الفصل 3
بعد نصف ساعة، وصل يوسف بن علي إلى باب شركة مروة زين.

كان على وشك الدخول، لكن حارس الأمن عند الباب أوقفه بعصا الكهرباء وقال ببرود: "اغرب عن وجهي، نحن لا نرحب بالشحاذين هنا."

يوسف كان قد استيقظ للتو، ولم يغتسل بعد، وكان يرتدي قميصاً وسروالاً قصيرين بهما عدة ثقوب، مما جعله يبدو حقًا كأحد المتشردين على الطريق.

يوسف اعتاد على ذلك، فابتسم قائلاً: "أخي الحارس، أنا هنا لأحضر بعض الملفات لزوجتي."

"زوجة؟! بهذا الشكل؟" نظر إليه الحارس بشك وقال: "هل هي السيدة زينب من التنظيف أو السيدة ليلى من المطبخ؟"

"زوجتي هي مروة زين." قال يوسف.

ارتجف الحارس للحظة، ثم انفجر بالضحك قائلاً: "آه، إذاً أنت زوج ابنتهم المتزوج في المنزل... هاهاهاها..."

هز يوسف رأسه، ولم يتوقع أن يكون مشهورًا إلى هذا الحد.

"حسنًا، أعطني الملفات. لقد أبلغتنا السيدة زين أن نسلمها لي إذا أتيت." قال الحارس.

"لا،" هز يوسف رأسه بعزم قائلاً: "أختي قالت إن هذه الملفات مهمة جدًا، وعليّ أن أسلمها شخصيًا لزوجتي. أرجوك دعني أمر."

"أنت!" أشار الحارس إلى يوسف بوجه مندهش، قائلاً في سره: "هل هذا الشاب مجنون؟ ألا يعلم مدى كره عائلة زين له؟ وكيف يمكنه الدخول إلى الشركة بهذا الشكل دون أن يؤثر على صورتها؟"

بينما كانا يتحدثان، فجأة سُمعت أصوات محرك سيارة، وبعد لحظات توقفت سيارة BMW الفئة الخامسة بجانب دراجة يوسف الكهربائية، ثم نزل منها شهراني الحجازي حاملاً باقة من الورود.

"صباح الخير يا سيد شهراني!" قال الحارس بانحناءة كبيرة وتملق، "تفضل، السيدة زين تنتظرك في المكتب منذ فترة."

أومأ شهراني برأسه دون أن يلقي نظرة على يوسف، وتوجه مباشرة إلى باب الشركة.

كان يوسف على وشك الدخول بعده، لكن الحارس مرة أخرى رفع عصا الكهرباء ليمنعه.

"ما الأمر؟ لماذا يستطيع هو الدخول ولا أستطيع أنا؟" سأل يوسف بنبرة غاضبة.

تنهد الحارس قائلاً: "يوسف، أنت مجرد زوج يعيش في بيت أهل زوجته، كيف تجرؤ على مقارنة نفسك بالسيد شهراني؟ هل ترى الورود التي يحملها؟ كل باقة تكلف آلاف الدولارات. هل يمكنك شراء شيء كهذا؟ أرى أنك حتى سوف تفقد صفتك كوجها المتطفل في المنزل."

توقف يوسف للحظة، ثم عبس وسأل: "ماذا تقصد؟"

"أنت تستهين بنفسك؟ أم تتظاهر بأنك لا تعلم؟ الحادث التي وقعت في حفل العشاء ليلة أمس انتشرت في المدينة بأكملها، والجميع يعلم أن السيد شهراني يطارد السيدة زين. هما الثنائي المثالي، وأنت؟ بشكلك هذا البائس، والله ما أدري كيف تزوجك السيدة زين!" قال الحارس وهو يسب ويشتم.

......

في الطرف الآخر، فتحت أبواب المصعد في بهو الشركة، وخرجت مروة زين مرتدية فستانًا مزينًا بالورود، مما زاد من جمالها.

عندما رأت شهراني، ابتسمت وهزت رأسها قائلة: "أهلاً سيد شهراني، انتظرناك طويلاً."

شهراني ضيق عينيه وظهر في عينيه بريق طفيف من الجشع بالكاد يلاحظ ولحس شفتيه بلا وعي. ثم قدم باقة الورود قائلاً: "مثلما تقدم السيوف للأبطال، تقدم الزهور للجميلات. مروة، جمالك يفوق الزهور، وأنت الوحيدة التي تستحق أن تكون سيدة هذه الباقة."

ارتفعت حاجبا مروة قليلاً، متذكرة ما حدث ليلة أمس عندما طلب شهراني الزواج منها أمام الجميع. على الرغم من أنها لم تكن ترغب في لقائه، إلا أنها كانت بحاجة إلى تمويل لشركتها، ولم يكن أمامها خيار سوى التحدث معه.

ابتسمت مروة قائلة: "أنت كريم يا سيد شهراني. لقد دعوتك اليوم لمناقشة العمل، لا لأتلقى هدايا. لا يمكنني قبولها."

ضحك شهراني قائلاً: "هذه مجرد إشارة صغيرة. إن كنت لا تريدينها، هل تظنين أن هديتني هذه متواضعة؟ إذاً سأجلب لك دفعة كاملة من الورود الطازجة من مدينة النهرين."

أجابته مروة: "ليس من الضروري. سمعت أن الورود في مدينة النهرين هذا العام قليلة الإنتاج، ويبلغ سعر الوردة الواحدة هناك حوالي 14,000 دولار. الأمر لا يستحق ."مروة زين هزت رأسها، على الرغم من أنها تحب ورود مدينة النهرين، إلا أن الأسعار الآن أصبحت لا تُحتمل.

ارتجف شهراني للحظة. إن كان عليه أن يرسل وردة واحدة، فلن يكون الأمر مشكلة، ولكن باقة كاملة؟ هذا قد يكلفه ملايين الدولارات. حتى شهراني المعروف بثروته شعر ببعض الإحراج.

في هذا الوقت، فجأة اخترق يوسف بن علي بوابة الأمن، وأخذ باقة الورود من شهراني ورماها على الأرض، ثم داس عليها عدة مرات.

"زوجتي، لا تأخذي هدايا من الآخرين. إذا كنت تريدين الورود، سأشتري لك. أليس الأمر مجرد ورود؟!" قال يوسف وهو يمسك بيد مروة ويسحبها نحو المصعد.

"يوسف، اترك يدي!" صاحت مروة بصوت منخفض.

كانت في بهو الشركة، حيث يتنقل الناس باستمرار. لا يمكنها كمديرة أن تظهر بموقف محرج أمامهم.

"أيها الوغد! عد إلى هنا!" كان شهراني الحجازي يشعر ببعض الحرج في البداية، لكنه الآن كان يرتجف من شدة الغضب. تلك الباقة التي اختارها بعناية وكلفته ما يقرب من 1400 دولار لم تُقدم بعد، لكن يوسف داس عليها. كيف لا يغضب؟

الأمر الأكثر إثارة للغضب هو أن هذا العاجز يمسك بيد المرأة التي يعتبرها شهراني معشوقته، وهو نفسه لم يجرؤ حتى على لمسها.

"لقد دمرت وردتي، هل يمكنك تعويض ثمنها؟ من تظن نفسك؟!" صرخ شهراني، وهو يضرب بيده اليسرى على باب المصعد الكهربائي الذي كان على وشك الإغلاق، مما أدى إلى فتحه من جديد. "يا لك من عاجز! إذا لم تفسر ما فعلته اليوم، سأجعلك تندم!"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP