الفصل 15
بينما كانت مروة زين تشعر ببعض الارتباك، بدأ قلبها يدفأ قليلاً، وشعرت بشيء من الغرابة.

كانت تعتقد منذ البارحة أن الورود وقلب النهرين قد تكون هدية من شهراني الحجازي. والآن بعد أن اعترف بنفسه، تأكدت من ذلك.

لم تتوقع أن يكون شهراني رجلًا يفعل ما يقول. لقد قال البارحة في الصباح إنه سيرسل الورود، وفي المساء كانت قد وصلت، حتى قلب النهرين كان جاهزًا.

هذا شيء لا يمكن ترتيبه بسرعة، لذا كان من المحتمل أنه كان يستعد لهذه اللحظة منذ فترة طويلة.

رغم أنها متزوجة، وكانت تعلم أنها لا تستطيع الموافقة على هذا الزواج، إلا أنها شعرت ببعض التأثر والحرج.

في هذه اللحظة، قال طارق زين وهو يقف ويشير نحو يوسف بن علي بضحكة عالية: "انظروا إلى وجه يوسف! يبدو كأنه متجمد من الخوف! هاهاها!"

عندما سمع الآخرون حديثه، بدؤوا بالضحك والاحتفال.

في الحقيقة، كان وجه يوسف بن علي مظلمًا جدًا في تلك اللحظة. لم يكن هذا بسبب الخوف، بل بسبب شعوره بالغضب من جرأة شهراني على سرقة الفضل.

"شهراني، انظر إلى هذا الصهر الفاشل، ربما يفكر في ضربك الآن!" تابع طارق ضاحكًا.

"هل يجرؤ؟ هذا الفاشل لا يجرؤ على لمس شعرة من شهراني! هاهاها!"

"هذا الصهر لا يقارن حتى بشعرة من شهراني، لو تجرأ على الحركة، سنضربه حتى الموت!"

"ما بالك، لا تجرؤ على الكلام؟ هل خفت؟" ضحك طارق عاليًا وقال: "يوسف، هل يمكنك أن تكون أكثر فشلًا؟ الليلة جاء شخص ليطلب يد زوجتك وأنت لم تنبس ببنت شفة. حقًا، أنت أفشل صهر رأيته في حياتي!"

"هاهاها!"

بعد تلك الكلمات، انفجر الجميع ضاحكين بصوت أعلى.

وجه مروة زين كان مشوهًا بالغضب. رغم أنها لا تزال متزوجة من يوسف بالاسم، إلا أن هذا الموقف جعلها تشعر بالخجل الشديد.

لو كانت تعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد، لما كانت ستأخذ يوسف معها.

بجانبها، نظرت ليلى السعدي إلى يوسف بغضب وقالت: "ماذا؟ هل أنت غاضب الآن؟ لو تلفظت بكلمة واحدة، سأريك العواقب!"

"يوسف، هل تخاف من حماتك إلى هذه الدرجة؟ لا تجرؤ حتى على قول شيء واحد؟ تعال، أخبرنا بما تشعر به الآن. شهراني يطلب يد زوجتك، ما رأيك؟ هل توافق أم ترفض؟ قل شيئًا!"

لم يتوقف طارق عن السخرية، وكأن كل هذا الإذلال كان مجرد متعة له.

يوسف نظر إلى طارق بنظرة هادئة وقال ببطء: "حسنًا، طالما أنكم تريدونني أن أتكلم، سأقول... دعونا نضع كل شيء جانبًا، لكنني أريد أن أوضح أن قلب النهرين الذي ترتديه مروة، هو هديتي، ولا أرغب في أن يدعي أحد أنه منحه لها."

في تلك اللحظة، ساد الصمت على القاعة بأكملها. الجميع نظر إلى يوسف وكأنه قال شيئًا جنونيًا.

"هاهاها..."

بعد لحظات، لم يستطع أحد أن يمسك نفسه، فبدأوا جميعًا يضحكون بصوت عالٍ.

"هل سمعت ما قاله؟ يدعي أن قلب النهرين كان هديته؟ هل يعرف كم يكلف هذا الشيء؟"

"لطالما سمعنا أن هذا الرجل غريب الأطوار، لكن الآن تأكدنا من ذلك! دماغه مملوء بالخرافات!"

"تلك الجوهرة الأسطورية أرسلها شهراني، وهو يجرؤ على الادعاء بأنها هديته؟ يا له من كاذب وقح!"

كانت القاعة ممتلئة بالضحكات الصاخبة، لكن وجه شهراني الحجازي ظل متماسكًا بعض الشيء. ومع ذلك، ابتسم ابتسامة ساخرة وعاد للهدوء.

طارق زين لم يستطع التوقف عن الضحك، وضرب الطاولة وقال: "يوسف، أنت جيد في التخيل! كيف تجرؤ على قول مثل هذه الأمور؟ هل تعتقد حقًا أن أحدًا سيصدقك؟ حسنًا، حتى لو افترضنا أننا سنصدقك، كيف حصلت على هذا الشيء؟"

"طلبته من شخص ما." قال يوسف بنبرة هادئة. هذه الجوهرة تم إرسالها إليه من عائلة آل فهد، لذا بالطبع كانت تم شراؤها.

"طلبته؟" قال طارق محاولًا كتم ضحكته، "إذن، بكم اشتريته؟"

"لم أحتاج إلى المال، أعطاني إياه شخص ما كهدية مقابل خدمة قدمتها له." رد يوسف بهدوء.

"هدية مقابل خدمة؟" كاد طارق أن يسقط على الأرض من الضحك.

ضحك الجميع في القاعة حتى لم يستطيعوا التنفس.

هذا الادعاء من يوسف كان أكبر كذبة سمعوها في حياتهم!

"خدمة؟ ماذا فعلت بالضبط؟" سأل طارق بسخرية.

"قدم لي طلبًا للحصول على استثمار." قال يوسف بهدوء، "استثمار من شركة آل فهد للاستثمار."

طارق كاد يختنق من الضحك: "يوسف، فقط لأن اسمك يشبه اسم الشركة، تظن أن لديك علاقة بهم؟"

في هذه اللحظة، نظر شهراني الحجازي إلى يوسف بعيون مليئة بالتهكم وقال: "يا فاشل، هل تقصد أن تقول إنك تقرر كيفية استخدام أموالنا؟ الأكل يمكنك تناوله كما تشاء، ولكن لا تتحدث بأي كلام غير مسؤول. كيف تجرؤ على استخدام اسم شركة آل فهد للاستثمار؟"

يوسف رد بنبرة باردة: "يا شهراني، أنت مجرد موظف متوسط المستوى في الشركة، وتستخدم اسم آل فهد للتباهي والاحتيال. هل فكرت في العواقب؟"

شهراني ضحك بسخرية: "يا فاشل، هل تعرف حتى مكانتي في الشركة؟ لا يمكنك تخيل ذلك. أنا مدير المشاريع في الشركة، وأشرف على استثمار جزء كبير من تلك الـ50 مليون دولار."

"هل تعرف ما يعنيه ذلك؟ هذا يعني أنني أقرر مصير العديد من الشركات والعائلات هنا في مدينة البحر الجنوبي."

طارق زين نظر إلى شهراني بإعجاب، ثم التفت إلى يوسف قائلاً: "يوسف! كيف تجرؤ على انتقاد شهراني، مدير المشاريع في شركة آل فهد؟"

"يا يوسف، أنصحك أن تعتذر فورًا لشهراني وإلا فإن الأمور ستصبح سيئة."

"يا شهراني، لا تهتم بما يقوله هذا الفاشل. فهو لا يعرف شيئًا عن مكانتك العالية."

"نعم، بوجود شهراني، نحن عائلة زين يمكننا الحصول على استثمارات في أي وقت."

كان يوسف يستمع إلى كل تلك الإهانات بصمت، ثم قال بسخرية: "سمعت أن الـ50 مليون دولار يتم التحكم بها بالكامل من قبل الرئيس التنفيذي الجديد لشركة آل فهد للاستثمار. هل يستطيع موظف مثلك حتى أن يتدخل؟"

شهراني ضحك بصوت عال وقال: "هل تتظاهر بأنك تعرف شيئًا عن الأمور الداخلية للشركة؟ أنا الرجل الموثوق للرئيس التنفيذي، أحظى بكامل الثقة."

في الواقع، لم يكن شهراني قد التقى بالرئيس التنفيذي الجديد، لكنه كان يعلم أن عائلة زين لن تشكك في كلامه، لذا كان يستغل ذلك.

يوسف ضحك بسخرية وقال: "موثوق؟ يا شهراني، أنت تجيد الكذب."

شهراني نظر إلى يوسف بارتباك ثم قال: "ماذا تعني؟ هل تظن أنك تعرف الرئيس التنفيذي الجديد؟ حتى الجد زين لا يعرفه، فكيف تعرفه أنت، الفاشل المتطفل؟"

"يا شهراني، لا تهتم بما يقوله. إنه مجرد أحمق."

"انظروا إلى هذا الغبي، يبدو وكأنه يظن نفسه شخصية مهمة."

"كفى!" صاح الجد زين بصوت بارد، ونظر إلى يوسف بغضب: "يوسف، ليس لك الحق في التحدث هنا. لا تظن أنك شيء مهم. اذهب وقف في الزاوية!"

"نعم، اذهب وكن صامتًا! أنت السبب في إذلالنا."

شهراني ابتسم بهدوء ثم قال: "لن أكون قاسيًا معك، سأعطيك فرصة..."

"إذا استطعت أن تقول لي من هو الرئيس التنفيذي الجديد لشركتنا، فسأعتذر لك. ولكن إذا لم تستطع، فعليك أن تزحف خارج باب عائلة زين اليوم!"

ابتسم شهراني وكأنه متأكد من فوزه. كان يعلم أن حتى الجد زين لا يعرف اسم الرئيس التنفيذي الجديد، فكيف سيعرفه يوسف؟"السيد شهراني فعلاً عنده قلب واسع يسع الدنيا، حتى هذا الفاشل الذي ما يعرف إلا يعيش على حساب غيره أعطاه فرصة، والله إنك عطيت عائلة زين كرامتها!"

"يا يوسف، ما عندك خجل؟ بسرعة اركع واعتذر للسيد شهراني!"

"يا يوسف، من تظن نفسك؟" قامت أم مروة وصرخت عليه، "من أعطاك الحق لتقفز هنا؟ هل فعلاً تظن نفسك شخصًا مهمًا؟ كيف تجرؤ على إصدار الأوامر هنا؟ اخرج فورًا!"

ضحك الجميع، وجوههم مليئة بالقهر وكأنهم يحبسون ضحكاتهم، حتى حماته لم تعطه أي احترام، هذا الزوج المتطفل كان من الأفضل له أن يموت.

لو كان هذا في السابق، كان يوسف اعتذر بهدوء. لكن في هذه اللحظة، ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي يوسف، ونظر إلى أم مروة بنظرة باردة.

حتى مروة نفسها لم تصدق ما تراه، مرت ثلاث سنوات على زواجهما، ولم تتخيل أن يوسف الضعيف والبائس الذي عرفته، بات الآن يبدو غريبًا تمامًا.

وقف يوسف ببطء، ونظر حوله إلى الجميع، ولم يعد قادرًا على تحمل وجوههم القبيحة.

أخذ نفسًا عميقًا وقال بصوت بارد: "ألم يكن الجميع يريد معرفة من هو الرئيس الجديد لشركة آل فهد للاستثمار؟"

"حسنًا! اليوم سأخبركم!"
Sigue leyendo en Buenovela
Escanea el código para descargar la APP

Capítulos relacionados

Último capítulo

Escanea el código para leer en la APP