الفصل 11
"تريدين مني أن أخرج؟"

يوسف بن علي ابتسم بسخرية. كيف يمكن لموظفة أن تطلب من رئيسها أن يغادر؟

"هل لا تفهم ما أقوله؟ قلت لك أن تغادر! لا يهمني من قام بتوظيفك أو ما هو خلفيتك. كلمة واحدة فقط، اخرج فوراً!" قالت سونيا السعيد بغضب شديد.

بعد قول ذلك، أخرجت سونيا حزمة من المال من حقيبتها ورمتها على الأرض بغضب قائلة: "لا تريد المغادرة، أليس كذلك؟ أليس كل ما تريده هو المال؟ خذ المال واغرب عن وجهي!"

في تلك اللحظة، فُتح المصعد الخاص بالرئيس التنفيذي بصوت "بيب"، وانحنى الموظفون في المكان بسرعة لتحيته.

بعد ذلك مباشرة، جاءت شابة في العشرينيات من عمرها، ترتدي بنطالاً جلدياً أنيقاً وقميصاً أبيض، وشعرها مربوط في ذيل حصان طويل، حاملة حقيبة وثائق وسارت بسرعة نحوهم.

كانت جمالها مشابهًا لجمال سونيا السعيد، لكن شخصيتها وأناقتها كانتا لا تقارنان.

لم تلتفت الشابة إلى أي شخص آخر، بل تقدمت بسرعة نحو يوسف بن علي وانحنت بزاوية 90 درجة قائلة: "عذرًا، سيدي الرئيس، لقد تأخرت."

نظر يوسف إلى الشابة وتذكرها، كانت هي ندى الكيلاني، التي كانت تعمل معه سابقاً في عائلة آل فهد. لم يتوقع أن تكون الآن سكرتيرة الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات آل فهد.

"لم أرك منذ فترة طويلة." قال يوسف وهو يهز رأسه برفق.

"ندى، هل جننتِ؟" قالت سونيا بغضب وهي تتقدم خطوة إلى الأمام. "الجميع يعرف من هو رئيسنا التنفيذي، لا يمكنك أن تنادي شخصاً ينظف المكاتب بالرئيس!"

"عامل نظافة؟" نظرت ندى بحذر إلى يوسف، وبعد أن لاحظت وجهه الهادئ، استدارت ببرود نحو سونيا قائلة: "مديرة سونيا، افتحي عينيك جيداً. من اليوم فصاعداً، هذا هو الرئيس التنفيذي الجديد لشركتنا، السيد يوسف بن علي."

"ماذا!؟" كان الجميع حولهم في حالة صدمة وذهول.

خصوصاً قائد الأمن، الذي شعر بأن قدميه قد بدأت ترتجفان.

هل أنا طلبت من الرئيس التنفيذي أن يغادر... هذا...

"كيف يمكن ذلك! هذا مستحيل!" عضت سونيا شفتيها وقالت: "هذا الشخص يُدعى يوسف بن علي، نعم، لكنني أعرفه جيداً. كنا زملاء في الجامعة، وأعرف تماماً ما هو عمله. كيف يمكن أن يكون رئيسنا التنفيذي؟"

شعرت سونيا بأن عينيها بدأت تغيم وأنها على وشك الإغماء.

أي رئيس تنفيذي يعيش مع عائلة زوجته؟

ومن هو الرئيس التنفيذي الذي يأتي إلى العمل مرتدياً هذه الملابس؟

كما أنه كان يعمل كنادل مزيف في فندق بلاتينيوم وتم كشفه؟

شخص مثل يوسف، حتى لو ارتدى الثياب الملكية، لن يبدو كأمير أبداً!

"ما إذا كان هو الرئيس التنفيذي أم لا، فهذا ليس قراراً يمكن لمديرة صغيرة مثلك أن تتخذه." قالت ندى ببرود.

نطقت ندى بكلمة "مديرة" بحدة ووضوح.

في الآونة الأخيرة، كان الجميع يتحدثون عن ترقية سونيا إلى مدير عام، وكان الكثيرون يتملقونها، ولكن الآن...

"ووووم!"

في تلك اللحظة، أصبحت سونيا شاحبة تماماً وشعرت بأن قدميها أصبحت ضعيفة جداً، ولم تجرؤ على النظر في عيني يوسف.

رغم أنها كانت قد حققت إنجازات بارزة في شركة الاستثمارات آل فهد، وبنت علاقات واسعة، وكانت على وشك أن تُرقى إلى منصب المدير العام.

لكنها اليوم تجرأت على أن تطلب طرد الرئيس التنفيذي وألقت المال في وجهه...

يوسف... سيدي الرئيس... لم أكن أقصد..." بعد فترة طويلة، اقتربت سونيا السعيد من يوسف بن علي وهي ترتجف وقالت بصوت متلعثم."

التقطي المال من الأرض، فقد يكون هذا هو مصروفك اليومي من الآن فصاعداً." قال يوسف ببرود."

ارتجفت سونيا قليلاً ولم تجرؤ على الرد.

لم يهتم يوسف بها، بل نظر إلى قائد الأمن.

في تلك اللحظة، كان قائد الأمن في حالة ذهول تام، ووجهه شاحب.

لقد تم فصلك." قال يوسف ببرود قبل أن يستدير ويدخل المصعد الخاص بالرئيس التنفيذي."

بدأ الجميع يتبعون يوسف، وتحدث العديد من الموظفين حول ما حدث.

كانت شركة الاستثمارات آل فهد كبيرة جداً وتضم أكثر من خمسة آلاف موظف، وكان القليل منهم فقط يعلمون أن الرئيس التنفيذي قد تم تغييره فجأة.

لكن الآن، بعد هذه الحادثة، علم الجميع في الشركة بأن الرئيس التنفيذي قد تم تغييره.

مكتب الرئيس التنفيذي كان يقع في أعلى طابق من المبنى، ويحتل طابقاً كاملاً، وقد تم ترتيبه بناءً على تفضيلات يوسف السابقة.

جلس يوسف بشكل عفوي على كرسي الرئيس التنفيذي، بنظرة مدهشة، فطارق آل فهد كان حقاً جيداً في تدبير الأمور، حيث قام حتى بترتيب المكتب بالشكل الذي يجعله يشعر بالراحة بعد إنفاق الـ 14 مليون دولار.

في المكتب، كان يوسف وندى فقط، بالإضافة إلى سونيا التي كانت تقف هناك بقلق.

ندى لم تهتم بسونيا، بل أخرجت بعض الملفات ووضعتها أمام يوسف قائلة: "سيدي الرئيس، جميع الوثائق هنا، واعتباراً من اليوم أصبحت الشركة ملكك."

تفحص يوسف الملفات بعناية، وبعد أن تأكد من عدم وجود ثغرات في العقود، قام بالتوقيع عليها بكل ثقة.

ثم أخرجت ندى ملفاً آخر قائلة: "سيدي الرئيس، هذه بعض المشاريع الكبيرة من العام الماضي، بالإضافة إلى الاستثمارات المقترحة حديثاً، وهنا أيضاً قائمة بأسماء المرشحين للترقية. يُرجى مراجعتها."

"لا حاجة لمراجعتها، ألغوا جميع الاستثمارات المقترحة سابقاً، وأخبروا الشركاء أن الرئيس التنفيذي قد تغير." قال يوسف ببرود، جملة واحدة كانت كفيلة بتحديد مصير العديد من العائلات في مدينة البحر الجنوبي.

وأعلنوا أيضاً أننا سنضيف استثمارات بقيمة 7 ملايين دولار للمشاريع الأكثر أهمية في المدينة."

أما بالنسبة للترقيات، فلنؤجلها حتى أتعرف على الأشخاص المعنيين."

"حاضر!" قالت ندى دون أي اعتراض وغادرت المكتب بسرعة.

أما سونيا التي كانت تقف في الزاوية، فقد شعرت بأن رأسها يطن، إذ أدركت أن جملة واحدة من يوسف كانت كافية لإلغاء ترقيتها.

وعلاوة على ذلك، تم إلغاء جميع استثماراتها المتفق عليها سابقاً، مما يعني أن سنوات من الجهد قد ذهبت سدى، وقد تفقد وظيفتها أيضاً...

عندما تذكرت قروضها الشهرية على السيارة والمنزل، شعرت سونيا بأن الدنيا بدأت تدور من حولها.

لم تعرف من أين جاءتها الشجاعة، لكنها تحدثت بصوت منخفض جداً: "سيدي الرئيس، لم أكن أقصد ذلك حقاً. من أجل زمالتنا القديمة، أرجوك سامحني ولا تطردني، أعدك أن أفعل أي شيء تريده!"

"أي شيء؟" ضحك يوسف ساخراً وهو ينظر إلى سونيا من أعلى إلى أسفل وقال: "إذاً أخبريني، ما الذي تعتقدين أنني سأفعله بك؟"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP