذا الأمر. أما بخصوص ترقيتك، دعيني أرى قدراتك أولاً."

بعد أن قال ذلك، لم يكن يوسف مهتماً بالحديث مع سونيا أكثر. فقد تولى إدارة الشركة حديثاً ولم يتعرف بعد على تفاصيل العمليات، فلا وقت لديه لإضاعة الوقت في التحدث معها.

رغم أن سونيا كانت جميلة، إلا أن يوسف قد رأى الكثير من النساء الجميلات، ولا يمكن أن تقارن بزوجته مروة زين.

قامت شركة الاستثمارات آل فهد بتعيين رئيس تنفيذي جديد وأعلنت عن إيقاف جميع خطط الاستثمار الحالية، بل وأضافت استثمارات بقيمة 7 ملايين دولار للمشاريع ذات الجودة العالية.

انتشر هذا الخبر كالصاعقة في مدينة البحر الجنوبي خلال نصف يوم.

أصبح الجميع على علم بأن هذا يمثل تغييراً جذرياً في موازين القوى بين العائلات الكبرى في المدينة.

من يتمكن من بناء علاقة قوية مع الرئيس التنفيذي الجديد لشركة الاستثمارات آل فهد في هذا الوقت، سيحقق نمواً سريعاً ويصبح أحد أقوى العائلات في المدينة.

عائلة زين لم تكن لتظل غير مبالية، لذلك أعلن الجد زين على الفور عن تنظيم مأدبة عائلية ودعا جميع أفراد العائلة للحضور.

اتصلت مروة زين بيوسف على الفور، وطلبت منه العودة إلى المنزل بسرعة للاستعداد للمأدبة.

عاد يوسف بسرعة إلى المنزل، ليجد مروة جالسة في سيارتها الحمراء من طراز بورشه، وهي تنظر إلى هاتفها بتململ.

"زوجتي، تأخرت قليلاً." قال يوسف وهو يهرع نحو مروة.

كانت مروة ترتدي فستاناً ضيقاً ومزينة بدبوس وردة أنيق على صدرها.

"قلب مدينة النهرين؟" أضاءت عينا يوسف قليلاً، فقد كان يعرف تماماً كيف حصلت عليه. لم يتوقع أن زوجته تحب هذا الشيء كثيراً.

ابتسم يوسف عند هذا التفكير.

لكن مروة نظرت إليه ببرود وقالت: "إذا نظرت إلي هكذا مرة أخرى، سأقتلع عينيك من مكانهما..."

"لن أنظر، لن أنظر..." تفاجأ يوسف وسرعان ما حول نظره بعيداً.

"أيضاً، الليلة هي مأدبة عائلة زين، لذا تجنب الحديث والنظر كثيراً، ولا تجعل عائلتنا تبدو سخيفة مرة أخرى."

"حسناً، فهمت." قال يوسف وهو يصعد إلى السيارة. لكن قبل أن يضع حزام الأمان، سمع صوتاً صارخاً من الخلف.

"يوسف، هل تنوي الذهاب إلى المأدبة بملابس بالية؟ وما هذه الرائحة الكريهة؟ هل أخذتها من مكب النفايات؟" قالت ليلى السعدي، حماته، بنبرة أكثر برودة. لم تكن تستطيع تحمل هذا الصهر بعد الآن.

كانت ليلى ترتدي فستاناً قصيراً يُبرز ساقيها الطويلتين، مما منحها مظهراً ناضجاً وجذاباً، أنيقاً ومثيراً في آن واحد.

بالمقارنة مع ملابسها، كان مظهر يوسف عادياً جداً وباهتاً.

لكن يوسف لم يكن في مزاج للجدال معها، فاكتفى بالابتسام ولم يقل شيئاً.

عندما رأت ليلى مظهره اللامبالي، ارتجفت غضباً وقالت: "كيف تزوجت ابنتي من هذا الفاشل؟ عائلتنا تعيسة الحظ حقاً!"

"أمي، لا تغضبي، لقد أفسدتِ مكياجك." قالت مروة بحسرة وهي تقود السيارة، لم يكن لديها ما تقوله عن مظهر يوسف.

"كيف لا أغضب؟ انظري إلى أزواج الآخرين، ثم انظري إلى زوج ابنتي!" قالت ليلى وهي تشير إلى يوسف. "اسمعني جيداً، لا تظن أن سكوتك سيحل الأمر. غداً صباحاً سنذهب إلى مكتب الزواج ونحصل على شهادة الطلاق. وهذه مكافأتك، هل تفهم؟"

بعد أن قالت ذلك، أخرجت ليلى من حقيبتها حفنة من الأموال ورمتها بشدة على وجه يوسف.

جلس يوسف دون أن يتحرك، وكأنه لم يشعر بشيء.

كانت مروة تشعر ببعض الأسف، لكنها عندما رأت لامبالاة يوسف، شعرت بالحنق، فقد كان بإمكانه أن يظهر القليل من العزيمة لتجنب إحراجها.

بصعوبة كبيرة، تمكنت مروة من كبح رغبتها في طرد يوسف من السيارة.

عند بوابة فيلا عائلة زين، كانت السيارات الفاخرة مصطفة، وكانت القاعة ممتلئة بالضيوف.

وصلت نورة زين، الأخت الصغرى لمروة، لكنها كانت ترتدي زيها المدرسي، على ما يبدو لأنها لم يكن لديها وقت لتغيير ملابسها بعد المدرسة.

لكن زيها المدرسي أضفى عليها جواً خاصاً من الشباب، مما جعل الكثير من الرجال في القاعة ينظرون إليها بإعجاب. كانت الأخوات زين فعلاً مذهلات، وعندما تكبر نورا، ستكون بلا شك مرأة جميلة للغاية.

جلست العائلة، واقترب العديد من أفراد عائلة زين لتحيتهم، وفي مثل هذه المناسبات، كان يوسف يبدو كأنه غير مرئي، فلم يكن أحد يرغب في النظر إليه.

لم يكن يوسف يهتم كثيراً، فهو يعلم مكانته في عائلة زين. حضر فقط من أجل التواجد، وما يهمه هو الاستفادة من الطعام.

لكن يبدو أن شخصاً ما لم يكن ليدعه وشأنه. جلست نورة زين بجواره وقالت ببرود: "أيها الفاشل، هل تعلم أنك اعتباراً من الغد ستُطرد من عائلة زين؟"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP