توجهت أنظار الجميع نحو شهراني الحجازي، الذي كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة، وكان شعره مصففًا بعناية للخلف، مما جعله يبدو في قمة النشاط والأناقة. في يده صندوق هدايا وهو يدخل بابتسامة مشرقة."دعونا نرحب بتصفيق حار بالسيد شهراني!" صاح أحد الشبان بحماس.فوراً تعالت أصوات الهتاف والتصفيق في القاعة.مقارنةً بيوسف بن علي، الزوج العاجز، كان شهراني الحجازي الشاب الناجح والمحبوب أكثر قبولاً واحتراماً في عائلة زين.الأهم من ذلك، أن شهراني الحجازي يستطيع مساعدة عائلة زين!في عيون أفراد عائلة زين، كان شهراني الحجازي أشبه بإله المال الذي جاء ليحل مشاكلهم.دخل شهراني الحجازي بابتسامة وثقة، ولوّح للحضور بطريقة أشبه بالمشاهير على السجادة الحمراء."الجد زين، جئت بدون دعوة وأعتذر على الإزعاج، لكنني شخص صريح وأحب أن أقول ما في قلبي مباشرة."تابع شهراني الحجازي بابتسامة عازمة: "لقد أحببت مروة زين من النظرة الأولى، لكن للأسف، تزوجت من رجل عاجز!""طوال الثلاث سنوات الماضية، اعتبرت هذا الزواج مزحة، ولكن ماذا عن الألم الذي تعيشه مروة؟ أحبها ولا أريد أن تراها تعاني بعد الآن. لهذا جئت اليوم لأقولها بكل وضوح أمام عائ
بينما كانت مروة زين تشعر ببعض الارتباك، بدأ قلبها يدفأ قليلاً، وشعرت بشيء من الغرابة.كانت تعتقد منذ البارحة أن الورود وقلب النهرين قد تكون هدية من شهراني الحجازي. والآن بعد أن اعترف بنفسه، تأكدت من ذلك.لم تتوقع أن يكون شهراني رجلًا يفعل ما يقول. لقد قال البارحة في الصباح إنه سيرسل الورود، وفي المساء كانت قد وصلت، حتى قلب النهرين كان جاهزًا.هذا شيء لا يمكن ترتيبه بسرعة، لذا كان من المحتمل أنه كان يستعد لهذه اللحظة منذ فترة طويلة.رغم أنها متزوجة، وكانت تعلم أنها لا تستطيع الموافقة على هذا الزواج، إلا أنها شعرت ببعض التأثر والحرج.في هذه اللحظة، قال طارق زين وهو يقف ويشير نحو يوسف بن علي بضحكة عالية: "انظروا إلى وجه يوسف! يبدو كأنه متجمد من الخوف! هاهاها!"عندما سمع الآخرون حديثه، بدؤوا بالضحك والاحتفال.في الحقيقة، كان وجه يوسف بن علي مظلمًا جدًا في تلك اللحظة. لم يكن هذا بسبب الخوف، بل بسبب شعوره بالغضب من جرأة شهراني على سرقة الفضل."شهراني، انظر إلى هذا الصهر الفاشل، ربما يفكر في ضربك الآن!" تابع طارق ضاحكًا."هل يجرؤ؟ هذا الفاشل لا يجرؤ على لمس شعرة من شهراني! هاهاها!""هذا الصهر
ساد الصمت في قصر عائلة زين في تلك اللحظة، حيث كان الجميع يحدق في يوسف بن علي بتعبيرات مليئة بالذهول والدهشة. كيف يمكن لهذا الزوج الذي يعيش في منزل زوجته أن يتحدث بثقة هكذا؟ هل هو يعرف حقًا من هو المدير الجديد لشركة آل فهد للاستثمارات؟ضحك شهراني الحجازي بسخرية، قائلًا: "حسنًا! قل لنا إذن! من هو مديرنا الجديد؟"أشار يوسف إلى نفسه بيده، قائلاً بهدوء: "المدير الجديد لشركة آل فهد للاستثمارات... هو أنا."عم الذهول المكان، وساد صمت تام.ولكن في اللحظة التالية..."أنت؟ ههههههه!" ضحك شهراني الحجازي بشدة، واضعًا يده على بطنه.بعد لحظات من الضحك، التفت شهراني الحجازي إلى الجد زين، قائلاً: "يا جد زين، كنت أعتقد أن زوج ابنتكم مجرد شخص يتظاهر فقط، لكن اتضح أنه مجنون تمامًا."عند سماع ذلك، انفجر زين وأبناؤه بالضحك، وبدأوا في النظر إلى يوسف وكأنه أحمق.قال سامي الفارس ببرود: "يوسف، أنت مجرد زوج يعيش في منزل زوجته، لماذا تتظاهر بأنك مدير؟"علقت عائشة زين باستهزاء: "يوسف، لا داعي للمبالغة، الكذب سهل، لكننا جميعًا نعرف من أنت."ثم تدخلت ليلى السعدي بغضب: "يوسف! عد إلى مكانك فورًا ولا تسبب لنا الإحراج!"
"يا سيد شهراني، لماذا تضيع وقتك في الحديث مع أحمق؟ لا أصدق كلمة واحدة مما يقوله!"في هذه اللحظة، لم يعد طارق زين يتحمل الأمر. تقدم للأمام وأخذ هاتف يوسف بن علي القديم من يده، وألقاه على الأرض، مشيرًا إلى يوسف وهو يصرخ: "أنت زوج بالاسم فقط! تقضي يومك في التظاهر! أدلة؟ سأرمي الأدلة في وجهك!""اخرج! اخرج فوراً! مجرد وجودك في نفس المنزل يجعلني أشعر بالاشمئزاز!""كيف يمكن أن يكون لدينا في عائلة زين شخص مثلك...؟""أنت عار!"في هذه اللحظة، تقدم عدد من أفراد عائلة زين، لأن يوسف كان يسبب لهم إحراجًا كبيرًا.كانوا يعرفون بالطبع أن يوسف لا يمكن أن يكون الرئيس الجديد لشركة الاستثمارات آل فهد، لكنهم شعروا وكأن ذكاءهم يُداس تحت أقدام يوسف."هذا... "لم يكن يوسف يتوقع أبدًا أن ندى الكيلاني قد ألغت رقم هاتفها الذي كانت تستخدمه قبل ثلاث سنوات.المشكلة هي أنها لم تخبره بأنها غيرت هاتفها اليوم، ولم يعد بإمكانه التواصل معها الآن."صفعة!"بينما كان الجميع مستعدًا لمواصلة المشاهدة، قامت ليلى السعدي فجأة من مقعدها وتقدمت نحو يوسف بن علي، وبدون أي مقدمات، صفعته على وجهه.كانت الصفعة مفاجئة لدرجة أن يوسف لم يت
عندما سمع الجد زين كلام شهراني الحجازي، خفق قلبه بشدة. نعم، إذا استمر يوسف في التصرف بهذه الطريقة، فقد يتسبب في هلاك عائلة زين."يا جد زين، الليلة لديكم حفلة، ومن غير المحبذ رؤية الدم. دعني ألقن هذا الأحمق عديم الفائدة درسًا بالنيابة عنكم!"عندما رأى الجد زين أن شهراني الحجازي يستعد للتحرك، لم يحاول إيقافه على الإطلاق.أما بقية أفراد عائلة زين، فقد كانوا يتابعون الموقف وكأنهم يشاهدون عرضًا، فهم منذ فترة طويلة غير مرتاحين ليوسف، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يعاقبه شهراني.ابتسم شهراني الحجازي ابتسامة خبيثة، ثم اندفع بضعة خطوات، وأطلق ركلة طائرة مباشرة نحو وجه يوسف.لقد تدرب لعدة سنوات في صالة الألعاب الرياضية، وتعلم التايكوندو من مدرب خاص لسنوات، وحصل على حزام أسود. وعندما أطلق تلك الركلة، كانت مليئة بالقوة والسرعة."أعتقد أن السيد شهراني هو خبير في التايكوندو بحزام أسود، أليس كذلك؟ يوسف انتهى، استعدوا لرؤيته يُخرج محمولاً!""لكن هذا الشاب أحمق جدًا، لو لم يكن من غير اللائق لنا كأفراد عائلة زين أن نتدخل، لكنت فعلت ذلك بنفسي!""يستعرض نفسه ويقول إنه الرئيس التنفيذي؟ سأجعله لا يعرف حتى ك
ماذا؟الجميع كانوا مصدومين، ما الذي يحدث هنا؟أليس كل ما فعله يوسف هو مجرد رفع يده اليمنى؟ كيف سقط شهراني الحجازي بهذه الطريقة؟هل لدى هذا الأحمق بالفعل هذه المهارة؟أم أن الأمر كان مجرد صدفة عمياء؟لكن معظم الناس مالوا إلى الخيار الثاني، إذ لا يمكن وصف الأمر إلا بسوء حظ شهراني الحجازي. كل ما فعله يوسف هو حركة بسيطة بيده، ومع ذلك سقط شهراني أرضًا."يو... يوسف... انتظرني..."قال شهراني الحجازي وهو يرتعش على الأرض، وبصعوبة بالغة تمكن من النهوض، ثم أشار إلى يوسف وصرخ بغضب: "سأقتلك، سأقتلك بالتأكيد، انتظرني..."الجميع كانوا ينظرون إلى شهراني الحجازي الذي كان ينزف من أنفه، ثم نظروا إلى يوسف بنظرات شفقة.ما هي الموارد التي يملكها هذا الزوج المتطفل؟أما شهراني الحجازي فالأمر مختلف، فهو مدير متوسط في شركة الاستثمارات آل فهد، وإذا أراد، يمكنه بسهولة التخلص من يوسف بنقرة إصبع.لكن يوسف لم يكلف نفسه عناء الرد على شهراني الحجازي في هذه اللحظة، بل التقط الهاتف من الأرض واتصل بأحمد آل فهد."مرحبًا، يوسف، هل هناك شيء ما؟" جاء الصوت من الجهة الأخرى بحماس من أحمد آل فهد.نظر يوسف إلى شهراني الحجازي الم
عندما ذُكر اسم وائل جابر، شهق أفراد عائلة زين بصدمة!من هو وائل جابر؟ إنه أحد أشهر الأشخاص القساة في مدينة البحر الجنوبي! العديد من العائلات الكبيرة تحاول كسب وده، ولكن بلا جدوى.هل استطاع حقًا شهراني الحجازي، هذا الزوج المرتقب، أن يجلبه؟ هذا مذهل حقًا!حتى الجد زين نظر إلى شهراني الحجازي بإعجاب، كان راضيًا جدًا عن هذا الزوج المرتقب لحفيدته."تريد أن تجعلني لا أرى شمس الغد؟ حسنًا"، قال يوسف مبتسمًا، "أنا حقًا فضولي كيف ستفعل ذلك وأنت على وشك أن تفقد كل شيء وتواجه الإفلاس...""هاهاها، هل فقد هذا الرجل عقله؟ السيد شهراني شاب ثري ولديه شيك بقيمة مليون دولار هنا، ويقول إنه على وشك الإفلاس؟ هل يعرف حتى ماذا يعني الإفلاس؟""آه، هؤلاء الأزواج المتطفلون في هذه الأيام، إما يشاهدون التلفاز طوال اليوم أو يقرأون الروايات. لم يدرسوا سوى بضع كلمات ويستخدمونها بلا معنى!""لو كنت مكانه، لكنت رحلت الآن. وإلا، عندما يصل وائل جابر، قد لا يرى هذا الوغد شمس الغد.""بالمناسبة، هل يجب أن نبلغ الشرطة؟""هل أنت مجنون؟ لماذا نبلغ الشرطة؟ اتصل بالإسعاف، ولا تدع هذا الأحمق يموت في منزلنا، سيكون هذا سيئ الحظ..."
"سيد شهراني، ما الأمر؟" سأل طارق زين بنبرة مفعمة بالتملق.استعاد شهراني الحجازي وعيه وأجاب مبتسمًا بابتكار عذر: "لا شيء، نائب رئيس الشركة دعاني لتناول مشروب معه. ليس لدي وقت الآن، لذا أجلت الموعد إلى الغد."عندما سمع أفراد عائلة زين ذلك، أصيبوا بالدهشة. نائب رئيس شركة الاستثمارات آل فهد يدعو شهراني الحجازي لشرب الخمر؟ وشهراني يرفض ويؤجل الموعد إلى الغد؟ هذا حقًا يظهر مكانته ونفوذه!لم يستطع أفراد عائلة زين مقاومة إظهار التملق، فاندفعوا جميعًا حول شهراني الحجازي ليكسبوا وده.في تلك اللحظة، سُمعت أصوات فرامل قوية عند مدخل الفيلا، وتوقفت عدة سيارات سوداء بسرعة.ثم فُتحت أبواب السيارات، وخرج منها عشرة رجال مفتولي العضلات وهم يحملون سكاكين كبيرة وعصي البيسبول.في وسط الرجال المفتولي العضلات، تقدم رجل يرتدي قميصًا أبيض بملامح شريرة، ولم يكن سوى وائل جابر الأسطوري.في تلك اللحظة، كان يحمل سيجارة في فمه، لكنه لم يشعلها، وكان ينظر إلى الفيلا أمامه بفضول."أخي وائل!"ركض شهراني الحجازي من بعيد نحو وائل جابر، وأخذ يتملقه بكل طاقته وأشعل له السيجارة بلطف.أومأ وائل جابر برأسه بينما كان يسير وق