صفع وائل جابر شهراني الحجازي مرة أخرى وقال ببرود: "ألا تعرف لماذا أضربك؟ هل تعتقد أن بإمكانك استفزاز شخص مثل يوسف؟""هو... أليس مجرد زوج متطفل لعائلة زين؟ أحمق لا قيمة له؟" كان شهراني الحجازي يندم بشدة، وكاد أن يتقيأ من شدة الغضب. الشخص الذي استدعاه بنفسه هو من يضربه الآن، وكل هذا بسبب الأحمق يوسف. لم يكن يفهم ماذا يحدث!"زوج متطفل؟" ضحك وائل جابر ببرود، وكان على وشك الكشف عن هوية يوسف، لكنه لاحظ أن يوسف ألقى نظرة عليه.ارتعش وائل بشكل لا إرادي وسأل بغضب: "هل أفلسَت؟ هل ضاعت 700 ألف دولار التي استثمرتها معك؟"أفراد عائلة زين كانوا يخشون التدخل، لكن عندما سمعوا ما قاله شهراني الحجازي، تغيّرت تعابير وجوههم. خاصة الجد زين، حيث بدا وجهه شاحبًا قليلًا.بخطوات مترددة، تقدّم الجد زين وسأل: "أخي وائل... هل تقول إن السيد شهراني قد أفلس بالفعل؟ هل هذا صحيح؟"الجد زين، الذي اعتاد التباهي أمام أفراد عائلته، لم يجرؤ على قول الكثير أمام شخص مثل وائل جابر. حقيقة أنه تمكن من طرح هذا السؤال كانت شجاعة بحد ذاتها.وائل جابر دحرج عينيه. هذا العجوز لا يعرف بالفعل هوية السيد يوسف. إذا قال السيد إن شهراني
"السيد شهراني، هل تفسر هذا؟ لقد أرسلت شخصًا للتأكد، واتضح أن هذه الشيكات لا يمكن صرفها."في تلك اللحظة، خرج الجد زين بعد أن أغلق الهاتف، ولوح بيده ورمى الشيكات في وجه شهراني الحجازي، وكانت ملامحه باردة للغاية.كان يعتقد أن المليون دولار قد أصبح في جيبه، لكنه لم يتوقع أن تفيق كلماته مع وائل جابر لتكشف الحقيقة. أرسل بسرعة شخصًا للتحقق، ليكتشف الحقيقة.في تلك اللحظة، كان الجد زين ممتلئًا بالكراهية تجاه شهراني الحجازي. طوال حياته، كان يقدّر سمعته أكثر من أي شيء آخر، والآن اكتشف أن الشخص الذي اختاره هو مفلس! كيف له أن يحافظ على ماء وجهه؟مسح شهراني الحجازي الدم من وجهه وقال بابتسامة متكلفة: "الجد زين، لا تنسَ أنني أحد أعضاء شركة استثمارات آل فهد. حتى لو أفلسَت، يمكنني النهوض مجددًا في أي وقت."عندما قال هذا، عبس الجد زين لا شعوريًا. هل كان شهراني الحجازي يحاول تهديده؟شركة استثمارات آل فهد مدعومة من عائلة آل فهد، العائلة الأولى في منطقة الجنوب. حتى العائلات الكبيرة لا تجرؤ على استفزازهم، وحتى كلب العائلة لديه نفوذ أكبر من الشخص العادي.مع هذا الخلفية، فإن نهوض شهراني الحجازي مرة أخرى لن يكو
رأى يوسف وجه مروة زين الشاحب من الخوف، فاشتعل الغضب بداخله.لم يهتم يوسف بليلى السعدي، بل سار مباشرة نحو شهراني الحجازي وقال بهدوء: "شهراني، أنا الذي ضربتك، لماذا تزعج امرأة؟ اتركي زوجتي، وسأذهب معكم."ارتعشت مروة زين ونظرت إلى يوسف بعدم تصديق.كانت تعلم أن الناس عادة يخشون الشرطة، ولم تتوقع أبدًا أن يكون ليوسف الشجاعة ليقف في هذا الوقت ويعرض الذهاب معهم طواعية."لا تقلقي، أنت زوجتي، سأحميك." ابتسم يوسف بلطف وتوجه إلى المفتش يونس قائلاً: "أنا الذي ضربته، أعترف بذنبي."شعرت مروة زين أن عينيها تدمعان قليلاً. هذا الرجل، رغم أنه لم يكن طموحًا ورغم أنه كان يبدو بلا قيمة، إلا أنه اليوم، من أجلها، كان على استعداد لتحمل الذنب."مروة، هل أنت بخير؟" ركضت ليلى السعدي بسرعة نحو مروة زين، وهي تفحصها بقلق."أمي، أنا بخير، لكن يوسف..." تنفست مروة الصعداء، لكنها نظرت إلى يوسف الذي كان مقيدًا من قبل عدة مفتشين، وكانت قلقة عليه.ليلى السعدي لم تنظر حتى في اتجاهه وقالت ببرود: "ماذا يمكن أن يحدث له؟ في أسوأ الأحوال سيجلس في مركز الشرطة لبضعة أيام. لا تهتمي به.""أمي، لكن...""لا يوجد 'لكن'. إنه مجرد زوج م
بعد أن أنهى كلامه، ألقى يوسف هاتفه نحو المفتش يونس.أخذ المفتش يونس الهاتف وهو متردد، ولكن في اللحظة التالية تغيّرت ملامحه قليلاً وقال: "ندى الكيلاني، هل هذا أنتِ؟ نعم، نعم! خطئي، خطئي!""سيد يوسف، أنا أعتذر بصدق. لم أكن أعلم من أنت، أرجو مسامحتي!"بعد أن أنهى المكالمة، انحنى باحترام أمام يوسف ثم غادر بسرعة مع رجاله.كان يمزح؟ لا يمكنه أن يزعج شخصًا مثل هذا!"يوسف... سيد يوسف؟" عندما سمع شهراني الحجازي ما قاله المفتش يونس، اهتز جسده بالكامل وشعر بأن الظلام يغزو رؤيته.سقط على الأرض وهمس لنفسه: "كيف يمكن؟ أنت مجرد أحمق، كيف يمكن أن تكون الرئيس الجديد؟ هذا مستحيل! مستحيل!""مستحيل! أفراد عائلة آل فهد من الشباب، جميعهم مشهورون وقويون. لا يمكن أن تكون أنت..."استمر شهراني الحجازي في هز رأسه، وكان على وشك الجنون.لم يستطع أبدًا تصديق أن هذا الأحمق الذي لطالما احتقره، يمكنه سحقه بسهولة كما يسحق المرء نملة."أرجوك، أخبرني من أنت حقًا. حتى لو كنت سأموت، أريد أن أفهم!" كان شهراني الحجازي في حالة انهيار تام، وكان على وشك البكاء."ألم تسمع عن وريث عائلة آل فهد من قبل؟" قال يوسف بهدوء."أنت... الس
مدينة البحر الجنوبي، فيلا عائلة زين.اليوم هو عيد ميلاد الجد زين السبعون.قدّم جميع أحفاد عائلة زين هداياهم وقالوا بصوت واحد: "نتمنى للجد زين عمرًا طويلًا."جلس الجد زين في المقعد الرئيسي، وهو مبتسم، وقال: "حسنًا، حسنًا، أنتم جميعًا أطفال جيدون. اليوم أنا سعيد، وسأحقق لكل واحد منكم أمنية، قولوها!""جدي، أعجبتني شقة في مدينة الساحل، ليست غالية، فقط 150 ألف دولار ...""جدي، أريد حقيبة شانيل المحدودة الإصدار...""جدي، أريد سيارة BMW رياضية...""جدي، أريد شراء ساعة رولكس...""......""حسنًا، سأعطيكم جميعًا!" وافق الجد زين بفرح.جميع الأحفاد من عائلة زين أصبحوا في غاية الفرح وعلى وشك السجود على الأرض.في هذه اللحظة، تقدم صهر العائلة، يوسف بن علي، المقيم في عائلة زوجته وقال: "جدي، هل يمكن أن تشتري لي دراجة كهربائية، لتسهل عليّ الذهاب إلى السوق لشراء الخضروات..."بمجرد أن انتهت كلماته، سادت حالة من الصدمة في عائلة زين، وكان الجميع ينظرون إلى يوسف بن علي بدهشة، وكأنهم يرون مجنونًا.هل أصبح صهر العائلة في هذا الوضع؟ ماذا يحدث اليوم؟ هل يجرؤ صهر العائلة المقيم في منزل زوجته على الحديث في مثل هذ
"بيان عن عائلة آل فهد." عبس يوسف قليلاً.عائلة آل فهد، المعروفة بأنها العائلة الأولى في الجنوب، هي الأقوى في المنطقة.كان يوسف وريث العائلة الأساسي.قبل ثلاث سنوات، قاد يوسف عائلة آل فهد بجهوده الخاصة نحو القمة، وحتى أنه أسس مجموعة مالية تبلغ عشرات مليارات الدولارات.لكن قبل أن يتمكن من قيادة العائلة إلى قائمة أفضل عشر عائلات في البلاد، قام أحد أفراد العائلة بالخيانة وتحرك ضد يوسف.تم استبعاده من سجل العائلة، وتم إرسال والديه إلى مهمة في جبال الأساطير لتنفيذ خطة استحواذ، لكنهم لم يعودوا أبدًا.خرج يوسف من عائلة آل فهد قبل ثلاث سنوات بدون أي شيء، وتعرض لمرض خطير بسبب الصدمة. في تلك اللحظة، ساعدته جدة عائلة زين وتبنت زواجه من مروة زين، مما أنقذه من الضياع.على الرغم من أنه متزوج من مروة زين منذ ثلاث سنوات، إلا أن العلاقة بينهما كانت اسمية فقط، ولم يكن هناك أي تفاعل حقيقي بينهما.لولا أن عائلة زين كانت تهتم بسمعتها، لما سمحوا ليوسف حتى بالنوم في مكتبة المنزل.مرت ثلاث سنوات، لكن كل شيء بدا وكأنه حدث بالأمس.شعر يوسف أنه قد اعتاد على هذا النمط من الحياة، فهو في النهاية الزوج المتطفل لمروة
بعد نصف ساعة، وصل يوسف بن علي إلى باب شركة مروة زين.كان على وشك الدخول، لكن حارس الأمن عند الباب أوقفه بعصا الكهرباء وقال ببرود: "اغرب عن وجهي، نحن لا نرحب بالشحاذين هنا."يوسف كان قد استيقظ للتو، ولم يغتسل بعد، وكان يرتدي قميصاً وسروالاً قصيرين بهما عدة ثقوب، مما جعله يبدو حقًا كأحد المتشردين على الطريق.يوسف اعتاد على ذلك، فابتسم قائلاً: "أخي الحارس، أنا هنا لأحضر بعض الملفات لزوجتي.""زوجة؟! بهذا الشكل؟" نظر إليه الحارس بشك وقال: "هل هي السيدة زينب من التنظيف أو السيدة ليلى من المطبخ؟""زوجتي هي مروة زين." قال يوسف.ارتجف الحارس للحظة، ثم انفجر بالضحك قائلاً: "آه، إذاً أنت زوج ابنتهم المتزوج في المنزل... هاهاهاها..."هز يوسف رأسه، ولم يتوقع أن يكون مشهورًا إلى هذا الحد."حسنًا، أعطني الملفات. لقد أبلغتنا السيدة زين أن نسلمها لي إذا أتيت." قال الحارس."لا،" هز يوسف رأسه بعزم قائلاً: "أختي قالت إن هذه الملفات مهمة جدًا، وعليّ أن أسلمها شخصيًا لزوجتي. أرجوك دعني أمر.""أنت!" أشار الحارس إلى يوسف بوجه مندهش، قائلاً في سره: "هل هذا الشاب مجنون؟ ألا يعلم مدى كره عائلة زين له؟ وكيف يمكنه
"تفسير؟ لماذا يجب أن أقدم لك تفسيراً؟" قال يوسف بن علي ببرود، "مروة زوجتي، من الأفضل أن تبقى بعيداً عنها. إذا كنت تشعر بالغيرة، فاذهب إلى مكان آخر!""إذا كانت زوجتي تحب الورود، سأشتريها بنفسي! لا أحتاج إلى شخص غريب مثلك لتقديمها!""هي بهذا الجمال، كيف يمكن لهذه الورود التافهة أن تناسبها؟ سأرسل لها وروداً من مدينة النهرين الليلة!"أنت غبي ولا أحمق؟ وردة واحدة من مدينة النهرين بعشرة آلاف دولار، تقدر تشتريها؟ سمعت إنك أمس كنت تطلب من السيد زين دراجة كهربائية؟ مثلك هذا الفاشل، حتى لو بعت كليتك ما تقدر تشتري وردة واحدة! من وين لك الجرأة تتفاخر كذا؟" نظر شهراني الحجازي إلى يوسف بازدراء، وعيناه تتلألآن بالبرود. كونه صاحب منصب رفيع في شركة الاستثمارات آل فهد، متى كان لشخص مثل يوسف، وهو زوج يعيش في بيت أهل زوجته، الجرأة للتحدث معه بهذه الطريقة؟ وما أثار غضبه أكثر هو أن يوسف تجرأ على تدمير الورود التي كلفته الكثير، ثم أمسك بيد محبوبته وسحبها إلى المصعد. ماذا ينوي هذا الفاشل فعله؟فجأة، ارتسمت على وجه شهراني ابتسامة ساخرة، ثم قال بثقة تامة: "مروة، هل تريدين استثمارًا بقيمة700,000 دولار؟ أستطيع م